التسلُّق العلاجي وصفة ضدّ الاكتئاب

جلسات داخل المستشفيات تُخفّف القلق والوسواس وتمنح شعوراً بالإنجاز والثقة

التسلُّق العلاجي... لحظات يعلو فيها الجسد ويهدأ فيها العقل (بيكسيلز)
التسلُّق العلاجي... لحظات يعلو فيها الجسد ويهدأ فيها العقل (بيكسيلز)
TT

التسلُّق العلاجي وصفة ضدّ الاكتئاب

التسلُّق العلاجي... لحظات يعلو فيها الجسد ويهدأ فيها العقل (بيكسيلز)
التسلُّق العلاجي... لحظات يعلو فيها الجسد ويهدأ فيها العقل (بيكسيلز)

أفاد باحثون في جامعة إنسبروك وعيادة شون روزنيك في النمسا بأنّ جلسات تدريبات التسلُّق العلاجية المُنظّمة داخل المستشفيات، التي تحاكي تسلُّق الجبال والمرتفعات باستخدام الحبال في صالات التدريبات الرياضية، قد حسَّنت الحالة النفسية للمرضى الذين يعانون الاكتئاب أو اضطرابات القلق أو اضطراب الوسواس القهري.

وأشارت النتائج، في بيان نُشر الجمعة، إلى تحوّلات في الثقة بالنفس، والثقة بالآخرين، والتركيز، واستراتيجيات التأقلم، والتعامل مع الصعوبات الخاصة بالاضطراب. كما وصف كثيرون لحظات من الراحة من التفكير المطوّل أو القلق أو القهر.

في دراستهم المنشورة في «مجلة العلاج السلوكي والطبّ النفسي التجريبي»، استخدم الباحثون مقابلات شبه منظَّمة لاستكشاف كيفية تجربة المرضى في العيادة النفسية لمجموعة من تدريبات التسلق العلاجية الموحَّدة، والآثار الصحية التي نسبوها إليها.

ووفق نتائجهم، سيطرت المشاعر الإيجابية على المُشاركين. وتحدَّث كثيرون منهم عن مشاعر الفرح، والمرح، والراحة، والسعادة، وخفّة الحركة، والشعور بالارتياح بعد الجلسات. كما أدّى الوصول إلى قمة المسارات أو إكمال الحركات الصعبة إلى خلق مشاعر الإنجاز والرضا، وأعرب عدد من المشاركين عن فخرهم بخوض مَهمّات كانوا يتوقَّعون تجنُّبها في السابق.

وعلى مدار العقد الماضي، وصفت البحوث مجموعة من الفوائد المُرتبطة بالتسلُّق العلاجي، بدءاً من انخفاض عوارض الاكتئاب وتحسُّن عوارض القلق، وصولاً إلى تحسينات في تقدير الذات، والثقة بالنفس، والحالة العاطفية، وصورة الجسم، والتكيُّف الإيجابي، والحساسية الشخصية، وجودة الحياة المرتبطة بالصحة.

التسلُّق في العيادات

نشأ التسلُّق العلاجي وتسلُّق الصخور على أيدي أطباء أدخلوا هذه الرياضة إلى مصحّات الرعاية النفسية الجسدية. ويتطلَّب تسلُّق الحبال والصخور والمرتفعات مستويات عالية من التركيز والتنسيق مع الآخرين، ويمكن تصميمهما بما يتناسب مع مختلف مستويات اللياقة البدنية والحاجات السريرية.

ووفق النتائج، يمكن أن يُثير التعرُّض للارتفاعات خلال تسلُّق الحبال مشاعر قوية؛ إذ وصف المرضى تركيزهم الكامل على الحركة والمسكات والجدار، مما قلَّل التفكير والدوافع والقلق والمقارنات الاجتماعية.

كما وصف كثيرون لحظات من الصفاء الذهني والاستراحة المؤقتة من الأفكار المُتراكمة. وفي حين بقي الشك الذاتي حاضراً لدى كثيرين، فإنه غالباً ما ارتبط بالخوف من الأخطاء أو القلق من أن يُلاحظهم الآخرون.

وأوضح الباحثون أنّ استراتيجيات نفسية وعلاجية مفيدة قد ظهرت خلال الجلسات؛ إذ أفاد المشاركون بطلب المساعدة، وقبول الدعم، والتمهُّل، وتقسيم المَهمّات إلى خطوات أصغر، واستخدام حوار داخلي أكثر دعماً.

وأشار المشاركون الذين عانوا الخوف مسبقاً إلى أنّ التسلُّق ساعد على تهدئة مخاوفهم، فيما وصف الذين يعانون قلق التوقُّع الشديد شعورهم بالراحة حين وجدوا أنّ التجربة الفعلية أكثر تحمُّلاً مما كانوا يتخيَّلون.

أما المصابون بالاكتئاب فوصفوا لحظات كسر فيها التسلُّق دورات التفكير، أو حسَّن مزاجهم مؤقتاً، أو أوجد تجارب قوة بدنية وعقلية تناقض شعور العجز. كما ساعد التواصل الاجتماعي خلال الجلسات في مواجهة أنماط الانسحاب.

ووصف الأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق تعرُّضهم التدريجي لمواقف مخيفة، بما في ذلك الانخراط ضمن مجموعة، وتلقّي اهتمام الآخرين، وظهور علامات الذعر على الجدران. وأفاد بعضهم بتزايد شعورهم بالراحة مع تقدّم الجلسات.

ولاحظ المصابون باضطراب الوسواس القهري فترات قصيرة تخفّ فيها الدوافع القهرية عندما يضيق التركيز على مهمّة التسلُّق. وأتاحت مسكات اللمس، وارتداء المعدات المشتركة، أو تقييد سلوك التحقُّق فرصاً لممارسة أفعال بديلة. وعزَّزت تجارب النجاح في مواجهة الدوافع القهرية ثقتهم بقدرتهم على مواصلة هذا العمل.

ويُفسّر الباحثون هذه الروايات دليلاً على أنّ التسلُّق العلاجي يُنشّط عوامل ترتبط عادةً بالعلاجات النفسية الفعّالة، بما في ذلك تجارب الإتقان، والتفاعل الداعم، وسلوكيات جديدة في المواقف الصعبة، وتجديد الوصول إلى الموارد الشخصية. وقد أعرب المرضى عن رغبتهم الواضحة في نقل هذه التجارب إلى حياتهم اليومية، وكثيراً ما عدُّوا التسلُّق نشاطاً يستحقّ الاستمرار فيه بعد الخروج من المستشفى.


مقالات ذات صلة

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

يوميات الشرق الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال

ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال

ترتبط بتطبيق هاتفي يتنبأ بحدوثها بعد تحليل المؤشرات البيولوجية

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)

«الضحك من القلب» مرتين أسبوعياً... مفتاحك لصحة أفضل

بالإضافة إلى تعزيزه المناعة وتقليله مستويات التوتر، يعدّ الضحك أيضاً مفيداً للقلب، وله فوائد صحية أخرى كثيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)

استخدام تطبيقات المواعدة مرتبط بتدهور الصحة النفسية

يستخدم مئات الملايين من الأشخاص حول العالم تطبيقات المواعدة للعثور على شريك حياة. ورغم مزاياها العديدة، فإنها ليست إيجابية للصحة النفسية دائماً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك 7 أمور تجعل أطفالك قريبين منك حين يكبرون

7 أمور تجعل أطفالك قريبين منك حين يكبرون

يأمل كل والد أن يظل طفله يلجأ إليه بعد سنوات ليقضي معه وقتًا، ويشاركه أفراحه وأحزانه، ويطلب منه النصح والإرشاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام عن حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات القنوات التابعة لها، أو عبر أثير إذاعاتها المختلفة، أو بوابتها الإلكترونية، أو عبر مجلة الإذاعة والتلفزيون التابعة لها.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، على استمرار سياسة الهيئة بشأن حظر استضافة العرافين والمنجمين في جميع إذاعات وقنوات الهيئة، وكذلك موقع الهيئة ومجلة الإذاعة والتلفزيون.

ودعا المسلماني إلى استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي وقواعد المنطق، ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والأكاديميين والمثقفين، وفق بيان للهيئة، الخميس.

ودعا رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام» للابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين، وعدّ أنهم «يستهدفون إهانة العقل، وتسفيه المعرفة، وتأسيس شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها».

وخلال موسم رأس السنة ومع قرب بداية كل عام يتم الترويج عبر فضائيات متنوعة لتوقعات المنجمين والعرافين الذين نالوا شهرة كبيرة خلال الأعوام الماضية. وقال الناقد الفني والإعلامي، أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه البرامج تجد شهرة واسعة وكبيرة في الفضائيات الأخرى، بل إن فضائيات تعتمد على فقرات ثابتة مع بدايات العام، بحيث يعتمد عليها في الريتش والترند، بحجة إعطاء الأمل أو حتى الأخبار المشوقة».

وترى الدكتورة سارة فوزي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن «نشر التنجيم والدجل والتنبؤات أمر مرفوض؛ لأنه يؤثر على الرأي العام بشكل كبير»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قرار ماسبيرو بمنع المنجمين والعرافين سليم تماماً، لحماية الوعي وحماية التفكير سواء النقدي أو العلمي»، وأشارت إلى الجانب الديني أيضاً، وأن «ممارسات العرافين والمنجمين محرّمة في الديانات السماوية».

وأكدت دار الإفتاء المصرية على تحريم التنجيم والعرافة، وذكرت في فتوى على موقعها الإلكتروني أن «المنجِّم يدعي علم الغيب، وليس له التحقُّق من ذلك، وإن وقع ما تَنَبَّأ به، فهو كاذب في ادِّعاء علمه، والتنجيمُ أمر مُحَرّم شرعاً، فهو نوع من الكهانة، ويؤول إلى ادِّعاء عِلم الغيبِ الذي استَأثَر الله به».

أما عن حظر التلفزيون المصري لظهور العرافين والمنجمين، فهذا ما يراه سعد الدين «حفاظاً على الذوق العام، والعادات والتقاليد، ومحددات المجتمع»، ومن ثم يرى أن «منع ظهور العرافين قرار صائب تماماً ، يحافظ على تقاليد ماسبيرو التي تربت عليها الأجيال».

فيما تؤكد الدكتورة سارة فوزي أستاذة الإعلام أن «حظر ظهور العرافين والمنجمين يحمي المجتمع من مخاطرهم ومن الانسياق وراء الدجل والخرافات، خصوصاً مع وجود نسبة أمية كبيرة، ومن ثم هناك شرائح يمكن أن تنساق وراء هذه الأمور».


«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.


صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
TT

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)

يواصل الفنان والشاعر صلاح جاهين مهمته في رسم «ضحكة مصر» رغم مرور نحو 40 عاماً على رحيله، حيث استضاف المسرح القومي (وسط القاهرة) عرض حكي وغناء، الأربعاء، متضمناً فقرات عدة تستعيد أغنيات وأفلام وأعمال الفنان الراحل.

الاحتفالية، التي نظمها «المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» بمناسبة ذكرى ميلاد جاهين، اعتمدت على أسلوب الحكي المسرحي، متضمنة فقرات غنائية على خلفية أعماله، من بينها أوبريت «الليلة الكبيرة»، وأفلام «شفيقة ومتولي»، و«صغيرة على الحب»، و«خلي بالك من زوزو»، إلى جانب الرباعيات الشهيرة.

ويعدّ صلاح جاهين (1930 - 1986) أحد أبرز الشعراء ورسامي الكاريكاتير في مصر، وتغنى بأشعاره الكثير من الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وسيد مكاوي وعلي الحجار، كما اشتهر برسم الكاريكاتير الساخر في مجلة «صباح الخير»، وفي صحيفة «الأهرام»، ومن أشهر أعماله أوبريت «الليلة الكبيرة» الذي كتبه جاهين ولحنه سيد مكاوي وأخرجه صلاح السقا.

ووفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، جاءت الاحتفالية في إطار حرص الوزارة على تكريم رموز الإبداع المصري، احتفاءً بذكرى ميلاد الشاعر والفنان الكبير الراحل صلاح جاهين.

وقال المخرج عادل حسان إن «العرض يأتي ضمن جهود المركز لإحياء ذكرى أعلام الفن المصري وتسليط الضوء على إسهاماتهم الخالدة»، مشيراً في بيان الخميس إلى أن «صلاح جاهين يمثل نموذجاً للمبدع الشامل الذي ترك بصمة لا تُمحى في الوجدان الثقافي المصري، وأن الإقبال الجماهيري الذي شهده العمل يعكس استمرار تأثيره وقدرته على مخاطبة مختلف الأجيال».

الاحتفالية تضمنت أغنيات كتبها صلاح جاهين (وزارة الثقافة)

وإلى جانب شهرته شاعراً وفناناً كاريكاتيراً قدم صلاح جاهين أدواراً صغيرةً في السينما، من بينها مشاركته في أفلام «شهيدة الحب الإلهي» و«لا وقت للحب» و«المماليك»، و«اللص والكلاب»، كما كتب المسلسل التلفزيوني «هو وهي» من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي وإخراج يحيى العلمي.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، الفنان الراحل صلاح جاهين، بأنه «أسطورة مصرية خالدة بأعماله، ويستحق عن جدارة كل تكريم واحتفاء، واستعادة ذكراه هي لمسة وفاء من المؤسسات المصرية لما قدمه جيل العظماء الذي ينتمي إليه للفن المصري»، وقال السماحي لـ«الشرق الأوسط»: «صلاح جاهين كان رائداً في مجال الأغنية الساخرة خفيفة الظل وفي الكاريكاتير وفي السيناريو وكتابة الأوبريت ومسرحية الطفل، وفي مجالات كثيرة، فهو موهبة استثنائية في الحياة الفنية من الصعب تكرارها».

وشهد العرض الذي قدمه مجموعة من الفنانين على المسرح القومي حضوراً جماهيرياً حاشداً وتفاعلاً كبيراً مع الأعمال التي قدمت، وهو من تأليف محمد مخيمر وأخرجه الفنان محمد مرسي، وشارك في الأداء والحكي الفنانون: هبة سامي، وخالد محروس، ومحمود الزيات، ومصطفى عبد الفتاح، حيث قدموا قراءة فنية وإنسانية لتجربة جاهين الإبداعية، جمعت بين الشعر والغناء والحكي المسرحي، واستعرضت محطات بارزة من مسيرته، في مزيج من البهجة والتأمل.

وتضمن العرض مجموعة من الأغنيات الشهيرة التي كتبها صلاح جاهين، وقام بالغناء كل من أحمد محسن، وهند عمر، وأنغام مصطفى، بمصاحبة الفرقة الموسيقية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إشراف الدكتورة رانيا عمر، وقيادة المايسترو الدكتور أحمد ماهر.

ومن أشهر الأغنيات التي كتبها صلاح جاهين أغاني أفلام «أميرة حبي أنا»، و«خلي بالك من زوزو»، و«شفيقة ومتولي»، كما غنى له عبد الحليم حافظ «بستان الاشتراكية» و«صورة»، وغنت له صباح «أنا هنا يا ابن الحلال»، وغنى له سيد مكاوي وعلي الحجار «الرباعيات».