قدَّمت الفنانة المصرية آية سماحة اعتذارها عمّا صدر منها تجاه الفنانة المعتزلة مشيرة إسماعيل، على خلفية إغلاق «عيادة بيطرية»، بالدور الأرضي بالعقار الذي تسكنه الفنانة المعتزلة، عقب شكواها من هذا الأمر، وجاء منشور سماحة الذي تضمّن الاعتذار بعد تلويح نقابة المهن التمثيلية المصرية، بإلغاء تصريح العمل الخاص بها، وفق بيان، نشرته وسائل إعلام محلية، أعلن فيه نقيب الممثلين، أشرف زكي، أنه سيتم النظر في الأمر خلال اجتماع مجلس النقابة، وأنه لن يُسمَح بتجاوز زميل ضد آخر، خصوصاً ضد نجوم الفن.
وكتبت آية سماحة التي تصدّرت «التريند»، بموقع «غوغل» في مصر، الثلاثاء، على حسابها الرسمي بموقع «فيسبوك»: «أعتذر للفنانة الكبيرة مشيرة إسماعيل وعائلتها»، واصفة هجومها بأنه «كان مندفعاً ومتهوراً، وغير مناسب»، وفق ما كتبت.
وأضافت الفنانة الشابة: «أحترم وأقدر الفنانة مشيرة إسماعيل وتاريخها الكبير، ولم أقصد الإساءة لشخصها»، مبرِّرة ما كتبته بمنشور سابق، قامت بحذفه بعد تعرُّضها لانتقادات (سوشيالية)، بأنها كانت متوترة من المشكلة نفسها وتأثرت بها، وأن غضبها كان ناتجاً عن حبس بعض الحيوانات المريضة التي تتلقى العلاج داخل العيادة، مؤكدة أن «غضبها وتوترها ليسا مُبرِّرَين أيضاً لما بدر منها».
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، أكدت مشيرة إسماعيل عدم قبولها اعتذار آية سماحة، وعدم تنازلها عن حقها.
وتعليقاً عمّا فعلته آية سماحة، أكد الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق، أنها «أخطأت في حق نفسها قبل خطئها في حق فنانة كبيرة مثل مشيرة إسماعيل».
وأضاف عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانت آية سماحة غير قادرة على ضبط النفس، وما تكتبه على (السوشيال ميديا)، فيجب أن تبتعد عنها تماماً، وتترك حساباتها لإحدى الشركات لتديرها، خصوصاً أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع في أزمة بسبب تعليقاتها»، وفق قوله.
ولفت عبد الخالق إلى أن «الخطأ هذه المرة في فنانة كبيرة ذات تاريخ طويل، تعمل بالفن قبل ميلاد آية، لكن للأسف لم تكن هناك مراعاة لا لسن، أو فرق خبرة، أو زمالة مهنة واحدة، وفي رأيي يجب أن تتخذ نقابة الممثلين موقفاً حاسماً معها حتى تتعلم، فحذف منشوراتها التي أهانت فيها الفنانة الكبيرة ليس كافياً، ولا يصح أن يكون هو الحل كل مرة».
وأشار عبد الخالق إلى أن «أزمة إهانة المراسلين الصحافيين من قبل سماحة لا تزال في الأذهان، فبعد تطاولها مسحت المنشور واعتذرت»، وفق قوله.
وكتبت آية منشورها الأول، الذي عدّه البعض مهيناً وساخراً من مشيرة إسماعيل، على خلفية أزمة إغلاق «عيادة بيطرية»، حيث كتبت عبر حسابها بموقع «فيسبوك»: «مَن هي مشيرة إسماعيل كي تقوم بالإبلاغ عن عيادة بيطرية، وتتسبب في تشميعها بالحيوانات التي بداخلها؟».
وأضافت: «العيادة بداخلها حيوانات ستموت، ولكن لا يهم، فالمهم مشيرة لا تحزن»، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية قبل حذفها المنشور.
وبدأت آية سماحة العمل بالفن قبل سنوات، وشاركت في أعمال فنية من بينها مسلسلات، «الزوجة 18»، و«رانيا وسكينة»، و«راجعين يا هوى»، و«كامل العدد»، و«الصفارة»، بجانب مشاركتها في فيلم «6 أيام».
من جانبها، قالت الناقدة الفنية الدكتورة آمال عثمان، إن «بعض الفنانين الجدد لا يعرفون قواعد الحديث عن زملائهم، خصوصاً كبار النجوم، والرموز الفنية». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة التطاول أو السخرية من زميل مهنة، أمر مرفوض، وهجوم هدفه (التريند)»، لافتة إلى أن الفنان لا بد أن يتحلى بالهدوء، والابتعاد عن الإساءة والصدام غير المبرر.
وأشادت آمال عثمان بـ«تحرك النقابة السريع تجاه آية سماحة»، وعدّته درساً لها ولغيرها، حسب تعبيرها، موضحة أن «اعتذارها لم يكن ليحدث إلا بعد التلويح بإلغاء تصريحها» وفق قول الناقدة الفنية، التي طالبت النقابة بـ«اتخاذ إجراءات صارمة تجاه أي متطاول؛ لحماية الرموز من الطوب الذي يلقى على تاريخهم».
وبدأت الفنانة المعتزلة مشيرة إسماعيل العمل في الفن بالفرقة القومية للفنون الشعبية، وشاركت في كثير من الأعمال الفنية منذ طفولتها في ستينات القرن الماضي، من بينها أفلام «البوسطجي»، و«المدمن»، و«إحنا بتوع الأتوبيس»، و«زمن حاتم زهران»، ومن أعمالها الدرامية «الفرسان»، و«9 جامعة الدول»، و«الكبير قوي»، و«الخانكة»، وفق موقع «السينما دوت كوم»، كما شاركت في فوازير «عمو فؤاد»، ومسرحيات عدة من بينها «الواد سيد الشغال»، و«مصيدة المجانين».