الأرض مُهدَّدة بالطرد من النظام الشمسي

احتمال «فوضى كوكبية» بعد مليارات السنوات من الاستقرار

محكومون بالهشاشة أمام الفوضى الكوكبية المحتملة (ناسا)
محكومون بالهشاشة أمام الفوضى الكوكبية المحتملة (ناسا)
TT

الأرض مُهدَّدة بالطرد من النظام الشمسي

محكومون بالهشاشة أمام الفوضى الكوكبية المحتملة (ناسا)
محكومون بالهشاشة أمام الفوضى الكوكبية المحتملة (ناسا)

الأرض قد تُقذف خارج مدارها أو تبتلعها الشمس بسبب نجم عابر. في كلتا الحالتين، من المرجَّح أن تبتلع الشمس الأرض خلال مليارات السنوات المقبلة. لكن، هل يمكن أن يكون هناك نجم مارّ في مسار تصادمي مع نظامنا الشمسي، وربما مع الأرض في النهاية؟

من الصعب تحديد مدى احتمال حدوث مثل هذا السيناريو. فقد توصّل الباحثون مؤخراً إلى أنّ مجرّة درب التبانة من غير المرجّح أن تصطدم بمجرّة مجاورة في أي وقت قريب، ومع ذلك، فإنّ كوكبنا الأزرق محكوم عليه بالفعل بأن يُبتلع من الشمس بعدما تتحوّل إلى عملاق أحمر وتتمدَّد، وذلك خلال مليارات عدّة من السنوات.

لكن الباحثين قالوا في دراسة حديثة نشرتها مجلة «إيكاروس» الأميركية المتخصّصة بعلوم الفلك، ونقلتها «الإندبندنت» إن الآلاف من عمليات المحاكاة الحاسوبية تشير إلى وجود احتمال بأن يُسبّب نجم مارّ، يظهر في منطقة السماء نفسها مع جرم آخر قيد الدراسة، اضطراباً أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقاً.

وكتب العالمان ناثان كايب، من معهد علوم الكواكب في ولاية آيوا، وشون ريموند من جامعة بوردو الفرنسية، في مايو (أيار) الماضي: «تشير محاكياتنا إلى أنّ النماذج المعزولة للنظام الشمسي قد تُقلّل من تقدير مدى التغيرات المدارية المستقبلية للكواكب العملاقة بأكثر من 10 مرات. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ كواكبنا وبلوتو أقلّ استقراراً مما اعتُقد».

ويقول مؤلّفو الدراسة إنّ النجوم العابرة هي العامل الأكثر احتمالاً للتسبُّب في عدم الاستقرار خلال الـ4 مليارات سنة المقبلة.

الأرض ليست آمنة كما نظنّ (ناسا)

وقد تؤدي الجاذبية الناتجة عن هذه النجوم إلى زعزعة استقرار أجسام كانت مستقرّة تماماً، مثل بلوتو، الذي كان يُعدُّ الكوكب التاسع في النظام الشمسي. وخلال 5 مليارات سنة، قد تتحوَّل جاذبية نجم عابر إلى قوة قادرة على إحداث تفاعلات جاذبية فوضوية تدفع بلوتو خارج مداره. ورغم أنّ احتمال حدوث ذلك لبلوتو يُقدَّر بنحو 5 في المائة، فإنّ الخطر أكبر بكثير بالنسبة إلى كوكب عطارد، الخامس في النظام الشمسي، بنسبة تتراوح بين 50 و80 في المائة.

وأضاف الباحثون: «وجدنا أيضاً أنه ثمة احتمال بنسبة 0.3 في المائة لفقدان كوكب المريخ نتيجة تصادم أو طرد من النظام الشمسي، واحتمال بنسبة 0.2 في المائة بأن تشهد الأرض المصير عينه».

وكان كايب قد نشر في وقت سابق دراسة تُشير إلى أنّ مدار الأرض قد جرى تغييره بالفعل بسبب نجم مارّ منذ نحو 3 ملايين سنة.

وقال ريموند لمجلة «نيو ساينتست»: «نظرنا في السيناريوهات العادية لمرور النجوم، وهذه هي النجوم التي تمرّ بالقرب من الشمس باستمرار، بالمعايير الكونية».

بدورها، علَّقت عالِمة الكواكب في جامعة أريزونا التي لم تشارك في الدراسة، رنو مالهوترا: «من المخيف قليلاً أن نكون بهذه الهشاشة أمام الفوضى الكوكبية المحتملة».


مقالات ذات صلة

بلورات سيليكون ساخنة ترسم ملامح كوكب ناشئ خارج النظام الشمسي

يوميات الشرق خفايا الزمن الأول لنشأة الكواكب (أ.ب)

بلورات سيليكون ساخنة ترسم ملامح كوكب ناشئ خارج النظام الشمسي

رصد علماء فلك المراحل الأولى لتكوين كواكب حول نجم، وهي عملية مُشابهة لتلك التي شكَّلت نظامنا الشمسي...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق هل كان ذلك الاصطدام الأول؟ (ناسا)

وميض في زُحل... هل اصطدم كويكب بالكوكب العملاق السبت؟

دعا علماء الفلك إلى المساعدة في تحديد جسم غامض يُعتقد أنه اصطدم بكوكب زحل، السبت، فيما قد يكون أول حالة مُسجَّلة لاصطدام جسم فضائي بهذا الكوكب الغازيّ العملاق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم أعلنت وكالة ناسا اكتشاف مذنب يتجول داخل المجموعة الشمسية (أ.ب)

«ناسا» تعلن اكتشاف مذنّب يتجول داخل المجموعة الشمسية

أعلنت وكالة ناسا اكتشاف مذنب يتجول داخل المجموعة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
يوميات الشرق كويكب يهدّد القمر (وكالة الفضاء الأوروبية)

كويكب يقترب من القمر: انفجار نووي مُحتمل عام 2032؟

احتمال اصطدام الكويكب «2024 YR4» بالقمر ارتفع إلى 4.3 في المائة، وفق بيانات جمعها التلسكوب «جيمس ويب» الفضائي في مايو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري ماسك وترمب في مركز كيندي للفضاء بعد نجاح «سبيس إكس» في إطلاق «فالكون 9» مايو 2020 (أ.ف.ب)

تحليل إخباري كيف يؤثر إلغاء «عقود ماسك» على «ناسا» والبنتاغون؟

يُهدّد تفاقم الخلاف بين إدارة ترمب وماسك بالحدّ من قدرة البنتاغون و«ناسا» على تحقيق أهدافهما المتعلقة بالفضاء، والتي تُسهّلها شركة «سبيس إكس».

إيلي يوسف (واشنطن)

اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا

فريق من علماء الآثار يبحرون في بحيرة أوهريد بقرية لين الألبانية (رويترز)
فريق من علماء الآثار يبحرون في بحيرة أوهريد بقرية لين الألبانية (رويترز)
TT

اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا

فريق من علماء الآثار يبحرون في بحيرة أوهريد بقرية لين الألبانية (رويترز)
فريق من علماء الآثار يبحرون في بحيرة أوهريد بقرية لين الألبانية (رويترز)

أعلن علماء آثار أنهم اكتشفوا أقدم مستوطنة بشرية بُنيت على بحيرة أوروبية خلال عملهم على شواطئ بحيرة أوهريد في ألبانيا، حيث عثروا على دليل يشير إلى وجود مجتمع منظم للصيد والزراعة عاش قبل 8 آلاف عام.

ويقضي الفريق، المؤلف من علماء سويسريين وألبان، ساعات كل يوم على عمق 3 أمتار تقريباً تحت الماء، في محاولة حثيثة لانتشال أعمدة خشبية كانت تدعم المنازل.

ويجمعون أيضاً عظام حيوانات أليفة وبرية، وقطعاً نحاسية، وخزفاً يتميز بنقوش دقيقة.

وقال ألبرت هافنر، من جامعة برن، إن العلماء عثروا على مستوطنة مماثلة في منطقة جبال الألب وحوض البحر المتوسط، ولكن المجتمعات السكنية في قرية لين أقدم بنحو 500 عام، فتاريخها يعود إلى ما بين 6 آلاف و8 آلاف عام.

وأوضح هافنر: «نظراً لوجودها تحت الماء، فإن المواد العضوية محفوظة جيداً، وهذا يتيح لنا معرفة ما كان يأكله ويزرعه هؤلاء الأشخاص».

لطقة جوية تُظهر علماء آثار في بحيرة أوهريد في قرية لين بألبانيا (رويترز)

وتشير دراسات متعددة إلى أن بحيرة أوهريد، المشتركة بين مقدونيا الشمالية وألبانيا، هي أقدم بحيرة في أوروبا، إذ يبلغ عمرها أكثر من مليون عام.

وُيعتَقد أن مساحتها تقارب 6 هكتارات، ولكن حتى الآن، تسنى التنقيب عن نحو 1 في المائة فقط منها بعد العمل لـ6 سنوات.

وقال هافنر: «كانوا يمارسون الصيد وجمع الأشياء، لكن الزراعة كانت مصدر الغذاء الأساسي».

وأفاد عالم الآثار الألباني، أدريان أناستاسي، بأن الأمر قد يستغرق عقوداً لاستكشاف المنطقة بأكملها.

وأضاف: «من خلال طريقة معيشتهم وتناولهم الطعام والصيد، وصيد الأسماك، والطريقة التي استخدموا بها الهندسة المعمارية لبناء مستوطناتهم، يمكننا القول إنهم كانوا أذكياء للغاية آنذاك».