في خطوة تاريخية قد تعيد تشكيل ملامح صناعة السينما، أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة أن الأفلام التي يتم إنتاجها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ستكون مؤهلة رسمياً للتنافس على جوائز الأوسكار، دون أن يُعدّ استخدام التقنية عاملاً مؤثراً سلبياً أو إيجابياً في تقييم العمل الفني. وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
جاء هذا الإعلان ضمن تحديثات جديدة لقواعد الترشح أصدرتها الأكاديمية أول يوم (الاثنين)، حيث أوضحت أن معايير التقييم ستركّز على العنصر الإبداعي، وليس على الوسائل التقنية المستخدمة في الإنتاج.
الذكاء الاصطناعي على السجادة الحمراء
وقد شهد حفل الأوسكار الأخير حضوراً ملحوظاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي لعبت دوراً محورياً في أعمال حازت جوائز، مثل فيلم «The Brutalist» الذي حصل فيه النجم أدريان برودي على جائزة أفضل ممثل، بعد استخدام تقنية لتحسين لكنته الهنغارية، وكذلك الفيلم الموسيقي «Emilia Perez» الذي استخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأداء الغنائي.
إلا أن الأكاديمية شدّدت على أهمية استمرار الدور البشري في عملية الإبداع، مؤكدة أن العامل الإنساني يظل جوهرياً في تحديد الفائزين.

جدل لا يخبو
ورغم الإقرار الرسمي باستخدام الذكاء الاصطناعي، لا يزال الجدل قائماً في أوساط الفن السابع. فخلال إضرابات هوليوود في عام 2023، عبر الممثلون وكُتّاب السيناريو عن مخاوفهم من فقدان وظائفهم لصالح تقنيات قد تُستخدم دون إذنهم أو تعويضهم.
وقالت الممثلة الشهيرة سوزان ساراندون في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية: «إذا كان بإمكانهم استخدام وجهي وجسدي وصوتي لصناعة مشاهد دون علمي، فذلك أمر مرعب وغير مقبول».
أما الكُتّاب، فقد أبدوا قلقهم من لجوء الاستوديوهات إلى برامج مثل «ChatGPT» لصياغة النصوص والمعالجات بدلاً من توظيف كُتّاب محترفين.

خطوة بين الفرصة والتحفظ
وأوضحت الأكاديمية أن تحديث القواعد جاء بناءً على توصية من مجلس العلوم والتكنولوجيا التابع لها، وأكدت أنه سيتعين على أعضائها مشاهدة جميع الأفلام المرشحة في كل فئة قبل المشاركة في الجولة النهائية من التصويت، لضمان عدالة النتائج.
وبينما يرى البعض في الذكاء الاصطناعي فرصة لتوسيع آفاق الإبداع، يحذّر آخرون، مثل سكارليت جوهانسون، من استغلال ملامحهم أو أصواتهم دون تصريح.
ومع هذا التغير في قواعد اللعبة، يبدو أن الذكاء الاصطناعي بات جزءاً لا يتجزأ من مستقبل السينما، لكن بوصلة الإبداع ستظل – في نظر الكثيرين – تشير إلى الإنسان أولاً.




