«الإنتاج الباهظ» يعوق ظهور مسلسلات السير الذاتية بمصر

«مصطفى محمود» يدخل دوامة التعثر بعد «مدّاح القمر» و«طلعت حرب»

تعثر إنتاج مسلسل الراحل مصطفى محمود (أرشيفية)
تعثر إنتاج مسلسل الراحل مصطفى محمود (أرشيفية)
TT

«الإنتاج الباهظ» يعوق ظهور مسلسلات السير الذاتية بمصر

تعثر إنتاج مسلسل الراحل مصطفى محمود (أرشيفية)
تعثر إنتاج مسلسل الراحل مصطفى محمود (أرشيفية)

دخل مسلسل «العالم والإيمان» الذي يروي سيرة العالم والطبيب والكاتب المصري د. مصطفى محمود دوامة التعثر بعد أن كانت الشركة المنتجة قد قامت بعمل «البرومو الترويجي» له قبل سنوات، وظهر فيه الفنان خالد النبوي عبر مشهد يقدم من خلاله إحدى حلقات برنامج د. محمود الأشهر «العلم والإيمان».

وكتب مؤلف المسلسل وليد يوسف عبر حسابه بـ«فيسبوك» قبل أيام أنه «لأجل تعب 3 سنوات ما بين تحضير وكتابة مسلسل السيرة الذاتية للدكتور مصطفى محمود المتوقف منذ 13 عاماً وحتى لا يذهب تعبي هباءً أفكر أن أنشر هنا كل يوم نصف حلقة من حلقات المسلسل مع ذكر المراجع والتسجيلات الصوتية والمرئية والمستندات التي لدي بخط الدكتور مصطفى محمود»، وأضاف: «أعتقد أنها ستكون تجربة جديدة من نوعها فمن يتشوق لقراءة المسلسل؟». وقد تلقى عدة ردود من زملائه ومتابعين له تطالبه بعدم اليأس والتمسك بالأمل، وأنه سيأتي وقت ويُنتج المسلسل، في حين طالبه آخرون بنشر الحلقات في كتاب.

العالم المصري الراحل مصطفى محمود (أرشيفية)

وكشف وليد يوسف أنه لا يشعر باليأس بل بالقهر، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلسل تعثر لأن تكلفته الإنتاجية كبيرة جداً، ويتطلب تحضيرات طويلة وتصويراً بـ5 دول أوروبية وعربية، لأن صاحبه كان شخصية موسوعية في الصحافة والفلك والطب والفن والأدب وله صداقات بعدد من رؤساء الدول العربية».

وقال إنه «ظل يعمل على تحضيرات المسلسل وكتابته لمدة ثلاث سنوات سجل خلالها مع كل من كان له علاقة بمصطفى محمود، وكانوا على قيد الحياة، في جهد كبير خلاف أي مسلسل أو فيلم كتبه علاوة على المراجع التي وصلت لـ155 كتاباً ما بين مؤلفاته وكتب لآخرين وتسجيلات صوتية له و400 حلقة من برنامجه (العلم والإيمان)، كما التقى ابنيه أمل وأدهم اللذين منحاه تفويضاً لكتابة المسلسل كما قدما له أوراقاً بخط يد والدهما».

مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية (إدارة المدينة)

وأكد يوسف أنه التقى المنتج أحمد عبد العاطي وانضم لهما الفنان خالد النبوي وتحمسوا جميعاً للعمل وجمعهم حلم تقديم سيرة مصطفى محمود، وتم تصوير «برومو» المسلسل في 2013، وتمت الاستعانة بماكييرة أميركية اقتربت جداً من ملامح الشخصية كما ظهر بالبرومو وكانت ستخرجه كاملة أبو ذكري.

ولفت إلى أن ميزانية العمل في 2012 كانت 60 مليون جنيه، وكان سعر الدولار وقتها نحو 6 جنيهات، أي ما يوازي 10 ملايين دولار، لكن مع تدهور الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية وارتفاع أسعار الإنتاج حالياً ارتفعت التكلفة المتوقعة إلى 16 مليون دولار، ما جعلني أشعر بالقهر لضياع حلمنا مع مضي السنوات لرجل يعد قدوة كبيرة لأجيال جديدة لم تعرفه.

وكتب وليد يوسف أعمالاً تليفزيونية وسينمائية على غرار مسلسل «الزئبق»، وأفلام «ليه خلتني أحبك»، و«وش تاني»، و«أهواك»، و«يوم من الأيام»، وغيرها.

سيرة بليغ حمدي

وكان مسلسل «مداح القمر» الذي يروي سيرة الموسيقار الراحل بليغ حمدي قد واجه تعثراً إنتاجياً أدى إلى توقفه على مدى 18 عاماً، وقد شهد في البداية حماساً من مدينة الإنتاج الإعلامي وكتبه الصحافي محمود الرفاعي وكان سيخرجه مجدي أحمد علي الذي أكد في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» أنه ما زال متمسكاً بالعمل لإخلاصه لشخصية الموسيقار الراحل بليغ حمدي الذي يعد شخصية ملحمية مثيرة للجدل ولإخلاصه لصديقه المؤلف الذي رحل قبل أن يرى العمل.

الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي (صفحة محبي بليغ حمدي على فيسبوك)

«طلعت حرب» ينتظر

فيما يواجه مسلسل «طلعت حرب» الذي يروي سيرة رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب أزمة مماثلة بعد أن تعثر إنتاجه، ويؤكد مؤلفه الكاتب محمد السيد عيد لـ«الشرق الأوسط»، أن «المسلسل يواجه هذه الأزمة منذ 15 عاماً حيث كانت ستنتجه مدينة الإنتاج الإعلامي ثم توقف الإنتاج الدرامي بها، وتكرر الموقف مع شركة (صوت القاهرة) التي توقفت بدورها عن الإنتاج عقب ثورة يناير 2011، وقد استرد المسلسل مؤكداً أنه بحوزته حالياً، وقامت بعض الشركات الخاصة بعرضه على «الشركة المتحدة» التي أبلغه أحد مسؤوليها بأن «موضوع المسلسل محلي ولا يمكن تسويقه وأنهم يعملون بمبدأ الربح والخسارة».

وحول لقائه وأحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، في مارس (آذار) الماضي، يقول المؤلف: «لقد طلب المسلماني المسلسل لإنتاجه وأبديت رغبة في التعاون معه لكنني أظن أنهم يعانون من بعض الأمور المالية».

المؤلف محمد السيد عيد خلال لقائه مع المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

ويضيف محمد السيد عيد قائلاً: «رغم كل شيء لست متشائماً، لأن المسلسلات ليست مثل الطعام ستُفسد، وأثق أنه سيأتي وقت وترى النور»، مؤكداً أن أعمال السيرة الذاتية لا تتكلف مالياً مثل أعمال كبيرة أنتجتها «الشركة المتحدة»، مؤكداً من خلال تجربته كمؤلف مختص في هذه النوعية من المسلسلات التي كتبها مثل «قاسم أمين»، و«د. مصطفى مشرفة»، و«الإمام الغزالي» أنه كان يتم تسويقها لكثير من الدول العربية ولم تحقق أي خسائر مادية، على حد تعبيره.

وشددت الناقدة ماجدة مويس على أهمية تقديم مسلسلات السيرة الذاتية كونها دراما مهمة لأنها تقدم المثل والقدوة للمجتمع عبر شخصيات حققت إنجازات كبيرة في مجالها، وأبدت دهشتها لعدم تقديم سير شخصيات مثل د. أحمد زويل ونجيب محفوظ ود. مجدي يعقوب والعالمة المصرية سميرة موسى، وغيرهم من الشخصيات المؤثرة.

وتلفت موريس إلى أنه في ظل ارتفاع تكلفة إنتاج هذه المسلسلات، وفي ظل سيطرة المسلسلات القصيرة، يمكن تقديم سير هذه الشخصيات في 15 أو 10 حلقة لأنه من المهم أن نطرح قصصهم ورحلة كفاحهم، ليكونوا قدوة طيبة لأجيال عديدة.


مقالات ذات صلة

فرح بيطار لـ«الشرق الأوسط»: خرجتُ من تجربة «سلمى» بصديقات العمر

يوميات الشرق تصف فرح بيطار تجربتها في مسلسل «سلمى» بالرائعة (إنستغرام)

فرح بيطار لـ«الشرق الأوسط»: خرجتُ من تجربة «سلمى» بصديقات العمر

فرح بيطار التي قدَّمت أعمالاً حُفرت في ذاكرة اللبنانيين، من بينها «غربة» و«التحدّي»، كانت تتابع الدراما المُعرّبة...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يجمع المسلسل بين محمد فراج وزينة (الشركة المنتجة)

«ورد وشوكولاتة»... دراما مستوحاة من جرائم قتل حقيقية بمصر

ينطلق مسلسل «ورد وشوكولاتة» في إطار دراما نفسية واجتماعية تعيد النظر في العلاقات الإنسانية عندما تخرج عن مسارها الطبيعي.

أحمد عدلي (القاهرة )
خاص بطلة مسلسل «سلمى» مرام علي في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» (إنستغرام)

خاص مرام علي: «سلمى» علّمتني الصبر وعدم الاستسلام و«جولي وشادي» روح المسلسل

بطلة مسلسل «سلمى» الممثلة السورية مرام علي تتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن تجربتها في هذا العمل، خلف الكواليس وأمام الكاميرا.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق متفانٍ في عمله إلى حدّ الذوبان بالشخصية التي يتقمّصها (صور طوني عيسى)

طوني عيسى لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «بالحرام» الرمضاني مختلف تماماً

يتمتّع طوني عيسى بقوة أداء عفوية وحقيقية تطبع مَشاهده مهما اختلفت طبيعة أدواره.

فيفيان حداد (بيروت)
الخليج من اجتماع اللجنة الإعلامية المنبثقة عن «مجلس التنسيق السعودي - القطري» في الدوحة الخميس (واس)

مباحثات سعودية - قطرية لتعزيز التعاون الإعلامي

بحث سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي مع الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس المؤسسة القطرية للإعلام، سبل تعزيز وتطوير آليات التعاون والشراكة الإعلامية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

«ملتقى الترجمة الدولي 2025» ينطلق في الرياض بمشاركة 70 خبيراً

يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)
يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)
TT

«ملتقى الترجمة الدولي 2025» ينطلق في الرياض بمشاركة 70 خبيراً

يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)
يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)

أطلقت «هيئة الأدب والنشر والترجمة» السعودية، الخميس، فعاليات النسخة الخامسة من «ملتقى الترجمة الدولي 2025»، الذي يستضيفه مركز الملك فهد الثقافي في الرياض خلال الفترة بين 6 و8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بمشاركة ما يزيد على 30 جهة محلية ودولية، و70 خبيراً ومتحدثاً من 22 دولة حول العالم.

وأوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، الرئيس التنفيذي للهيئة، أن الملتقى يُشكِّل فضاءً مفتوحاً للحوار وتلاقي الثقافات، وتُبنى من خلاله رؤى جديدة لمستقبل الترجمة بوصفها أداة لصناعة الفهم المشترك بين الشعوب.

30 جهة محلية ودولية تشارك بـ«ملتقى الترجمة الدولي 2025» في الرياض (واس)

منصة عالمية لالتقاء المترجمين

وأكد الواصل سعي الهيئة من خلال هذه النسخة لأن يكون الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال، تُسهم في تطوير بيئة الترجمة، وتوسيع أثرها في صناعة المحتوى والمعرفة.

ويأتي الملتقى تحت شعار «من السعودية... نترجم المستقبل» ليؤكد مكانة البلاد بصفتها مركزاً ثقافياً مؤثراً في دعم صناعة الترجمة، وتعزيز التواصل المعرفي والحضاري بين الشعوب، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية 2030» في ترسيخ الحضور الثقافي العالمي للمملكة.

يُقدِّم «ملتقى الترجمة الدولي 2025» برنامجاً ثرياً يجمع بين النظرية والتطبيق (واس)

برنامج ثري ومسارات تفاعلية

ويُقدِّم الملتقى برنامجاً ثرياً يجمع بين النظرية والتطبيق عبر سبعة مسارات رئيسية تشمل جلسات حوارية تناقش قضايا الترجمة الحديثة، وتحتفي بالعام الثقافي السعودي الصيني، وورش عمل تدريبية متخصصة في تقنيات الترجمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كما يتضمن حلقات نقاش بحثية ينظمها المرصد العربي للترجمة، ومسارات تفاعلية مثل «قابل الخبراء» و«حكايا ترجمية» و«تجربة التقنية التفاعلية»، كذلك تشارك الأندية الطلابية باستعراض مشروعات طلاب الترجمة في الجامعات السعودية.

يستعرض الملتقى مشروعات طلاب الترجمة في الجامعات السعودية (واس)

ويُمثِّل الملتقى منصة عالمية لتبادل الخبرات واستشراف مستقبل الترجمة، وتأكيد التزام الهيئة بتطوير القطاع، وتمكين المترجمين، وتعزيز حضور اللغة العربية في الحراك الثقافي والمعرفي العالمي.


حزن بالوسط الفني المصري لرحيل المؤلف أحمد عبد الله

الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)
الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)
TT

حزن بالوسط الفني المصري لرحيل المؤلف أحمد عبد الله

الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)
الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)

تسبب خبر رحيل المؤلف المصري أحمد عبد الله في حزن بالغ بالوسط الفني في مصر، وكتب العديد من الفنانين منشورات «سوشيالية» مؤثرة تناولت الذكريات التي جمعتهم بالراحل، والذي تصدر اسمه «الترند» بموقع «غوغل» في مصر، الخميس، بالتزامن مع إقامة مراسم تشييعه من أحد مساجد حي «الدقي» بمحافظة الجيزة.

وتنوعت منشورات النعي التي دوّنها نجوم الفن بين الإشادة بالراحل وأعماله التي غيرت مسار السينما المصرية، وقدرته على سرد تفاصيل مختلفة، وبين العلاقات الشخصية التي جمعتهم خلال مشواره الذي بدأه قبل أكثر من 25 عاماً.

أحمد السبكي وسعد الصغير وأحمد عبد الله ومحمد شرف (حساب الصغير على موقع «فيسبوك»)

ومن بين هؤلاء النجوم، الفنانة يسرا التي كتبت: «خسرنا اليوم أحد كتاب السيناريو الذين ساهموا في صناعة جيل بالكامل»، وكتبت نجلاء بدر: «ابن الأصول... وداعاً».

وعبرت إسعاد يونس عن حزنها قائلة: «فلتنعم في الجنة، بقدر ما أبدعت وأسعدت الناس»، بينما وصفه أحمد حلمي بأنه «أنقى وأطيب قلب»، وكتب محمد هنيدي «صديق عمري... هتوحشني»، والأخير أعلن قبل أكثر من عامين عن اعتزامه تقديم«أرض النفاق 2» من تأليف أحمد عبد الله، ونشر صورة جمعتهما على حسابه بموقع «فيسبوك»، إلا أن العمل لم ير النور.

محمد هنيدي والكاتب أحمد عبد الله والدكتور عبد الوهاب الغندور (حساب محمد هنيدي على «فيسبوك»)

ونعاه صلاح عبد الله بكلمات حزينة، واصفاً رحيله بـ«الصدمة والصاعقة»، بينما كتب المطرب الشعبي سعد الصغير والذي مثل لأول مرة من خلال فيلم «لخمة راس»، الذي كتبه الراحل، وبعد ذلك قدم بطولة فيلمي «قصة الحب الشعبي»، و«عليا الطرب بالثلاثة» من كتابته أيضاً: «البقاء لله في وفاة صديق العمر».

ونعى الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الكاتب الراحل في بيان رسمي، كما نعته نقابة «السينمائيين»، والتي أكدت أن الراحل أثرى الساحة الفنية، ونقل الواقع في أعمال الحارة والشارع، كما أصدرت نقابة «الممثلين» بياناً أكدت خلاله أن الراحل أحد أبرز الكتاب في مصر.

وشكل أحمد عبد الله ثنائية مع المخرج سامح عبد العزيز الذي رحل قبل 4 أشهر، وقدما مجموعة من الأعمال التي تميزت بطابع شعبي، من بينها مسلسلات «الحارة»، و«بين السرايات»، و«رمضان كريم»، وأفلام «الفرح»، وكباريه»، و«الليلة الكبيرة»، و«ليلة العيد».

الكاتب أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز (صورة أرشيفية)

وتعليقاً على إتقان الراحل كتابة الأعمال الشعبية والكوميدية، أكد الكاتب والناقد الفني المصري طارق الشناوي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الراحل قيمة فنية وإنسانية كبيرة، وكاتب (ابن بلد)، وأستاذ في التقاط الكلمات، ونسج الجمل الحوارية الشعبية، على غرار جملته الشهيرة التي انتشرت بكثافة في الشارع المصري (الجنيه غلب الكارنيه)».

وأشاد الشناوي بـ«براعة وقدرة أحمد عبد الله على العمل مع عدد من المخرجين على اختلاف توجهاتهم، من حيث المستوى الفني، وطبيعة الإخراج المختلفة، وقوانين السوق»، موضحاً أن «فيلم (الناظر) شكل علامة فارقة في مشواره».

وبرع أحمد عبد الله في كتابة الأعمال الكوميدية والشعبية، وقدم مجموعة بارزة من الأعمال الفنية، مثل مسرحية «ألابندا» التي جمعت نخبة من النجوم الشباب حينها، مثل محمد هنيدي، وأحمد السقا، وعلاء ولي الدين، وهاني رمزي، وأيضاً مسرحية «حكيم عيون».

مجموعة من الفنانين بصحبة الكاتب أحمد عبد الله (حساب سعد الصغير على «فيسبوك»)

وأكد الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «الكاتب الراحل كان بارعاً في تصوير الحارة المصرية، ومعبراً عنها في كتاباته»، موضحاً أن نشأته في حي بين السرايات ربما كان لها أثر في ذلك، فقد استطاع إظهار العلاقات المتشابكة بالأحياء الشعبية على الشاشة بإتقان.

وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «الراحل بدأ مشواره بالكتابة الكوميدية، لكن تعاونه مع سامح عبد العزيز كان سبباً في تغيير وجهته، بعد أن قدما توليفة مختلفة من الأفلام التي حققت نجاحاً، الأمر الذي جعله يفرض نفسه على الساحة»، مؤكداً أن «فيلم (كباريه) كان محطة مهمة في مشواره، وساهم في انتشاره بشكل ملحوظ».

وانطلق أحمد عبد الله في مشواره بالكتابة السينمائية بمشاركة نجوم الكوميديا، وقدم العديد من الأفلام مثل «عبود على الحدود»، و«الناظر»، مع علاء ولي الدين، و«غبي منه فيه»، مع هاني رمزي، و«اللمبي»، و«كركر»، مع محمد سعد، و«عسكر في المعسكر»، و«فول الصين العظيم»، و«يا أنا يا خالتي»، مع محمد هنيدي، و«أحلام الفتى الطايش»، و«حد سامع حاجة»، مع رامز جلال، و«ميدو مشاكل»، و«55 إسعاف»، مع أحمد حلمي، وكذلك أفلام «ساعة ونص»، و«المحكمة»، و«الحرامي والعبيط».


احتفاء مصري باعتماد فوز العناني برئاسة اليونيسكو

الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)
الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)
TT

احتفاء مصري باعتماد فوز العناني برئاسة اليونيسكو

الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)
الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)

احتفت مصر بفوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو، وتصدَّر اسم العناني «الترند» على «إكس» بمصر، الخميس، بعد التصويت النهائي لاختيار مدير عام اليونيسكو، ضمن أعمال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام للمنظمة بمدينة سمرقند في جمهورية أوزبكستان.

وأعلن السفير المصري الدائم لدى اليونيسكو، علاء يوسف، أن المؤتمر العام لمنظمة اليونيسكو اعتمد، الخميس، انتخاب الدكتور خالد العناني مديراً عاماً للمنظمة، بعد حصوله على تأييد 172 دولة، مقابل اعتراض دولتين، وامتناع دولة واحدة عن التصويت. وبهذا، سجّلت مصر فوزاً تاريخياً في واحد من أهم المناصب الدولية، وفق حساب يوسف على «فيسبوك».

ووثّقت منظمة اليونيسكو، عبر صفحتها على «فيسبوك»، انتخاب المؤتمر العام للمنظمة الدكتور خالد العناني (مصر) أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، خلفاً لأودري أزولاي التي تشغل هذا المنصب منذ عام 2017.

وتوالت التهاني الرسمية للأمين العام، حيث وجّه الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، التهنئة للدكتور خالد العناني بفوزه بمنصب المدير العام لمنظمة اليونيسكو، وقال، في بيان للوزارة، الخميس، إن «هذا الفوز يمثل إنجازاً وطنياً جديداً يُضاف إلى رصيد مصر من النجاحات الدولية، ويعكس ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات المصرية وقدرتها على الإسهام في قيادة المؤسسات الأممية المعنية بالتعليم والثقافة والعلوم»، مضيفاً أن انتخاب الدكتور العناني يجسد التقدير الدولي لمسيرته الأكاديمية والمهنية المتميزة، وجهوده الكبيرة في حماية التراث الإنساني وتعزيز الحوار بين الثقافات.

اعتماد انتخاب الدكتور خالد العناني مديراً عاماً لليونيسكو (اليونيسكو)

وشغل خالد العناني عدة مناصب سابقاً؛ من بينها إدارة متحف الحضارة المصرية، وتولَّى مسؤولية وزارة الآثار ثم مسؤولية وزارة السياحة والآثار في مصر.

وترشّح العناني لمنصب مدير عام اليونيسكو، وحصل، في اجتماع المكتب التنفيذي، على 55 صوتاً، من أصل 57، في مواجهة المرشح إدوارد فيرمين ماتوكو، من جمهورية الكونغو.

وعَدّ الخبير الآثاري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن تأييد انتخاب العناني بهذا الرقم يؤكد الجهود التي بذلها في التعاون مع اليونيسكو لحفظ وحماية التراث الإنساني، ولا سيما المواقع الأثرية المصرية.

وأضاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن العناني «خلال فترة ولايته الوزارية قام بافتتاح أكثر من خمسين مشروع ترميم بالمواقع والمباني والقصور الأثرية، والمباني الدينية التاريخية، وتمكَّن من إنجاح عمل أكثر من 300 بعثة آثارية مصرية ومشتركة وأجنبية قادمة من 25 دولة، مما أدى إلى اكتشافات أثرية مهمة».

وله إنجاز فى مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، واستردّت مصر آلاف القِطع الأثرية المصرية المهرَّبة من أكثر من عشرين دولة.

وأكدت تعليقات على «السوشيال ميديا» أن تأييد الانتخاب بواقع 172 دولة هو رقم غير مسبوق في تاريخ المنظمة الدولية.

وعلّقت الدكتورة ميرفت مهدي، من جامعة بنها بمصر، على لحظة اختيار العناني، وكتبت على «إكس»: «تصفيق حارّ وعميق لحظة صعود الدكتور خالد العناني للمنصة الرئيسية، بعد إعلان فوزه بمنصب المدير العام لليونيسكو، في خطوة تاريخية تؤكد المكانة الدولية للكفاءات المصرية، وتُثبت أن مصر قادرة على قيادة الحوار الثقافي والحضاري وحماية التراث الإنساني».

ولفت ريحان إلى أن «العناني حقق إنجازات كبيرة في مجال المتاحف، حيث ساهم في بناء وتجديد أكثر من عشرين متحفاً في مختلف المحافظات، بما في ذلك المتحف القومي للحضارة المصرية، كما أشرف على أعمال المتحف المصري الكبير»، مؤكداً أن انتخاب العناني مديراً عاماً للمنظمة الدولية «تتويج لتاريخ طويل من العلاقات بين مصر ومنظمة اليونيسكو، يعود إلى أكثر من 75 عاماً، فمصر كانت من أول 20 دولة صدّقت على تشكيل المنظمة، كما احتفظت بعضوية المجلس التنفيذي منذ عام 1946 باستثناء مرات قليلة».

كان المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو قد اختار خالد العناني لمنصب الأمين العام بواقع 55 صوتاً، من أصل 57 صوتاً، في اجتماع المجلس يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهنأ رئيس الجمهورية المصري، عبد الفتاح السيسي، العناني بهذا الفوز، وكتب على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي: «أتقدم بخالص التهنئة للدكتور خالد العناني بمناسبة فوزه الكاسح في انتخابات المجلس التنفيذي لليونيسكو، وحصوله على 55 من أصل 57 صوتاً، وانتخابه مديراً عاماً للمنظمة، في إنجاز تاريخي يُضاف إلى سِجل مصر الدبلوماسي والثقافي وإلى إنجازات الشعوب العربية والأفريقية».