المنتجة السعودية باهو بخش لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للأفلام الإنسانية

قالت إنها بصدد تدشين شركة إنتاج في المملكة

المنتجة السعودية باهو بخش تشارك بـ11 فيلماً بمهرجاني الجونة والقاهرة (الشرق الأوسط)
المنتجة السعودية باهو بخش تشارك بـ11 فيلماً بمهرجاني الجونة والقاهرة (الشرق الأوسط)
TT

المنتجة السعودية باهو بخش لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للأفلام الإنسانية

المنتجة السعودية باهو بخش تشارك بـ11 فيلماً بمهرجاني الجونة والقاهرة (الشرق الأوسط)
المنتجة السعودية باهو بخش تشارك بـ11 فيلماً بمهرجاني الجونة والقاهرة (الشرق الأوسط)

أكدت المنتجة السعودية باهو بخش أن مشاركتها بـ5 أفلام في مهرجان الجونة السينمائي، و6 أفلام بمهرجان القاهرة، خلال دورتيهما المقبلتين، يعود لدخولها في شراكات إنتاجية متعددة مما أتاح لها التوسع إنتاجياً ونوعياً، وكشفت في حوار لـ«الشرق الأوسط» عن عزمها تدشين شركة إنتاج جديدة بالمملكة، مُشيدة بتميز الإنتاج السعودي بأفلام على غرار «ناقة» و«مندوب الليل» و«هجان»، مشيرةً إلى أن الفيلم الفلسطيني «ضايل عنا عرض»، أعادها للأفلام الوثائقية، وكاشفة عن بدء تصوير أفلام جديدة، من بينها «هاملت في عزبة الصفيح»، و«سواقة الستات»، وفيلم آخر للمخرج يسري نصر الله.

باهو بخش التي بدأت رحلتها الإنتاجية بمصر، وتتنقل في إقامتها بين القاهرة وجدة ولندن، تؤكد أن «شغفها بالسينما بدأ خلال سنوات الدراسة الثانوية بالسعودية».

الفيلم المصري «بنات الباشا» من إنتاجها في مهرجان القاهرة السينمائي (الشرق الأوسط)

تشارك باهو بخش عبر شركتها الإنتاجية «رد ستار» بـ5 أفلام في مهرجان الجونة، سواء بإنتاج كامل لها أو عبر شراكات إنتاجية، وهي «الحياة بعد سهام»، و«لنا في الخيال حب»، و«السادة الأفاضل، و«المستعمرة»، و«كولونيا»، كما تشارك بـ6 أفلام بمهرجان القاهرة السينمائي هي «ضايل عنا عرض» بالمسابقة الدولية، و«بنات الباشا» و«شكوى 713317» بمسابقة «آفاق السينما العربية»، و«آخر المعجزات»، و«اللي ما يتسماش» بمسابقة الأفلام القصيرة، و«الحياة بعد سهام» بقسم العروض الخاصة.

وتوضح بخش أن هذه الأفلام تُعد ثَمرة جهد عامين وربما أكثر، قائلة: «حرصنا على تطوير نهجنا الإنتاجي وتوسيعه بالانتقال لمرحلة أعمق وأكثر تأثيراً ودخولنا في شراكات إنتاجية مع مخرجين ومنتجين من خلفيات وتجارب مشتركة، مما سمح لنا بالتوسع في الإنتاج والوجود في أفلام متنوعة من حيث الشكل والمضمون، ولا أغفل دور المهرجانات السينمائية في ربط المبدعين بشركات الإنتاج، وقد كان مهرجان الجونة سبباً في دعمنا للفيلم البديع (المستعمرة) والقاهرة السينمائي في دعمنا لفيلم (كولونيا)».

محمود حميدة وشيرين في الفيلم القصير «شكوى 713317» (الشرق الأوسط)

وتكشف عن كيفية اختيار الأفلام التي تنتجها وما يجذبها في المقام الأول، قائلة: «يجب أن يلمسني السيناريو أو المعاجة في البداية، وأُفضل النصوص التي بها روح إنسانية عالية وتفاصيلها غارقة في المحلية، وأنحاز للفكرة البسيطة المُعبر عنها بعمق والشخصيات الثرية التي تدفع المتفرج إلى التفكير، وأن يكون لدى مخرج العمل رؤية ومهارة قيادة فريق العمل بروح بناءة، فإذا تحمست للعمل أجتهد في إقناع فريق العمل معي وأولهم صفي الدين محمود، لكنني أعتمد الديمقراطية في اتخاذ القرار، فنحن نعمل في بيئات عمل أسرية ومستوى الثقة بيننا كبير».

وتعود بخش للأفلام الوثائقية من خلال فيلم «ضايل عنا عرض» الفلسطيني - المصري الذي يُعرض في إطار المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة، وتروي: «الفكرة التي عرضتها علينا المخرجة مي سعد كانت في تصوير (سيرك غزة الحر) الذي يضم مجموعة من شباب السيرك الشعبي يجوبون مدارس مُهدمة في غزة لتقديم عروض تصنع البهجة للأطفال وسط الركام، وقد كان الفيلم بمثابة مفارقة مؤلمة وملهمة في آن واحد، ورأينا فيه روح المقاومة بمعناها الإنساني، بإشاعة البهجة قي وجه الخطر والابتسامة التي تتحدى الخوف».

الفيلم عمل مشترك بين المخرجين مي سعد وأحمد الدنف الذي قام بتصويره في غزة أثناء القصف، وبمشاركة إنتاجية لمحمد حفظي، وتوزيع «فيلم كلينك»، وأتمنى أن يلقى الصدى الذي يستحقه عند عرضه بمهرجان القاهرة، كما سيعرض الشهر المقبل بمهرجان الأفلام الوثائقية في روما.

وتنحاز باهو بخش لإنتاج الأفلام القصيرة رغم أنه لا يتم تسويقها بشكل كبير، لكنها ترى أن أهمية الأفلام القصيرة تكمن في أنها مساحة للتجريب والمغامرة، سواء على الموضوعات أو الشكل، وهو ما جعل مخرجين كباراً مثل سكورسيزي وديفيد لينش يقدمون أفلاماً قصيرة رغم كونهم قامات سينمائية كبيرة، كما هي أيضاً مهمة لتطوير وصقل المواهب الجديدة ومنح الشباب فرصة لصنع أفلامهم، وترى أن من مصلحة أي شركة إنتاج أن يزداد عدد المبدعين لديها في أفلام تُعد استثماراً طويل الأجل لهذه الصناعة.

وتتحدث عن بداية شغفها بالسينما قائلة: «خلال فترة مراهقتي في جدة كانت علاقتي بالعالم الخارجي محدودة مثل بنات جيلي في ظل الانشغال بالدراسة، وكان ولعنا جميعاً بالأفلام وبشكل خاص الأفلام المصرية لكونها ناطقة بالعربية وبحكم التقارب الاجتماعي مقارنة بالأفلام الأميركية، ولكن عندما انتقلت للقاهرة عام 1995 تعرفت على السينما بمعناها الأوسع من خلال عروض مهمة بمراكز ثقافية مثل (الثقافي الروسي) و(الجامعة الأميركية)، وشاهدت أفلام الموجة الجديدة في فرنسا والواقعية الجديدة في إيطاليا، وتعرفت على أهم مدارس السينما بالعالم».

بخش تتوسط المخرج رشيد مشهراوي ومحمد قبلاوي رئيس مهرجان مالمو خلال حضورها به (الشرق الأوسط)

تتذكر بخش أن سينمات وسط المدينة كانت تمتلئ بالأفلام الحديثة من جميع بلدان العالم خلال مهرجان القاهرة، وتضيف: «كنت أقضي أياماً بأكملها في سينما (جالاكسي) لمشاهدة أفلام (بانوراما الفيلم الأوروبي)، لأنني من جيل ما قبل (اليوتيوب) والمنصات، وكانت مشاهدة الأفلام تقتضي بحثاً ونقاشاً، هنا فكرت في الإنتاج وسافرت لدراسته والتحقت بعد ذلك بـ(مدرسة السينما العربية) مع د. منى الصبان بالقاهرة».

وتستعد لإطلاق شركة إنتاج بالسعودية قائلة: «أنا بصدد إنشاء شركة إنتاج بالمملكة، لا سيما في ظل ظهور أفلام مبهرة للغاية على غرار (ناقة) و(مندوب الليل) و(هجَان) و(هامور)، وهي أفلام بديعة تعتمد موضوعات محلية يتم التعبير عنها بطزاجة سينمائية وحرفية عالية، وتؤكد أنها تتفاءل بمستقبل السينما في بلادها، لا سيما وأن الدولة تدعم السينما، ومن المهم الاستمرار في الإنتاج على النهج نفسه».

وتعبر ياهو بخش عن سعادتها ببدء تصوير أكثر من فيلم لشركتها، من بينها «هاملت في عزبة الصفيح» من إخراج أحمد فوزي صالح، وبطولة هند صبري وطارق لطفي، كما تلتقي مجدداً بالمخرجة هالة خليل في فيلم «سواقة الستات» بعد 10 سنوات من إنتاجها لفيلم «نوارة» وتتطلع لبدء تصوير فيلم جديد مع المخرج يسري نصر الله.


مقالات ذات صلة

«الدوحة السينمائي» يراهن على أفلام إنسانية في دورته الأولى

يوميات الشرق لقطة من فيلم «فلسطين 36»… (مؤسسة الدوحة للأفلام)

«الدوحة السينمائي» يراهن على أفلام إنسانية في دورته الأولى

يراهن مهرجان «الدوحة السينمائي» في دورته الأولى على أفلام تتناول موضوعات متنوعة في مقدمتها القضايا الإنسانية بالسودان وفلسطين.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق العباس متحدثاً خلال ندوته التي أدارها المخرج أشرف فايق (إدارة المهرجان)

العباس بن العباس: الذكاء الاصطناعي أحدث طفرة في الرسوم المتحركة

أكد رائد الرسوم المتحركة المنتج والمخرج السعودي العباس بن العباس أن الذكاء الاصطناعي سيفرض نفسه على كثير من المجالات خلال السنوات القادمة.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج روان أثالي عن قصة الملاكم نسيم حامد (البحر الأحمر السينمائي)

«في حب السينما»... العملاق يقص الشريط وحكايات تحيي ذاكرة الوطن

تتأهب جدة لاحتضان الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق مشهد لمحمد الدوخي وعبد العزيز السكيرين في فيلم «رهين»... (نتفليكس)

بين اليأس والضحك... «رهين» يختبر حدود الإنسان في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»

قبيل انطلاق المؤتمر الصحافي لإعلان قائمة الأفلام والبرامج المشاركة في الدورة المقبلة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، يبرز الفيلم السعودي «رهين».

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفنانة المصرية ليلى علوي (حسابها على «فيسبوك»)

ليلى علوي لـ«الشرق الأوسط»: الفكرة «الطازجة» هي البطل الحقيقي لأي فيلم

رئاسة الفنانة المصرية ليلى علوي للجنة التحكيم كانت مسؤولية كبيرة ومهمة صعبة تتطلب تركيزاً وجهداً، لكنها في الوقت نفسه تجربة ممتعة وثريّة للغاية.

انتصار دردير (الجونة (مصر))

«ملتقى الترجمة الدولي 2025» ينطلق في الرياض بمشاركة 70 خبيراً

يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)
يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)
TT

«ملتقى الترجمة الدولي 2025» ينطلق في الرياض بمشاركة 70 خبيراً

يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)
يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)

أطلقت «هيئة الأدب والنشر والترجمة» السعودية، الخميس، فعاليات النسخة الخامسة من «ملتقى الترجمة الدولي 2025»، الذي يستضيفه مركز الملك فهد الثقافي في الرياض خلال الفترة بين 6 و8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بمشاركة ما يزيد على 30 جهة محلية ودولية، و70 خبيراً ومتحدثاً من 22 دولة حول العالم.

وأوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، الرئيس التنفيذي للهيئة، أن الملتقى يُشكِّل فضاءً مفتوحاً للحوار وتلاقي الثقافات، وتُبنى من خلاله رؤى جديدة لمستقبل الترجمة بوصفها أداة لصناعة الفهم المشترك بين الشعوب.

30 جهة محلية ودولية تشارك بـ«ملتقى الترجمة الدولي 2025» في الرياض (واس)

منصة عالمية لالتقاء المترجمين

وأكد الواصل سعي الهيئة من خلال هذه النسخة لأن يكون الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال، تُسهم في تطوير بيئة الترجمة، وتوسيع أثرها في صناعة المحتوى والمعرفة.

ويأتي الملتقى تحت شعار «من السعودية... نترجم المستقبل» ليؤكد مكانة البلاد بصفتها مركزاً ثقافياً مؤثراً في دعم صناعة الترجمة، وتعزيز التواصل المعرفي والحضاري بين الشعوب، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية 2030» في ترسيخ الحضور الثقافي العالمي للمملكة.

يُقدِّم «ملتقى الترجمة الدولي 2025» برنامجاً ثرياً يجمع بين النظرية والتطبيق (واس)

برنامج ثري ومسارات تفاعلية

ويُقدِّم الملتقى برنامجاً ثرياً يجمع بين النظرية والتطبيق عبر سبعة مسارات رئيسية تشمل جلسات حوارية تناقش قضايا الترجمة الحديثة، وتحتفي بالعام الثقافي السعودي الصيني، وورش عمل تدريبية متخصصة في تقنيات الترجمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كما يتضمن حلقات نقاش بحثية ينظمها المرصد العربي للترجمة، ومسارات تفاعلية مثل «قابل الخبراء» و«حكايا ترجمية» و«تجربة التقنية التفاعلية»، كذلك تشارك الأندية الطلابية باستعراض مشروعات طلاب الترجمة في الجامعات السعودية.

يستعرض الملتقى مشروعات طلاب الترجمة في الجامعات السعودية (واس)

تأهيل المترجمين لمواجهة الأزمات

استعرض أكاديميون وخبراء من جامعات محلية ودولية، خلال أولى جلسات الملتقى، التجارب الأكاديمية والميدانية في تدريب المترجمين على الاستجابة اللغوية والإنسانية خلال الأزمات والكوارث، مؤكدين أهمية إعداد مترجمين قادرين على أداء أدوارهم الحيوية في المواقف الحرجة التي تتطلب سرعة، ودقة، ومسؤولية أخلاقية عالية.

وأوضح المتحدثون في الجلسة أن مهنة الترجمة تجاوزت حدود القاعات الأكاديمية والمكاتب التقليدية، لتصبح عنصراً أساسياً في الميدان خلال الأزمات الصحية والإنسانية والطبيعية، إذ يؤدي المترجم دوراً محورياً في إنقاذ الأرواح، وتيسير عمليات الإغاثة، وتمكين التواصل الفعّال بين الشعوب والجهات الدولية، مضيفين أن تطوير برامج التأهيل الأكاديمي والميداني يسهم في إعداد مترجمين قادرين على أداء مهامهم بكفاءة عالية في المواقف الطارئة، والتعامل باحترافية مع التحديات اللغوية والثقافية المصاحبة لها.

وتطرقت الجلسة إلى أبرز المهارات المطلوبة لمترجمي الأزمات، ومن بينها الترجمة الفورية السريعة، وإدارة المحتوى الإعلامي في البيئات المتوترة، إضافة إلى التعامل مع المصطلحات المتخصصة في قطاعات الصحة والأمن والإغاثة، مؤكدة أهمية تكامل الأدوار بين الجامعات ومؤسسات التدريب والجهات الحكومية لتطوير برامج متخصصة تواكب طبيعة العمل الإنساني في أوقات الأزمات العالمية.

أكدت إحدى الجلسات أهمية إعداد مترجمين قادرين على أداء أدوارهم الحيوية في المواقف الحرجة (واس)

وشدد المتحدثون على أن المترجم يجب أن يتعلم التعامل مع الاختلافات الثقافية، وأن يُدرَّب على إنتاج الترجمات بأسلوب مهني يجمع بين الدقة والابتكار، مؤكدين أهمية وجود برنامج وطني لتأهيل المترجمين في السعودية بإشراف خبراء عالميين لضمان أعلى مستويات الجودة. وأشاروا إلى أن أحد أبرز التحديات يتمثل في حجم المحتوى المعرفي الهائل الذي يجب أن يطّلع عليه المترجم لضمان جودة عمله، داعين لعقد مؤتمر علمي يجمع الأكاديميين والممارسين لتبادل الخبرات، مع إدراج مناهج تدريبية متخصصة في مهارات إعداد الترجمات المتقدمة.

وأوصت الجلسة بإنشاء برامج مهنية متقدمة تمكّن المترجمين في السعودية من تطوير مهاراتهم ومواكبة تقنيات الترجمة الآلية الحديثة، بحيث لا يكون الهدف الاستغناء عن المترجم البشري، بل تعزيز كفاءته ورفع مستوى المهنة بما يواكب متطلبات السوق المحلية والعالمية.

الترجمة الطبية... لغة الحياة

استعرضت جلسة حوارية أبرز الممارسات المهنية بمجال الترجمة الطبية، ودور المترجمين في دعم جودة الخدمات الصحية، وتعزيز التواصل بين المرضى والكوادر الطبية، حيث ناقش المتحدثون واقع الترجمة الطبية في المؤسسات الصحية، مؤكدين أن المترجم الطبي يمثل عنصراً أساسياً في المنظومة العلاجية، من خلال ضمان دقة التواصل بين الطبيب والمريض، ونقل المعلومات الطبية بما يحافظ على سلامة المريض ويعزز فاعلية التشخيص والعلاج.

استعرض الملتقى دور الترجمة الطبية بوصفها جسر تواصل إنساني في المنشآت الصحية (واس)

وأشاروا إلى أن الترجمة الطبية تتجاوز كونها عملية لغوية إلى كونها جسراً إنسانياً يعزز الثقة والتفاهم بين المريض والفريق الطبي، إذ يؤدي المترجم دوراً محورياً في نقل المشاعر والمعاني الدقيقة، وضمان أن تصل المعلومة بلغة تراعي الفروق الثقافية والإنسانية، بما ينعكس إيجاباً على جودة الرعاية الصحية المقدّمة.

وأكد المشاركون ضرورة تطوير برامج تعليمية متخصصة في الجامعات والمؤسسات التدريبية لتأهيل مترجمين قادرين على مواكبة التطورات بالقطاع الصحي، واستخدام التقنيات الحديثة في الترجمة بما يتماشى مع التحول الرقمي في الخدمات الطبية، لافتين إلى أن العالم يشهد اليوم ثورة معرفية وصناعية متسارعة يقودها الذكاء الاصطناعي، ما يجعل المترجمين في حاجة مستمرة لاكتساب مهارات جديدة، وتطوير أدواتهم المهنية لمواكبة هذا التحول.

وشددوا على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يحلّ محلّ المترجم البشري، إذ يظل المترجم الإنساني هو القادر على نقل المعنى الدقيق وفهم السياق الثقافي والعاطفي للنصوص، في حين تفتقر الآلة إلى تلك الحساسية الإنسانية التي تضمن جودة التواصل وسلامة المعنى.

أكد الخبراء أن الترجمة تُمثِّل جسراً إنسانياً يعزز الثقة والتفاهم بين المريض والفريق الطبي (واس)

وأوضحوا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون شريكاً للمترجم لا بديلاً عنه، إذا أُحسن توظيفه لتعزيز الدقة والسرعة في العمل، داعين إلى تصميم برامج تدريبية تُمكّن المترجمين من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بوعيٍ ومسؤولية، وتطوير منهجيات تجمع بين الخبرة الإنسانية والابتكار التقني في الممارسة المهنية.

توسيع جسور التفاهم الثقافي

سلّطت جلسة حوارية الضوء على واقع الترجمة المتخصصة في القطاعين الرياضي والسياحي، ودورها في إبراز الهوية الثقافية وتعزيز التواصل الدولي، إذ أكد المشاركون أن بيئة الحوار العالمي تُسهم في كسر الحواجز بين الثقافات، وتُبرز دور اللغة كجسر للتفاهم والتقارب بين الشعوب، مشيرين إلى أن المترجم لا يقتصر دوره على نقل الكلمات فحسب، وإنما يمتد ليكون وسيطاً حضارياً يبني جسور التواصل بين الأمم، بما يضمن وصول المعنى بروحه الثقافية والإنسانية.

وتناولت الجلسة الدور المتنامي للمترجمين المتخصصين في المجالات الرياضية، وشدد المتحدثون على أهمية المعرفة الداخلية والتأهيل التخصصي في هذا المجال لتقديم ترجمة دقيقة للمصطلحات الرياضية، مشيرين إلى أن المترجم المحترف لا يكتفي بإتقان اللغة، بل يحتاج إلى إدراك الرموز الثقافية والأخلاقيات المهنية، إلى جانب مهارات التعبير والتفاعل مع الجمهور لنقل روح المنافسة والإثارة بدقة واحترافية، كما ناقشت محور الترجمة السياحية وأهميتها في تعزيز الصورة الذهنية للمملكة عالمياً، إذ أوضح المشاركون أن المترجم السياحي يمثل واجهة ثقافية تسهم في إبراز مقومات السياحة السعودية، من خلال إيصال المعلومات للزوار بأسلوب مهني يعكس الضيافة السعودية الأصيلة.

عدَّ الخبراء الترجمة الرياضية والسياحية ركيزة لتعزيز الحضور العالمي للمملكة (واس)

وأشارت الجلسة إلى أهمية تأهيل المترجمين في القطاع السياحي، وتمكينهم من تفسير رموز الثقافة والإعلام المحلي للزوّار من الداخل والخارج، مؤكدين أن المترجم في هذا المجال يؤدي دوراً مهماً في نقل الانطباعات الإيجابية عن السعودية، والإسهام في بناء تجربة سياحية متكاملة.

وبيَّن المتحدثون أن المترجم الناجح هو من يعيش بين ثقافات متعددة ويوازن بوعي بين اختلاف اللهجات والفروقات الأخلاقية والمعيارية، بما يضمن ترجمة دقيقة تراعي الخصوصية الثقافية، وتحترم اختلاف الجمهور المستهدف، لافتين إلى أن الترجمتين الرياضية والسياحية تمثلان ركيزة أساسية في تعزيز حضور السعودية العالمي، وتوسيع جسور التفاهم الثقافي مع مختلف شعوب العالم.

الترجمة الفورية في المؤتمرات

تناولت جلسة حوارية أبعاد التحول التقني الذي يشهده قطاع الترجمة الفورية، وأثره في تطوير تجربة المؤتمرات والفعاليات الدولية عبر أدوات ذكية تعزز الكفاءة والدقة في نقل الخطاب إلى جمهور متعدد اللغات، حيث ناقش المشاركون البنية التشغيلية لأنظمة الترجمة الفورية، ودور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل بيئة العمل اللغوي في المؤتمرات الحديثة.

جانب من الجلسة الحوارية حول الترجمة الفورية في المؤتمرات (واس)

وأشار المتحدثون إلى أن الترجمة الفورية لم تعد نشاطاً لغوياً تقليدياً، وإنما أصبحت منظومة تشغيلية متكاملة تجمع بين الكفاءة البشرية والتقنيات الرقمية، التي تمتد من البنية الصوتية والبصرية في قاعات المؤتمرات إلى منصات البث الفوري وتطبيقات الاتصال الافتراضي.

وأكد المشاركون أن مستقبل الترجمة الفورية يرتكز على التكامل بين العنصر البشري والتقنيات الذكية في إدارة الصوت والنص والمزامنة اللحظية، مع ضرورة وضع معايير تشغيلية تضمن جودة الترجمة ودقتها في الفعاليات الدولية، حيث إن الكفاءة اللغوية كانت المطلب الوحيد لتظهر اليوم جوانب أخرى كالإلمام بالمهارات التقنية والأنظمة السحابية، كما استعرضوا نماذج لتطبيقات تقنية حديثة تُسهم في تحسين تجربة الحضور، وتسهيل التواصل المتعدد اللغات ضمن المؤتمرات الكبرى.

ويُمثِّل الملتقى منصة عالمية لتبادل الخبرات واستشراف مستقبل الترجمة، وتأكيد التزام الهيئة بتطوير القطاع، وتمكين المترجمين، وتعزيز حضور اللغة العربية في الحراك الثقافي والمعرفي العالمي.


حزن بالوسط الفني المصري لرحيل المؤلف أحمد عبد الله

الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)
الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)
TT

حزن بالوسط الفني المصري لرحيل المؤلف أحمد عبد الله

الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)
الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)

تسبب خبر رحيل المؤلف المصري أحمد عبد الله في حزن بالغ بالوسط الفني في مصر، وكتب العديد من الفنانين منشورات «سوشيالية» مؤثرة تناولت الذكريات التي جمعتهم بالراحل، والذي تصدر اسمه «الترند» بموقع «غوغل» في مصر، الخميس، بالتزامن مع إقامة مراسم تشييعه من أحد مساجد حي «الدقي» بمحافظة الجيزة.

وتنوعت منشورات النعي التي دوّنها نجوم الفن بين الإشادة بالراحل وأعماله التي غيرت مسار السينما المصرية، وقدرته على سرد تفاصيل مختلفة، وبين العلاقات الشخصية التي جمعتهم خلال مشواره الذي بدأه قبل أكثر من 25 عاماً.

أحمد السبكي وسعد الصغير وأحمد عبد الله ومحمد شرف (حساب الصغير على موقع «فيسبوك»)

ومن بين هؤلاء النجوم، الفنانة يسرا التي كتبت: «خسرنا اليوم أحد كتاب السيناريو الذين ساهموا في صناعة جيل بالكامل»، وكتبت نجلاء بدر: «ابن الأصول... وداعاً».

وعبرت إسعاد يونس عن حزنها قائلة: «فلتنعم في الجنة، بقدر ما أبدعت وأسعدت الناس»، بينما وصفه أحمد حلمي بأنه «أنقى وأطيب قلب»، وكتب محمد هنيدي «صديق عمري... هتوحشني»، والأخير أعلن قبل أكثر من عامين عن اعتزامه تقديم«أرض النفاق 2» من تأليف أحمد عبد الله، ونشر صورة جمعتهما على حسابه بموقع «فيسبوك»، إلا أن العمل لم ير النور.

محمد هنيدي والكاتب أحمد عبد الله والدكتور عبد الوهاب الغندور (حساب محمد هنيدي على «فيسبوك»)

ونعاه صلاح عبد الله بكلمات حزينة، واصفاً رحيله بـ«الصدمة والصاعقة»، بينما كتب المطرب الشعبي سعد الصغير والذي مثل لأول مرة من خلال فيلم «لخمة راس»، الذي كتبه الراحل، وبعد ذلك قدم بطولة فيلمي «قصة الحب الشعبي»، و«عليا الطرب بالثلاثة» من كتابته أيضاً: «البقاء لله في وفاة صديق العمر».

ونعى الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الكاتب الراحل في بيان رسمي، كما نعته نقابة «السينمائيين»، والتي أكدت أن الراحل أثرى الساحة الفنية، ونقل الواقع في أعمال الحارة والشارع، كما أصدرت نقابة «الممثلين» بياناً أكدت خلاله أن الراحل أحد أبرز الكتاب في مصر.

وشكل أحمد عبد الله ثنائية مع المخرج سامح عبد العزيز الذي رحل قبل 4 أشهر، وقدما مجموعة من الأعمال التي تميزت بطابع شعبي، من بينها مسلسلات «الحارة»، و«بين السرايات»، و«رمضان كريم»، وأفلام «الفرح»، وكباريه»، و«الليلة الكبيرة»، و«ليلة العيد».

الكاتب أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز (صورة أرشيفية)

وتعليقاً على إتقان الراحل كتابة الأعمال الشعبية والكوميدية، أكد الكاتب والناقد الفني المصري طارق الشناوي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الراحل قيمة فنية وإنسانية كبيرة، وكاتب (ابن بلد)، وأستاذ في التقاط الكلمات، ونسج الجمل الحوارية الشعبية، على غرار جملته الشهيرة التي انتشرت بكثافة في الشارع المصري (الجنيه غلب الكارنيه)».

وأشاد الشناوي بـ«براعة وقدرة أحمد عبد الله على العمل مع عدد من المخرجين على اختلاف توجهاتهم، من حيث المستوى الفني، وطبيعة الإخراج المختلفة، وقوانين السوق»، موضحاً أن «فيلم (الناظر) شكل علامة فارقة في مشواره».

وبرع أحمد عبد الله في كتابة الأعمال الكوميدية والشعبية، وقدم مجموعة بارزة من الأعمال الفنية، مثل مسرحية «ألابندا» التي جمعت نخبة من النجوم الشباب حينها، مثل محمد هنيدي، وأحمد السقا، وعلاء ولي الدين، وهاني رمزي، وأيضاً مسرحية «حكيم عيون».

مجموعة من الفنانين بصحبة الكاتب أحمد عبد الله (حساب سعد الصغير على «فيسبوك»)

وأكد الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «الكاتب الراحل كان بارعاً في تصوير الحارة المصرية، ومعبراً عنها في كتاباته»، موضحاً أن نشأته في حي بين السرايات ربما كان لها أثر في ذلك، فقد استطاع إظهار العلاقات المتشابكة بالأحياء الشعبية على الشاشة بإتقان.

وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «الراحل بدأ مشواره بالكتابة الكوميدية، لكن تعاونه مع سامح عبد العزيز كان سبباً في تغيير وجهته، بعد أن قدما توليفة مختلفة من الأفلام التي حققت نجاحاً، الأمر الذي جعله يفرض نفسه على الساحة»، مؤكداً أن «فيلم (كباريه) كان محطة مهمة في مشواره، وساهم في انتشاره بشكل ملحوظ».

وانطلق أحمد عبد الله في مشواره بالكتابة السينمائية بمشاركة نجوم الكوميديا، وقدم العديد من الأفلام مثل «عبود على الحدود»، و«الناظر»، مع علاء ولي الدين، و«غبي منه فيه»، مع هاني رمزي، و«اللمبي»، و«كركر»، مع محمد سعد، و«عسكر في المعسكر»، و«فول الصين العظيم»، و«يا أنا يا خالتي»، مع محمد هنيدي، و«أحلام الفتى الطايش»، و«حد سامع حاجة»، مع رامز جلال، و«ميدو مشاكل»، و«55 إسعاف»، مع أحمد حلمي، وكذلك أفلام «ساعة ونص»، و«المحكمة»، و«الحرامي والعبيط».


احتفاء مصري باعتماد فوز العناني برئاسة اليونيسكو

الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)
الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)
TT

احتفاء مصري باعتماد فوز العناني برئاسة اليونيسكو

الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)
الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)

احتفت مصر بفوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو، وتصدَّر اسم العناني «الترند» على «إكس» بمصر، الخميس، بعد التصويت النهائي لاختيار مدير عام اليونيسكو، ضمن أعمال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام للمنظمة بمدينة سمرقند في جمهورية أوزبكستان.

وأعلن السفير المصري الدائم لدى اليونيسكو، علاء يوسف، أن المؤتمر العام لمنظمة اليونيسكو اعتمد، الخميس، انتخاب الدكتور خالد العناني مديراً عاماً للمنظمة، بعد حصوله على تأييد 172 دولة، مقابل اعتراض دولتين، وامتناع دولة واحدة عن التصويت. وبهذا، سجّلت مصر فوزاً تاريخياً في واحد من أهم المناصب الدولية، وفق حساب يوسف على «فيسبوك».

ووثّقت منظمة اليونيسكو، عبر صفحتها على «فيسبوك»، انتخاب المؤتمر العام للمنظمة الدكتور خالد العناني (مصر) أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، خلفاً لأودري أزولاي التي تشغل هذا المنصب منذ عام 2017.

وتوالت التهاني الرسمية للأمين العام، حيث وجّه الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، التهنئة للدكتور خالد العناني بفوزه بمنصب المدير العام لمنظمة اليونيسكو، وقال، في بيان للوزارة، الخميس، إن «هذا الفوز يمثل إنجازاً وطنياً جديداً يُضاف إلى رصيد مصر من النجاحات الدولية، ويعكس ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات المصرية وقدرتها على الإسهام في قيادة المؤسسات الأممية المعنية بالتعليم والثقافة والعلوم»، مضيفاً أن انتخاب الدكتور العناني يجسد التقدير الدولي لمسيرته الأكاديمية والمهنية المتميزة، وجهوده الكبيرة في حماية التراث الإنساني وتعزيز الحوار بين الثقافات.

اعتماد انتخاب الدكتور خالد العناني مديراً عاماً لليونيسكو (اليونيسكو)

وشغل خالد العناني عدة مناصب سابقاً؛ من بينها إدارة متحف الحضارة المصرية، وتولَّى مسؤولية وزارة الآثار ثم مسؤولية وزارة السياحة والآثار في مصر.

وترشّح العناني لمنصب مدير عام اليونيسكو، وحصل، في اجتماع المكتب التنفيذي، على 55 صوتاً، من أصل 57، في مواجهة المرشح إدوارد فيرمين ماتوكو، من جمهورية الكونغو.

وعَدّ الخبير الآثاري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن تأييد انتخاب العناني بهذا الرقم يؤكد الجهود التي بذلها في التعاون مع اليونيسكو لحفظ وحماية التراث الإنساني، ولا سيما المواقع الأثرية المصرية.

وأضاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن العناني «خلال فترة ولايته الوزارية قام بافتتاح أكثر من خمسين مشروع ترميم بالمواقع والمباني والقصور الأثرية، والمباني الدينية التاريخية، وتمكَّن من إنجاح عمل أكثر من 300 بعثة آثارية مصرية ومشتركة وأجنبية قادمة من 25 دولة، مما أدى إلى اكتشافات أثرية مهمة».

وله إنجاز فى مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، واستردّت مصر آلاف القِطع الأثرية المصرية المهرَّبة من أكثر من عشرين دولة.

وأكدت تعليقات على «السوشيال ميديا» أن تأييد الانتخاب بواقع 172 دولة هو رقم غير مسبوق في تاريخ المنظمة الدولية.

وعلّقت الدكتورة ميرفت مهدي، من جامعة بنها بمصر، على لحظة اختيار العناني، وكتبت على «إكس»: «تصفيق حارّ وعميق لحظة صعود الدكتور خالد العناني للمنصة الرئيسية، بعد إعلان فوزه بمنصب المدير العام لليونيسكو، في خطوة تاريخية تؤكد المكانة الدولية للكفاءات المصرية، وتُثبت أن مصر قادرة على قيادة الحوار الثقافي والحضاري وحماية التراث الإنساني».

ولفت ريحان إلى أن «العناني حقق إنجازات كبيرة في مجال المتاحف، حيث ساهم في بناء وتجديد أكثر من عشرين متحفاً في مختلف المحافظات، بما في ذلك المتحف القومي للحضارة المصرية، كما أشرف على أعمال المتحف المصري الكبير»، مؤكداً أن انتخاب العناني مديراً عاماً للمنظمة الدولية «تتويج لتاريخ طويل من العلاقات بين مصر ومنظمة اليونيسكو، يعود إلى أكثر من 75 عاماً، فمصر كانت من أول 20 دولة صدّقت على تشكيل المنظمة، كما احتفظت بعضوية المجلس التنفيذي منذ عام 1946 باستثناء مرات قليلة».

كان المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو قد اختار خالد العناني لمنصب الأمين العام بواقع 55 صوتاً، من أصل 57 صوتاً، في اجتماع المجلس يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهنأ رئيس الجمهورية المصري، عبد الفتاح السيسي، العناني بهذا الفوز، وكتب على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي: «أتقدم بخالص التهنئة للدكتور خالد العناني بمناسبة فوزه الكاسح في انتخابات المجلس التنفيذي لليونيسكو، وحصوله على 55 من أصل 57 صوتاً، وانتخابه مديراً عاماً للمنظمة، في إنجاز تاريخي يُضاف إلى سِجل مصر الدبلوماسي والثقافي وإلى إنجازات الشعوب العربية والأفريقية».