شهدت أفلام موسم صيف 2025 في مصر سيطرة «التوليفة الكوميدية»، بشكلٍ ملحوظٍ على معظم الأعمال، التي اعتمدت بجانب الشخصيات الرئيسية، على الكثير من اللمحات والإيفيهات والتعليقات والمواقف الكوميدية، من نجوم عدة، من أبرزهم حاتم صلاح في فيلم «أحمد وأحمد»، ومصطفى غريب في فيلمي «الشاطر»، و«المشروع X»، وقريباً فيلم «درويش»، وكذلك مشاركة محمد ثروت في فيلمي «ريستارت»، وقريباً «روكي الغلابة».

وتعليقاً على سيطرة «التوليفة الكوميدية»، بأفلام الموسم الحالي، قال الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، إن «الأكشن والكوميديا أكثر القوالب الفنية شيوعاً ونجاحاً على مستوى العالم»، لافتاً إلى أن «المنتجين في مصر يعتمدون أحياناً على مقولة (الذي تكسب به العب به)، ومن هنا نلمس التشابه بين أفكار الأفلام».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»، أن «التشابه الواضح يدل على (ضحالة وفقر الخيال)، لأنهم في الغالب يفكرون في الشائع والمضمون، وطالما أن لدينا بطلاً، فلا بد من وجود كوميديان بجانبه، مثلما كان يحدث في الأفلام القديمة، من خلال وجود إسماعيل ياسين، وعبد السلام النابلسي، وغيرهما إلى جوار الأبطال، للتخفيف من وطأة الحدث، وضمان الضحك».
ووصف الشناوي ما يحدث بـ«القوالب الجاهزة التي تخلو من الإبداع»، موضحاً أن «أضعف حلقة في السينما المصرية هي السيناريو، لأن أغلب الكتاب يلجأون للأرشيف، وما تعارفوا عليه، لذلك تعتمد الأفلام عادةً على كوميديان سواء من الجدد أو القدامى».
وتدور أحداث فيلم «أحمد وأحمد»، الذي يشارك فيه الفنان حاتم صلاح بدور «طبيب نفسي»، حول شخصية «أحمد»، التي يقدمها الفنان أحمد السقا، ويتورط في الكثير من الأزمات بسبب فقدان الذاكرة، ويساعده «أحمد»، الذي يقدم شخصيته الفنان أحمد فهمي.
بينما يشارك الفنان مصطفى غريب في فيلم «المشروع X»، الذي يتصدر بطولته كريم عبد العزيز، وياسمين صبري، بصفته «ضيف شرف»، حيث قدم بعض المشاهد مع فريق العمل في إيطاليا، وفق حديثه لوسائل إعلام محلية.

ويشهد فيلم «الشاطر» أيضاً على مشاركة مصطفى غريب في دور رئيسي، حيث تجمع الأحداث بين الأكشن والكوميديا، كما يشارك غريب في فيلم «درويش»، بجانب عمرو يوسف، ودينا الشربيني، حسبما ظهر في البرومو الترويجي للفيلم الذي عرضته الشركة المنتجة للإعلان عن طرحه بالسينمات خلال أيام.
ويرى الناقد الفني المصري، عماد يسري، أن المنتج حالياً يعتمد «التيمة الكوميدية»، بشكل كبير، لرواجها في التوزيع الخارجي، واصفاً ما يجري في بعض الأفلام بأنه «استسهال للحصول على مكسب مضمون»، وفق قوله.
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»، أن «أفلام الصيف بشكل عام تعتمد الحكايات الخفيفة، التي تتضمن لمحات كوميدية تناسب جمهور السينما في هذا الموسم، خصوصاً أن تكلفة التوليفة الكوميدية أقل من غيرها، وتحقق العائد المنتظر».

ويشارك الفنان محمد ثروت في فيلم «ريستارت»، بجانب تامر حسني، وهنا الزاهد، ويقدم شخصية «فني هواتف» يحلم بالزواج من إحدى الفتيات، بجانب وجوده في فيلم «روكي الغلابة»، مع أبطال الفيلم دنيا سمير غانم ومحمد ممدوح، وحسب البرومو الترويجي، فإن ثروت يقدم الكوميديا من خلال الجمل الحوارية وشكل الشخصية.
وقالت الناقدة الفنية المصرية، فايزة هنداوي، إن «السينما المصرية تعتمد عادة على تطعيم الأكشن بالكوميديا، وهو ما قدمه من قبل الفنان عادل إمام في كثير من أفلامه، وكذلك أحمد السقا، وكريم عبد العزيز، وغيرهم»، وتساءلت: «هل الاستعانة بهم تمت بشكل يتماشى مع السياق، أم مجرد أدوار مقحمة؟»، مؤكدة أن الفصل في ذلك هو الذي يوضح أهمية هذه الشخصيات بالأحداث.
وأضافت فايزة لـ«الشرق الأوسط»، أن «بعض الصناع استغلوا ارتفاع أسهم بعض الفنانين، من أجل المساهمة في تسويق الأفلام بجانب الأبطال»، حسب تعبيرها.




