أثار البيان الذي أصدرته نقابة المهن الموسيقية بمصر، على خلفية أزمة المطرب اللبناني راغب علامة، وواقعة حفله بالساحل الشمالي الذي وصفه البيان بأنه تضمن تصرفات «بعيدة عن العادات والتقاليد المصرية» انتقادات على «السوشيال ميديا»، ولكن هذه المرة ليس بسبب مضمون البيان، ولكن بسبب عدد الأخطاء اللغوية التي وردت بالبيان الذي جاء في صفحة واحدة متضمناً 30 خطأً.
البيان الذي أصدرته نقابة المهن الموسيقية، معنون بـ«مكتب النقيب العام»، جاء في مضمونه أن النقيب تابع على مدار يومين سلوكاً مشيناً خالف كل العادات والتقاليد والقيم المجتمعية المصرية، ولم نعتد عليه داخل وطننا سابقاً، ولن نسمح بأن يتكرر على أرض أم كلثوم وعبد الوهاب وحليم وعظماء الفن العربي، وأن مسارح مصر لم تكن يوماً ولن تكون مرتعاً للقبلات والإيحاءات غير المنضبطة والأحضان التي تثير الاشمئزاز. وأشار البيان الذي حمل توقيع نقيب المهن الموسيقية، مصطفى كامل، إلى منع الفنان راغب علامة من الغناء في مصر، لحين التحقيق معه في النقابة، فيما بدر منه عمداً بمخالفة الأعراف والعادات والتقاليد المصرية.
وجاء البيان مليئاً بالأخطاء منذ السطر الأول، وقام بكشفها وإبرازها الإعلامي المصري الدكتور محمد سعيد محفوظ، ونشر على صفحته بـ«فيسبوك» نص البيان وعلامة بالخط الأحمر تحت الكلمات التي تتضمن خطأً نحوياً أو إملائياً، وعلّق على البيان كاتباً: «انهيار لغوي، في بيان يبكي على الانهيار الأخلاقي!».

وتوالت التعليقات التي تنتقد البيان، وتتحسر على حال اللغة العربية ومستقبلها، وعدّه البعض يعبر عن حال المؤسسة التي صدر منها.
وشارك أكثر من شخص المنشور نفسه، مع تعليقات ساخرة أحياناً ومتحسرة في أحيان أخرى، من كثرة الأخطاء اللغوية الواردة بالبيان. وكتب الصحافي المصري سيد محمود، أنه ينظر للأخطاء اللغوية الواردة في البيان بغضب، مستعيداً فترة ماضية حين كانت أم كلثوم تترأس نقابة المهن الموسيقية، وكان الوكيلان هما محمد القصبجي ومحمود الشريف، مقدماً الشكر في النهاية للدكتور محمد سعيد محفوظ على تدقيق الأخطاء.
كما شارك المنشور أيضاً الإعلامي المصري محمد بركات، وعلّق عليه: «استكمالاً لحديث أستاذي الإعلامي، فإن ما حدث يعكس إهمالاً في مراجعة المحتوى أو ضعفاً في أساسيات اللغة»، مشيراً إلى تأثير ذلك بالسلب على صورة المؤسسة، «ما يفقد الناس الثقة باحترافيتها أو بالشخص نفسه»، وفق ما أورده.
بينما علّق البعض محاولاً تفادي هذه الأخطاء معلناً عن قدرة الذكاء الاصطناعي على تصحيح تلك الأخطاء الواردة في البيان.

وعدّ الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم»، هذه الأخطاء نتيجة اهتمام الكثير من المؤسسات بالمضمون على حساب الانضباط في صياغة البيانات، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «عدم اهتمام معظم المؤسسات المصرية سواء حكومية أو خاصة بسلامة اللغة في بياناتها يجعلها عرضة للالتباس في فهم المعنى، وعادة ما تكون هذه البيانات مكتوبة بسرعة ودون مراجعة، كأنه تفريغ لقرار صوتي»، وشدد عبد الرحمن على «ضرورة الاعتناء بصياغة البيانات حتى لا تجلب ردود فعل سلبية، سواء حول موضوع القرار نفسه أو اللغة التي كُتب بها القرار».
يُذْكر أن الخلاف بين المطرب اللبناني ونقابة المهن الموسيقية المصرية تم تداركه، بعد اتصال من راغب علامة مع النقيب مصطفى كامل، أوضح خلاله تفاصيل ما جرى في الحفل الذي أقيم بالساحل الشمالي، وأكد أنه لم يكن له دور فيما حدث، وأن سوء التنظيم كان السبب الرئيسي في تدافع الفتيات نحوه، مع الاتفاق على زيارة مرتقبة يجريها علامة إلى مصر يزور خلالها نقابة الموسيقيين لإنهاء جميع ملابسات الأزمة.




