قالت الفنانة المصرية يسرا إنها لم تصدق مرور 50 عاماً على مسيرتها الفنية، إذ بدت لها هذه السنوات وكأنها 5 أعوام، مؤكدة أنها صادفت الكثير خلال حياتها فنياً وإنسانياً، وأنها واجهت الإحباط في البداية وتعلمت من كبار المخرجين والفنانين الذين عملت معهم.
وحظيت يسرا بتكريم خاص في الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي التي تقام في الفترة من 16 - 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي؛ حيث أقام المهرجان معرضاً لها بعنوان «50 سنة يسرا» ضمّ تأريخاً لمسيرتها الفنية التي بدأت منتصف سبعينات القرن الماضي وحتى الوقت الحالي، مستعرضاً أفلامها خلال 5 عقود.
وضم المعرض أزياء لأشهر أفلامها، وقالت يسرا إنها استغرقها البحث عن فستانها الأحمر الشهير الذي ظهرت به في فيلم «الإرهاب والكباب» في نحو 60 حقيبة تحتفظ فيها بأهم أزياء أعمالها، كما خصص المهرجان لها جلسة حوارية، الاثنين، في إطار تكريمها، أدارها الإعلامي محمد عمر، عبرت فيها عن سعادتها بالمعرض ووجهت الشكر لكل القائمين على تنظيمه.
وتطرقت يسرا للحديث عن فيلم «الإرهاب والكباب» الذي قامت ببطولته أمام الفنان عادل إمام، لتدلل به على أهمية أن يكون الفنان صبوراً، مؤكدة أن «المؤلف الراحل وحيد حامد أعطاني السيناريو ولم أجد به سوى جملة واحدة عن دوري هي (هند فتاة ليل في الدور 13)، ولم أفهم شيئاً ولم أعرف طبيعة دوري لكني لم أستطع أن أعتذر للمؤلف، وظللت في قلق وقلت لمخرج الفيلم شريف عرفة أين هو دوري؟ فطلب مني التعاقد عليه وفعلت، وقمت بتصميم الفستان ليظهر دوري والفيلم على النحو الرائع الذي شاهده الجميع».
وعلقت الفنانة خلال جلستها الحوارية عن المعرض الذي تصدر قاعة المؤتمرات قائلة: «رأيت شريط حياتي أمامي خلال 50 عاماً، لم أشعر بها في الحقيقة، لكنني أشعر بالفخر والفرحة لهذه المسيرة، وأراها كأنها 5 سنوات لكنني أشعر بالامتنان لكل الناس الذين أضافوا لحياتي والذين ساندوني في أزماتي، فمن دون حب الناس لا يستطيع أي منا أن يحقق شيئاً».
واستعادت سيفين الشهيرة بـ«يسرا» بدايتها مؤكدة أنها صورت 25 فيلماً في بدايتها، ولم تعرض في السينما سوى بعد 4 سنوات، وبالطبع لم تحقق نجاحاً، فأخذت تحاسب نفسها وتتعلم من كل من حولها كل شيء عن السينما.

وحددت الفنانة التي تعدّ من أبرز نجمات السينما المصرية والعربية، صفات مهمة لنجاح الفنان، أهمها الذكاء الذي ترى أنه يمكن تعلمه من تجارب الآخرين، وقالت إنها كانت تسمع للكبار وقد سمعت في حوار للنجمة فاتن حمامة أنها تعلمت الإنجليزية والفرنسية من الراديو، مشيرة إلى أن الأمر لا يخلو من الحظ الذي تراه في أن «تعرف أناساً يضيفون لك وتتثقف منهم مثلما كنت أجلس مع المخرج الراحل يوسف شاهين وتعلمت منه الكثير في العمل السينمائي وفي الحياة»، على حد تعبيرها.
ولفتت يسرا إلى أهمية الاستمرارية وصعوبتها في آن واحد، قائلة: «أصعب شيء أن تستمر في مكانتك وتحافظ عليها وتضيف لها، هذا يتطلب جهوداً كبيرة في اختياراتك الفنية».
وشهدت الجلسة الحوارية ليسرا حضوراً لافتاً من الفنانين وصناع الأفلام والمواهب الشابة، من بينهم ليلى علوي، وإلهام شاهين، وهالة صدقي، وهاني رمزي، ويسرا اللوزي، والمخرج هاني خليفة.

وعبرت الفنانة إلهام شاهين عن محبتها ليسرا، مبدية دهشتها من عدم تصديق البعض لصداقتهما، وقالت: «نحن جيل مترابط للغاية مثلما ظهرنا في فيلم (دانتيلا)، لكن حياتنا ليست كلها حفلات، إذ نمر بظروف مرض أو فقد عزيز ونواصل العمل رغم ذلك ونتعرض لمخاطر عديدة».
وكشفت هالة صدقي أن «نزهة يسرا الحقيقية، تكون في مستشفى لزيارة مريض أو في عزاء وأنها تضع جاكيت أسود في سيارتها لهذا الغرض»، بينما طلبت الفنانة ليلى علوي من يسرا توجيه نصيحة للفنانين، فقالت: «لا بد أن نصبر على ظروفنا، لأن ما نحن به خير لم نكن نحلم به»، لافتة إلى أنها مهما كانت مُتعبة فهي لا ترفض التصوير مع جمهورها، مؤكدة أنها لو فعلت غير ذلك فلن ينسى لها هذا الموقف أبداً.
وأضافت أن «الأزمات التي نمر بها يجب أن تقوينا ولا تُضعفنا وأننا لا بد أن نتسامح ونتعامل بقلب صافٍ».






