تتلقى «سارة» الصحافية الشابة رسائل مجهولة عبر تليفونها الجوال، تحمل نبوءات سرعان ما تجدها متحققة أمامها، فتكتشف تعطل سيارتها بعد تلقيها رسالة عبر «واتساب» تضمنت جملة «شكراً على العربية»، كما يتعطل بها المصعد وتكاد تختنق داخله بعدما تلقت رسالة بعنوان «الأسانسير» ما يصيبها بالذعر عمن يقف وراء هذه الرسائل الغامضة.
الفتاة التي تتميز بجمال وثراء عائلي، وتقطن ووالدتها فيلا أنيقة يحسدها زملاؤها على جمالها، ونجاحها، مع تواصل الرسائل يعتريها الخوف، والتوتر، ويجافيها النوم، مما يقلب حياتها رأساً على عقب، لتتواصل أحداث الحكاية الثالثة «لست وحدك» من حكايات مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» ضمن سلسلة أعمال قصيرة تتكون كل حكاية من 5 حلقات فقط، ويتضمن 7 حكايات منفصلة بأبطال وفريق عمل مختلف، وتعرضه منصتا «شاهد» و«ووتش ات» وقناة «دي إم سي».
تؤدي الفنانة تارا عماد شخصية سارة، فيما تؤدي الفنانة وفاء صادق دور والدتها ويشارك في البطولة بسمة داود، وعمرو جمال، ونبيل نور الدين، والمسلسل من تأليف محمد حجاب، وإخراج جمال خزيم، وإنتاج كريم أبو ذكري.

حظي المسلسل باهتمام لافت وتصدر منصة (X) في مصر، الاثنين، مع عرض الحلقة الثانية التي شهدت نجاة سارة من تعطل الأسانسير الذي توقف فجأة لتجد زميلها «سليم» الذي يؤدي دوره عمرو جمال أمامها ليصحبها إلى بيتها، بينما تعاتبها والدتها لإصرارها على العمل رغم أنها ليست في حاجة له.
-حلو أوي الفستان ده عليكي أول مرة أشوفك لابسة فستان=سلييم زمايلنا بيشاورولك روحلهم-إنتي ليه بتعامليني كده ولما بتتكلمي بتقولي كلام يجر.ح #أنت_وحدك#ما_تراه_ليس_كما_يبدو pic.twitter.com/KkYmLI3PCK
— ِAlQubtan✈⛴ (@official_eslam) August 24, 2025
بينما تنصحها صديقتها نهى بالذهاب إلى طبيب نفسي، وتفاجأ بسليم ينتظرها بمجرد خروجها من العيادة فتشعر بالشك تجاهه، بينما تعطي جوالها وجهاز اللاب توب لمهندس ليفحصهما فيؤكد عدم وجود أي اختراق لحساباتها، وتتلقى سارة رسالة جديدة تتضمن كلمة واحدة «النار»، وخلال حفل عيد الميلاد الذي تحضره تشتعل النار بقاعة الاحتفال.
واستعان حساب باسم «عمرو حسن» عبر منصة (X) بمشهد لتارا عماد ضمن الحلقة الثانية حيث يشيد زميلها «سليم» بالفستان الذي ترتديه خلال حفل عيد الميلاد واستعان حساب باسم (Karma) بمشاهد تارا عماد «سارة» وهي تقول في حزن «هو ليه بابا سابني وأنا لسه محتجاه، كان أكتر حد بيفهمني».
هو ليه بابا سابني وأنا لسه محتجاه ده كان أكتر حد بيفهمني #أنت_وحدك#ما_تراه_ليس_كما_يبدو pic.twitter.com/iQJ9ODMLZv
— karma (@karma43532304) August 24, 2025
ورغم إشادتها بفكرة «الحلقات الخمس» التي يقدمها مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، والخروج من نمط عدد الحلقات المعتادة، ومنح فرص لمواهب شابة في الكتابة والإخراج، والدفع بوجوه شابة إلى أدوار البطولة عبر أفكار جديدة، فإن الناقدة ماجدة خير الله تتحفظ على بعض أحداث الحكاية الأولى «فلاش باك»، ووصفتها بأنها «لم تراعِ الدقة في بعض تفاصيلها»، وأضافت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم أن الفكرة جيدة، لكن لكي تتصف بالإجادة لا بد أن تكون دقيقاً فيما تستند إليه، فليس في مصر من يقوم بوظيفة مصور يعتمد على تحليل الجريمة، كما أنه لا يجوز أن يأتي على لسان البطل أنه اكتشف أن القتيل كان غير طبيعي لأن مكتبته تحوي كتب (أوسكار وايلد)، فهل كل من يقرأون له يكونون كذلك؟»، لافتة إلى أن هذه الأخطاء وغيرها أبعدتها عن متابعة الحلقات.

بينما يرى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن المسلسل يضعنا أمام دراما من نوع الإثارة والخيال العلمي، ولكن ببصمة عربية، مشيداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بسرعة الإيقاع في الحكايات، مؤكداً أن «فهم الأحداث يتطلب تركيزاً في المشاهدة».
ويضيف سعد الدين: «بشكل عام قدمت حلقات (ما تراه ليس كما يبدو) دراما الإثارة والغموض والذكاء الاصطناعي دون الاعتماد على نجوم الصف الأول، بل دفعت بممثلين شباب تصدروا البطولة واستطاعوا أن يستحوذوا على اهتمام المشاهد في ظل عرضه في توقيت (خارج السيزون) الذي بات أهم من (السيزون الرمضاني) نفسه في تصوري، ثم عدد الحلقات القصيرة التي يمكن أن يشاهدها الناس في جلسة واحدة».
وكانت الحكاية الأولى من المسلسل «فلاش باك» قد لعب بطولتها أحمد خالد صالح ومريم الجندي، وتناولت حكاية مصور جنائي يفقد زوجته بحادث مفاجئ بينما يُصدم بتلقي رسائل صوتية من حساب زوجته الراحلة، وينهار بعد رؤية زوجته أمامه.

بينما جاءت الحكاية الثانية «بتوقيت 2028»، وتروي قصة أربعة أصدقاء قضوا معاً سنوات في إنتاج «بودكاست»، لكن أحداثاً تطرأ على علاقة «داليدا»، وتؤدي دورها هنادي مهنا، بزوجها الذي يجسد دوره أحمد جمال سعيد بعدما تسافر عبر الزمن وتكتشف خيانته لها، وقد وصفت مؤلفة المسلسل نسمة سمير هذه الحكاية بأنها ليست مجرد دراما، بل رحلة إنسانية مغلفة بالغموض، حيث الحبكة متسارعة، وتثير التساؤلات حول الحقيقة والقدر.
وشاركت نسمة سمير في كتابة عدة مسلسلات، وهذا هو عملها الأول الذي تنفرد بكتابته، إلى جانب حكاية أخرى كتبتها في نفس العمل من بطولة شيري عادل، وقالت نسمة لـ«الشرق الأوسط» إنها بوصفها كاتبة تميل للسرد الذي يجعل المشاهد يقظاً، ويفكر، ويضع احتمالات، ويتورط داخل الحدوتة، مشيرة إلى أن «الجمهور طوال الوقت ينتظر أفكاراً مماثلة كتلك التي يشاهدونها في المسلسلات الأجنبية، ولكن ببصمة عربية، لذا أثارت الحكاية جدلاً وأحبوها».




