مصر لعرض مقتنيات رحلة «العائلة المقدسة» في المتحف القبطي

ضمن خطة لتطوير «مجمع الأديان» وإتاحة لفائف «الجنيزا» اليهودية للباحثين

لوحات وأيقونات جسدت تصوراً عن رحلة العائلة المقدسة في مصر (فيلم وثائقي للهيئة العامة للاستعلامات)
لوحات وأيقونات جسدت تصوراً عن رحلة العائلة المقدسة في مصر (فيلم وثائقي للهيئة العامة للاستعلامات)
TT

مصر لعرض مقتنيات رحلة «العائلة المقدسة» في المتحف القبطي

لوحات وأيقونات جسدت تصوراً عن رحلة العائلة المقدسة في مصر (فيلم وثائقي للهيئة العامة للاستعلامات)
لوحات وأيقونات جسدت تصوراً عن رحلة العائلة المقدسة في مصر (فيلم وثائقي للهيئة العامة للاستعلامات)

تستعد مصر لعرض المقتنيات الخاصة برحلة العائلة المقدسة في قاعة مخصصة لهذا الغرض بالمتحف القبطي في منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة (غرب القاهرة)، ضمن خطة لتطوير المنطقة، تضمنت زيارات للمتحف والكنيسة المعلقة وحصن بابليون ومعبد بن عزرا اليهودي.

ووقف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، على مدى جاهزية المناطق الأثرية في مجمع الأديان لاستقبال الأعداد المتزايدة للزائرين من المصريين والسائحين، وكذلك الحالة الراهنة للخدمات المقدمة بها، والعمل على تطويرها ورفع كفاءتها لجعل المنطقة أكثر جذباً، وتوفير تجربة سياحية متميزة بهذه المنطقة التي توجد بها مغارة كنيسة أبي سرجة، التي احتمت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر.

كما أكد ضرورة البدء في مشروع تطوير منظومة الإضاءة بالمتحف القبطي؛ لإظهار جمال وثراء القطع الأثرية المعروضة به، بالإضافة إلى إثراء سيناريو العرض به من خلال تجهيز قاعة جديدة بالمتحف، وتخصيصها لعرض المقتنيات الأثرية المرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر.

تفقد الكنيسة المعلقة والمتحف القبطي ضمن مجمع الأديان في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار)

وتعدّ الدولة المصرية مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر أحد أهم المشروعات القومية خلال الفترة الحالية، وسوف يتم جمع هذه القطع من المتحف القبطي، كما سيجري تجهيز القاعة بأحدث وسائل التكنولوجيا، مثل تقنية الواقع الافتراضي (VR)، ووضع شاشات عرض تفاعلية.

ويمر مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر في 8 محافظات عبر 25 نقطة، تمتد لمسافة 3500 كيلومتر من سيناء حتى أسيوط، ويضم كل موقع حلّت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، وفق ما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.

وأشار خبير الآثار المصري الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إلى أهمية رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، «حين لجأت السيدة العذراء، تحمل السيد المسيح بمصاحبة القديس يوسف النجار، إلى أرض مصر التي استقبلت يوسف الصديق وإخوته ونبي الله يعقوب من قبل، وعاشوا آمنين وتربّى فيها نبي الله موسى».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الرحلة استغرقت نحو 3 سنوات و11 شهراً، وقد جاء السيد المسيح وعمره أقل من عام، أي جاء مصر طفلاً وعاد صبياً، وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع في مصر من رفح إلى الدير المحرق بأسيوط، التي تضم حالياً آثاراً وآباراً وأشجاراً ومغارات ونقوشاً صخرية في 25 محطة، تشملها 8 محافظات».

وحول مشروع ترميم وتطوير حصن بابليون، قال أمين عام المجلس الأعلى للآثار، الذي تفقد أعمال الترميم والتطوير مع عدد من المسؤولين في وزارة السياحة والآثار، إنه «سيتم تضمين الحصن في الزيارات السياحية بعد الانتهاء من أعمال ترميمه كاملة، من خلال مسارات يحددها المجلس الأعلى للآثار، للربط بين المواقع المختلفة في منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة».

«الحصن سيكون جزءاً لا يتجزأ من الزيارة؛ حيث يمكن للزائر التنقل داخله ليتعرف على تصميمه الفريد، ومن خلاله يستطيع التحرك ما بين الكنيسة المعلقة والمتحف القبطي، عبر مسارات زيارة محددة»، وفق تصريحات خالد في بيان، الثلاثاء.

وفي إطار جذب مزيد من الحركة السياحية للمنطقة، أعلن خالد أنه سيتم تخصيص القاعة العلوية بمعبد بن عزرا اليهودي لعرض بعض نماذج «الجنيزا» الخاصة باليهود في مصر، وهي مجموعة من الكتب واللفائف والأوراق الخاصة بهم، وتُمثل أهمية لدى الدارسين والباحثين المهتمين بالحياة الاجتماعية لليهود في مصر.

ويعدّ معبد بن عزرا من أهم وأقدم المعابد اليهودية في مصر، وكان يضم العديد من نفائس الكتب المرتبطة بعادات وتقاليد اليهود، وحياتهم الاجتماعية في مصر، بالإضافة إلى «الجنيزا». وانتهى مشروع ترميم المعبد عام 2023 حيث تم افتتاحه.

وبخصوص «الجنيزا»، أوضح عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر أنها «الوثائق الخاصة بطائفة اليهود في مصر، التي تكشف حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، وكانت هناك حجرة بالدور الثاني بمعبد بن عزرا تُخزن فيها الأوراق غير المستخدمة التي تحتوي على اسم الله؛ لأنها لا تحرق، وبعد امتلاء هذه الحجرة تؤخذ (الجنيزا) لتدفن في مقابر البساتين في احتفال كبير».

جولة لتطوير مجمع الأديان تضمنت متحف الفن الإسلامي في القاهرة (وزارة السياحة والآثار)

وحول خطط التطوير في متحف الفن الإسلامي بمنطقة باب الخلق (وسط القاهرة)، ناقش الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الرؤى والمقترحات لتطوير منظومة العمل بالمتحف مع مدير المتحف وعدد من الآثاريين للعمل على إثراء التجربة السياحية بالمتحف؛ ما يسهم في زيادة حركة الزيارة الوافدة له.

وبحث خالد إمكانية تنظيم قاعة جديدة بالمتحف لعرض القطع الأثرية المرتبطة بموضوع الحج الإسلامي، مثل كسوة الكعبة وغيرها من القطع ذات الصلة، وتسويقها لعمل معارض خارجية مؤقتة في الخارج.

وكانت مصر قد نظّمت أكثر من معرض مؤقت للآثار بالخارج، من بينها معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» الذي تجوّل حول العالم في 5 محطات حتى استقر أخيراً في محطته الحالية باليابان، ويضم 181 قطعة أثرية مختارة من المتاحف والمواقع الأثرية المصرية للتعبير عن الحضارة المصرية القديمة. في حين يضم معرض «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» المقام في شنغهاي بالصين 787 قطعة أثرية، تمثل عصوراً مختلفة في الحضارة المصرية القديمة.


مقالات ذات صلة

مصر لرقمنة المباني التراثية وتوثيق حكايات الشوارع القديمة

يوميات الشرق توثيق حكايات الشوارع والأماكن التراثية بمصر (الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)

مصر لرقمنة المباني التراثية وتوثيق حكايات الشوارع القديمة

تبذل مصر جهوداً متواصلة لرقمنة المباني التراثية وتوثيق حكايات الشوارع القديمة عبر العديد من المشروعات التي أطلقها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق كابا كاميني في إحدى زياراته لمصر (صفحته على «فيسبوك»)

حملة على مواقع التواصل ترفض دخول أحد قيادات «الأفروسنتريك» إلى مصر

عادت قضية «الأفروسنتريك» للواجهة مجدداً في مصر، مع انتشار إعلان لأحد قيادات حركة «الأفروسنتريك» ودعاتها المشهورين، يدعي البروفسير كابا كاميني، عن إنتاج فيلم.

محمد الكفراوي (القاهرة)
ثقافة وفنون حلل أنثوية مصدرها قبرين من مدفن جبل البُحَيْص في إمارة الشارقة

حُلي نسائية جنائزية من جبل البُحَيْص

كشفت أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات المتّحدة خلال العقود الأخيرة عن سلسلة من المدافن الأثرية

محمود الزيباوي
يوميات الشرق يبلغ عدد المواقع الأثرية حالياً 10061 موقعاً في مختلف مناطق السعودية (واس)

«هيئة التراث» تُضيف أكثر من 700 موقع أثري جديد في السعودية

أعلنت هيئة التراث السعودية، الثلاثاء، تسجيل 744 موقعاً أثريّاً جديداً في سجل الآثار الوطني، ما يرفع حصيلة المواقع الأثرية المسجلة إلى 10061 موقعاً أثريّاً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المعرض المؤقت ضمّ كثيراً من القطع الأثرية (المتحف المصري)

«العلامات»... معرض أثري بالقاهرة يحكي تاريخ الكتابة عبر العصور

كيف بدأت الكتابة؟ من أين جاءت العلامات الأولى؟ وكيف تطورت لتصبح اللغات التي نعرفها اليوم؟ للإجابة عن هذه الأسئلة نظم المتحف المصري بالقاهرة معرضاً أثرياً.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«SRMG Labs» تحصد جائزتين في مهرجان «كان ليونز»

تكريم «SRMG Labs» بجائزتين ضمن فئة الصوت والراديو في مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع (SRMG)
تكريم «SRMG Labs» بجائزتين ضمن فئة الصوت والراديو في مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع (SRMG)
TT

«SRMG Labs» تحصد جائزتين في مهرجان «كان ليونز»

تكريم «SRMG Labs» بجائزتين ضمن فئة الصوت والراديو في مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع (SRMG)
تكريم «SRMG Labs» بجائزتين ضمن فئة الصوت والراديو في مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع (SRMG)

حصدت وكالة الخدمات الإبداعية والإعلانية «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG»، جائزتين ذهبية وفضية ضمن فعاليات مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع، الأكبر والأهم عالمياً الذي يحتفي بالتميّز في الاتصالات الإبداعية.

جاءت الجائزتان ضمن فئة الصوت والراديو عن حملة «ذا سكند ريليس» (The Second Release)، التي نفّذتها «SRMG Labs» لصالح «بيلبورد عربية»، وأعادت من خلالها إحياء إرث الفنانة الكبيرة الراحلة عتاب، أول مطربة سعودية.

وتُسلّط هذه الجوائز الضوء على أكثر الأعمال الإبداعية تميّزاً، حيث إن أقل من 1 في المائة من المشاركات فقط تنال الجائزة الذهبية، ما يُجسِّد مكانة «SRMG Labs» في المشهد الإبداعي العالمي.

وكانت الحملة التي كرّمتها وزارة الثقافة السعودية بـ«جائزة التأثير»، قد أُطلقت بالتزامن مع اليوم الوطني السعودي 2024، حيث استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي لإحياء شخصية عتاب بنسخة عصرية تحاكي بصوتها وصورتها الأجيال الجديدة، دون المساس بإرثها الفني الأصيل.

وركزت الحملة على توزيع جديد لأغنية عتاب المحبوبة «يا سعودي يا سعودي»، وصياغة مستحدثة لصورة «سمراء الأغنية العربية»، لتُبرزها كمُلهمة فنية ورمز للإرث الثقافي وتمكين المرأة في المملكة.

من الفيديو الموسيقي بأسلوب معاصر إلى الأزياء الحضرية والإعلانات الخارجية والحملات الرقمية، حققت الحملة نجاحات كبيرة في المزج بين الأصالة والابتكار، وكسبت تفاعلاً واسعاً في السعودية وخارجها.

أعادت حملة «ذا سكند ريليس» إحياء إرث الفنانة الكبيرة الراحلة عتاب أول مطربة سعودية (SRMG)

من جانبها، أكدت جمانا الراشد، الرئيس التنفيذي للمجموعة، أن «الجائزة الذهبية في المهرجان تُشكِّل محطة فارقة لـ(SRMG Labs) ولصوت الإبداع في منطقتنا»، مضيفة: «في أقل من عامين، أصبحت (Labs) من أبرز الوكالات الإبداعية في السعودية، وهذا التقدير النادر يعكس جودة أعمالنا، وموهبة فريقنا، والتزام (SRMG) بإعادة رسم ملامح المشهد الإبداعي عالمياً».

بدوره، قال فادي مروة، الرئيس الإبداعي التنفيذي في «SRMG» ومدير عام «SRMG Labs»: «مع عتاب، لم نكن نروي قصة فحسب، بل أعدنا تشكيل السردية. كان الهدف من إحياء إرثها باستخدام أدوات العصر هو تكريم الماضي، وتمكين الحاضر، وإلهام المستقبل»، مبدياً فخره بـ«فريقنا الذي قدم عملاً متميزاً ومحترماً وعميق التأثير ثقافياً، واحتفاء أحد أهم المحافل الإبداعية في العالم به».

ويأتي هذا التقدير العالمي في وقت تشهد فيه الصناعات الإبداعية والثقافية في السعودية تحولات متسارعة، وجهوداً حثيثة في الاهتمام بإرثها الفني والثقافي.

وتُجسِّد عودة عتاب إلى الواجهة لحظة ثقافية فارقة، ورسالة قوية عن نساء مهّدن الطريق، وإمكانات جيل جديد من المبدعات. واستطاعت الحملة أن تعبر هذه اللحظة بذكاء، ممزوجة بالابتكار والصدق، لتربط الأجيال من خلال الموسيقى.

ويعدّ هذا الفوز بالجوائز الرفيعة محطة بارزة جديدة لـ«SRMG Labs»، ويُرسِّخ مكانتها كواحدة من أكثر وكالات الإبداع حصداً للجوائز في المنطقة. فمنذ تأسيسها عام 2022، قدّمت الوكالة أعمالاً مبتكرة تمزج بين التكنولوجيا والسرد القصصي والبعد الثقافي، ونالت جوائز من مهرجانات دولية مرموقة مثل «كان ليونز، وDubai Lynx، وLIA».

كما تعكس الحملة رؤية «بيلبورد عربية» في إحياء التراث الموسيقي العربي، وتسليط الضوء على الأصوات الراحلة، وربط الأجيال الجديدة برموز ثقافية شكّلت ملامح الصوت العربي.