اكتست مكتبة الإسكندرية باللون البرتقالي، مساء الاثنين، للتعبير عن التضامن العالمي لإنهاء أشكال العنف كافة ضد النساء والفتيات، بالتزامن مع إطلاق فعاليات حملة «الستة عشر يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة»، التي تنظمها المكتبة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وبمشاركة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تحت شعار «اتحدوا لإنهاء العنف الرقمي ضد النساء».
وسلّطت فعاليات الحملة الضوء هذا العام على التحديات التي تواجه النساء والبطلات في المجال الرياضي، وبينما أكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن معاناة المرأة من العنف والتهميش والسيطرة الذكورية «قضية عالمية» لا تقتصر فقط على المجتمعات النامية، انتقد ما سماه «النظرة الثنائية» التي تحكم المجتمع (البيت مقابل العمل، الظل مقابل النور)، مشيراً في بيان للمكتبة، الثلاثاء، إلى أن المرأة تمتلك قوة هائلة تمكنها من هندسة المنظومة الأسرية حتى وإن كانت في منطقة الظل.

وحذّر مدير مكتبة الإسكندرية من خطورة «العنف الرقمي»، وعدّه شكلاً مستحدثاً من أشكال العنف الذي يقتحم الحياة الخاصة عبر الأجهزة الإلكترونية، مطالباً بضرورة تجاوز مجرد تنظيم الفعاليات إلى تقديم «بيانات وإحصاءات دقيقة» تدعم صانعي القرار، وتوفر بيئة رقمية آمنة ومطمئنة للنساء والفتيات تماماً، وتسعى إلى توفير الأمان في الواقع المادي.
وأشارت عضوة المجلس القومي للمرأة، الدكتورة ميادة عبد القادر، إلى أن حملة هذا العام تركز على «العنف الرقمي» بصفته أسرع الأنماط انتشاراً وأشدها تأثيراً على النساء والفتيات، مؤكدة أن المجلس يقف حائط صد من خلال مكتب شكاوى المرأة، ووحدات مكافحة العنف بالجامعات ووزارة الداخلية، لتقديم الدعم القانوني والنفسي اللازم للضحايا، فضلاً عن إطلاق حزمة الخدمات الأساسية للنساء المعنفات.
كما حذّرت الدكتورة سلمى ناصر، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، من أن العنف القائم على التكنولوجيا لم يعد مجرد ظاهرة افتراضية، بل تحول إلى «منظومة عنف جديدة» تخترق خصوصية البيوت، وتهدد السلامة الشخصية، مشيرة إلى «الإحصاءات المقلقة التي تظهر تعرُّض ما بين 16في المائة إلى 58 في المائة من النساء عالمياً للعنف الرقمي، وأن نصف النساء في المنطقة العربية لا يشعرن بالأمان عبر الإنترنت»، وفق بيان المكتبة.

وسلّطت الضوء على معاناة البطلات الرياضيات اللاتي يقفن في الصفوف الأمامية لهذه العاصفة، حيث يواجهن حملات تنمر وتحريض قد تصل آثارها النفسية إلى حد الانتحار، مما يستوجب تكاتفاً مجتمعياً لحماية حضورهن الرقمي.
واستعرضت الدكتورة سماء سلطان، بطلة السباحة ونائبة رئيس منطقة الإسكندرية للسباحة، تجربتها مع التنمر الإلكتروني والمجتمعي، وأشارت إلى أنها واجهت منذ صغرها تعليقات سلبية طالت شكلها وطول قامتها، وتطورت مع الوقت لتصبح انتقادات لملابسها الرياضية أو استنكار استمرارها في الرياضة بعد الزواج والعمل، مؤكدة أن وسيلتها الوحيدة للمواجهة كانت «العناد الإيجابي»، وتحويل هذه الإحباطات إلى وقود لتحقيق البطولات ورفع علم مصر، لتصبح قدوةً للأجيال الجديدة من السباحات الصغيرات، على حد تعبيرها.

