مع إعلان وزارة الثقافة المصرية عن إعادة تقديم العرض المسرحي «الملك لير»، من بطولة يحيى الفخراني، وظهور أعمال أخرى من المسرح العالمي، يبرز تساؤلٌ عن سر التمسك بالنصوص الكلاسيكية، أو إعادة الأعمال العالمية على خشبة المسرح المصري.
وسبق أن قدم الفنان يحيى الفخراني مسرحية «الملك لير»، من تأليف وليام شكسبير، وهي من كلاسيكيات المسرح العالمي، من ترجمة فاطمة موسى، وإخراج أحمد عبد الحليم، وسبق أن قدمها الفخراني مرتين من قبل على فترات متباعدة منذ عام 2001.
ويدور العرض حول الملك لير الذي قرر توزيع أملاكه على بناته الثلاثة، إلا أنه حرم ابنته الصغرى من نعمه لأنها رفضت أن تنافقه، وأثناء قيامه بتوزيع ممتلكاته يشترط الإقامة مع كل واحدة من بناته فترة معينة، غير أن ابنتيه الكبيرتين تقرران الاستيلاء على كل شيء وتطردان والدهما.
وأعلنت وزارة الثقافة المصرية عن قرب إعادة عرض «الملك لير»، من بطولة يحيى الفخراني، وهو القرار الذي عدّه نقاد يعيد للمسرح القومي دوره الأساسي، والمفترض أن يؤديه في خدمة الحركة المسرحية والوعي بفن المسرح، وهو تقديم الأعمال الكلاسيكية أو الأعمال المسرحية ذات المواصفات الخاصة والطابع المميز.
وخلال الأيام الماضية أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن تقديم عروض عالمية أخرى برؤية جديدة، من بينها عرض «لعبة النهاية» من تأليف صامويل بيكيت، وإعداد وإخراج السعيد قابيل على «مسرح الطليعة»، وعرض «كارمن» أيضاً على «مسرح الطليعة» عن رواية بروسبير ميريميه، وكتبها للمسرح محمد علي إبراهيم وإخراج ناصر عبد المنعم.
وقال الناقد المسرحي الدكتور أسامة أبو طالب، الأستاذ بمعهد الفنون المسرحية، إن «الريبتوار، أو إعادة تقديم الأعمال المسرحية هو أمر من شأنه إثراء الحركة المسرحية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن هناك فارقاً بين إعادة تقديم الأعمال الكبرى مثل «الملك لير» التي قدمها يحيى الفخراني من قبل حين كنت أتولى مسؤولية المركز القومي للمسرح والبيت الفني للمسرح، وإعادة التعامل مع النصوص الكلاسيكية أو المسرحيات القديمة بطريقة قد تمس بجوهرها.
وأضاف أنه «من الضروري الاهتمام بالريبتوار، سواء على مستوى المسرح المصري منذ بداياته، أو تقديم أعمال من المسرح العالمي مثلما قدم هاني مطاوع أكثر من عمل من قبل مثل (هاملت) والعديد من الأعمال الأخرى الشكسبيرية وغيرها، كما قدمت سميحة أيوب وعبد الرحمن أبو زهرة مسرحية (الأشجار تموت واقفة) للكاتب أليخاندرو كاسونا، من إخراج نبيل منيب، والعديد من الأعمال الأخرى، التي تحافظ على الطابع المميز للمسرح القومي والقيمة المسرحية الكبيرة التي يمثلها».
ولفت أبو طالب إلى أن «إعادة بعض الأعمال، سواء كانت من الكلاسيكيات أو المسرح العالمي أو المسرح المصري يمكنها أن تتضمن إضافة جديدة يقدمها المخرج أو الكاتب على النص، مع الحفاظ على قيمته وفكرته الأساسية، لكن تغير الزمان والمكان يسمح بهذه المرونة إذا كانت تتضمن إضافة فنية»، مؤكداً أن «العرض الذي سيقدمه شادي سرور كمخرج بلا شك سيحمل اختلافاً عن العرض نفسه الذي قدمه من قبل المخرج أحمد عبد الحليم».
وعدّ أبو طالب سر التمسك بالكلاسيكيات لأنها تحمل قيمة كبيرة بالنسبة للمسرحيين، وتقدم قيمة مضافة لجمهور المسرح، موضحاً أنه «يجب التعامل مع (الريبتوار) على عدة مستويات من خلال تقديم الأعمال المصرية أو العربية القديمة والأعمال العالمية، في مسارح الدولة مثل (السلام) و(الطليعة)، وانتهاء بالمسرح القومي الذي من المفترض أن يشهد تقديم الكلاسيكيات الكبرى».
من جانبه، أكد الفنان يحيى الفخراني ارتباطه بشخصية «الملك لير» التي قدمها من قبل على مسرح الدولة لأكثر من 9 سنوات، كما قدمها على المسرح الخاص، وأوضح في تصريحات متلفزة أنه «قرأ العديد من الأعمال ووجد أن الملك لير هي أقرب المسرحيات الشكسبيرية للروح الشرقية».