شاب مستهتر يحاول والده أن يجعله نسخة منه في اهتمامه بالعمل ومسؤولية تولي إدارة نادٍ رياضي، لكن الأب يرحل فجأة ويترك ابنه أمام تحديات لا يعرف كيف يتعامل معها، من هذه المعالجة الدرامية ينطلق مسلسل «ابن النادي» الذي بدأ عرضه مؤخراً على منصة «شاهد» بواقع حلقتين أسبوعياً.
المسلسل الذي يقوم ببطولته أحمد فهمي، وحاتم صلاح، وأحمد عبد الحميد، وآية سماحة، ويشهد ظهور عدد من الفنانين كضيوف في الأحداث التي تدور عبر 10 حلقات فقط كتبه مهاب طارق وأخرجه كريم سعد، وهو البطولة الثانية لأحمد فهمي بالمسلسلات القصيرة بعد تقديمه مسلسل «سفاح الجيزة» الذي عُرض قبل عامين.

ويجسد أحمد فهمي شخصية «عمر الشعلة» الشاب المستهتر بحياته والذي يجبره والده «أمين الشعلة» -يقوم بدوره سيد رجب- على البقاء بجواره في لحظات الانتصار، لكن الوفاة المفاجئة للأب بعد فوز النادي الذي يترأس مجلس إدارته بالدوري الممتاز لكرة القدم تجعل عُمر في مواجهة مواقف عديدة صعبة خصوصاً بعد أزمة تعرض درع الدوري للسرقة.
وتتفرع الخطوط الدرامية في المسلسل الذي يناقش الخلافات التي تحدث داخل الأندية بين المسؤولين وتداعيات هذه الخلافات على الفرق الرياضية، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية التي تحدث للفرق نتيجة تغير الإدارة المتفهمة لطبيعة العمل الرياضي، مع إبراز أهمية الدعم والعلاج النفسي وتبعات الاستعانة بغير المتخصصين في إطار كوميدي اجتماعي يستغل زخم كرة القدم محلياً في مصر.

ونتابع على مدار الأحداث كيفية تعامل «عمر الشعلة» مع المواقف التي يتعرض لها خصوصاً في ظل الأزمات التي يتعرض لها بسبب حبه للفتيات وملاحقتهن، فضلاً عن محاولات الابتزاز التي يتعرض لها والمؤامرات التي تحيط به من أجل إبعاده عن رئاسة النادي.
وأكد أحمد فهمي في تصريحات صحافية أن فكرة العمل جاءت من المنتج طارق الجنايني بعد نجاحهما معاً في مسلسل «سفاح الجيزة»، مشيراً إلى أنه تحمس للتجربة بسبب المعالجة المكتوبة وجلس بشكل مطول مع الكاتب وناقش معه الكثير من التفاصيل قبل بدء العمل.
ويرى الناقد المصري محمد عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «الكوميديا المرتبطة بمجال كرة القدم دائماً ما تحقق نجاحاً كبيراً مع الجمهور، لكنّ تجربة (ابن النادي) لم تقدَّم بالشكل الذي يتناسب مع الفكرة المطروحة على الرغم من أن بطل المسلسل معروف عنه ثقافته الكروية»، على حد تعبيره.
وأضاف أن «العمل افتقر إلى درجة كبيرة من التفاصيل، الأمر الذي يرجعه إلى غياب البناء الدرامي المتكامل للشخصيات، مما جعل هناك غياباً لكثير من المبررات الدرامية، وافتعال العديد من الأحداث»، لافتاً إلى أن الحلقات الأولى من العمل حملت إعادة تقديم بعض المشاهد بصورة أقرب للتكرار، الأمر الذي جعل الانطباع عن العمل حتى الآن أقل من المتوقع.
لكن في المقابل، قال الناقد المصري محمد عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط» إن «الفكرة على الرغم من تقديمها في أعمال مشابهة قبل وقت قريب على غرار فيلم (المطاريد) فإن العمل تميز بوجود العديد من العناصر اللافتة على المستوى الفني من بينها تقديم حبكة كوميدية خفيفة مبتعدة عن الإفيهات، ومرتكزة على كوميديا الموقف حتى لو كان الموقف فانتازياً».

وأضاف عبد الخالق أن «السيناريو منح الأبطال مساحة كبيرة لإبراز تفاصيل شخصياتهم مع عدم التركيز على دور البطل فحسب، رغم أن الاسم يوحي بكون العمل معتمداً على شخص واحد في المقام الأول»، لافتاً إلى «تميز عدد من الممثلين بأداء أدوارهم أمام الكاميرا من بينهم حاتم صلاح وأحمد عبد الحميد».
وأكد عبد الخالق أنه «على الرغم من المسار المتوقَّع للأحداث بكون (عمر الشعلة) سيكون ناجحاً في تجاوز الصعوبات التي تواجهه والنجاح في النهاية فإن هذا الأمر لم يكن عائقاً لمتابعة المسلسل وتفاصيل رحلته المليئة بالتفاصيل»، مشيداً بالسيناريو وطريقة تعامل المخرج في تقديمه بشكل حافظ على إيقاع الحلقات.

