لا شك أنك علمت أن مارسيليا كانت الوجهة الأبرز في أوروبا هذا الصيف. فهذه المدينة الساحلية متعددة الثقافات، الواقعة في جنوب فرنسا، تمزج بين قسوة برلين وأناقة أثينا من جهة، وصفاء مياه ميامي الزرقاء العميقة وحيويتها المتنوعة من جهة أخرى، ناهيك عن التأثير الباريسي في عمارتها الفخمة ومخبوزاتها الشهية، حسب تقرير لصحيفة «مترو اللندنية».
أما بالنسبة إلى أبناء لندن، فقد يجدون تشبيهاً أقرب حين يتخيلون أحياء مثل دالستون أو هاكني ويك تحت شمس المتوسط الدافئة.
مارسيليا هي أقدم مدينة في فرنسا؛ إذ أسسها المستوطنون الإغريق قبل نحو 2600 عام. لكنها لم تشهد انتعاشتها الحديثة إلا بعد جائحة «كوفيد - 19»، التي بدّلت وجه المدينة إلى الأبد.
تقول غايل، وهي أم لطفلين نشأت في مارسيليا: «لا يمكنك أن تتخيل كمّ الناس الذين انتقلوا من باريس إلى هنا خلال فترة (كوفيد). كان الأمر أشبه بانفجار قنبلة، فجأة أصبح الجميع هنا».
فبفضل بدلات الإيجارات المعقولة ووفرة خيرات البحر المتوسط، جذبت المدينة أعداداً كبيرة من الرحّالة والطهاة الشباب المفعمين بالطاقة؛ لتستعيد مكانتها بوصفها أهم مدينة فرنسية بعد باريس.
واللافت، أن مارسيليا تتحرر من الصورة النمطية المتعالية عن الفرنسيين؛ فالابتسامات والترحيب الحار حاضران في كل مكان، كما لخّصت غايل الأمر خلال حديثنا على متن قارب: «لقد عشتُ في باريس ولندن، لكن هنا كل شيء مختلف. تركب الحافلة، أو تجلس لتحتسي القهوة، ودائماً هناك شخص بجوارك يريد التحدث. إنها مدينة مميزة بحق».
ومع أن الصيف قد يكون الوقت التقليدي للزيارة، عندما يعجّ كورنيش المدينة وشواطئها الحضرية بالفعاليات، فإن مارسيليا، بمزيجها من الفن والموسيقى والطعام، وجهة جاذبة في أي وقت من السنة.

