قال الفنان المصري، فتحي عبد الوهاب، إنه بذل مجهوداً كبيراً لإتقان «اللهجة الفلاحي» لتأدية دوره في مسلسل «ظلم المصطبة» الذي خاض سباق الدراما الرمضانية في الموسم الماضي، مشيراً إلى أهمية اللهجة والأداء التي تضمن اندماج الفنان داخل بيئة العمل، ووصف ما تردد عن إنتاج جزء ثانٍ من فيلم «سهر الليالي» بأنه يمكن أن يفقده نضارته.
وتحدث عبد الوهاب عن ملابسات العمل الدرامي الأحدث الذي شارك فيه، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن اختياره لأي دور يعتمد على إحساسه به أثناء القراءة، ومدى ابتعاده عن «منطقة الراحة» المعتادة، لافتاً إلى أن الأدوار التي تتحدّى الممثل وتضعه أمام مشاعر جديدة أو مجتمعات مختلفة هي ما يبحث عنه في كل عمل يختاره.
وشارك فتحي عبد الوهاب في بطولة مسلسل «ظلم المصطبة» مع ريهام عبد الغفور وإياد نصار في شهر رمضان الماضي، وهو العمل الذي حصد إشادات نقدية وجماهيرية رغم بعض العقبات التي صادفت خروجه للنور، ومن بينها انسحاب مخرجه هاني خليفة وتناوب عدة مؤلفين على كتابة السيناريو والحوار للقصة التي كتبها أحمد فوزي صالح.
وقال عبد الوهاب إن اعتذار المخرج هاني خليفة عن استكمال المسلسل ترك أثراً كبيراً عليه كممثل، لدوره المحوري في تأسيس عالم الشخصية، وقال إنه «وضع الخطوط الأولى للأداء وساهم في بناء تفاصيل الشخصية التي تمسك بها حتى بعد تغيّر الإدارة الإخراجية».
وأوضح أن «المخرجين عمرو موسى ومحمد علي استكملا التصوير بكفاءة، لكن البنية الأساسية للشخصية كانت قد تشكّلت بالفعل، وهذا التأسيس ساعدني في الحفاظ على الاتساق في الأداء، رغم تغير الرؤى الإخراجية بين الحلقات».
وتحدث عن تفاصيل تصميم الشخصية، مؤكداً أن «الشكل الخارجي كالشعر والملابس من مسؤولية مصممة الأزياء مروة عبد السميع»، مشيداً بدورها في تقديم صورة دقيقة للبيئة التي تنتمي إليها الشخصية، لكون تفاصيل الشكل جزءاً لا يتجزأ من بناء المصداقية لدى المشاهد.
وأوضح أن اللهجة المستخدمة كانت تحتاج إلى حساسية شديدة في التنغيم؛ لأن طبيعة الجمل في المجتمع الذي ينتمي إليه الدور مختلفة، مشيراً إلى أن هاني خليفة التقط هذا العنصر في مرحلة مبكرة وأصر على الالتزام به، وهو ما انعكس في أداء الشخصية وعمّق حضورها على الشاشة.
وعما تردد حول تقديم جزء ثانٍ من فيلم «سهر الليالي» الذي شارك في بطولته وحقق نجاحاً لافتاً وقت عرضه عام 2003، قال إنه لا يشعر بحماس تجاه تقديم جزء ثانٍ من الفيلم، معتبراً أن العمل انتهى بنجاحه، وأن أي محاولة لاستكماله قد تُفقده نضارته.
وأضاف عبد الوهاب: «بعض القصص يجب أن تكتفي بما تركته من أثر جيد دون البحث عن تكرار»، مؤكداً أن الأمر ذاته ينطبق على تجربته في «فيلم ثقافي» الذي أنتج عام 2000 وتقاسم بطولته مع أحمد عيد وأحمد رزق وحقق نجاحاً لافتاً، فرغم الحماس الكبير الذي أبداه الجمهور حين انتشرت صورة له مع زملائه من الفيلم، فإن تفاعل الجمهور مع عمل لا يعني بالضرورة أن جزءاً ثانياً سيكون في صالحه؛ لأن بعض الذكريات يجب أن تظل كما هي.
وقال إنه انتهى مؤخراً من تصوير فيلم «نفاق» من تأليف حلمي عبد الله وإخراج رؤوف عبد العزيز، وينتظر عرضه قريباً، بالإضافة إلى استعداده لتصوير فيلم جديد من تأليف أحمد عماد وإخراج منة شعيب، موضحاً أنه متحمس للعمل مع مخرجة جديدة تخوض تجربتها الأولى.
وبالنسبة لمدى تأثير ردود الفعل على مواقع التواصل عليه، قال: «وقتي ينحصر غالباً بين مواقع التصوير أو التحضير لأعمال جديدة، وأثق أكثر برأي الجمهور في الشارع؛ لأن تفاعل الناس وجهاً لوجه يحمل صدقاً يصعب تجاهله أو الشك في دافعه».
وقال إن كل دور يقدّمه يفتح له أفقاً جديداً لاكتشاف مناطق إنسانية مختلفة، كما يمثل تحدياً جديداً له، مؤكداً أن شخصيته في «ظلم المصطبة» تختلف كلياً عن الأدوار السابقة، حتى وإن تكررت بعض الثيمات، لافتاً إلى أن المقارنة بين الشخصيات لا تعنيه بقدر ما يهمه التنوع والتجديد.
واعتبر عبد الوهاب أن ضيق الوقت يؤثر بلا شك على الأعمال الدرامية التي تعرض في رمضان، موضحاً أن فريق العمل واصل تصوير العمل حتى الأيام الأخيرة في رمضان، مع استمرارهم في التنقل بين أكثر من موقع للتصوير، وقال إن هذا لم يكن مقتصراً على مسلسل «ظلم المصطبة»، بل هو أمر ملازم لأي عمل رمضاني، ومن ثم يتم التصوير في مواقع محدودة نسبياً، ويكون الاعتماد الأكبر على مواقع تصوير داخلية في ديكورات معدة مسبقاً.