سوزانا ميرغني لـ«الشرق الأوسط»: أهتم برؤية أبناء بلدي لأعمالي

المخرجة السودانية عدّت عرض فيلمها «ملكة القطن» في «فينسيا» بمثابة «حلم كبير»

ملصق فيلم «ملكة القطن» في عرضه الأول بـ«فينسيا» (الشرق الأوسط)
ملصق فيلم «ملكة القطن» في عرضه الأول بـ«فينسيا» (الشرق الأوسط)
TT

سوزانا ميرغني لـ«الشرق الأوسط»: أهتم برؤية أبناء بلدي لأعمالي

ملصق فيلم «ملكة القطن» في عرضه الأول بـ«فينسيا» (الشرق الأوسط)
ملصق فيلم «ملكة القطن» في عرضه الأول بـ«فينسيا» (الشرق الأوسط)

أكدت المخرجة السودانية سوزانا ميرغني أن فيلمها الروائي الطويل «ملكة القطن» يشارك في 3 مهرجانات ألمانية، بدءاً من 3 أكتوبر (تشرين الأول) حيث يُعرض في كل من «هامبورغ»، و«شتوتغارت»، و«كمبينتس»، كما يشارك في مهرجان «شيكاغو» بأميركا حيث يعرض في 18 من الشهر ذاته، وذلك بعد مشاركته بمهرجان «فينسيا» السينمائي خلال دورته الماضية.

وأوضحت سوزانا أن هناك مهرجانات عدة طلبت مشاركته بها، ورأت في حوارها لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركة فيلمها في مهرجانات عالمية كبرى من بينها (فينسيا) كان حلماً كبيراً، مؤكدة أن الفيلم عن المرأة السودانية وعن الوطن»، لافتة إلى «عدم وجود صناعة سينما بالسودان لا قبل الحرب ولا بعدها»، مشيرة إلى أن «عرض فيلمها القصير (الست) على منصة (نتفليكس) أتاح للجمهور السوداني مشاهدته للمرة الأولى».

المخرجة السودانية سوزانا ميرغني خلال عرض فيلمها في «فينسيا» (الشرق الأوسط)

ونافس الفيلم السوداني «ملكة القطن» بمسابقة «أسبوع النقاد» بمهرجان «فينسيا» خلال الدورة الـ82، وهو أول الأفلام الطويلة لمخرجته، ومن بطولة مهاد مرتضى، رابحة محمد محمود، طلعت فريد، حرم بشير، محمد موسى، حسن محيي الدين، وتصوير فريدا مرزوق، ووضع موسيقاه أمين بوحافة، وشارك في إنتاجه 7 دول هي ألمانيا، فرنسا، السعودية، قطر، السودان، مصر، فلسطين.

وتشير سوزانا إلى أن عنوان فيلم «ملكة القطن» مستوحى من مسابقة كانت تقام في كل من السودان ومصر خلال ثلاثينات وحتى خمسينات القرن الماضي لاختيار ملكة جمال من الفتيات اللاتي يعملن في حقول القطن، في زمن كان فيه القطن هو أهم منتج زراعي لدى مصر والسودان، وأنها أرادت أن تروي الحكاية من خلال الجدة والحفيدة حيث عاصرت الأولى زمن الاحتلال الإنجليزي، فيما تعيش الحفيدة زمن «البيزنس» وكل منهما لديها قوة كبيرة.

تدور أحداث الفيلم في قرية سودانية تشتهر بزراعة القطن حيث نشأت نفيسة على قصص بطولية ترويها لها جدتها عن محاربة المستعمرين، لكن عندما يصل رجل أعمال شاب من الخارج بخطة تنمية جديدة وقطن مُعدل وراثياً، تنطلق قوة نفيسة وتتصدى لإنقاذ حقول القطن السوداني وتجد في ذلك إنقاذ لنفسها من الضياع.

وتلفت المخرجة إلى أن «الفيلم عن المرأة السودانية وعن الأرض، فالبطلة تستيقظ على إدراكها لذاتها وقدرتها على تحدي سياسات مجتمعها، سواء كان الختان أو الزواج المبكر أو الاستغلال بكل أشكاله».

وكشفت سوزانا ميرغني المولودة لأب سوداني وأم روسية أن تصوير الفيلم تم في مصر قائلة: «كان من المفترض أن أسافر السودان لتصوير الفيلم في 2023 لكن وقعت الحرب ولم نستطع التصوير بها؛ لذا صورنا في مصر، وتحديداً بمنطقة القناطر الخيرية (دلتا مصر) حيث مشاهد النيل بها جميلة للغاية، وقمنا ببناء بيت على نمط بيت (الست) نفسه في السودان، وفي مصر تعاملنا مع صناع أفلام متميزين وعلى درجة عالية من الاحترافية».

لقطة من فيلم «ملكة القطن» (الشرق الأوسط)

وتصف ميرغني مشاركة الفيلم في «فينسيا» بأنه كان حلماً، لا سيما أن السينما السودانية كانت لها مشاركة واحدة بهذا المهرجان العريق من خلال فيلم «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلا عام 2019، وتقول عن ذلك: «المشكلة أن صناعة الأفلام السودانية صعبة في ظل الحرب وحتى قبل الحرب، لا توجد صناعة سينما ولا دعم تحصل عليه من أي جهة، لكننا نحاول شق طريقنا رغم كل المعوقات لأن السينما تنقل أصواتنا للعالم».

وحول ردود الأفعال التي تلقتها بعد عرض الفيلم في «فينسيا»، تقول: «لم يكن هناك سودانيون كُثر بل قليل من الشباب السوداني عبروا عن إعجابهم بالفيلم، لكن أسعدني وجود جمهور شاهد فيلماً سودانياً لأول مرة وقالوا إنهم يشاهدون وجهاً آخر للسودان غير الحرب، سودان الجمال والشعر».

وأخرجت سوزانا أفلاماً قصيرة قبل أن تشرع في فيلمها الطويل «ملكة القطن»، وأشارت إلى أن أفلامها القصيرة الأولى كانت أفلاماً «تجريبية تتناول قصص المراهقات التي عَدتها أجمل وأصعب مرحلة في حياة الفتاة وتنطوي على قصص وحكايات كثيرة»، مشيرة إلى أنها أخرجت فيلمي «حلم هند» و«كارافان» في الدوحة، وضم «كارافان» 10 جنسيات معبراً عن مدينة «كوزموبوليتانية» تضم مختلف الجنسيات، حسبما تؤكد.

وتلفت إلى أنها أخرجت فيلمها القصير «الست» في 2020 لكي تثبت قدرتها على تقديم فيلم طويل عن العالم نفسه، وحاز الفيلم جائزة (CANAL+) من مهرجان «كليرمون فيران» بفرنسا 2021، إلى جانب جوائز أخرى من عدة مهرجانات، ويُعرض حالياً عبر منصة «نتفليكس»، وتقول سوزانا: «هذا العرض كان مهماً لأنه برغم عرضه في عدة مهرجانات حول العالم فإنه لم يُعرض بالسودان، ومن خلال المنصة تمكن السودانيون أخيراً من مشاهدته وهذا كان أمراً مهماً لي وأعتز به».

ملصق فيلم «ملكة القطن» في عرضه الأول بـ«فينسيا» (الشرق الأوسط)

وحول الفرق بين فيلمي «الست» و«ملكة القطن» تؤكد أنه العالم نفسه والشخصيات نفسها، لكن القصة متطورة، فـ«الست نفيسة» في الفيلم القصير لم تتكلم طوال مدة الفيلم، وكنت أفكر ماذا لو تكلمت؟ ماذا ستقول؟ وفي «ملكة القطن» لا تتحدث فقط، بل تغني وتضحك أيضاً وتقول كلاماً مهماً، ليس فقط عن نفسها، بل عن المجتمع وعن حقوقها أيضاً.

وتشير إلى أن «ملكة القطن» انطلق من الدوحة حيث تُقيم، وقد كتبت السيناريو بها وبدأ المشروع مع مؤسسة الدوحة وبمشاركات إنتاجية لـ7 دول هي ألمانيا وفرنسا والسعودية وقطر وفلسطين ومصر والسودان.

وتشدد سوزانا على أهمية وضع المرأة كمخرجة بشكل خاص في السودان قائلة: «صوت المرأة لا بد أن يؤكد حضوره في الأفلام والقصص، وهناك شابات يكتبن السيناريو ويخرجن الأفلام القصيرة ويملكن مواهب حقيقية، وقد قدمت لهن ورشة عمل ضمن مبادرة (أفلام بنات)، وهناك جيل جديد من المخرجات والكاتبات السودانيات قادم بقوة خلال السنوات المقبلة».


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يركز على ترميم «الكلاسيكيات» والعروض «القوية»

يوميات الشرق وزير الثقافة ورئيس المهرجان يكرمان الفنان خالد النبوي في افتتاح «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يركز على ترميم «الكلاسيكيات» والعروض «القوية»

يراهن مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46 والمستمرة حتى 21 نوفمبر الجاري، على برنامج أفلام قوي يضم 150 فيلماً من 55 دولة.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما السينما الإيرانية تنتشر في مهرجانات 2025

السينما الإيرانية تنتشر في مهرجانات 2025

في العام الحالي، وحتى الآن، عُرض ما لا يقل عن 30 فيلماً إيرانياً في نحو 8 مهرجانات عالمية، من بينها 15 فيلماً إيراني الإنتاج فعلياً.

محمد رُضا (لندن)
سينما شاشة الناقد: فيلمان يضيئان عروض مهرجان القاهرة

شاشة الناقد: فيلمان يضيئان عروض مهرجان القاهرة

الحكاية نفسها مشوّقة، وكان يمكن لها أن تأتي في سياق بوليسي حول جريمة قتل لم تقنع المحقق الذي سيعيد فتح القضية.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق سينتيا زافين تُصغي إلى ذاكرتها قبل أن تتحدَّث (الشرق الأوسط)

موسيقى الأفلام بين استقلالها عن الصورة وذوبانها فيها

اللقاء كان واحداً من أبرز محطّات أسبوع «مهرجان بيروت لأفلام الفنّ»، من تنظيم أليس مغبغب...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلتقي طلبة أكاديمية آفاق للفنون والثقافة (واس)

تدشين أكاديمية آفاق للفنون والثقافة في الرياض

دشَّن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، ويوسف البنيان وزير التعليم، أكاديمية آفاق للفنون والثقافة، بالتزامن مع ختام «مسابقة المهارات الثقافية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«منتدى تورايز» يُطلق من الرياض مبادرة لتسهيل سفر الملايين

مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)
مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)
TT

«منتدى تورايز» يُطلق من الرياض مبادرة لتسهيل سفر الملايين

مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)
مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي» تُمكِّن المؤهلين من الحصول على تأشيراتهم إلكترونياً خلال دقائق (وزارة السياحة)

أطلق «منتدى تورايز 2025» السياحي العالمي خلال نسخته الافتتاحية في الرياض، مبادرة «التأشيرة عبر الملف الشخصي (Visa by Profile)»، الأولى من نوعها على مستوى العالم، التي تهدف إلى تسهيل إجراءات ملايين المسافرين الجُدد حول العالم.

وتُمكِّن هذه المبادرة الرائدة حاملي بطاقات «فيزا» المؤهلين الراغبين في زيارة السعودية من معالجة سريعة لتأشيراتهم السياحية والحصول عليها إلكترونياً خلال دقائق معدودة عبر استخدام بيانات جواز السفر والبطاقة فقط، حيث صُممت لأتمتة عملية إصدار التأشيرات بالكامل، من خلال تكامل بين الجهات الحكومية والمطارات والأنظمة الرقمية التي تُشغِّلها مكاتب الائتمان والبنوك.

وطُوِّرت المبادرة، التي أعدتها الهيئة السعودية للسياحة، بالشراكة مع وزارات «الخارجية، والداخلية، والسياحة»، وبالتعاون مع شركة «فيزا» والبنوك المشاركة؛ بهدف تقليل التحديات أمام السفر، واستقطاب السياح، وتسريع إجراءات اتخاذ القرار بشأن التأشيرات عبر التكامل الرقمي والتعاون التنظيمي، وبالاعتماد على تقييم جدارتهم الائتمانية لضمان الملاءة المالية، بما يسهم في تلبية متطلبات الدول.

وستكون المبادرة متاحة أمام البنوك الراغبة في المشاركة، على أن تُطلق خلال عام 2026، مع استمرار التوسع تبعاً لانضمام المزيد من البنوك إليها، وبقية مقدمي البطاقات الائتمانية.

من جانبه، قال أحمد الخطيب، وزير السياحة، إن المبادرة «تعني الوصول إلى الفرص، والتنقّل، والتواصل»، مضيفاً: «من خلال توحيد الجهود بين المؤسسات المالية والجهات السياحية، نبني إطاراً أكثر ذكاءً للسفر العالمي يُبسّط الإجراءات، ويُوسّع نطاق الوصول على مستوى واسع».

وأشار الخطيب، الذي يرأس مجلس إدارة «تورايز»، إلى أن المبادرة تمثل تحولاً جوهرياً في تسهيل الدول لحركة الأفراد، وأنظمة أكثر كفاءة، وتجربة أكثر مرونة للمسافرين حول العالم.

بدوره، أوضح المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية، أن المبادرة أطلقت لتسهيل قدوم الزوار إلى السعودية من حملة بطاقات فيزا المؤهلين عبر المنصة، وسيتمكنون من الحصول على تأشيرة زيارة سياحية تصدر بشكل إلكتروني وفوري بكل يسر وسهولة.

وأكد الخريجي أن هذه الخطوة الرائدة وغير المسبوقة عالمياً تأتي ضمن جهود السعودية المستمرة في تعزيز السياحة ودخول الزوار من خلال تيسير الإجراءات، مما يُعزِّز مكانتها وجهة سياحية رائدة عالمياً.

من ناحيته، أبان راجيف جاروديا، الرئيس العالمي لحلول الحكومات في «فيزا»، أن التعاون مع «تورايز» والجهات الحكومية السعودية بالمبادرة «يُبنى على إطار عمل التأشيرات الحالي في البلاد، ما يجعل العملية أسرع وأكثر أماناً وسهولة للمستخدم، عبر تمكين الموافقات الآمنة على التأشيرات، وتوفير طرق رقمية يستفيد منها المسافرون والحكومات والشركاء».


منتَجات «ترمب»... أحذية وعطور وشموع وأكواب وهواتف للبيع

أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)
أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)
TT

منتَجات «ترمب»... أحذية وعطور وشموع وأكواب وهواتف للبيع

أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)
أحدث طراز أحذية رياضية من توقيع ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)

ما هي تلك القارورة التي عطّر بها دونالد ترمب الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته؟ هل هو عطر من علامة تجارية معروفة، أو أنه العطر الذي يستخدمه الرئيس الأميركي شخصياً؟

تأتي الإجابة عن الأسئلة أعلاه مفاجئة، عندما يتّضح أنّ ترمب قد حوّل اللحظة التي جمعته بنظيره السوريّ إلى ما يُشبه الإعلان التجاري لعطرٍ يحمل اسمه. أهدى سيّد البيت الأبيض ضيفه كولونيا «Victory النصر 45 – 47»، وهو عطرٌ من مجموعةِ عطورٍ ومنتجات تحمل اسم ترمب متوفرة للبيع إلكترونياً عبر متجره الخاص.

عطور ترمب... بين 199 و249$

اسمُ العطر تذكيرٌ بفوز ترمب بالولايتين الرئاسيتين الأميركيتين الـ45 والـ47، أما ثمنُه فـ249 دولاراً. وفق وصف الموقع الإلكتروني الذي يبيع منتجات ترمب، فإنّ هذا العطر الذي صُممت قارورته على هيئة تمثال مذهّب للرئيس الأميركي، مخصص للرجال الذين يقودون بقوّة وثقة: «إنه أكثر من كولونيا، هو احتفالٌ بالصمود والنجاح». وبخصوص الرائحة، فهي تمزج ما بين نبتة «الفوجير» ونبات الهال وزهرة الجيرانيوم، إضافةً إلى خشب العنبر.

أما النسخة النسائية من عطر ترمب، والتي أرسل منها قارورة إلى زوجة الشرع، فتأتي في علبة حمراء. وتمتزج فيها روائح الفانيليا والحمضيات والزهور والفراولة.

النسختان النسائية والرجالية من عطر ترمب «النصر 45-47» (متجر ترمب الإلكتروني)

ليس «فيكتوري» العطر الوحيد الذي يحمل توقيع ترمب؛ فقد سبقَه إلى المجموعة عطر «Fight Fight Fight» (حارِب حارِب حارِب)، والذي يحمل صورة الرئيس الأميركي وهو يرفع قبضة النصر. يبلغ سعره 199 دولاراً وهو مخصّص، وفق وصف الموقع، لـ«الوطنيّين الذين لا يستسلمون، تماماً مثل الرئيس ترمب».

عطر «حارِب حارِب حارِب» من توقيع دونالد ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)

ملابس رجالية من توقيع ترمب

مثلُه مثل أي مصمّم أزياء أو علامة تجارية عالمية، لدى ترمب موقع إلكتروني لتسويق المنتجات التي تحمل اسمه. في «Trump Store» (متجر ترمب)، تتنوّع السِّلع ولا ينتهي التصفّح. من الملابس والأحذية والحقائب والساعات، إلى الأكواب والشموع المعطّرة، مروراً بالبطّانيات والوسادات والمناشف، وصولاً إلى ثوب الاستحمام والخفّ، وليس انتهاءً بالهواتف الذكيّة المذهّبة.

تعود بدايات هذا المشروع التجاري إلى عام 2004، يوم كان ترمب رجل أعمال يركّز على الصفقات العقارية. بموازاة انشغاله بـ«البيزنس»، أطلق خطّه للملابس الرجالية الجاهزة، موكلاً مهمة التصنيع إلى إحدى أهم شركات الخياطة في الصين.

أكثر من 20 عاماً واكبت خلالها ثياب ترمب تحوّلات الموضة، وهي ما زالت تباع عبر المتجر الإلكتروني. تضمّ المجموعة حالياً القمصان، والسترات، والسراويل الرياضية، وربطات العنق، والقبّعات، والأحذية، والجوارب. التصاميم بسيطة ويحمل معظمها اسم ترمب، أما الأسعار فتتراوح ما بين 20 دولاراً و200 دولار.

تضم مجموعة ترمب للملابس الرجالية كل ما يلزم الرجل من الحذاء إلى القبعة (متجر ترمب الإلكتروني)

«ترمب»... صُنع في الصين

عام 2017، وبالتزامن مع ترشّحه الأول إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، حوّل دونالد ترمب مشروعه التجاري المتواضع إلى متجرٍ إلكتروني. منذ ذلك الحين، ما عادت تقتصر السلع المعروضة للبيع على الملابس الرجالية. كما سائر المشاهير، انضمّت الكتب والأقلام واللوازم المكتبيّة والأواني المطبخية والأكواب ومجموعة كبرى من الأغراض التي تحمل توقيعه وصوره إلى الموقع.

ومع مرور السنوات وصولاً إلى ولايته الثانية، اتّسعت المروحة التجارية. فمَن يدخل المتجر الإلكتروني حالياً، سوف يجد مستلزمات شخصية ومنزلية كثيرة، وليس مجرّد تذكارات تحمل صور ترمب واسمَه.

أدوات مطبخية في متجر ترمب الإلكتروني

ينضوي المتجر تحت لواء «مؤسسة ترمب»، أما إدارته فيتولّى الإشراف عليها ولداه دونالد جونيور وإريك. ورغم موجة الغضب التي أثارتها تصريحاته حول المهاجرين، والتي أدّت إلى فسخ عقود تعاونٍ بينه وبين شركات مصنّعة في الشرق الأقصى، فإنّ معظم منتجات متجره ما زالت تصنّع بواسطة اليد العاملة في الصين، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وتركيا.

حذاء «حارب من أجل أميركا»

أحدثت مجموعة الأحذية التي أطلقها ترمب العام الماضي جلبة، لا سيّما أن عدداً منها حمل توقيعه الشهير، وهو شارك شخصياً في الترويج لها من خلال حضور حفلات إطلاقها والظهور منتعلاً إياها. تتنوّع الأحذية ما بين رياضية للرجال والنساء، وأخرى مستوحاة من الحذاء العسكري، بأقمشتها المرقّطة وتصاميمها التي تقتبس العلم الأميركي، كما أنها تحمل عبارات مثل «حارب من أجل أميركا». أما الأسعار فتتراوح ما بين 200 و300 دولار.

أحذية عسكرية من مجموعة ترمب (متجر ترمب الإلكتروني)

تضمّ منتجات ترمب كذلك عدداً من آلات الغيتار الكلاسيكية والكهربائية، وكلّها مذيّلة باسمه. تتراوح أسعارها ما بين ألف و11 ألف دولار، أما أغلى نسخة منها فهي موقّعة بخطّ يده وتحمل رسم النسر الأميركي.

ووفق تقرير الأرباح السنوية الصادر عن «مؤسسة ترمب» في 2024، فإنّ مبيعات آلات الغيتار وحدها قد حقّقت مليوناً و55 ألف دولار.

يبلغ سعر الغيتار الأغلى من مجموعة ترمب 11500 دولار (متجر ترمب الإلكتروني)

أرباح مليونية لمنتجات ترمب

وفق تقرير نشرته شبكة «إن بي سي» الإخبارية الأميركية، فإنّ عام 2024 كان مثمراً جداً على مستوى مبيعات منتجات ترمب. حقق كتاب «Save America» (أنقذوا أميركا) وحده أرباحاً بقيمة 3 ملايين دولار، أما الأحذية والعطور فقد وصلت مبيعاتها إلى 2.5 مليون دولار.

لساعات اليد حصّتها من الأرباح كذلك، فهي حصدت 2.8 مليون دولار. وتتراوح أسعار تلك الساعات ما بين 500 ألف و3000 آلاف دولار، أما تصاميمها فمستوحاة من مسيرته في سدّة الرئاسة الأميركية؛ إذ تحمل إحدى المجموعات اسم «يوم التنصيب»، في حين يُطلق على مجموعات أخرى صفات يحب ترمب أن يتشبّه بها، مثل «محارب»، و«مقاتل»، و«إعصار». وبصفته رجل أعمال عتيقاً ومحترفاً، لا يتردد ترمب في التسويق لساعاته كلما اقتضت الحاجة، أو كلما أُطلق تصميم جديد منها.

أحدث السلع المنضمّة إلى مجموعة ترمب التجارية، هاتفٌ ذكيّ مذهّب يحمل اسم «T1»، ويبلغ سعره 499 دولاراً. وتفاخر «مؤسسة ترمب» بأن هاتفه صُنع داخل الأراضي الأميركية وبأيادي أبناء البلد.

تحمل سلَع ترمب اللون الذهبي ومنها هاتف «T1» الجديد (متجر ترمب الإلكتروني)

بثروةٍ تخطّت 5 مليارات دولار في يونيو (حزيران) الماضي وفق مجلة «فوربس»، لا يكفّ دونالد ترمب عن التذكير بما كتبه في مقدمة كتابه «فن الصفقة» (Art of Deal). يقول: «أنا لا أفعل ذلك من أجل المال. لديّ ما يكفي منه، أكثر بكثير ممّا سأحتاج مدى الحياة. أفعل ذلك لأن الصفقات هي فنّي الخاص. أشخاص آخرون يرسمون بجمال، أو ينظمون الشعر الرائع... أنا أحب أن أبرم الصفقات، لا سيما الكبيرة منها».


«كوتة» زيارة «المتحف الكبير» تفجّر جدلاً في مصر

المتحف الكبير يستقبل نحو 19 ألف زائر يومياً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المتحف الكبير يستقبل نحو 19 ألف زائر يومياً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«كوتة» زيارة «المتحف الكبير» تفجّر جدلاً في مصر

المتحف الكبير يستقبل نحو 19 ألف زائر يومياً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المتحف الكبير يستقبل نحو 19 ألف زائر يومياً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تبدو معدلات الزيارة المرتفعة التي يشهدها المتحف المصري الكبير منذ افتتاحه مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري مستمرة في فرض تحديات تنظيمية على مسؤولي المتحف، مع تدفق أعداد كبيرة من الزوار يومياً من المصريين والأجانب، بما في ذلك آليات الزيارة والحجز الإلكتروني، لضمان انسيابية الزيارة للمتحف الكبير.

وأثار نظام الحجز الإلكتروني للمتحف بتخصيص نسبة للمصريين وأخرى للأجانب جدلاً بين خبراء ومتابعين. وقد اعتبرت خبيرة الآثار المصرية مونيكا حنا عبر صفحتها على منصة «إكس» أنه «تمييز ومخالفة صريحة للدستور المصري»، وفق وصفها.

وجاء ذلك عقب مطالبات «سوشيالية» بإعطاء الأولوية للسائح الأجنبي لزيارة المتحف لتعظيم الموارد وجذب الكثير من السياح. لكن الخبير السياحي بسام الشماع قال إنه يتحفّظ على «فكرة تحديد نسبة أو (كوتة) للمصريين لزيارة المتحف»، معتبراً أن هذا «الإجراء لا يُعمل به في أي من المتاحف الكبرى حول العالم»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا يتم تخصيص نسب للمواطنين وأخرى للسياح في المتاحف العالمية مثل متحف (اللوفر) أو (المتحف البريطاني)، على الرغم من الإقبال الجماهيري الكبير عليهما؛ فالمشكلة الأساسية ليست في حجم الزائرين، بل في آليات إدارة الحركة داخل المتحف، وهي أمور يمكن التنسيق فيها ما بين القائمين على المتحف وشركات السياحة والمرشدين السياحيين الذين يملكون خبرة ميدانية واسعة في تنظيم الوفود وضبط تدفّق الزائرين داخل القاعات».

الدرج العظيم بالمتحف (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأشار الشماع إلى إمكانية تطبيق عدة بدائل دون اللجوء إلى «إجراءات تمييزية»، منها «تنظيم دخول القاعات التي هي أكثر جذباً، وقصر الزيارة داخلها على مدة زمنية محددة، للسماح لعدد آخر بالدخول، وعلى رأسها قاعة (توت عنخ آمون) وفق نظام الفترات الزمنية المتبع في المتاحف العالمية عند زيارة قطع شهيرة مثل (لوحة رشيد) الحجرية أو لوحات مثل (الموناليزا)؛ إذ نجد طوابير منظمة يحترمها السائح، كما يمكن تدريب المصريين على ثقافتها».

ويشدد على أن «هذه الإجراءات يمكن استيعابها، لا سيما أن المتحف يمتد على مساحة 117 فداناً؛ أي ما يعادل خمسة أضعاف مساحة متحف (اللوفر)، وضعف مساحة (المتحف البريطاني)، وهو ما يجعل امتلاءه بالكامل غير منطقي، إذا وُضعت آليات دقيقة لتنظيم الحركة داخله».

إقبال كبير على زيارة قناع «توت عنخ آمون» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وكان الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، قد لفت في تصريحات صحافية، إلى أن «نظام الحجز الإلكتروني يعمل وفق آلية تُعرف باسم (الكوتة)؛ إذ يتم تخصيص حصة محددة لكل من المصريين والأجانب، بهدف تحقيق توزيع عادل للتذاكر ومنع التكدّس في أوقات الذروة».

وأوضح غنيم في تصريحاته أنه «حال كان الحجز متاحاً لفئة دون الأخرى، سواء للأجانب أو المصريين، فإن ذلك يعني أن (الكوتة) المخصصة لإحدى الفئتين قد تم حجزها بالكامل»، نافياً ما تردد عن «إتاحة نسبة أعلى للأجانب في مقابل المتاحة للمصريين».

إقبال هائل على زيارة المتحف (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب وزارة السياحة والآثار المصرية، فإن متوسط عدد زوار المتحف منذ بدء استقبال المتحف للجمهور في 4 نوفمبر الجاري، بلغ نحو 19 ألف زائر يومياً، وهو رقم «يعكس حجم الإقبال الكبير على زيارة هذا الصرح من مختلف الفئات والجنسيات».

ويبلغ سعر تذكرة زيارة المتحف المصري الكبير للزائر المصري 200 جنيه (الدولار يعادل 47 جنيهاً)، في حين يصل سعر تذكرة الزائر الأجنبي إلى 1450 جنيهاً.

جدل في مصر حول «كوتة» الزيارة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ويرى المرشد السياحي المصري هشام سليم أن تنظيم دخول المصريين خلال الفترة الحالية قد يكون له ما يبرره، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قد يكون من الجيد تنظيم دخول المصريين والأجانب خلال تلك الفترة، عبر منح فرص أكبر للسائح الأجنبي ولو لفترة ستة أشهر مقبلة، خصوصاً مع توافد عدد كبير من السياح لمواكبة افتتاح المتحف من جهة، وكذلك بدء موسم إجازات رأس السنة الجديدة، وهو من أعلى مواسم حركة السياحة المصرية».

ويضم المتحف المصري الكبير قاعات عرض أثري متنوعة تنقل الزائر في رحلة عبر عصور مصر التاريخية المختلفة، وتعد قاعة «توت عنخ آمون» أبرز وأهم قاعات المتحف المصري الكبير؛ إذ تعرض المجموعة الكاملة للفرعون الذهبي منذ اكتشاف مقبرته في وادي الملوك بالأقصر (جنوب مصر) في نوفمبر 1922؛ ما يجعل المتحف الكبير بمنزلة «بيت توت».