في أكثر من 50 عملاً فنياً بين الرسم والنحت والتصوير، قدم 13 فناناً فلسطينياً أعمالاً تستعيد حكايات الماضي، وتعبر عن الحالة الفلسطينية، خصوصاً بعد الحرب التي استمرت لأكثر من عامين في قطاع غزة.
المعرض الذي يستضيفه أتيليه القاهرة في قلب العاصمة المصرية، خلال الفترة من 4 إلى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، يشارك فيه الفنانون باسل العكلوك، ودعاء شراب، وسليمة الزهري، وشروق العبسي، وعلا أبو صقر، وفايز السرساوي، وليزا ماضي، ومحمد الفرا، ومحمد جحلش، ومعتز نعيم، ومنى مطر، ونورين أبو جودة، وياسر أبو سيدو.

ويقول الفنان ياسر أبو سيدو إن المعرض يعبر عن الحالة الفلسطينية بطرق متنوعة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعرض يأتي ضمن تحركات الشعب الفلسطيني والفنانين الفلسطينيين لتكريس أعمالهم وفنونهم دفاعاً عن الحق الفلسطيني، ومنها طرح الرواية الفلسطينية عبر إبداعات الفنانين الفلسطينيين، كرسالة لا تحتاج إلى ترجمة، فالفن رؤية بصرية لا تخطئها العين الواعية».
وتضمن المعرض أعمالاً لفنانين من أجيال متنوعة، حيث اتسمت أعمال الفنان معتز نعيم بالأسلوب التجريدي التعبيري الذي يدمج الذاكرة بالغياب، ويركز على التكوين واللون باعتبار أنه وسيط شعوري وبصري يهتم بتصوير الإحساس بالمكان والانفعالات المرتبطة به.
بينما تعكس أعمال الفنان محمد جحلش المولود في الجزائر والذي عاش في غزة ونزح إلى مصر قضايا اللجوء والحصار والذاكرة الجماعية بأساليب معاصرة.
وتعبر أعمال المعرض بشكل عام وفق أبو سيدو «عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بأسلوب راقٍ يجسد الحقيقة التي يسعى المحتلون لطمسها بطريقة وحشية تعمدت الإبادة الجماعية، لكن الشعب الفلسطيني يقف ليقاوم بالروح والدم والصدور العارية إلا من الأمل والإيمان بحق التحرير والاستقلال، وأمل العودة».

ويستند روح العمل الفني في أعمال الفنان محمد الفرا إلى حيوية الفكرة المستمدة من مزج الواقعي الملموس مع التحليق عبر المتخيل اللامادي. وتتسم أعمال الفنان فايز السرساوي ببسطة التكوين، وقوة التعبير الفني، فالفنان المولود في غزة عام 1961 يتخذ من الجسد الإنساني تيمة أساسية، ورمزية للتعبير عن موضوعاته المتنوعة.
وترصد أعمال الفنانة علا أبو صقر مدينة غزة بطريقة بصرية حداثية معاصرة عبر التكوين واللون، والرموز المعبرة عن المدينة، وتستمد الفنانة شروق العبسي أعمالها من جمال فلسطين وطبيعتها وتقاليدها المتوارثة، وتقدم الفنانة سليمة الزهري أعمالاً بين الواقعية والتجريد تتجسد فيها مشاهد من فلسطين والأطفال الذين تعرضوا للتشريد والقتل خلال الحرب.
بينما يمزج الفنان باسل العكلوك بين السريالية والتعبيرية والرمزية في أعماله التي تسرد الأحداث الواقعية التي عاصرها مع الأحلام والآمال التي يرجوها.

ويرى الفنان المصري، أحمد الجنايني، رئيس أتيليه القاهرة، أن «هذا المعرض يعبر عن اتجاهات متعددة في الفن الفلسطيني»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «معظم الفنانين المشاركين من الكبار والشباب ظهر لديهم الحس الفني المرتبط بالقضية، وتوظيف الفن لرصد وتقديم صورة فلسطين كما يراها الفنانون».
وتابع أن «هذا المعرض يردد أصداء الصوت الفلسطيني الفني في قلب القاهرة، ويؤكد على أن معظم الأعمال عبرت عن القضية الفلسطينية، وعن الوجع الإنساني عموماً لما يحدث في فلسطين، وبها تعبير حقيقي عن مشاعر الفنانين الفلسطينيين تجاه وطنهم، بعضهم من غزة وبعضهم من أماكن أخرى، لكن كلهم اجتمعوا على هدف واحد في الإبداع وهو التعبير عن هموم فلسطين، والقهر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ النكبة في 1948 وحتى حرب غزة الأخيرة».
معرض «هنا/ هناك» لـ13 فناناً فلسطينياً نظمته آمال الأغا رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع القاهرة، وقومسير المعرض سناء شرفا، ووفق الجنايني: «لأول مرة ينظم أتيليه القاهرة معرضاً لمجموعة فنانين فلسطينيين، بحضور السفير دياب اللوح، وقدم منظمو المعرض مجهوداً كبيراً ليخرج المعرض بهذا الشكل الذي يعبر عن الفن الفلسطيني».


