على أنغام موسيقى الأفلام التي صُورت بمدينة بورسعيد، إحدى مدن منطقة القناة في مصر، انطلقت، الخميس، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان «بورسعيد السينمائي» التي تحمل اسم الفنان الراحل محمود ياسين، أحد أبناء مدينة بورسعيد، على وقع تضامن فنانين مع فلسطين، واختيار «تونس» ضيف شرف للدورة التي تشهد مشاركة 78 فيلماً.
وقدّمت الإعلامية جاسمين طه زكي حفل افتتاح المهرجان الذي يستمر حتى 22 سبتمبر (أيلول) الحالي، مع تكريم خبير المكياج السينمائي محمد عشوب تقديراً لدوره في صناعة السينما، بالإضافة إلى مهندس الديكور ومصمم الملابس عباس صابر، فيما تسلّم عمرو محمود ياسين تكريم والده الفنان الراحل محمود ياسين. كما أهدت الفنانة التونسية درة تكريمها بالمهرجان إلى الشعب الفلسطيني.
وتضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان 9 أفلام متنوعة، يمثّل مصر فيها فيلم «ضي... سيرة أهل الضي» من إخراج كريم الشناوي، وسبق عرضه بمهرجانات سينمائية عدة؛ منها: «البحر الأحمر»، و«برلين»، بجانب عرض 44 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة والتسجيلية، فيما تحتضن مسابقة أفلام الطلبة 23 فيلماً متنوعاً مع فيلمَيْن من ضمن برنامج «البانوراما التونسية».

وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة المخرج والمنتج السعودي أيمن خوجة، والمخرج والمنتج الصيني جي فين لي، ويترأسها المخرج المصري مجدي أحمد علي، في حين يترأس لجنة مسابقة «الأفلام القصيرة» المخرج عماد البهات، وتضم في عضويتها عدداً من صناع السينما؛ منهم: الموسيقار تامر كروان، والفنانة التونسية سناء يوسف.
واتسم اليوم الأول من فعاليات المهرجان بحضور لافت من الجمهور للفعاليات التي بدأت بندوة حول الفنان محمود ياسين، شارك فيها نجله الكاتب عمرو محمود ياسين، وجرى خلالها مناقشة كتاب «محمود ياسين... بطل الحب والحرب» للكاتب محمد شوقي المتحدث باسم المهرجان.
وقال شوقي لـ«الشرق الأوسط» إن «الكتاب يسلط الضوء على جانب من مسيرة محمود ياسين الفنية، وارتكز فيه على معلومات أساسية من أرملته الفنانة شهيرة، بالإضافة إلى نجله عمرو، بجانب إبراز مواقف جمعته مع عدد من كبار الفنانين وصُنّاع السينما بمراحل مختلفة من حياته».
وأضاف أن «الكتاب يستعرض تفاصيل دخول محمود ياسين السينما، ودور المخرج صلاح أبو سيف في إقناعه بتقديم أعمال سينمائية بجانب تجاربه المسرحية، وكيفية صعود نجوميته السينمائية بشكل كبير في وقت قصير، فضلاً عن إشادة الأديب العالمي نجيب محفوظ بأدائه مشهد النهاية في فيلم (الشريدة)»، لافتاً إلى أن «تجربة محمود ياسين الفنية اتسمت بالثراء الشديد، مع حرصه على التنقل بين السينما والتلفزيون والمسرح بأدوار مؤثرة وشديدة الأهمية»، على حد تعبيره.

وبخلاف عروض الأفلام، أُقيمت ندوة لمدير التصوير أحمد المرسي تحدّث فيها عن مسيرته الفنية، معرباً عن سعادته بالنقاش مع الجمهور في النسخة الأولى من المهرجان، فيما أكد رئيس المهرجان أحمد عسر أن «إطلاق الدورة الأولى للمهرجان لم يكن ليحدث لولا الدعم والمساندة التي حصل عليها فريق العمل من جهات عدة لديها قناعة بأهمية المهرجان ورسالته الفنية».
وأبدى الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن حماسه لفعاليات المهرجان واختيارات برنامج أفلامه، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لديّ قناعة بأن كل مدينة مصرية يمكن أن يكون بها مهرجان سينمائي، وفق ضوابط تضمن تحقيق الاستمرارية، وتقديم رؤية فنية في برمجة الأعمال».
وأضاف عبد الرحمن أن «إدارة المهرجان عليها تحديد هوية سينمائية تميزه عن غيره من المهرجانات، وهو أمر سيساعد في جعل الأنظار تلتفت إليه بشكل أكبر، بوصفه وجهة مختلفة لعرض الأفلام ونشر الثقافة السينمائية».


