هبة مجدي: ابتعدت عن السينما بسبب اختيارات المنتجين

الفنانة المصرية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس «حرب الجبالي»

مجدي تألقت في موسم دراما رمضان الماضي (حسابها على «إنستغرام»)
مجدي تألقت في موسم دراما رمضان الماضي (حسابها على «إنستغرام»)
TT

هبة مجدي: ابتعدت عن السينما بسبب اختيارات المنتجين

مجدي تألقت في موسم دراما رمضان الماضي (حسابها على «إنستغرام»)
مجدي تألقت في موسم دراما رمضان الماضي (حسابها على «إنستغرام»)

لم تتوقع الفنانة هبة مجدي تفاعل الجمهور مع شخصيتها في مسلسل «حرب الجبالي» الذي يعرض على إحدى المنصات الرقمية، وأعربت عن سعادتها بعودتها للسينما مجدداً عبر فيلم «استنساخ» مع الفنان سامح حسين، الذي تجسد فيه شخصيتين مختلفتين.

وأكّدت هبة، في حوار لها مع «الشرق الأوسط»، أنها عانت نفسياً وعصبياً بسبب دورها في مسلسل «منتهي الصلاحية»، الذي عُرض في رمضان الماضي. في البداية، عدّت الفنانة المصرية أن شخصية «ثريا» التي قدّمتها في «حرب الجبالي» قد كسرت النمط التقليدي للبنت الشعبية الذي تعودنا عليه في عدد كبير من الأعمال الدرامية، وهو النمط الذي يتميز بالصوت العالي والمفردات اللغوية الغريبة، لكن «ثريا» كانت شخصية هادئة وملتزمة، وتعكس واقع كثير من الفتيات اللواتي يواجهن قسوة الحياة، حيث تعمل في مجال الحياكة مع والدتها لتوفير متطلبات المعيشة في ظل مرض والدها.

التصوير في لبنان

وأضافت أنها تحمست للمسلسل الذي يضم مجموعة من الممثلين الكبار رغم ظروف التصوير الصعبة حيث إن العمل تم تصويره بالكامل في لبنان، ولم تكن ظروفها الشخصية تسمح لها بالحضور طوال الوقت، فكانت تحصل على إجازة أسبوعية لرؤية أولادها.

ورغم أن هبة لا يوجد لديها تفسير عن سبب تأجيل عرض المسلسل لمدة 3 سنوات بعد الانتهاء من تصويره، فإنها أبدت ارتياحاً شديداً لتوقيت عرضه بعد موجة الهجوم الشديدة على المسلسلات الشعبية الرمضانية، التي عدّها البعض غير معبّرة عن الواقع المصري بدقة، مؤكدة أن «حرب الجبالي» عمل شديد الرُقي، يعكس أصالة الحارة المصرية، ويحمل كثيراً من المشاهد الإنسانية المؤثرة التي عبّرت عنها ببراعة الكاتبة سماح الحريري. وفق تعبيرها.

هبة مجدي أعربت عن أسفها لعدم مشاركاتها سينمائيّاً بشكل كبير (حسابها على «إنستغرام»)

وعن تجربة الاشتراك في مسلسل مكون من 45 حلقة، قالت إنها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها في عمل مكون من هذا العدد من الحلقات، فقد سبق لها الاشتراك في مسلسل «عائلة الحاج نعمان» مع الفنان تيم الحسن، وهو مكون من 70 حلقة مقسمة على جزأين، تأليف مجدي صابر، وإخراج أحمد شفيق.

وعن أحدث أعمالها السينمائية «استنساخ» الذي تعود به للشاشة الكبيرة بعد غياب 8 سنوات، قالت إنها تحمست لهذه التجربة التي تقدم فكرة غير مسبوقة في السينما المصرية، وهي فكرة «الذكاء الاصطناعي» من خلال النظارات التي تجعلنا نعيش في عوالم أخرى مع أشخاص آخرين، وتوضيح مدى خطورة هذا الذكاء على حياتنا وأخلاقنا. مبدية أسفها لعدم تقديمها رصيداً كبيراً من الأفلام السينمائية، ومؤكدة أن «ذلك يقع على مسؤولية المنتجين الذين لا يعرضون عليها أعمالاً سينمائية جيدة، وأنها لن توافق على أي عمل لمجرد الحضور فقط».

«منتهي الصلاحية»

وتحدثت هبة عن شخصية المذيعة التليفزيونية «رانيا» في مسلسل «منتهي الصلاحية» الذي عرض في رمضان الماضي، وقالت: «كانت شخصية صعبة جداً، خصوصاً أنها تعاني من مرض (فيبروميالجيا) أو الألم العضلي الليفي الذي يجعل كل أعضاء الجسم والمفاصل في حالة أشبه بالشلل الجزئي الذي تصعب معه الحركة»، ما جعلها تواجه تحديات كثيرة لتجسد الشخصية بالشكل المطلوب. وقالت إنها كانت تشعر بالألم فعلاً في قدميها من شدة التأثر بالشخصية حتى بعد انتهاء التصوير. وأضافت أنها كانت سعيدة ببطولة هذا العمل مع الفنان محمد فراج، الذي تراه واحداً من أبرز وأهم ممثلي الدراما لشدة إحساسه وصدقه في التعامل مع شخصياته الفنية.

هبة مع زوجها المطرب محمد محسن (حسابها على «إنستغرام»)

وأعربت هبة عن سعادتها الشديدة بالتكريم الذي حصلت علية مؤخراً من السيدة انتصار السيسي عن دورها في مسلسل «عيشها بفرحة»، والذي عرض منذ أكثر من عام، وقالت إن شخصية «يسر» التي قدّمتها في المسلسل كانت من الشخصيات الصعبة التي مرّت بها خلال مشوارها الفني بعد تجسيدها دور فتاة تعرضت لحادث أليم جعلها أسيرة الجلوس على كرسي متحرك.

وأضافت: «أسعدتني أيضاً الإشادة البرلمانية التي حصل عليها العمل باعتباره رسالة فنية للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة»، مشيرة إلى أن «شخصية (فاطمة)، التي جسّدتها في الحلقة التاسعة والأخيرة من مسلسل (ساعته وتاريخه)، والتي تحاول مساعدة فتاة بعد الاعتداء عليها لاكتشاف حقيقة المعتدى عليها ومعاقبته على جريمته، حظيت بإشادات كثيرة من الجمهور».

وتوقفت هبة عند شخصية «رحاب» التي تقدمها في مسلسل «المداح» منذ 4 سنوات، مؤكدة أنه أطول دور في حياتها، وأن لها ذكريات جيدة مع العمل ومع كل أبطاله ومخرجه أحمد سمير فرج، وتمنت أن يكون هناك جزء سادس من العمل، خصوصاً أن نهاية الجزء الخامس تتيح ذلك.

وتؤكد مجدي، التي صدر لها أغانٍ عدة، أن «طريق الغناء بات صعباً جداً في الوقت الحالي، لأن المطرب تقع عليه أعباء كثيرة، ابتداء من البحث عن كلمات جيدة، ثم العثور على لحن جيد، وبعد ذلك طريقة الإنتاج المثلى لظهور العمل بشكل محترم، بينما الممثل لا يركز إلا في دوره فقط، وبقية التفاصيل الأخرى يقوم بها أناس آخرون». وتلفت: «لم يعد لدينا فن صناعة المطرب، كما كان يحدث في الماضي، وكل ما نسمعه حالياً تجارب غير مكتملة، بعضها بعيد عن الفن».


مقالات ذات صلة

وفاة الفنانة المصرية شروق عن عمر ناهز 73 عاماً

يوميات الشرق شروق وزيزي مصطفى في لقطة من مسلسل «راجل وست ستات» (يوتيوب)

وفاة الفنانة المصرية شروق عن عمر ناهز 73 عاماً

غيّب الموت الفنانة المصرية شروق عن عمر ناهز الـ73عاماً، وتم تشييع جثمانها من مسجد «السيدة نفيسة»، بالقاهرة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق كريم محمود عبد العزيز في شخصية «الأمير شمس الدين» بالمسلسل (الشركة المنتجة)

نهاية «مملكة الحرير» تفتح الباب لاستعادة وهج الدراما الخيالية بمصر

دارت أحداث مسلسل «مملكة الحرير» في إطار من الخيال والفانتازيا، وفي زمان ومكان غير محدَّدَيْن، مُنطلقة من حادث اغتيال الملك «نور الدين الثاني» وزوجته.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري الراحل سامح عبد العزيز (حسابه على فيسبوك)

وفاة المخرج سامح عبد العزيز تفجع الوسط الفني المصري

فُجع الوسط الفني في مصر، صباح الخميس، بخبر وفاة المخرج سامح عبد العزيز (49 عاماً)، إثر تعرضه لأزمة صحية.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق نبيلة عبيد وخالد الراجح في المؤتمر الصحافي لمسلسل «جذوة» (الشرق الأوسط)

نبيلة عبيد لـ«الشرق الأوسط»: أطمح في تحويل شقتي إلى متحف

أكدت الفنانة المصرية نبيلة عبيد أنها تطمح في تحويل شقتها القديمة إلى «متحف» للحفاظ على مقتنياتها.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق إلهام شاهين ويسرا ولميس الحديدي ودرة خلال الحفل (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

زفاف حفيد عادل إمام يُثير شجناً وتساؤلات بشأن حالته الصحية

غاب الفنان المصري عادل إمام عن حفل زفاف حفيده، ما أثار تساؤلات جديدة بشأن حالته الصحية.

أحمد عدلي (القاهرة)

الموسم الثاني من «بودكاست فاصلة» يوسّع دائرة اهتماماته عربياً

الناقد الفني السعودي أحمد العياد (الشرق الأوسط)
الناقد الفني السعودي أحمد العياد (الشرق الأوسط)
TT

الموسم الثاني من «بودكاست فاصلة» يوسّع دائرة اهتماماته عربياً

الناقد الفني السعودي أحمد العياد (الشرق الأوسط)
الناقد الفني السعودي أحمد العياد (الشرق الأوسط)

أكّد الناقد السينمائي السعودي ومقدم برنامج «بودكاست فاصلة»، أحمد العياد، أن تحضيرات الموسم الثاني من برنامجه قد بدأت فعلياً، بعد التفاعل الإيجابي الذي حققه الموسم الأول الذي يُعرض راهناً، والذي خُصِّص بالكامل للمخرجين السعوديين من جميع الأجيال. مشيراً إلى أن «الموسم الأول كان بمنزلة حجر الأساس الذي بنى عليه الفريق رؤيته للتوسع عربياً».

وقال العياد لـ«الشرق الأوسط»، خلال وجوده في القاهرة للتحضير للموسم الجديد، إن الحلقات التي ستُصوّر خلال الفترة المقبلة ستتضمن استضافة مجموعة من المخرجين المصريين والعرب، في خطوة وصفها بـ«المنطقية» بعد توثيق الأصوات السينمائية المحلية، موضحاً أن استضافة مخرجين عرب لم يكن بدافع التنويع فقط، بل لأن السينما العربية بأكملها تمثِّل جسداً واحداً ينهض من خلال أرشفة الذاكرة الجمعية لصُنّاعها.

المخرج محمود الصباغ حل ضيفاً على إحدى حلقات البرنامج (الشرق الأوسط)

وتواصل قناة «الثقافية» عرض الموسم الأول من «بودكاست فاصلة»، الذي انطلق نهاية أبريل (نيسان) الماضي، ويُعرض عبر منصة «شاهد» ومنصات موقع «فاصلة» المتخصص في شؤون السينما.

وأكد العياد أن تجربة الموسم الأول كشفت أهمية الاستماع إلى تفاصيل البدايات واللحظات المفصلية في حياة المخرجين، لافتاً إلى أنه لمس تعطّشاً واضحاً لدى الجمهور العربي لمعرفة كيف يفكر المخرج، وكيف يقرّر، وكيف يُخفق، وكيف ينهض من جديد.

ورأى أن «بودكاست فاصلة» ليس برنامجاً ترفيهياً أو استعراضاً سطحياً لتجربة المخرج السينمائية، بل وثيقة مصوّرة تُساهم في بناء أرشيف سينمائي عربي حيّ، يعكس التجارب الفردية ويمنحها مكانها المستحق في السرد الفني.

وأوضح العياد أن البرنامج يستند إلى مقاربة حوارية صادقة وعميقة، تحترم الضيف وتمنحه المساحة الكاملة لعرض رؤيته وتجربته، دون أي مقاطعة أو محاولة لتوجيه الحديث. وقال: «أحرص جداً على ألا أقطع سيل أفكار الضيف، إلا في حال الحاجة لتوضيح نقطة تقنية أو تاريخية. هذا البرنامج قائم على إنصات حقيقي، وأعتقد أن سرَّ قوته هو أنه لا يتدخل في طبيعة السرد، بل يفتح له المجال ليظهر كما هو».

وأضاف أن هذه الطريقة في التقديم لم تكن قراراً عابراً، بل رؤية نضجت عبر سنوات من العمل الصحافي والنقدي، أدرك خلالها أن أهم ما يحتاجه الفنان أثناء الحديث عن تجربته هو مساحة حرة وآمنة للتعبير، دون تحوير أو استعراض. مضيفاً: «أحياناً، مجرد الصمت أمام حديث صادق لمخرج عن فشله الأول، أهم من أي سؤال. وهذا ما يجعل الحلقات تحمل طابعاً إنسانياً وأرشيفياً في آنٍ واحد».

وفي حديثه عن أهمية الموسم الجديد، شدّد العياد على أن انتقال البرنامج إلى استضافة مخرجين من مصر وبلدان عربية أخرى هو استكمال للمهمة التي بدأها، وليس خروجاً عنها. وأضاف: «ما نقوم به الآن ليس تغييراً في الوجهة، بل اتساعاً في الرؤية».

المخرجة هناء العمير خلال حوارها في «بودكاست فاصلة» (الشرق الأوسط)

وأشار إلى وجود مناقشات واختيارات دقيقة جداً للأسماء التي ستُستضاف في الموسم الثاني، حرصاً على تنوع الرؤية والخلفية واللغة السينمائية. والهدف في رأيه، هو بناء فسيفساء تمثل تنوع التجربة العربية بكل ألوانها، وليس مجرد الاكتفاء بالأسماء المعروفة فقط، بل أيضاً بالمخرجين الذين صنعوا تأثيرهم بهدوء، عبر أفلام قصيرة أو تجارب مستقلة مهمة.

وأكّد العياد أن الحلقات الجديدة ستُحافظ على النهج التوثيقي نفسه، مع تطوير بصري وتقني يسمح بتقديم تجربة مشاهدة أكثر عمقاً وجودة. مشيراً إلى أن «بودكاست فاصلة» لم يكن مجرد لقاء حواري، بل مشروعاً سينمائياً متكاملاً في صيغة حوار.

وتابع قائلاً: «نحن لا نقدم مذيعاً وضيفاً، بل نقدم مشروعاً بصرياً، وتشكيلياً، وسردياً، وكل لقطة، وكل زاوية تصوير، وكل دقيقة مونتاج، مدروسة لتحمل القيمة نفسها التي نمنحها للسينما».

وعن ردود الفعل بعد عرض الموسم الأول، كشف العيّاد عن تلقيه رسائل من مخرجين شباب وجدوا في الحلقات مصدر إلهام ودافعاً للاستمرار، إلى جانب تفاعل أكاديمي لافت من طلاب السينما في جامعات عربية.

وأشار إلى أن بعض الحلقات حُلّلت داخل فصول دراسية، بوصفها مادة بصرية لفهم تشكّل المخرج وفلسفته. واستطرد قائلاً: «لم أكن أتوقع أن يتحوَّل البرنامج إلى مادة بحثية، لكنني سعيد بذلك».