12 خطراً يتعرض لها النحل تهدد مستقبل الغذاء العالمي

النحل يتعرض لتهديدات تؤثر على دوره في النظام البيئي (جامعة فلوريدا)
النحل يتعرض لتهديدات تؤثر على دوره في النظام البيئي (جامعة فلوريدا)
TT

12 خطراً يتعرض لها النحل تهدد مستقبل الغذاء العالمي

النحل يتعرض لتهديدات تؤثر على دوره في النظام البيئي (جامعة فلوريدا)
النحل يتعرض لتهديدات تؤثر على دوره في النظام البيئي (جامعة فلوريدا)

كشف تقرير دولي عن وجود 12 تهديداً جديداً يتعرض لها النحل وأنواع الملقحات الأخرى حول العالم، مما يهدد استمرارية هذه الكائنات الحيوية ودورها الأساسي في النظام البيئي وفي تأمين الغذاء للبشر.

وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة ريدينغ البريطانية، أن التقرير يأتي تزامناً مع اليوم العالمي للنحل الذي يوافق 20 مايو (أيار)، حيث سلّط الضوء على مخاطر جديدة تزيد من التحديات التي تواجه هذه الكائنات المهمة، ونُشرت نتائجه، الثلاثاء، عبر موقع الجامعة.

وأكد التقرير، الذي أعدته حملة «Bee:Wild» العالمية لحماية الملقحات، وشارك فيه عشرة من أبرز الخبراء الدوليين، أن من أبرز التهديدات الناشئة مناطق الحروب التي تؤثر على تنوع المحاصيل الغذائية المتاحة للملقحات، مثل الحرب في أوكرانيا التي تسببت في تقليل أنواع المحاصيل المزروعة، مما يحرم النحل من مصادر غذاء متنوعة على مدار الموسم.

كما رُصد تلوث خلايا النحل بجزيئات الميكروبلاستيك بأوروبا، حيث أظهرت التحاليل وجود مواد بلاستيكية صناعية في معظم الخلايا التي تم فحصها.

وأشار التقرير إلى أن التلوث الضوئي الصناعي ليلاً يؤثر سلباً على نشاط الملقحات الليلية، مثل العث، حيث يقلل من زياراتها للأزهار بنسبة تصل إلى 62 في المائة، مما يضعف عمليات التلقيح الحيوية. كما يؤثر التلوث بالمضادات الحيوية على صحة النحل وسلوكه في البحث عن الطعام، إلى جانب تأثير تلوث الهواء ومزيج المبيدات الحشرية السامة التي تضعف مناعة الملقحات.

وشملت التهديدات أيضاً تزايد حرائق الغابات التي تدمر المواطن الطبيعية للنحل وتعرقل تعافيها، فضلاً عن تهديدات ناشئة من بعض إجراءات مكافحة التغير المناخي التي لا تراعي بشكل كافٍ حماية التنوع البيولوجي.

كما تناول التقرير تأثير الزراعة أحادية النوع التي تقلل من تنوع الأزهار المتاحة، مما يؤدي لنظام غذائي غير متوازن للملقحات. وكذلك الزراعة المكثفة لإنتاج الوقود الحيوي من محاصيل غير مزهرة، التي تقلص التنوع النباتي وتقلل مصادر الغذاء المتاحة للنحل.

ونوه التقرير بأن استغلال الأراضي لاستخراج المعادن الخضراء مثل الليثيوم والكوبالت يؤدي لتدمير المواطن الطبيعية الغنية بالملقحات، دون تعويض بيئي كافٍ. كما أن التوسع العمراني العشوائي يسهم في فقدان المساحات الخضراء الضرورية لغذاء الملقحات وتكاثرها. ولفت إلى أن التحولات المناخية تؤثر على توقيت الإزهار؛ مما يؤدي لاختلال التزامن بين النحل وتوفر الأزهار، ويقلل من فرص التغذية ويضعف فاعلية التلقيح.

وخلص التقرير لضرورة تنفيذ 12 خطوة عاجلة لحماية الملقحات، منها سن قوانين أكثر صرامة للحد من تلوث المضادات الحيوية، وزراعة مزيج متنوع من الأشجار المزهرة، وتجنب التنقيب عن مواد البطاريات في المناطق الغنية بالملقحات، والتحول للسيارات الكهربائية لتقليل تلوث الهواء، وزراعة محاصيل غنية بالرحيق واللقاح، وإنشاء بيئات مزهرة ضمن مشاريع الطاقة الشمسية، وتطوير مبيدات دقيقة تستهدف الآفات فقط دون إيذاء الحشرات المفيدة.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة تحذّر من الحمل بعد 45 عاماً

صحتك احتمالات حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة تزداد مع تقدم النساء في السن (جامعة أريزونا)

دراسة جديدة تحذّر من الحمل بعد 45 عاماً

حذّر باحثون من جامعة أوبسالا في السويد من أن الأطفال الذين يُولدون لأمهات تجاوزن سن الـ45 معرضون بشكل أكبر لمخاطر صحية عند الولادة مقارنة بأبناء الأمهات الأصغر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تدوين الأحداث اليومية قبل النوم يُسهم في تعزيز ذاكرة كبار السن (جامعة ولاية أوهايو)

نشاط ليلي بسيط يحسّن ذاكرة المسنين

كشفت دراسة بريطانية أن نشاطاً بسيطاً قبل النوم قد يُسهم بشكل فعّال في تعزيز الذاكرة لدى كبار السن، بمن فيهم المصابون بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)

علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي

كشف باحثون من جامعة نابولي الإيطالية عن نتائج دراسة واعدة، أظهرت أن دواءً شائعاً لعلاج السكري من النوع الثاني قد يقلّل بشكل كبير من نوبات الصداع النصفي المزمن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا مع انتشار السيارات ذاتية القيادة تبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في مواقف مصيرية على الطريق (غيتي)

في القيادة الذاتية... من يتحمّل القرار الأخلاقي عند اللحظة الحاسمة؟

مع اقتراب انتشار السيارات الذاتية القيادة، تبرز تساؤلات أخلاقية حول قدرتها على اتخاذ قرارات مصيرية، ومن يتحمّل المسؤولية عند وقوع الحوادث.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق باطن الكوكب يتحكّم في الأكسجين (ناسا)

باطن الأرض يتحكَّم في مستويات الأكسجين بالغلاف الجوّي

اكتشاف مثير يربط بين النشاط العميق في باطن الأرض والتغيّرات في تركيبة الغلاف الجوّي، وتحديداً مستويات الأكسجين، وذلك على مدى أكثر من 540 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«أروهيد»... النمرة التي هزمت التماسيح ودَّعت العالم ضعيفةً

مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)
مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)
TT

«أروهيد»... النمرة التي هزمت التماسيح ودَّعت العالم ضعيفةً

مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)
مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)

لا يزال مصوّر الحياة البرّية، الهندي ساشين راي، يتذكّر النمرة «أروهيد» وهي تنقضُّ على تمساح وتمزّق جلده بأسنانها.

كان راي يُصوّر النمرة الشهيرة في حديقة رانثامبور الوطنية بولاية راجاستان الغربية منذ أن كانت شبلاً.

والأسبوع الماضي، نفقت «أروهيد»، المعروفة أيضاً باسم T-84، عن 11 عاماً، بالقرب من مجموعة من البحيرات في المتنزه الخلّاب، وهو الإقليم عينه الذي كانت تحكمه بفخر في أوج شبابها، وفق «بي بي سي».

وقد حزن على نفوقها -الناجم عن مرض أصابها- مئات من عشّاق الحياة البرّية والمصوّرين والمرشدين السياحيين الذين توافدوا إلى المتنزه لرؤيتها.

تأتي المكانة الأسطورية لـ«أروهيد» جزئياً من نسبها؛ فهي ابنة «كريشنا» وحفيدة «ماشلي»؛ النمرَيْن المهيبَيْن، وقد كانا يسيطران في يوم من الأيام على مناطق واسعة في رانثامبور بضراوة.

كانتا أيضاً ماهرتين في قتل التماسيح، ومعروفتين بقدرتهما على شلّ حركة هذه المخلوقات الضخمة عن طريق سحق جماجمها بفكّيهما القويّين.

يقول راي إنّ «أروهيد رأس السهم» -التي أطلق عليها مصوّر حيوانات برّية آخر هذا الاسم بسبب الخطوط المميّزة على شكل سهم على خدّها- بدأت في قتل التماسيح بعد أن بدأت صحّتها تتدهور.

ويضيف: «لكن، رغم ضعفها وهشاشتها، لم تكن التماسيح ندّاً لها أبداً».

ويستطرد أن قتلاها أكسبتها لقب «صائدة التماسيح» من معجبيها، وفي الواقع، قتلت تمساحاً قبل وفاتها بأيام.

يتابع راي أنّ «أروهيد»، رغم رشاقتها وشراستها، عاشت حياة صعبة. فقد طردتها ابنتها «ريدهي» من أراضيها، واضطرّت إلى التزاوج مرات من أجل العثور على مكان يمكن أن تعدّه وطناً لها، إذ إنّ النمر الذكر يتشارك أراضيه مع رفيقته ويوفّر لها مساحة لتربية صغارهما.

أنجبت «أروهيد» 4 مواليد خلال حياتها، لكن لم ينجُ جميع أطفالها. أصبحت ضعيفة بعد إصابتها بورم، وكان على مسؤولي الحديقة إحضار الطعام لها عندما لم تستطع الصيد لأيام.

يقول راي، الذي كان حاضراً عندما كانت تقترب من نهايتها، إنّه كان من المحزن رؤية مخلوق قويّ ومهيب يصبح ضعيفاً وعاجزاً: «رأيتها تكافح من أجل المشي. بدت كلّ خطوة كأنها جهد كبير، وكانت تسقط باستمرار».

ومن المثير للاهتمام أن «أروهيد» غامرت بالدخول إلى منطقة ابنتها «ريدهي» التي كانت ذات يوم منطقتها في أيامها الأخيرة.

يختم راي وهو يذرف الدموع: «لم تقاوم (ريدهي). لقد أعطت والدتها مساحة لتستلقي وتستريح».