كشفت دراسة أميركية عن مزيج دوائي جديد قد يغيِّر طرق علاج قُرح القدم السكرية والجروح المزمنة، ويقلل من خطر بتر الأطراف لدى المرضى.
وأوضح الباحثون من جامعة أوريغون، أن المزيج يعتمد على الجمع بين المضادات الحيوية التقليدية وجزيء بسيط يُسمى الكلورات. ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «Applied and Environmental Microbiology».
وتُعد قرح القدم السكرية من أخطر مضاعفات مرض السكري؛ إذ تظهر غالباً في باطن القدم نتيجة ضعف الدورة الدموية وفقدان الإحساس بالألم، ما يؤدي إلى جروح مفتوحة يصعب التئامها.
وتشير الإحصاءات إلى أن واحداً من كل 4 مرضى بالسكري من النوع الثاني يُصاب بقرحة في القدم، وأكثر من نصف هذه الحالات يتعرض للعدوى، بينما تنتهي حالة من كل 5 حالات مصابة بعدوى شديدة ببتر الطرف المصاب.
وتعود صعوبة علاج هذه الجروح إلى ضعف تدفق الدم، وارتفاع استهلاك الأكسجين من قِبل الخلايا الالتهابية، إضافة إلى البيئة منخفضة الأكسجين التي تساعد البكتيريا على البقاء ومقاومة العلاج. ففي مثل هذه الظروف، تتحول البكتيريا إلى استخدام النترات مصدراً للطاقة، ما يُبطئ نموها؛ لكنه يسمح لها بالاستمرار، وهو ما يجعلها أكثر مقاومة للمضادات الحيوية المصممة لاستهداف البكتيريا سريعة النمو.
لكن نتائج الدراسة أثبتت أنه عند إضافة مركب الكلورات الكيميائي الذي يحتوي على أيون الكلور والأكسجين، تتعرض البكتيريا لإجهاد داخلي، يجعلها عاجزة عن مقاومة المضادات الحيوية.
وأظهرت التجارب أن استخدام 1 في المائة فقط من الجرعة المعتادة من المضاد الحيوي واسع المجال «سيفتازيديم» حافظ على فاعليته الكاملة.
كما بيَّنت النتائج أن الدمج بين الكلورات والمضاد الحيوي زاد من فاعلية العلاج بمقدار 10 آلاف مرة؛ مقارنة باستخدام المضاد الحيوي وحده؛ خصوصاً ضد بكتيريا «P.aeruginosa» وهي من أكثر أنواع البكتيريا شيوعاً في إصابات الجروح المزمنة، مثل قُرح القدم السكرية.
وتبين أن جزيء الكلورات يُحدث إجهاداً خلوياً يجعل البكتيريا شديدة الحساسية للمضادات الحيوية، مما يقلل الحاجة لجرعات عالية، ويختصر مدة العلاج، وهو ما يُسهم في تقليل خطر السُّمية والآثار الجانبية، بما في ذلك الاضطراب في بكتيريا الأمعاء.
ورغم أن النتائج الحالية اقتصرت على التجارب المخبرية، يرى الباحثون أن هذا النهج قد يكون فعالاً أيضاً في مواجهة مشكلة مقاومة المضادات الحيوية على نطاق أوسع.
ويأمل الفريق في الكشف عن الآليات الدقيقة التي تجعل جزيء الكلورات يعزز عمل المضادات، بما يمهد لتطوير أدوية مركبة أكثر ذكاءً، بدلاً من الاعتماد على التجريب العشوائي.
وقال الباحثون: «بمجرد أن نفهم آليات التآزر الدوائي، سنتمكن من إيجاد جزيئات أخرى تحقق هذا التأثير، وتطوير أدوية تستفيد من مواد معتمَدة بالفعل، وهذا لن يساعد في علاج الجروح المزمنة فقط؛ بل سيكون له تأثير كبير على مكافحة الأمراض المعدية عالمياً».


