فرضت هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية «أوفكوم» غرامة مقدارها 21 مليون جنيه إسترليني على شركة البريد «رويال ميل»، بعدما تأخَّر تسليم نحو ربع البريد من الدرجة الأولى عن موعده المحدّد. وتُعد هذه ثالث أكبر غرامة تفرضها الهيئة على الإطلاق، وجاءت نتيجة تحقيق أجرته بعد فشل «رويال ميل» في تحقيق أهدافها المتعلقة بتسليم البريد من الدرجة الأولى والثانية خلال السنة المالية 2024-2025.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية، من بينها «الغارديان»، الحادثة، وفي هذا السياق، قال مدير إنفاذ القانون في «أوفكوم»، إيان ستروهورن: «تصل ملايين الرسائل المهمّة متأخرة، ولا يحصل الناس على ما يدفعون ثمنه عندما يشترون طابعاً بريدياً».
من جانبها، أكدت شركة «رويال ميل» أنها ستواصل «العمل الجادّ لتحقيق تحسينات مستدامة في جودة الخدمات التي تقدمها».
وقد سلّمت الشركة 77 في المائة من البريد من الدرجة الأولى و92.5 في المائة من البريد من الدرجة الثانية في الوقت المحدّد خلال السنة المالية، وهي نسب أقل من أهدافها المحدّدة البالغة 93 في المائة للبريد من الدرجة الأولى، و98.5 في المائة للبريد من الدرجة الثانية.
وتُعد هذه المرة الثالثة خلال السنوات الأخيرة التي تُفرض فيها غرامة على الشركة بسبب تأخيرات في التسليم، بعد غرامتَيْن سابقتَيْن بلغت قيمتهما 5.6 مليون جنيه إسترليني في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، و10.5 مليون في ديسمبر (كانون الأول) 2024.
وأشارت «أوفكوم» إلى أنّ الغرامة الحالية كان من المفترض أن تبلغ 30 مليون جنيه إسترليني، لكنها خُفِّضت بنسبة 30 في المائة نتيجة اعتراف «رويال ميل» بأوجه القصور.
وحذَّرت الهيئة التنظيمية من أنّ الغرامات «مرجّحة للاستمرار» ما لم تُقدّم الشركة «خطّة تحسين موثوقة» على وجه السرعة.
وذكرت «أوفكوم» أنّ «رويال ميل» نشرت في العام الماضي خطّة تحسين تهدف إلى تسليم 85 في المائة من البريد من الدرجة الأولى و97 في المائة من الدرجة الثانية في الوقت المحدّد، لكن هذه الأهداف لم تتحقّق.
وأضاف ستروهورن: «يجب على (رويال ميل) استعادة ثقة المستهلكين بشكل سريع، وهذا يتطلَّب تحسينات حقيقية وملموسة، لا مزيداً من الوعود الفارغة».
وأشار تقرير الهيئة إلى أنّ الشركة «أخلَّت بالتزاماتها، ولم تُقدّم مستوى مقبولاً من الخدمة دون مبرر»، موضحاً أن الإجراءات التي اتّخذتها «رويال ميل» لتحقيق أهدافها كانت «غير كافية وغير فعّالة». وأضافت الهيئة أنّ الغرامة تعكس «حجم الضرر الذي لحق بالعملاء نتيجة ضعف مستوى الخدمة».
إلغاء تسليم البريد من الدرجة الثانية أيام السبت
وبموجب التزام الخدمة الشاملة (USO)، تُلزَم «رويال ميل» قانونياً بتسليم الرسائل 6 أيام في الأسبوع، والطرود 5 أيام أسبوعياً إلى جميع العناوين في المملكة المتحدة.
لكن، ومنذ يوليو (تموز) الماضي، بدأت بعض المناطق تسلّم رسائل الدرجة الثانية كلّ يومين فقط خلال أيام الأسبوع، من دون تسليم في أيام السبت، وهو تغيير اقترحته «أوفكوم» في بداية العام الحالي.
وفي ردّها على بيان الهيئة، قالت متحدّثة باسم «رويال ميل»: «نُقر بالقرار الصادر عن (أوفكوم) اليوم، وسنواصل العمل لتحقيق تحسينات مستدامة في جودة خدماتنا».
وأضافت أن تقليص عدد عمليات تسليم البريد من الدرجة الثانية في بعض المناطق مكَّن الشركة من «إحداث نقلة نوعية في جودة الخدمة»، مشيرةً إلى أنّ الشركة التي أكدت أنّ الغرامة ستُدفَع إلى وزارة الخزانة البريطانية أدخلت تحسينات على عمليات التوظيف والتدريب، وقدَّمت دعماً إضافياً إلى مكاتب التوصيل.


