أطلقت صحيفة «عرب نيوز» الاثنين سلسلة «بودكاست» جديدة تُسلِّط الضوء على اللحظات المحوريّة التي غيَّرت مسار الشرق الأوسط خلال العقود الخمسة الماضية. وقد أُنتجت هذه السلسلة بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي من «غوغل نوتبوك إل إم» (NotebookLM)، وتضمُّ مقدِّمين افتراضيِّين وأصواتاً مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي.
وفي كلمته خلال مشاركته في «منتدى الإعلام العربي» في دبي، قال رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز»، فيصل ج. عباس: «هذه خطوة أولى نحو مستقبل واعد جدّاً، حيث سيساعدنا الذكاء الاصطناعي على سرد قصة المنطقة لجمهور أوسع».
وأشار أنطوني نقاش، المدير التنفيذي لشركة «غوغل» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أن «هذا المشروع أظهر كيف يُمكن للتقنيات الناشئة أن تدعم جهود سرد القصص، والبحث، والتَّمعُن في التاريخ ضمن إطار الصحافة الحديثة. فمن خلال تمكين الصحافيين من استخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكننا معاً بناء مستقبل ديناميكي وناجح للصحافة في المنطقة».

وتحتفل صحيفة «عرب نيوز» بالذكرى الـ50 لانطلاق عددها الأول، من خلال العودة إلى أبرز اللحظات والأحداث التي شكَّلت ملامح المنطقة. وتُركِّز كل حلقة من حلقات السلسلة على عقدٍ من تاريخ الشرق الأوسط، بدءاً من عام 1975 حتى اليوم.
وبهذه المناسبة، نظَّمت الصحيفة حفل استقبال خاصاً، وجلسة حوارية بالتعاون مع شركة «غوغل»، وذلك في اليوم الافتتاحي لمنتدى الإعلام العربي. وناقشت الجلسة مستقبل المشهد الإعلامي في المنطقة، وتأتي ضمن سلسلة مبادرات أطلقتها الصحيفة احتفالاً بمرور 50 عاماً على تأسيسها.
نُظِّمت المناسبة في «مؤسسة دبي للمستقبل» تحت شعار: «إعادة تصوُّر مستقبل الإعلام». وقد رحَّبت منى المري، نائب الرئيس والعضو المنتدب لـ«مجلس دبي للإعلام» ورئيسة «نادي دبي للصحافة»، بالحضور في كلمتها الافتتاحية، مهنِّئة صحيفة «عرب نيوز» بهذه الذكرى، ومشيدةً بدورها المحوري في المشهد الإعلامي الإقليمي، ومساهمتها الفعَّالة في قمة الإعلام العربي منذ انطلاقتها قبل 23 عاماً، «سواء من خلال المشاركة أو المساهمة أو عبر تنظيم فعاليات مثل هذه».
بدوره، تحدّث خلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، عن مستقبل قطاع الإعلام، وقال في كلمته التي ألقاها في قاعة المؤسسة بأبراج الإمارات: «فلنتَّفق على أن الطريقة التي ننتج بها المحتوى الإعلامي ونستهلكه تتغيَّر بشكل كبير. انظروا إلى متوسّط فترة الانتباه، فهي لا تتجاوز 8 ثوانٍ».
وأكد بالهول أن هذا التحوُّل يستوجب إعادة النظر في نماذج الأعمال في القطاع الإعلامي، قائلاً: «إن وسائل الإعلام الجديدة تعني أدواراً جديدة»، متوقّعاً ظهور مذيعي أخبار من صنع الذكاء الاصطناعي، وترخيص الحكومات لصُنَّاع المحتوى، واعتماد منصَّات البث الكبرى على الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى. كما أشار إلى ظهور ما يُعرف بمصطلح «الإعلام البطيء» بوصفه قوة ثقافية موازنة للمحتوى السريع وغير الخاضع للرقابة.
وأضاف بالهول أن القوة التخريبية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التضليل وفقدان ثقة الجمهور، تجعل من «اللمسة الإنسانية» ضرورة قصوى، موضحاً: «قد يكون الذكاء الاصطناعي بطل الفصل المقبل في قطاع الإعلام، إلا أن النقد الذاتي، والقدرة على التكيُّف، والمسؤولية التحريرية، هي ما سيُحدِّد نجاحه».
تُنظَّم الدورة الـ24 من منتدى الإعلام العربي على مدى 3 أيام في دبي، ويجمع المنتدى مسؤولين حكوميين كباراً، ومديرين تنفيذيين في قطاع الإعلام، وقادة فكر، ومؤثّرين في مجال صناعة المحتوى من داخل المنطقة العربية وخارجها. وقد أصبح المنتدى اليوم جزءاً من فعالية أوسع تُعرف باسم «قمة الإعلام العربي»، التي تتضمن كثيراً من المنتديات وحفلات توزيع الجوائز.






