مرّ كويكب بحجم مبنى صغير بالقرب من الأرض دون أن يلاحظه علماء الفلك الأسبوع الماضي، ليقترب من سطح الأرض بقدر اقتراب محطة الفضاء الدولية، وفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية.
رُصد هذا الكويكب الفضائي، المُسمّى 2025 TF، بعد ساعات من مروره فوق القارة القطبية الجنوبية بواسطة ماسح كاتالينا السماوي، الممول من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الذي يستخدم تلسكوبات في أريزونا وأستراليا لرصد الأجسام القريبة من الأرض، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
قدّر علماء الفلك أن الكويكب اقترب من سطح الأرض بمسافة 428 كيلومتراً (265 ميلاً).
وصرحت وكالة الفضاء الأوروبية، في بيان: «هذا الارتفاع مماثل لمدار محطة الفضاء الدولية، وهو من أقرب الأحداث المسجلة على الإطلاق».
تدور معظم الأقمار الاصطناعية حول الكوكب في مدارات أرضية منخفضة تتراوح بين 160 كيلومتراً (100 ميل) وألفي كيلومتر (1243 ميلاً).
وأفادت وكالة الفضاء الأوروبية بأن قطر الكويكب يتراوح بين متر وثلاثة أمتار.
وأضافت أن «تتبع جسم بحجم متر في ظلمة الفضاء السحيقة، في وقت لا يزال موقعه غير مؤكد، يُعد إنجازاً مذهلاً».
وتابعت: «ساعدت هذه الملاحظة علماء الفلك على تحديد مسافة الاقتراب والوقت المذكورين أعلاه بدقة عالية».
كما حلق كويكب صغير آخر أطلق عليه اسم 2025 TQ2 بالقرب من الأرض في نفس اليوم الذي تلا اقتراب 2025 TF، وفقاً لمركز الكواكب الصغيرة، وهي منظمة دولية تتبع الكويكبات والمذنبات والأجسام الصغيرة الأخرى.
وأفادت التقارير بأن هذا الكويكب مرّ بسرعة كبيرة بالقرب من الأرض فوق كندا على مسافة نحو 4850 كيلومتراً (3014 ميلاً)، أي أقل من نصف قطر الأرض.
في حين أن الكويكبات والأجسام الفضائية الأخرى بهذا الحجم لا تُشكل أي خطر يُذكر على الحياة والممتلكات على الأرض، إلا أنها قد تُنتج كرات نارية إذا اصطدمت بالغلاف الجوي للكوكب.
تتعقب وكالات الفضاء حول العالم هذه الأجسام القريبة من الأرض باستمرار، وتُصنف على أنها «خطراً محتملاً» على الكوكب إذا تجاوز حجمها 150 متراً (500 قدم) ويُتوقع أن تقترب من الأرض على بُعد أقل من 7.5 مليون كيلومتر (4.65 مليون ميل).
ومع ذلك، لا تزال الكويكبات الأصغر حجماً قادرة على إحداث أضرار جسيمة. يقول علماء الفلك إن الكويكب 2024 YR4- يبلغ طوله 65 متراً (300 قدم) ورُصد العام الماضي، والذي يُتوقع أن تكون لديه فرصة ضئيلة للاصطدام بالقمر، قد يُدمر مدينة بأكملها إذا اصطدم بالأرض.
في حين أن من المتوقع ألا يصطدم بكوكبنا، إلا أن لديه فرصة بنسبة 4 في المائة للاصطدام بالقمر في ديسمبر (كانون الأول) عام 2032، مما قد يُثير الغبار والحطام القمري، ويُهدد الأقمار الاصطناعية حول الأرض.



