يُراهن صناع السينما المصرية على طول فترة موسم الصيف، الذي يمتد من منتصف يونيو (حزيران) الحالي حتى نهاية سبتمبر (أيلول)، لطرح مجموعة من أحدث الأعمال السينمائية بشكل متتابع، بعدما اكتفوا بطرح فيلمين فقط خلال موسم عيد الأضحى الحالي، هما «المشروع x» لكريم عبد العزيز وياسمين صبري، و«ريستارت» لتامر حسني، في حين استمر فيلم «سيكو سيكو» لعصام عمر وطه دسوقي في دور العرض، منذ عيد الفطر الماضي.
ومن بين الأفلام التي أعلن عن عرضها الشهر المقبل بدور السينما فيلم «أحمد وأحمد»، الذي يجمع بين أحمد السقا وأحمد فهمي في أول تعاون بينهما، وتدور أحداثه في إطار من الأكشن والكوميديا. وهو من تأليف أحمد درويش ومحمد عبد الله سامي، وإخراج أحمد نادر جلال، وتُشارك في بطولته جيهان الشماشرجي، وحاتم صلاح، ومحمد لطفي، وتحل الفنانة غادة عبد الرازق ضيف شرف.
وتعود دنيا سمير غانم للسينما بعد غياب 3 أعوام بفيلم «روكي الغلابة»، الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي، ويشاركها البطولة الفنانان محمد ممدوح ومحمد ثروت وسلوى عثمان ومحمد رضوان، وإخراج أحمد الجندي، وهو الفيلم الذي تحدد موعد طرحه الشهر المقبل.
وبعد غياب 7 سنوات، تعود ياسمين عبد العزيز إلى السينما، من خلال فيلم «زوجة رجل مش مهم»، الذي حُدد موعد عرضه مبدئياً في أغسطس (آب) المقبل، وينتمي إلى فئة الأعمال الكوميدية، ويشاركها في بطولته أكرم حسني، وهو من تأليف شريف الليثي، وإخراج معتز التوني.
ومن المقرر عرض فيلم «الجواهرجي»، الذي يقوم ببطولته محمد هنيدي مع منى زكي، ليعاود الثنائي الظهور مجدداً عقب تعاونهما السابق في فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية»، قبل نحو 27 عاماً، وينتمي الفيلم الجديد لفئة الأعمال الكوميدية الاجتماعية.
ويخوض محمد الشرنوبي تجربته الأولى بالبطولة السينمائية، من خلال فيلم «الساعة 7»، الذي تشاركه في بطولته نور إيهاب وندى موسى إلى جانب محمود حافظ وأحمد الرافعي، وهو الفيلم الذي يشهد ظهور عدد من الفنانين ضيوف شرف، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي.
ويعد فيلم «في عز الضهر» للفنان مينا مسعود، والمقرر عرضه منتصف الشهر الحالي من الأفلام المنتظرة لبطل الفيلم العالمي الشهير «علاء الدين»، والعمل يخرجه مرقس عادل، ويطرح قضية الهوية المصرية من خلال بطله حمزة (مينا مسعود)، الذي يُجسد شخصية «وسيط» في عصابات المافيا.
ويوجد عمرو يوسف من خلال فيلم «درويش»، الذي يشاركه في بطولته كل من دينا الشربيني، وتارا عماد، ومحمد شاهين، ومصطفى غريب، وخالد كمال، وأحمد دوجلاس، ويحل الفنان هشام ماجد ضيف شرف، والفيلم من تأليف وسام صبري وإخراج خالد الحلفاوي، وتدور أحداثه في أربعينات القرن الماضي.
يقول عمرو يوسف لـ«الشرق الأوسط» إن فيلمه سيطرح الشهر المقبل بسبب عدم الانتهاء من التفاصيل الفنية الخاصة بالعمل، مؤكداً أن «الفيلم لو كان جاهزاً للعرض في موسم العيد لتم عرضه، ولكن هناك بعض التقنيات الخاصة بالجرافيكس لم يتم الانتهاء منها، فضلاً عن ترتيب الأمر مع الشركة المنتجة».
وأرجع الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق تفضيل صناع السينما موسم الصيف لطرح أفلامهم إلى الزيادة الكبيرة في الإقبال الجماهيري خلال هذه الفترة، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «يتزامن موسم الصيف مع الإجازات الدراسية والجامعية، ما يتيح للمشاهدين وقتاً أطول للترفيه»، مؤكداً أن «هذه الظروف تُشكل بيئة مثالية لتحقيق أرباح عالية في شباك التذاكر».
وأشار إلى أن كثرة العطلات الرسمية الممتدة في الصيف يمنح الأفلام فرصة لزيادة عدد العروض اليومية، ما يُسهم في رفع حجم الإيرادات، موضحاً أن هذه العوامل تشجع شركات الإنتاج على ضخ ميزانيات أكبر في أعمالها الصيفية، سعياً لتحقيق النجاح التجاري والاستفادة القصوى من الموسم.
من جانبه، عدّ الناقد الفني المصري، خالد محمود، أن موسم الصيف هو الأكثر ربحية مرجعاً السبب في ذلك إلى كونه يأتي بعد فترة الامتحانات مباشرة، وهي فترة يرتفع فيها الطلب على الترفيه، خاصة من جانب الطلاب والعائلات.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «المنافسة التي تشهدها دور العرض خلال الموسم قد تكون شديدة، لكنها تسهم أيضاً في رفع جودة الأفلام وزيادة التنوع، كما تُساعد على استحواذ الأعمال القوية على جزء كبير من الإيرادات، وهو ما يجعل الرهان على الصيف مضموناً لدى صناع السينما».
ويرى محمود أن «من أهم مميزات موسم الصيف بقاء الأفلام في دور العرض لفترات أطول، مقارنة بالمواسم الأخرى؛ ما يمنحها فرصة أكبر للانتشار والنجاح، خصوصاً إذا حققت حضوراً جماهيرياً جيداً منذ البداية».