أثارت طريقة عرض فيلم «هابي بيرث داي» الذي اختارته اللجنة المشكلة لاختيار الفيلم المصري المرشح لـ«الأوسكار» جدلاً بين السينمائيين، وذلك بعد أن طُرح الفيلم الجديد بشكل محدود في دار عرض وحيدة بضاحية التجمع في القاهرة، مع غياب الإعلانات من جانب دار العرض عن الفيلم، وعدم تشغيله إلا بوجود 25 فرداً راغبين في مشاهدته.
وتشترط جوائز «الأوسكار» أن تكون الأفلام المرشحة لها قد عُرضت تجارياً لمدة أسبوع على الأقل قبل 30 سبتمبر (أيلول)، وهو شرط أساسي لقبول ترشح الفيلم عن البلد الذي يمثله، علماً بأن «هابي بيرث داي» يفترض عرضه تجارياً في النصف الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بعدما اختير ليكون فيلم افتتاح الدورة الثامنة من مهرجان «الجونة السينمائي» الذي ينطلق يوم 16 أكتوبر المقبل.
الفيلم الذي يمثّل أولى التجارب الإخراجية لسارة جوهر عُرض للمرة الأولى في مهرجان «تريبيكا السينمائي» بالولايات المتحدة الأميركية، وحصد 3 جوائز، هي: «أفضل فيلم روائي دولي»، و«أفضل سيناريو دولي»، و«جائزة نورا إيفرون» لأفضل مخرجة.
ويحكي الفيلم قصة الطفلة «توحة» التي تعمل خادمة في منزل أسرة ثرية، وترتبط بعلاقة صداقة مع «نيللي» ابنة صاحبة المنزل، ورغم أن «توحة» لم تحتفل من قبل بعيد ميلادها، فإنها تسعى لإعداد احتفال استثنائي لـ«نيللي»، فيما تخفي داخلها أمنية بأن تختبر هي الأخرى الاحتفال بعيد ميلادها.

ونشرت نقابة «السينمائيين» في مصر، عبر حسابها على «فيسبوك»، صورتين لبدء عرض الفيلم في القاهرة، لكن تعليقات كثيرة على المنشور اشتكت من عدم تشغيله فعلياً، وتعللت إدارة السينما بوجود مشكلة في آلات العرض خلال الأيام الأولى، قبل أن تشترط حضور 25 شخصاً على الأقل في الحفلة من أجل تشغيل الفيلم. لكن آخرين قالوا إنهم شاهدوا الفيلم الذي لا توجد أي دعاية خاصة به على الصفحات «السوشيالية» الخاصة بدار العرض، كما لا توجد أي إشارة إلى وجوده في الصالات السينمائية.
الفيلم بطولة نيللي كريم، وحنان مطاوع، وشريف سلامة، والطفلة ضحى رمضان، وهو تأليف مشترك بين سارة جوهر وزوجها المخرج محمد دياب، ومن إنتاج أحمد الدسوقي، وأحمد عباس، وأحمد بدوي، وداتاري تيرنر، وبمشاركة إنتاجية من الممثل والمنتج الأميركي جيمي فوكس.
وقال عضو لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح لـ«الأوسكار»، الناقد عصام زكريا، لـ«الشرق الأوسط»: «وصلتني بالفعل شكاوى من عدم القدرة على مشاهدة الفيلم بوقت يفترض أن يستمر عرضه تجارياً لمدة أسبوع على الأقل قبل 30 سبتمبر»، مشيراً إلى أن «منتج الفيلم قدّم إثباتات بالعرض الجماهيري وفق الشروط، لكن من الناحية الفعلية لا يبدو أن الأمور صارت كما يجب إلا على الورق فقط».
وأضاف أن «المشكلة في عدم استيفاء الإطار الشكلي من الناحية العملية»، مبدياً تعجبه من وجود شكاوى من عدم عرض الفيلم بالصالة المعلنة رغم سهولة هذا الأمر وموافقة إدارة مهرجان «الجونة» على الطرح التجاري المحدود، لكي يتمكن الفيلم من الترشح لـ«الأوسكار».

رأي تدعمه عضوة اللجنة، الناقدة حنان أبو الضياء، التي أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «الشركة المنتجة للفيلم تعهدت بعرض الفيلم تجارياً لمدة 7 أيام بشكل متتالٍ قبل 30 سبتمبر، واللجنة وضعت اختياراً بديلاً بترشيح فيلم (رفعت عيني للسما) حال عدم استيفاء هذا الشرط».
لافتة إلى أن المناقشات راعت تجنّب تكرار ما حدث عند اختيار فيلم «سعاد» عام 2021، إذ لم يكن الأمر ممكناً من الناحية العملية على خلفية مشكلات إنتاجية وتوزيعية صاحبت الفيلم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُنظم فيها عرض محدود لفيلم روائي طويل من أجل الترشح لجوائز «الأوسكار»، فسبق أن عُرض فيلم «الشيخ جاكسون» بإحدى دور العرض في محافظة بورسعيد لمدة أسبوع لاستيفاء الإطار الشكلي للترشح، وطرح بعدها بأسابيع تجارياً في الصالات عام 2017. وهنا يشير عصام زكريا إلى أن «اشتراط العرض التجاري لمدة أسبوع لم يكن شرطاً تعجيزياً بالنسبة إلى الفيلم، مع إمكانية طرحه للعرض بأي دار عرض على مستوى الجمهورية».




