أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» استضافة السعودية لمؤتمرها العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة «موندياكولت» في عام 2029، جاء ذلك خلال أعمال دورته الحالية، التي أقيمت بمدينة برشلونة الإسبانية بين 29 سبتمبر (أيلول) و1 أكتوبر (تشرين الأول) 2025.
وأعرب الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، عن ترحيب بلاده باختيارها لاستضافة المؤتمر، مؤكداً عمق الشراكة مع «يونيسكو» الساعية إلى مواصلة الجهود المبذولة للتنمية الثقافية.
وشهدت أعمال المؤتمر إطلاق مشروع «المتحف الافتراضي للقطع المسروقة»؛ أول منصة رقمية من نوعها عالمياً، بدعمٍ من المملكة عبر الصندوق السعودي في «يونيسكو»، وذلك خلال فعالية خاصة على هامش مؤتمر «موندياكولت 2025».
وعدّ الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، إطلاق متحف «يونيسكو» الافتراضي للممتلكات الثقافية المسروقة «علامةً فارقةً في مسيرة التعاون الدولي لحماية التراث الإنساني المشترك»، مؤكداً أنه «ليس مشروعاً ثقافياً فحسب، بل التزام بالعدالة الثقافية، وحفظ ذاكرة الشعوب».

وأكد وزير الثقافة حرص السعودية البالغ، بتوجيهاتٍ من قيادتها، على أن تكون في طليعة الدول الداعمة لهذه الجهود، وذلك انطلاقاً من إيمانها بأن صوْن التراث واجب حضاري، ومسؤولية إنسانية.
وأضاف الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان: «المملكة دعت إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة ظاهرة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وضمان عودة الحقوق لأصحابها الأصليين حفاظاً على تاريخ الأمم، وصوناً للقيم المشتركة».
ويأتي تدشين المشروع ضمن جهود توحيد المساعي الدولية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي، وتعزيزاً للشراكات العالمية، ودعماً للعمل المشترك من أجل حفظ هذا التراث للأجيال القادمة.
ويُمثِّل علامةً فارقةً في مسيرة التعاون الدولي لحماية التراث الثقافي، حيث يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وأثره السلبي على المجتمعات، مع التركيز على إعادة القطع المسروقة لموطنها الأصلي.

ويضم «المتحف الافتراضي للقطع المسروقة» في مرحلته الأولى أكثر من 240 عملاً أثرياً، وأحفوريات باتت متاحة للجمهور بتقنيات متقدمة ثلاثية الأبعاد، بما يتيح تجربة معرفية غير مسبوقة.
ويعدّ مؤتمر «موندياكولت» تجمعاً دولياً يهدف إلى تعزيز الحوار حول الثقافة ودعم السياساتٍ الثقافيّة؛ إذ عُقد لأول مرة في مكسيكو عام 1982، وأسهمت السعودية في إعادة إحيائه عبر دعم المكسيك لاستضافته عام 2022، وترؤس الرياض للمشاورات الإقليمية للمنطقة العربية خلال تلك الدورة.
وتأتي استضافة السعودية للمؤتمر امتداداً لجهودها على كل الصعد الوطنية، والإقليمية، والعالمية في ترسيخ دور الثقافة التنموي، وتحقيق عوائد عدة في تحفيز الابتكار والإبداع الثقافي، والمساهمة في صنع السياسات الثقافية المستقبلية.







