كشف تقرير دولي عن وجود 12 تهديداً جديداً يتعرض لها النحل وأنواع الملقحات الأخرى حول العالم، مما يهدد استمرارية هذه الكائنات الحيوية ودورها الأساسي في النظام البيئي وفي تأمين الغذاء للبشر.
وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة ريدينغ البريطانية، أن التقرير يأتي تزامناً مع اليوم العالمي للنحل الذي يوافق 20 مايو (أيار)، حيث سلّط الضوء على مخاطر جديدة تزيد من التحديات التي تواجه هذه الكائنات المهمة، ونُشرت نتائجه، الثلاثاء، عبر موقع الجامعة.
وأكد التقرير، الذي أعدته حملة «Bee:Wild» العالمية لحماية الملقحات، وشارك فيه عشرة من أبرز الخبراء الدوليين، أن من أبرز التهديدات الناشئة مناطق الحروب التي تؤثر على تنوع المحاصيل الغذائية المتاحة للملقحات، مثل الحرب في أوكرانيا التي تسببت في تقليل أنواع المحاصيل المزروعة، مما يحرم النحل من مصادر غذاء متنوعة على مدار الموسم.
كما رُصد تلوث خلايا النحل بجزيئات الميكروبلاستيك بأوروبا، حيث أظهرت التحاليل وجود مواد بلاستيكية صناعية في معظم الخلايا التي تم فحصها.
وأشار التقرير إلى أن التلوث الضوئي الصناعي ليلاً يؤثر سلباً على نشاط الملقحات الليلية، مثل العث، حيث يقلل من زياراتها للأزهار بنسبة تصل إلى 62 في المائة، مما يضعف عمليات التلقيح الحيوية. كما يؤثر التلوث بالمضادات الحيوية على صحة النحل وسلوكه في البحث عن الطعام، إلى جانب تأثير تلوث الهواء ومزيج المبيدات الحشرية السامة التي تضعف مناعة الملقحات.
وشملت التهديدات أيضاً تزايد حرائق الغابات التي تدمر المواطن الطبيعية للنحل وتعرقل تعافيها، فضلاً عن تهديدات ناشئة من بعض إجراءات مكافحة التغير المناخي التي لا تراعي بشكل كافٍ حماية التنوع البيولوجي.
كما تناول التقرير تأثير الزراعة أحادية النوع التي تقلل من تنوع الأزهار المتاحة، مما يؤدي لنظام غذائي غير متوازن للملقحات. وكذلك الزراعة المكثفة لإنتاج الوقود الحيوي من محاصيل غير مزهرة، التي تقلص التنوع النباتي وتقلل مصادر الغذاء المتاحة للنحل.
ونوه التقرير بأن استغلال الأراضي لاستخراج المعادن الخضراء مثل الليثيوم والكوبالت يؤدي لتدمير المواطن الطبيعية الغنية بالملقحات، دون تعويض بيئي كافٍ. كما أن التوسع العمراني العشوائي يسهم في فقدان المساحات الخضراء الضرورية لغذاء الملقحات وتكاثرها. ولفت إلى أن التحولات المناخية تؤثر على توقيت الإزهار؛ مما يؤدي لاختلال التزامن بين النحل وتوفر الأزهار، ويقلل من فرص التغذية ويضعف فاعلية التلقيح.
وخلص التقرير لضرورة تنفيذ 12 خطوة عاجلة لحماية الملقحات، منها سن قوانين أكثر صرامة للحد من تلوث المضادات الحيوية، وزراعة مزيج متنوع من الأشجار المزهرة، وتجنب التنقيب عن مواد البطاريات في المناطق الغنية بالملقحات، والتحول للسيارات الكهربائية لتقليل تلوث الهواء، وزراعة محاصيل غنية بالرحيق واللقاح، وإنشاء بيئات مزهرة ضمن مشاريع الطاقة الشمسية، وتطوير مبيدات دقيقة تستهدف الآفات فقط دون إيذاء الحشرات المفيدة.