أطلق باحثون في مركز بحوث علوم الأعصاب وجامعة نيو ساوث ويلز، في أستراليا، تطبيقاً جديداً للهواتف الذكية، يهدف إلى تعزيز الصحة النفسية والرضا عن الحياة لدى البالغين.
وأوضح الباحثون في النتائج التي نُشرت الاثنين، على موقع جامعة نيو ساوث ويلز. أن التطبيق يعتمد على أحدث ما توصل إليه علم الأعصاب، ويقدِّم نهجاً شخصياً مصمماً خصيصاً لتحسين جودة الحياة النفسية.
ويعد تحسين الصحة النفسية من الركائز الأساسية لتحقيق جودة الحياة والرفاهية العامة، فهو لا ينعكس فقط على المشاعر والسلوك؛ بل يؤثر أيضاً على القدرات المعرفية، والعلاقات الاجتماعية، والإنتاجية في العمل. وتساعد الصحة النفسية الجيدة الأفراد على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية، واتخاذ قرارات أفضل، والتكيُّف مع التحديات، كما ترتبط بانخفاض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة.
ويعتمد التطبيق الذي يُطلق عليه اسم «ReNeuWell» على مقياس علمي موثوق يُعرف باسم «COMPAS-W»، يقيس جوانب الرفاهية الذاتية، مثل الرضا عن الحياة، والمشاعر الإيجابية، إلى جانب الرفاهية النفسية، مثل تقدير الذات، وتحقيق الإنجازات، والشعور بالكفاءة الذاتية.
ويقدِّم التطبيق برنامجاً شخصياً يمتد لأربعة أسابيع، يتضمن مجموعة من الأنشطة المستندة إلى مفاهيم نفسية مثبتة، مثل التأمل، واليقظة الذهنية، والرحمة الذاتية، وتحديد الأهداف. وتُخصَّص هذه الأنشطة وفقاً لاحتياجات كل مستخدم، بناءً على نتائج المقياس العلمي الذي ثبت ارتباطه بوظائف الدماغ، والعوامل الوراثية، والأداء المعرفي، ومؤشرات الصحة الجسدية.
ويُجري الفريق حالياً تجربة سريرية تمتد 12 أسبوعاً لاختبار فعالية التطبيق في تعزيز الرفاهية النفسية والمرونة لدى البالغين، بمشاركة أكثر من 500 شخص من عامة المجتمع. ويُتاح للمشاركين استخدام التطبيق مجاناً، مقابل التزام يومي لا يتجاوز 10 دقائق فقط.
وأظهرت الدراسات السابقة التي استند إليها الفريق المطوِّر أن مقياس «COMPAS-W» يرتبط بوظائف الدماغ، والأداء المعرفي، والصحة الجسدية؛ مما يعزز مصداقية الأنشطة المقدمة عبر التطبيق.
وحسب الباحثين، يمثل التطبيق نقلة نوعية في دعم الصحة النفسية؛ إذ لا يقتصر على علاج الأعراض السلبية مثل التوتر أو الاكتئاب؛ بل يعزز مفهوم «الازدهار النفسي»، وهو توجُّه جديد في علم النفس العصبي المعاصر.
وأضاف الفريق أن التطبيق يعتمد على منهج علمي شخصي قائم على الأدلة، لتصميم أنشطة تستجيب بدقة للاحتياجات النفسية الفردية، مع سهولة الاستخدام والوصول؛ إذ لا يتطلب سوى 10 دقائق يومياً؛ مما يجعله مناسباً لنمط الحياة اليومي للغالبية.
وخلص الباحثون إلى أنه في حال أثبتت التجربة السريرية الحالية فعالية التطبيق، فسيمكن استخدامه كأداة عامة ضمن برامج الصحة النفسية الرقمية على مستوى عالمي، مما قد يسهم في تخفيف الضغط عن أنظمة الرعاية الصحية النفسية التقليدية.