أعرب الملك البريطاني تشارلز، مؤخراً، عن مخاوفه من تضرر الشباب من وسائل التواصل الاجتماعي.
في حديث مع قس من كنيسة اسكوتلندا، أشار الملك إلى أن هذه التكنولوجيا تُسبب مشكلات يصعب معالجتها، وفقاً لصحيفة «التلغراف».
أدلى الملك بهذه التعليقات في إطار نقاش مع القس تومي ماكنيل، الذي يدير مؤسسة خيرية تُركز على الصحة النفسية في جزيرة لويس، الواقعة في جزر هبريدس الخارجية. وجاءت المحادثة بعد أن ألقى ماكنيل عظةً للملك والملكة يوم الأحد في قلعة بالمورال.
تأتي هذه التعليقات عقب حملات أطلقها الأميران ويليام وهاري، نجلا تشارلز، لحماية الأطفال من الآثار الضارة للتكنولوجيا.
وأطلع ماكنيل، الذي حضر إلى بالمورال برفقة زوجته دونا، الملك على عمل مؤسسته الخيرية «Shed Project»، لمعالجة المشكلات التي تواجه الشباب.
وقال: «تحدثنا لمدة 40 دقيقة، وكان الملك على دراية تامة بالمشروع، وما نقوم به».
وأضاف: «كان قلقاً للغاية بشأن التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب من نواحٍ عديدة. لقد فهم تماماً المشكلات والصعوبات التي يجب مكافحتها. وكان منخرطاً للغاية ومقدّراً تماماً العمل الذي نقوم به. ينشأ الشباب اليوم في عالم مختلف عن عالم آبائهم... ما يتصفحونه على هواتفهم مخيف».
«الحياة أفضل من دون وسائل التواصل»
قال ماكنيل: «كان الملك تشارلز قلقاً للغاية بشأن القضية برمتها والتأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب... من المستحيل تقريباً مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، لذا علينا إيجاد طرق لمكافحتها».
في أبريل (نيسان)، كشف الأمير هاري وزوجته ميغان عن نصب تذكاري في مدينة نيويورك مُخصص لذكرى الأطفال الذين تعتقد عائلاتهم أن المواد الضارة على الإنترنت كان لها دور في وفاتهم.
تألف هذا النصب التذكاري، المسمى «الشاشة المفقودة»، من 50 صندوقاً ضوئياً على شكل هاتف ذكي، يعرض كل منها صورة لطفل فقد حياته «بسبب أضرار وسائل التواصل الاجتماعي».
قال الأمير هاري: «نريد أن نضمن تغييراً جذرياً حتى لا يفقد المزيد من الأطفال حياتهم بسبب وسائل التواصل الاجتماعي». وأضاف: «الحياة أفضل من دون وسائل التواصل الاجتماعي»، معرباً عن امتنانه لأن أطفاله ما زالوا صغاراً جدّاً على الإنترنت.
من جهته، دافع الأمير ويليام، شقيق هاري الأكبر، عن ضرورة وضع خطط للحماية من وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك عبر حملة «أوقف، تكلم، ادعم» لمكافحة التنمر الإلكتروني، التي وضعت مدونة سلوك يقودها الشباب وشملت تجارب مع منصات مثل «سناب شات» و«فيسبوك».
كما انتقد علناً شركات التواصل الاجتماعي لعدم معالجتها بشكل مناسب قضايا مثل الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية، ودعاها إلى إعطاء الأولوية لسلامة المستخدم وتنفيذ أنظمة أفضل للإبلاغ عن الانتهاكات.

