تُعدّ إسبانيا وجهة مفضلة للبريطانيين الباحثين عن الاسترخاء والهروب من صخب الحياة اليومية، بفضل طقسها المشمس وشواطئها الرملية ومأكولاتها المتوسطية الطازجة، ولا سيّما الأسماك والمأكولات البحرية، حسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وفي المقابل، يقصد كثير من العائلات جنوب فرنسا لما يتمتع به من جمال طبيعي أخّاذ وإيقاع حياة هادئ، تتناغم فيه الأسواق الريفية والمأكولات المحلية مع نبيذ البلاد الشهير. غير أن قلب فرنسا يخفي مفارقة جغرافية فريدة: بلدة إسبانية بالكامل تحيط بها الأراضي الفرنسية من كل الجهات؛ إنها بلدة ليفيّا (Llívia)، الواقعة على مرمى حجر من الحدود الإسبانية، والمطوّقة تماماً بالأراضي الفرنسية.
ويعود أصل هذا الوضع الجغرافي الفريد إلى معاهدة «البرانس» التي وُقِّعت عام 1659 بين فرنسا وإسبانيا لإنهاء الحرب الطويلة بينهما. وبموجب الاتفاق، تنازلت إسبانيا عن 33 قرية لصالح فرنسا، غير أن بلدة ليفيّا استُثنيت من التنازل؛ إذ كانت تُصنَّف بلدةً لا قرية، في حين نصّت المعاهدة على تسليم «القرى» فقط.
واليوم، تشهد الطرق المؤدية إلى ليفيّا حركة مرور نشطة بين البلدين بفضل الحدود المفتوحة ضمن منطقة شينغن. ويبلغ عدد سكان البلدة نحو 1400 نسمة، وتستقطب السياح خصوصاً خلال موسم التزلج الشتوي؛ إذ تقع على ارتفاع 1200 متر وسط جبال البرانس الشامخة، مما يمنحها مشهداً طبيعياً آسِراً يلفّ معالمها التاريخية العريقة.

