«القاهرة السينمائي» يراهن على تنوع برنامجه وأفلامه المُرممة

تراجع عن اعتماد بوستر دورته الـ46 بعد انتقادات

جانب من المؤتمر الصحافي الأحد (إدارة المهرجان)
جانب من المؤتمر الصحافي الأحد (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة السينمائي» يراهن على تنوع برنامجه وأفلامه المُرممة

جانب من المؤتمر الصحافي الأحد (إدارة المهرجان)
جانب من المؤتمر الصحافي الأحد (إدارة المهرجان)

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي عن تكريم الفنانة الفلسطينية هيام عباس ومنحها جائزة «الهرم الذهبي» تقديراً لجهودها في إضاءة القضايا الإنسانية والاجتماعية عبر مسيرة فنية عالمية شاركت خلالها في أعمال كبرى على غرار «ميونيخ»، و«Succession»، وقد ظلت صوتاً معبراً عن قضية الشعب الفلسطيني، كما كشف عن تكريم المخرجة المجرية إلديكو إنيدي ومنحها أيضاً «الهرم الذهبي» تقديراً لمسيرتها الفنية التي تميزت بحس إنساني عميق وحصولها على جوائز مهمة مثل «الكاميرا الذهبية» و«الدب الذهبي».

تكريم النجم خالد النبوي (إدارة المهرجان)

وكرم المهرجان المخرج الكبير محمد عبد العزيز ومنحه جائزة «الهرم الذهبي» لإنجاز العمر احتفاء بتاريخه السينمائي، والفنان خالد النبوي بجائزة «فاتن حمامة» للتميز لمسيرته الحافلة التي تمتد على مدى 35 عاماً والتي قدم خلالها أعمالاً عربية لا تُنسى كما قدم أعمالاً لافتة بالسينما الأميركية، كما أعلن المهرجان عن تكريم مدير التصوير السينمائي محمود عبد السميع في حفل الختام ومنحه جائزة «إنجاز العمر».

تكريم مدير التصوير محمود عبد السميع (إدارة المهرجان)

وكانت إدارة المهرجان قد أقامت مؤتمراً صحافياً ظهر الأحد، وشهده عدد كبير من صناع الأفلام والفنانين، من بينهم: ليلى علوي، وإلهام شاهين، ومحمود حميدة، وبسمة، وأحمد مجدي، وجابي خوري، والمنتجان محمد العدل وصفي الدين محمود.

ولفت الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان خلال كلمته الافتتاحية إلى «قيام المهرجان بترميم 10 أفلام من كلاسيكيات السينما المصرية سيتم عرضها في برنامج خاص بالمهرجان، إضافة لعرض 10 أفلام تم ترميمها قبل ذلك».

وأكد في رده عن سؤال حول ضعف ميزانية المهرجان أن «(القاهرة السينمائي) لا يعاني من ضعف الميزانية، قائلاً إنه مهرجان الدولة ويحظى بدعمها كما يعتمد على دعم شركات وجهات وطنية كبيرة»، مؤكداً أنه «اعتذر عن دعم المهرجان بمبلغ قدره مليون دولار لأنه مهرجان وطني ولا يحتاج إلى دعم خارجي، ووجه فهمي الشكر لوزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو لدعمه للمهرجان والعمل الثقافي عموماً، ولرعاة المهرجان».

تكريم المخرجة المجرية إلديكو إنيدي ومنحها «الهرم الذهبي» تقديراً لمسيرتها الفنية (إدارة المهرجان)

وأثار البوستر الرسمي للدورة الـ46 أزمة بعدما أطلقته إدارة المهرجان قبل عقد المؤتمر الصحافي بساعات قليلة، وذكرت في بيان صدر عنها أنه يعكس رؤية بصرية عميقة تتجاوز حدود الإعلان التقليدي إلى فضاء رمزي وفكري يعبر عن جوهر السينما وروح المهرجان ويستحضر روح تمثال «نهضة مصر» للمثّال الكبير محمود مختار.

بوستر الدورة الـ46 المثير للجدل (إدارة المهرجان)

وتسبب البوستر بمجرد نشره في إثارة جدل بالأوساط الفنية في مصر لاعتماده على ألوان محددة تشبه شعار «المثليين» ما جعل إدارة المهرجان تصدر بياناً عاجلاً تؤكد فيه أن البوستر الذي تم الإعلان عنه هو تصميم مبدئي وليس البوستر الرسمي والنهائي، وأنه سيصدر خلال يومين عبر المنصات الرسمية للمهرجان، وهو ما أكد عليه الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان خلال المؤتمر الصحافي، وقال إنه حدث «لبس في فهم بعض الألوان بالبوستر».

وتطرق الناقد محمد طارق، المدير الفني للمهرجان، إلى الأفلام والمسابقات العديدة التي يقيمها خلال دورته المقبلة، حيث تشهد المسابقة الدولية مشاركة 12 فيلماً حتى الآن، وهي «اغتراب» للمخرج التونسي مهدي هميلة، «الأشياء التي تقتلها» للمخرج التركي على رضا خاتمي، «ثريا حبي» لنيكولا خوري من لبنان، «ترميم» لجابرييل أوربونايت من ليتوانيا، «الركض الصامت» لمارتا بيرجمان من بلجيكا، «زنقة مالقة» لمريم توزاني من المغرب، «صفصافة» لبيتر سانت من مالطا، «كان ياما كان في غزة» لطرزان وعرب ناصر من فلسطين، «ليس للموت وجود» لفيليكس دوفور- لابارييرا من كندا، «ضايل عنا» لمي سعد وأحمد الدنف من مصر، «اليعسوب» لبول أندرو ويليلمز من المملكة المتحدة، ويترأس لجنة تحكيمها المخرج التركي الكبير نوري بيلجي جيلان.

ويصل عدد الأفلام هذه الدورة إلى 120 فيلماً حتى الآن، ويضم البرنامج الرسمي «خارج المسابقة» 12 فيلماً لكبار مخرجي العالم، كما يعُرض بقسم «البانوراما الدولية» 13 فيلماً، فيما يضم برنامج «العروض الخاصة» 13 فيلماً أيضاً.

تكريم المخرج محمد عبد العزيز (إدارة المهرجان)

واستعرض الناقد محمد نبيل مدير مسابقة «آفاق السينما العربية» برنامجها الذي يضم 9 أفلام، مؤكداً أنها تشهد تنوعاً يعكس التجربة الثرية للسينما العربية، ويشارك بها الفيلم السعودي «ضد السينما» لعلي سعيد، والمصري «بنات الباشا» لمحمد العدل، والتونسي «الجولة 13» لمحمد علي النهدي من تونس، والعراقي «فلانة» لزهراء غندور، والمغربي «كوندافا» لعلي بنجلون، واللبناني «كلب ساكن» لسارة فرنسيس، والمصري «شكوى رقم 713317» لياسر شفيعي، والتونسي «كأن لم تكن» لسارة عبيدي، «عزة» للمخرجة الألمانية ستيفاني بروكهاوس، وتضم لجنة تحكيم المسابقة المنتج المغربي كريم أيتونة، ونادية دريستي عضو مجلس إدارة مهرجان لوكارنو، ومدير التصوير المصري عبد السلام موسى.

ورغم إعلان المهرجان عن اختيار فيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية لعرضه في ختام المهرجان، فإن فهمي لم يكشف عن فيلم الافتتاح وقال: «لدينا 4 أفلام مرشحة للافتتاح ما زلنا نختار من بينها».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق جلال تعرض لانتقادات حادة (حسابه على موقع فيسبوك)

انتقادات لياسر جلال لحديثه عن «حماية جزائريين» للقاهرة بعد «النكسة»

وجد الفنان المصري ياسر جلال نفسه في مرمى الانتقادات عقب نشره مقطع فيديو من فقرة تكريمه بمهرجان «وهران الدولي للفيلم العربي» بالجزائر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من حفل افتتاح المتحف الكبير بجوار أهرامات الجيزة (إدارة المتحف)

مصر تستضيف كبار موسيقي العالم في «صدى الأهرامات»

كشف عازف البيانو المصري أحمد أبو زهرة رئيس مهرجان «صدى الأهرامات» الموسيقي عن الاستعدادات الأخيرة لإطلاق المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)

قصر عابدين التاريخي بمصر لاحتضان أشهر الاحتفالات الدولية

يشهد قصر عابدين التاريخي بوسط القاهرة استضافة حفل «ذا جراند بول» (The Grand Ball)، بحضور أمراء وأميرات من الأسر النبيلة والحاكمة حول العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من فيلم «فيلا 187» (مؤسسة الدوحة للأفلام)

«صنع في قطر»... أفلام سينمائية تعالج قضايا شائكة

كشف مهرجان «الدوحة السينمائي» عن قائمة الأفلام التي ستعرض ضمن برنامج «صنع في قطر».

داليا ماهر (القاهرة )

«منتدى مصر للإعلام» يختتم دورته الثالثة باستطلاع «الطريق الصحيح» للمهنة

المنتدى شهد حضور أكثر من 2500 صحافي عربي وأجنبي (إدارة المنتدى)
المنتدى شهد حضور أكثر من 2500 صحافي عربي وأجنبي (إدارة المنتدى)
TT

«منتدى مصر للإعلام» يختتم دورته الثالثة باستطلاع «الطريق الصحيح» للمهنة

المنتدى شهد حضور أكثر من 2500 صحافي عربي وأجنبي (إدارة المنتدى)
المنتدى شهد حضور أكثر من 2500 صحافي عربي وأجنبي (إدارة المنتدى)

اختتم منتدى مصر للإعلام، مساء الأحد، فعاليات نسخته الثالثة، محاولاً استطلاع «الطريق الصحيح» للمهنة، في ظل ما تواجهه من تحديات تكنولوجية متسارعة، أبرزها الذكاء الاصطناعي الذي احتل جانباً كبيراً من مناقشات المنتدى على مدار يومين بمشاركة نحو 2500 صحافي وإعلامي من مصر والمنطقة والعالم.

وحملت الجلسة الختامية من المنتدى عنوان «هل نحن على الطريق الصحيح؟»، وشهدت مشاركة قيادات إعلامية مصرية وعربية حاولت تشخيص الوضع العربي الراهن للإعلام ومحاولات مواكبة التطورات التكنولوجية.

تجربة «الشرق الأوسط»

وخلال الجلسة عرضت «الشرق الأوسط» تجربتها في التحول الرقمي، التي وضعتها في مكانة متميزة بين المنافسين. وقال محمد هاني، نائب رئيس التحرير، إن «الطريق الذي اتخذته (الشرق الأوسط) في التحول الرقمي هو الطريق الصحيح لنا، لكنه قد لا يكون مناسباً للجميع. كانت اختيارتنا بناء على دراسة وتحليل بيانات الجمهور»، مشدداً على أن أي مؤسسة إعلامية «لا بد أن تفهم نفسها أولاً... وجزء من هذا الفهم مرتبط بمعرفة الجمهور المستهدف».

وأشار إلى «تحديات عدة تواجه العمل الصحافي عموما، وتختلف باختلاف الوسيلة والجمهور. لكن التحدي الأكبر يظل هو التحدي التكنولوجي المتمثل في الذكاء الاصطناعي، وهو فرصة في الوقت نفسه».

منتدى مصر للإعلام يختتم دورته الثالثة وسط حضور مكثف (إدارة المنتدى)

وأوضح أن «النقاش حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار يتمحور حول أكثر استخداماته إثارة للجدل، وهو إنتاج المحتوى، لكنه يتجاهل إمكانات استخدامه في الوظائف المساندة مثل  تحليل البيانات ومتابعة المنافسين ومحركات البحث، وهو ما فعلته (الشرق الأوسط) ومكّنها من الفوز أخيراً بجائزة (غلوبال سيرش) لأفضل حملة SEO في المنطقة خلال العام الحالي».

وأكّد هاني: «نحن على الطريق الصحيح»، مشدداً على ضرورة «أن تنظم المؤسسات التعامل مع التحديات التكنولوجية، وتدريب الصحافيين، واعتماد مبادئ الشفافية ومكافأة الابتكار والاستثمار في المحتوى الخاص والجيد الذي يلتزم قواعد وأخلاقيات العمل الصحافي» لضمان الاستمرارية والنمو.

بدروه، قلّل الإعلامي المصري شريف عامر، مقدم برنامج «ماذا يحدث في مصر» بقناة «إم بي سي مصر»، من تأثير الذكاء الاصطناعي على مهنة الإعلام، مؤكداً أن «الإعلام ما زال يقدم الخدمة التي لا يقدمها المؤثرون على مواقع التواصل، مهما بلغت درجة متابعتهم، ومهما زاحموا الإعلام في المشاهدات».

لكنه في الوقت نفسه؛ أعرب عن خشيته من فرط استخدامه والاعتماد عليه في العمل الإعلامي، ما قد يتسبب في وقوع أخطاء.

مواكبة التطور

في المقابل، أكّد عبده جاد الله، مدير جودة المحتوى التحريري في مجموعة «IMI»، أنه «يستخدم 6 أدوات ذكاء اصطناعي يومياً في متابعة وتلخيص المقالات والأحداث»، مشيراً إلى أنها «توفر الوقت والجهد». وقال: «من سيواكب التغيرات سيستمر، ومن يتجاهلها سينتهي»، مشدداً على ضرورة فهم الجمهور وقراءة بياناته.

أما سمير عمر، رئيس قطاع الأخبار في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فأكّد على ضرورة «تصميم المهمة الإخبارية لتلائم الوسيط الذي يفضله الجمهور»، مشيراً إلى أن الوسائط الرقمية أفضل في حساب نمط وسلوك المشاهدات.

وقال: «لا داعي للهلع... لأن الشخص الخائف لا يبدع»، مشيراً إلى أن «هناك 3 أضلاع للمهنة يجب التمسك بها، وهي القواعد والأخلاقيات والأدوات الحديثة».

جانب من الجلسة الختامية لمنتدى مصر للإعلام (إدارة المنتدى)

واختتم الإعلامي صهيب شراير، من قناة «العربية»، الجلسة مؤكداً أنه «لا أحد يملك الطريق وحده أو يعرفه كاملاً»، لكن الجميع يتفق على أن «الإعلام الذي لا يتغير سينتهي، وأن من يستسلم للضجيج سيضيع».

المنتدى شهد حضور أكثر من 2500 صحافي عربي وأجنبي (إدارة المنتدى)

وعلى مدار يومين، تناول المنتدى قضايا عدة، وناقش التحديات التكنولوجية التي تواجهها، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في محاولة للإجابة عن السؤال الذي طرحه شعاره، وهو «2030: من سيستمر؟»، لكن أحداً لم يستطع تقديم إجابة حاسمة، وما زال السؤال قائماً، بحسب ما أكّده الإعلامي المصري رامي رضوان، معلناً انتهاء الفعاليات، وإن استمرّت المناقشات.


انتقادات لياسر جلال لحديثه عن «حماية جزائريين» للقاهرة بعد «النكسة»

جلال تعرض لانتقادات حادة (حسابه على موقع فيسبوك)
جلال تعرض لانتقادات حادة (حسابه على موقع فيسبوك)
TT

انتقادات لياسر جلال لحديثه عن «حماية جزائريين» للقاهرة بعد «النكسة»

جلال تعرض لانتقادات حادة (حسابه على موقع فيسبوك)
جلال تعرض لانتقادات حادة (حسابه على موقع فيسبوك)

وجد الفنان المصري ياسر جلال نفسه في مرمى الانتقادات عقب نشره مقطع فيديو لتكريمه بمهرجان «وهران الدولي للفيلم العربي» بالجزائر، عبر حساباته على مواقع التواصل، تحدث خلاله عن حماية قوات الصاعقة الجزائرية لميدان التحرير المصري عقب «نكسة 1967» لحماية المصريين من الإسرائيليين.

وتصدر اسم ياسر جلال «تريند» موقعي «إكس» و«غوغل» في مصر، الأحد، إذ تعرض لهجوم حاد من متابعين استنكروا تصريحاته واعتبروها «غير حقيقية».

واقترح جلال عقب تسلمه درع تكريم المهرجان تقديم أعمال فنية تخلد ذكرى «ضحايا الاستعمار».

وكان من أبرز الانتقادات التي تعرض لها ياسر جلال، من المنتج المصري محمد العدل، الذي كتب على حسابه بـ«فيسبوك»: «لدينا أزمة في ثقافة بعض الفنانين بهذا الزمن، مطالباً بالتدريب والحرص على القراءة».

كما طالبت تعليقات ومنشورات «سوشيالية»، برفع الحصانة عن الفنان المصري وعضو مجلس الشيوخ ياسر جلال والتحقيق معه.

الفنان المصري ياسر جلال خلال حديثه في مهرجان «وهران» (حسابه على موقع فيسبوك)

وتعليقاً على الانتقادات والهجوم الذي تعرض له ياسر جلال، أوضح الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «الفنان شخصية عامة ويجب عليه أن يكون حريصاً على أي كلمة تتناول الشأن السياسي أو التاريخي أو الديني».

وأكد عبد الرحمن أن «الحديث إن لم يكن بشكل منضبط ومتوافقاً مع الواقع المستقر لدى الناس فإنه يُحدث صدمات، خصوصاً إذا كان لا يستند إلى أدلة ملموسة وموثقة».

وذكر عبد الرحمن، أن ياسر «كان يجب عليه أن يتكلم على العلاقة الفنية الوطيدة بين مصر والجزائر، أو عن شعوره بالتكريم وخلافه، لا أن يذكر أي وقائع تاريخية؛ الأمر الذي يأتي عادة بنتائج عكسية».

وطالب عبد الرحمن، الشخصيات العامة بـ«الحذر من إلقاء الكلمات في المحافل الدولية من دون التحضير مسبقاً، وكتابتها ومراجعتها جيداً من فريق مختص».

ورداً على انتقاده والهجوم عليه نشر ياسر جلال فيديو توضيحياً، الأحد، على حسابه على موقع «فيسبوك»، قَدّم خلاله التحية للقوات المسلحة المصرية، مؤكداً على دور مصر مع كل الدول، وعلى رأسها الجزائر التي قدم لها التحية ودعا شعبها لعدم الالتفات لما يقال.

لكنه في الوقت نفسه تمسك جلال بروايته عن «الصاعقة الجزائرية»، مؤكداً أنه سمعها من والده وكبار عائلته و«أنه قدم لبلده أعمالاً فنية وطنية».

لقطة من تكريم الفنان المصري ياسر جلال بـ«وهران السينمائي» (حساب جلال على فيسبوك)

ورفض الكاتب والناقد الفني المصري سمير الجمل، انتقاد ياسر جلال، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط»، أن الحضور العربي بشكل عام كان موجوداً بعد حرب 1967 وحرب 1973، وحديث ياسر صحيح، موضحاً أن الانتقادات والمزايدة بشكل دائم وبلا مبرر يشعل العلاقات بين الدول، فالأدوار المتبادلة بينهما معروفة ومعترف بها دولياً، فلا داعي لإفساد العلاقات.

الفنان المصري ياسر جلال (حسابه على موقع فيسبوك)

وأشاد الجمل بالفنان ياسر جلال، مؤكداً أنه «فنان متوازن وتصريحاته موزونة، ولا يبحث عن الفرقعة الإعلامية، ولم يرتكب جريمة، ومن ينتقده على السوشيال ميديا ليس لديه محتوى للظهور»؛ على حد تعبيره.

وفنياً، ينتظر ياسر جلال عرض مسلسل «للعدالة وجه آخر»، بجانب تصويره لمسلسل «كلهم بيحبوا مودي»، للعرض في موسم دراما رمضان 2026.


مسرحية «روزماري»... صراع العقل والقلب والعبرة في الخواتيم

مواجهات عدة تحصل بين المرأتين (الشرق الأوسط)
مواجهات عدة تحصل بين المرأتين (الشرق الأوسط)
TT

مسرحية «روزماري»... صراع العقل والقلب والعبرة في الخواتيم

مواجهات عدة تحصل بين المرأتين (الشرق الأوسط)
مواجهات عدة تحصل بين المرأتين (الشرق الأوسط)

تتناول مسرحية «روزماري» للمخرج شادي الهبر الصراع الأزلي القائم بين العقل والقلب. وبنص حبكة الصحافي إيلي مكرزل، الذي يشكّل أول تجربة له من هذا النوع، نتابع قصة غريبة ومشوقة في آن، بطلتاها هما الممثلتان بياريت قطريب ومايا يمّين.

تعرض المسرحية على خشبة «مونو» في بيروت، وتستغرق نحو ساعة من الوقت. ومنذ اللحظات الأولى للعرض، ينشغل مشاهدها بفكّ مفاتيحها. فقد استخدم المخرج الهبر مجموعة من الأدوات لجذب انتباه متابعيه، وكذلك لتحفيزهم على التحليل والتفكير. وهو ما يدفع الحضور منذ الدقيقة الأولى إلى طرح أسئلة حول مواقف غامضة لا يفهمونها.

بطلتا المسرحية بياريت قطريب ومايا يمّين (الشرق الأوسط)

تدور القصة حول المرأتين روز (مايا يمّين) وماري (بياريت قطريب)؛ إحداهما تعتمد على الفكر والعقل لتجاوز مشكلاتها، في حين الثانية رومانسية إلى أقصى حدّ، وقلبها هو دليلها.

المرأتان صديقتان مقرّبتان إلى حدّ كبير، حتى إن المشاهد يُخيّل إليه أنهما امرأتان برأس واحدة. وهو ما يحاول المخرج الهبر الإيحاء به من خلال مواقف كثيرة تخوضانها معاً. تفتحان قلبيهما الواحدة للأخرى، وتتبادلان الأحاديث بوضوح ومن دون مراوغة. وفي سياق أحداث المسرحية، تعرِّجان على موضوعات اجتماعية وإنسانية وأخرى عن التنمّر، وتواكبان عصرنة وسائل التواصل الاجتماعي، والنجومية الإعلامية، وانعكاسات الشهرة على أصحابها. ولا تتوانى المرأتان عن البوح بمشاعرهما، وخوض أحاديث وذكريات حول علاقاتهما العاطفية.

بياريت قطريب (ماري) تجسد دور المرأة الرومانسية بامتياز. فهي تتبع قلبها وأحاسيس الحب، وتقدمها على غيرها. ومع قوامها الرفيع، تقدّم عرضاً تختلط فيه الفنون التعبيرية من رقص وتمثيل. ومع الإضاءة التي تعكس طيفها على المسرح، تؤلّف لوحة إيمائية جميلة على وقع موسيقى الفلامنكو الهادئة.

المفاجأة يتركها المخرج لنهاية العرض المسرحي (الشرق الأوسط)

أما مايا يمّين (روز)، فتتقمص دور المرأة القوية ظاهرياً، لكنها لا تلبث أن تفقد صلابتها في مشهد تتحدث فيه عن والدتها الراحلة، فتجذب الحضور بأداء محترف وواقعي. لا سيما أن تأثرها يأتي حقيقياً، فتنهمر الدموع من عينيها، وتنغمس في حالة حزن ولوعة فعليتين على الخشبة، وهو ما دفع الحضور للتصفيق لها طويلاً.

امرأتان متناقضتان تعيشان صراعاً بين العقل والقلب، يركن المخرج شادي الهبر إلى أغنيات لفيروز وهاني شاكر لتلطيف هذا النزاع القائم بينهما.

ولا تغيب عن المسرحية مشاهد عامرة بالكوميديا السوداء، فيضحك الحضور انسجاماً معها رغم رحم المآسي التي تولد منها مرات.

بصمات الحياة المثقلة بكثير من الفشل وقليل من النجاحات، تعتريها وقفات مع الذات. فكما روز، كذلك ماري، تسترجعان شريط حياتهما، تتذكران وتأسفان، وتضحكان مرات أخرى على نفسيهما.

يلاحظ متابع المسرحية مبالغةً في ممارسة الضحك مرات، وإعادات في تكرار كلمة «هبلة» أكثر من مرة. ولكن الجواب على هذا التكرار يكتشفه في نهاية العمل، فالعبرة تكمن في الخواتيم، وهو ما يطبع المسرحية بالإثارة والتشويق.

تُمرِّر المسرحية رسائل مختلفة حول تأثير تربية الأهل على أولادهم، والذكورية الحاضرة في مفهوم الخيبة عند ولادة البنت بدلاً من الصبي، وغياب الأب الذي يتسبَّب بالاضطراب النفسي عند الابنة. تضحيات الأم التي لا تنتهي من أجل إسعاد الأبناء، فتنعكس في الشعور بالأمان عليهم، ولكن الوجع يبقى يتضاعف رغم مرور الوقت الطويل عليه. والوحدة يستمر وهجها وتتصاعد يوماً بعد يوم.

يتخلَّل العمل الغموض والتشويق (الشرق الأوسط)

جميعها عوامل اجتماعية اعتقدت المرأتان أنهما تخطَّتا ذيولها، ولكن دون جدوى.

فهما لم تعرفا مشاعر الفرح الحقيقية، ولا حتى تلك المتعلّقة بالحزن. تغُضان النظر عن أحاسيسهما، وتنشغلان بتركيبة شخصيتهما بشكل أكبر. أما الموت، فلم تستطيعا مواجهته كما يجب. إحداهما تفرح لسماع خبر موت قريب، والثانية تعدّ فراق الحبيب موتاً من نوع آخر. ولذلك لا تتوانيان عن الإعلان عن «اليوم العالمي للموتى» وهما تبتسمان.

في النهاية تظهر الحقيقة كما هي بمفاجأة لا يتوقعها المشاهد، وتُسدل الستارة على بطلتي المسرحية لندرك أن الاثنتين تؤلفان «روزماري» واحدة، وأن الإنسان هو عدو نفسه في النهاية.