عادةً ما تُثير كلمة «هيستامين» خيال البعض عن الحساسية الموسمية: سيلان الأنف، وحكة في الحلق، وحكة في العينين. لكنّ هذا الجزيء الحيوي يؤثر أيضاً على أداء التمارين الرياضية، وفق نتائج دراسة جديدة، أجراها باحثون من جامعة أوريغون الأميركية، مُظهرةً أن تثبيط الهيستامين بمستويات عالية يُؤثر على مكاسب اللياقة البدنية.
ويُعد الهيستامين جزءاً من الجهاز المناعي لدى البشر؛ إذ ينقل رسالة مفادها أن الالتهاب ضروري في مكان. وخلال موسم الحساسية، على سبيل المثال، تُحفز حبوب اللقاح إطلاق الهيستامين من خلايا الجسم كأحد مكونات الجهاز المناعي. ثم تغمر الاستجابة الالتهابية المنطقة في محاولة للتخلص من حبوب اللقاح، مما يُسبب أعراض الحساسية الموسمية المعروفة.
لهذا السبب، تُستخدم الأدوية المعروفة باسم مضادات الهيستامين، مثل كلاريتين وزيرتيك، لعلاج الحساسية الموسمية.
قال جون هاليويل، أستاذ علم وظائف الأعضاء البشرية بجامعة أوريغون وأحد مؤلفي الدراسة، في بيان منشور، الأربعاء: «في التمارين الرياضية، يبدو أن للهيستامين دوراً مشابهاً في تسهيل تكيفنا مع التوتر».
وكما أفادت الدراسة المنشورة في مجلة «أبليد فيسيولوجي»، يرتبط الالتهاب أيضاً بتحسن اللياقة البدنية لأن العضلات تتضرر في أثناء التمرين وتحتاج إلى الإصلاح، مما يدفع الجسم إلى بناء أنسجة عضلية جديدة.
وجد هاليويل وزملاؤه أنه عند حجب الهيستامين، ينخفض التحسن في مقدار اللياقة البدنية للنصف.
ووفق الدراسة يبدو أن الهيستامين يعزز استجابة جينات معينة في أثناء التمرين. وعند تثبيط الهيستامين، لا يتم تضخيم نحو ربع هذه الجينات، التي يبلغ عددها 3000 جين تقريباً. هذا يعني أن العضلات تُنتج عدداً أقل من البروتينات الجديدة في أثناء تعافيها من التمرين، ومن المرجح أن تلعب هذه البروتينات دوراً رئيسياً في مكاسب اللياقة البدنية، مثل تلك التي قيست في دراسة جامعة أوريغون.
قبل نشر ورقة هاليويل البحثية، نشرت مجموعة بحثية أخرى دراسة مماثلة تبحث في تأثير مضادات الهيستامين خلال التدريب المتقطع عالي الكثافة.
قال هاليويل: «إن نتائج الدراستين تتفق على أن تثبيط الهيستامين يقلل من مكاسب اللياقة البدنية للشخص، سواء كان ركوب الدراجات أو الجري أو السباحة أو أي نشاط آخر».
آثار جانبية
وكما أفاد موقع «ميديكال نيوز»، يمكن أن تُسبب مضادات الهيستامين المُهدئة العديد من الآثار الجانبية قصيرة المدى، مثل احتباس البول، والإمساك، وجفاف الفم، وزيادة الشهية. ومع ذلك، فإن مُعظم الآثار الجانبية خفيفة وتختفي عند التوقف عن استخدام الدواء أو عند تقليل الجرعة.
كما تُستخدم مضادات الهيستامين غير المُهدئة في السيطرة على الحساسية على المدى الطويل، كما هو الحال في حمى القش، والأكزيما، والتهاب الجيوب الأنفية. لم تُسجل أي آثار جانبية خطيرة، ولكن في حالات نادرة، يُمكن أن تُسبب تلفاً حاداً في الكبد.
وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يتناولون مضادات الهيستامين لعلاج نزلات البرد أو الحساسية، غالباً ما يكون النعاس عرضاً جانبياً مرغوباً فيه. لكنَّ خبيراً في النوم بكلية «بايلور» الطبية يُحذّر من اللجوء إلى هذا النوع من الأدوية وسيلةً مساعدة على النوم.
وأضاف في تصريحات لموقع الكلية: «قد يُؤدي استخدام مضادات الهيستامين إلى المشي في أثناء النوم وأنواع أخرى من اضطرابات النوم».