انضم مبنى مركز الجزيرة للفنون، مقر متحف الخزف الإسلامي، إلى السجل المعماري والعمراني للتراث العربي، وأعلنت وزارة الثقافة المصرية عن اختيار المبنى ضمن هذا السجل، وذلك خلال اجتماع المرصد الحضري التابع لمنظمة الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم)، الذي عُقد في بيروت خلال الفترة من 28 إلى 30 يوليو (تموز) الحالي.
وفي ختام الاجتماع جرى الإعلان عن قائمة المواقع التي تم اعتمادها ضمن سجل التراث المعماري والعمراني العربي، الذي أعدّه المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية، وكان من بينها مبنى مركز الجزيرة للفنون ومتحف الخزف الإسلامي، ممثلاً لمصر.
ويُمثل مبنى متحف الخزف الإسلامي بمنطقة الزمالك (غرب القاهرة) واحداً من أبرز المعالم المعمارية ذات القيمة المتميزة، من حيث الطراز الإسلامي المملوكي والتوظيف الثقافي، وقد شُيِّد في الأصل ليكون قصراً سكنياً للأمير عمرو إبراهيم، قبل أن يُعاد توظيفه متحفاً عام 1999، ليصبح مركزاً فنياً وثقافياً يجمع بين التراث المعماري والوظيفة الفنية، وفق بيان لوزارة الثقافة، الخميس.

ويضم المتحف، التابع لقطاع الفنون التشكيلية عدة قاعات متخصصة، منها: قاعة الخزف الفاطمي، وتضم 74 قطعة، وقاعة الخزف التركي التي تضم 96 قطعة، وقاعة الخزف المصري المملوكي وتضم 39 قطعة من العصور، الأموي والأيوبي والعثماني، وقاعة الخزف الإيراني، بالإضافة إلى مكونات القصر الأصلية التي تحوي مجموعة نادرة من الخزف السوري والعراقي، وغيرها من التحف الفنية المميزة.
وقال المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، ممثل مصر في اجتماع المرصد الحضري التابع لمنظمة الألسكو: «يهدف تسجيل التراث المعماري والعمراني في الدول العربية إلى حماية الهوية الثقافية والتاريخية للمنطقة، ويُعد هذا التسجيل خطوة محورية نحو حماية هذه العناصر، كما يُسهم في التعريف بها على المستويين المحلي والعالمي، ويُعزز من مكانتها مكوّناً حياً في ذاكرة الأمة».

ويضم المتحف قطعاً نادرة تعود للقرن الثاني عشر الميلادي، معروضة في قاعة الأمير التي تضم 5 قطع خزفية نادرة، وتتوسط القصر القاعة الرئيسية المتمركزة حول نافورة من الرخام الملون، وبها مجموعة من نوافذ الزجاج الملون المؤلف بالجص، كما يتميز المبنى بعناصر معمارية أخرى، من بينها الأسقف والحوائط المحلاة بالزخارف النباتية والهندسية والكتابات التي تبرز جماليات الخط العربي.
وأشاد وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، بالدور الذي يقوم به جهاز التنسيق الحضاري، وعدَّ هذا التسجيل إضافة نوعية إلى رصيد مصر الثقافي والمعماري على المستوى العربي، ويعكس التقدير الإقليمي لما تمتلكه مصر من مخزون حضاري متنوع.
ويقع القصر ضمن جزيرة الزمالك التراثية، التي سبق أن أدرجها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ضمن المناطق المتميزة معمارياً وذات الطابع الفريد؛ نظراً لما تضمه من مبانٍ تاريخية وتنوع في الطرز المعمارية.



