بأغنية خاصة لنجوم مؤثرين في تاريخ المسرح المصري قدمها الفنان تامر حسني وفيلم قصير يوثق تاريخ المهرجان، انطلقت مساء (السبت) فعاليات مهرجان «المسرح المصري» الذي تنظمه نقابة الممثلين في دورته الثامنة، التي تستمر حتى 17 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بمشاركة 32 عرضاً مسرحياً تعرض أمام الجمهور بشكل مجاني طوال أيام المهرجان.

واحتفى المهرجان الذي يسعى إلى دعم التجارب الشبابية بنجوم مصريين بارزين في حفل افتتاحه عبر أغنية «حكاية مسرح» التي قدمها الفنان تامر حسني وسط الجمهور للمرة الأولى، بينما ظهرت على شاشة المسرح صور لفنانين لم يجتمعوا منذ سنوات، فيما حظيت لقطة ظهور الفنان عادل إمام وبجواره الفنانين عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس بتصفيق حار من الحضور.
وقال نائب رئيس المهرجان المخرج سامح بسيوني في كلمته إن الدورة الجديدة تشهد العدد الأكبر من العروض التي تم اختيارها من قبل لجنة مشاهدة استطاعت انتقاء الأفضل بين العروض المقدمة، فيما قدم الحفل الفنان أكرم حسني، الذي تبعه صعود أعضاء نقابة الممثلين لتكريم ثلاثة من الفنانين الذين أثروا خشبة المسرح.

وكرم المهرجان الفنان صبري عبد المنعم الذي صعد على المسرح بكرسي متحرك، ونال تصفيقاً كبيراً من الحضور، معرباً عن سعادته بمنحه التكريم وهو على قيد الحياة، كما قدم ابنته مريم صبري التي تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، فيما تبعه تكريم الفنانين عبد الله مشرف وضياء الميرغني.
ويحتضن المهرجان في دورته الجديدة 17 ورشة فنية لتكون الأكثر عدداً في تاريخه وتعتمد على التنوع بين مجالات الإخراج والتمثيل والتصميم والتقنيات الحديثة، بمشاركة نخبة من أبرز الأكاديميين والمتخصصين الذين يجمعون بين الخبرة الأكاديمية والتطبيق العملي.
ونال فن التمثيل نصيب الأسد من الورش هذا العام، حيث تُقام ورش عديدة منها «التمثيل العاطفي» للفنان ميل المصري، و«التمثيل بين الدراسة والممارسة» للدكتورة عبير فوزي، و«التمثيل المسرحي بالفصحى» للفنان أحمد سلامة، إلى جانب «منهج لابان للممثلين» لمناضل عنتر وفدوى عزت، و«التمثيل للسينما» لبيتر ميمي، و«التمثيل للتلفزيون» لكريم الشناوي، وماستر كلاس «معايشة الشخصية» لأحمد كمال، وورشة «الارتجال» للفنان العالمي أفودكيموس تسولكيدس، وهي ورش يستمر بعضها لما بعد انتهاء المهرجان.

واحتضن حفل الافتتاح مسرحية «لو عرف الشباب» - أول إنتاج مسرحي لنقابة الممثلين - وهي من تأليف توفيق الحكيم، وشارك في بطولتها عمرو عثمان، وهايدي عبد الخالق، وأحمد خالد، وهاجر عفيفي، وأخرجتها روان الغابة.
وتدور أحداث المسرحية حول رجل عجوز اقترب من الثمانين ويعاني من أمراض الشيخوخة لكن طبيبه المعالج يمنحه فرصة استثنائية من خلال ابتكار علمي حديث يعيده شاباً من جديد، لكن مفاجآت عدة تحدث في حياته، ويقدم العرض خارج المسابقة.
وقال نائب رئيس المهرجان سامح بسيوني لـ«الشرق الأوسط» إن العروض تقدم على 6 مسارح مختلفة بمتوسط ما بين 3 إلى 4 عروض يومياً، مشيراً إلى أن العروض التي تم اختيارها منتقاة من أفضل العروض المسرحية التي قدمها مئات الشباب.
وعبّر الفنان ضياء الميرغني لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته بالتكريم في المهرجان تقديراً لمسيرته الفنية، مشيراً إلى أنه قدم العديد من الأعمال المسرحية بمشواره الفني على المسرح سواء بالقطاع العام أو الخاص، موجهاً الشكر لنقابة الممثلين على التكريم.

واعتبرت أستاذة النقد المسرحي بأكاديمية الفنون سامية حبيب في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن المهرجان يعد من أهم الأحداث المسرحية على مدار العام لأسباب عدة، من بينها إتاحة فرصة لطلاب أكاديمية الفنون لعرض أعمالهم أمام الجمهور، وإتاحة الفرص لعشاق المسرح لمشاهدة العروض من دون مقابل، لافتة إلى أن هذه العروض تبرز طاقات ومواهب أجيال مسرحية جديدة.
وأضافت أن المهرجان يعد فرصة لجهات الإنتاج السينمائية والدرامية لمشاهدة وجوه جديدة لديها طاقة فنية، مؤكدة على ضرورة أن يكون هناك تفكير في كيفية الاستفادة من أصحاب العروض المتميزة في أعمال وتجارب أخرى مستقبلاً.







