كادت البشرية أن تنقرض... ولم يتبقَّ سوى 1280 إنساناً فقط

الانخفاض السكاني يتوافق مع فجوة في السجل الأحفوري (غيتي)
الانخفاض السكاني يتوافق مع فجوة في السجل الأحفوري (غيتي)
TT

كادت البشرية أن تنقرض... ولم يتبقَّ سوى 1280 إنساناً فقط

الانخفاض السكاني يتوافق مع فجوة في السجل الأحفوري (غيتي)
الانخفاض السكاني يتوافق مع فجوة في السجل الأحفوري (غيتي)

البشر موجودون على الأرض منذ زمن بعيد، لكننا لم نكن دائماً من الأنواع الوفيرة عدداً. في الواقع، تشير دراسة إلى أن البشرية القديمة كانت على وشك الانقراض قبل قرابة 900.000 عام، مع تراجع عدد السكان في العالم إلى 1280 شخصاً فقط قادرين على التكاثر. وتدّعي الدراسة كذلك أن هذا العدد الضئيل استمر على حاله لمدة 117.000 عام، حسب صحيفة «ميترو» اللندنية، فما الذي حدث بالضبط؟

الدراسة، التي نُشرت في دورية «ساينس»، تكشف أن أسلاف البشر في أفريقيا كادوا أن يختفوا، وتشير إلى حدوث انخفاض حاد في عدد السكان قبل وقت طويل من ظهور نوعنا الحالي، المعروف باسم «النياندرتال». وتستند هذه المعلومات إلى نموذج حاسوبي جديد طوّره فريق من العلماء في الصين وإيطاليا والولايات المتحدة.

واستخدم الباحثون طريقة إحصائية، وجمعوا بيانات وراثية من 3154 جينوماً بشرياً معاصراً. ووجدوا أن نحو 98.7 في المائة من أسلاف البشر قد فُقدوا. ويقول العلماء إن هذا الانهيار السكاني يتطابق مع فجوة موجودة في السجل الأحفوري. ويعتقدون أن هذا الحدث قد يكون أدى إلى ظهور نوع جديد من أشباه البشر، يُعتبر السلف المشترك بين الإنسان العاقل وإنسان نياندرتال.

وقال المؤلف الرئيسي الدكتور يي هسوان بان، عالم الجينوم التطوري والوظيفي في جامعة شرق الصين: «إن هذا الاكتشاف الجديد يفتح مجالاً جديداً في التطور البشري لأنه يثير العديد من الأسئلة، مثل الأماكن التي عاش فيها هؤلاء الأفراد، وكيف تغلبوا على التغيرات المناخية الكارثية، وما إذا كان الانتقاء الطبيعي خلال فترة عنق الزجاجة قد ساهم في تسريع تطور الدماغ البشري».


مقالات ذات صلة

البريطانيون يقولون كلمة «آسف» بـ15 طريقة مختلفة

يوميات الشرق «أنا آسفة» ماذا تعني لك (غيتي)

البريطانيون يقولون كلمة «آسف» بـ15 طريقة مختلفة

كشف باحثون أن استخدام كلمة «آسف» في بريطانيا أصبح أكثر أداة اجتماعية لتلطيف الأجواء، وليس بالضرورة تعبيراً عن اعتذار حقيقي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أصبحت المدينة تهيمن عليها المباني المغلقة (ويكيبيديا)

بلدة بريطانية تتحول من سوق تجارية مزدهرة إلى مدينة أشباح

لا مكان يُجسّد تدهور الشارع التجاري البريطاني بوضوح مثل مدينة «بورسلم» فقد كانت ذات يوم سوقاً مزدهرة وغنية للغاية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الغامدي خلال حديثها مع إحدى السيدات ضمن مشروعها البحثي (الشرق الأوسط)

«خطى الذاكرة»... حين تُصبح فنون النساء أرشيفاً نابضاً بالتاريخ

في بحث يُعد الأول من نوعه على مستوى المملكة والمنطقة يسلِّط الضوء على الرقصات النسائية التقليدية السعودية بوصفها مكوّناً حياً من الذاكرة الثقافية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق سياج من الأسلاك الشائكة أمام أحد السجون بفرنسا (رويترز)

فرنسا: سجين يهرب من السجن في حقيبة نزيل أفرج عنه

أعلنت إدارة السجون الفرنسية، السبت، فتح تحقيق بعد هروب سجين من خلال الاختباء في حقيبة نزيل آخر أثناء مغادرته السجن بعد قضاء عقوبته.

«الشرق الأوسط» (ليون)
يوميات الشرق وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة خلال المؤتمر الصحافي

عودة «ليلة المتاحف» بعد توقف قسري إلى لبنان

أعلن وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المكتبة الوطنية، بحضور مديري المتاحف، عن عودة فعالية «ليلة المتاحف» في 29 من الشهر الحالي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الموسم الثاني من «بودكاست فاصلة» يوسّع دائرة اهتماماته عربياً

الناقد الفني السعودي أحمد العياد (الشرق الأوسط)
الناقد الفني السعودي أحمد العياد (الشرق الأوسط)
TT

الموسم الثاني من «بودكاست فاصلة» يوسّع دائرة اهتماماته عربياً

الناقد الفني السعودي أحمد العياد (الشرق الأوسط)
الناقد الفني السعودي أحمد العياد (الشرق الأوسط)

أكّد الناقد السينمائي السعودي ومقدم برنامج «بودكاست فاصلة»، أحمد العياد، أن تحضيرات الموسم الثاني من برنامجه قد بدأت فعلياً، بعد التفاعل الإيجابي الذي حققه الموسم الأول الذي يُعرض راهناً، والذي خُصِّص بالكامل للمخرجين السعوديين من جميع الأجيال. مشيراً إلى أن «الموسم الأول كان بمنزلة حجر الأساس الذي بنى عليه الفريق رؤيته للتوسع عربياً».

وقال العياد لـ«الشرق الأوسط»، خلال وجوده في القاهرة للتحضير للموسم الجديد، إن الحلقات التي ستُصوّر خلال الفترة المقبلة ستتضمن استضافة مجموعة من المخرجين المصريين والعرب، في خطوة وصفها بـ«المنطقية» بعد توثيق الأصوات السينمائية المحلية، موضحاً أن استضافة مخرجين عرب لم يكن بدافع التنويع فقط، بل لأن السينما العربية بأكملها تمثِّل جسداً واحداً ينهض من خلال أرشفة الذاكرة الجمعية لصُنّاعها.

المخرج محمود الصباغ حل ضيفاً على إحدى حلقات البرنامج (الشرق الأوسط)

وتواصل قناة «الثقافية» عرض الموسم الأول من «بودكاست فاصلة»، الذي انطلق نهاية أبريل (نيسان) الماضي، ويُعرض عبر منصة «شاهد» ومنصات موقع «فاصلة» المتخصص في شؤون السينما.

وأكد العياد أن تجربة الموسم الأول كشفت أهمية الاستماع إلى تفاصيل البدايات واللحظات المفصلية في حياة المخرجين، لافتاً إلى أنه لمس تعطّشاً واضحاً لدى الجمهور العربي لمعرفة كيف يفكر المخرج، وكيف يقرّر، وكيف يُخفق، وكيف ينهض من جديد.

ورأى أن «بودكاست فاصلة» ليس برنامجاً ترفيهياً أو استعراضاً سطحياً لتجربة المخرج السينمائية، بل وثيقة مصوّرة تُساهم في بناء أرشيف سينمائي عربي حيّ، يعكس التجارب الفردية ويمنحها مكانها المستحق في السرد الفني.

وأوضح العياد أن البرنامج يستند إلى مقاربة حوارية صادقة وعميقة، تحترم الضيف وتمنحه المساحة الكاملة لعرض رؤيته وتجربته، دون أي مقاطعة أو محاولة لتوجيه الحديث. وقال: «أحرص جداً على ألا أقطع سيل أفكار الضيف، إلا في حال الحاجة لتوضيح نقطة تقنية أو تاريخية. هذا البرنامج قائم على إنصات حقيقي، وأعتقد أن سرَّ قوته هو أنه لا يتدخل في طبيعة السرد، بل يفتح له المجال ليظهر كما هو».

وأضاف أن هذه الطريقة في التقديم لم تكن قراراً عابراً، بل رؤية نضجت عبر سنوات من العمل الصحافي والنقدي، أدرك خلالها أن أهم ما يحتاجه الفنان أثناء الحديث عن تجربته هو مساحة حرة وآمنة للتعبير، دون تحوير أو استعراض. مضيفاً: «أحياناً، مجرد الصمت أمام حديث صادق لمخرج عن فشله الأول، أهم من أي سؤال. وهذا ما يجعل الحلقات تحمل طابعاً إنسانياً وأرشيفياً في آنٍ واحد».

وفي حديثه عن أهمية الموسم الجديد، شدّد العياد على أن انتقال البرنامج إلى استضافة مخرجين من مصر وبلدان عربية أخرى هو استكمال للمهمة التي بدأها، وليس خروجاً عنها. وأضاف: «ما نقوم به الآن ليس تغييراً في الوجهة، بل اتساعاً في الرؤية».

المخرجة هناء العمير خلال حوارها في «بودكاست فاصلة» (الشرق الأوسط)

وأشار إلى وجود مناقشات واختيارات دقيقة جداً للأسماء التي ستُستضاف في الموسم الثاني، حرصاً على تنوع الرؤية والخلفية واللغة السينمائية. والهدف في رأيه، هو بناء فسيفساء تمثل تنوع التجربة العربية بكل ألوانها، وليس مجرد الاكتفاء بالأسماء المعروفة فقط، بل أيضاً بالمخرجين الذين صنعوا تأثيرهم بهدوء، عبر أفلام قصيرة أو تجارب مستقلة مهمة.

وأكّد العياد أن الحلقات الجديدة ستُحافظ على النهج التوثيقي نفسه، مع تطوير بصري وتقني يسمح بتقديم تجربة مشاهدة أكثر عمقاً وجودة. مشيراً إلى أن «بودكاست فاصلة» لم يكن مجرد لقاء حواري، بل مشروعاً سينمائياً متكاملاً في صيغة حوار.

وتابع قائلاً: «نحن لا نقدم مذيعاً وضيفاً، بل نقدم مشروعاً بصرياً، وتشكيلياً، وسردياً، وكل لقطة، وكل زاوية تصوير، وكل دقيقة مونتاج، مدروسة لتحمل القيمة نفسها التي نمنحها للسينما».

وعن ردود الفعل بعد عرض الموسم الأول، كشف العيّاد عن تلقيه رسائل من مخرجين شباب وجدوا في الحلقات مصدر إلهام ودافعاً للاستمرار، إلى جانب تفاعل أكاديمي لافت من طلاب السينما في جامعات عربية.

وأشار إلى أن بعض الحلقات حُلّلت داخل فصول دراسية، بوصفها مادة بصرية لفهم تشكّل المخرج وفلسفته. واستطرد قائلاً: «لم أكن أتوقع أن يتحوَّل البرنامج إلى مادة بحثية، لكنني سعيد بذلك».