أعلن «اليوتيوبر» المصري مروان سري انسحابه من ملكية نادي داغنهام وريدبريدج الإنجليزي، في خطوة مفاجئة عدّها نشطاء بمثابة «موقف قوي ينحاز إلى فلسطين»، رداً منه على قرار إدارة النادي طرد مواطنته سلمى مشهور بعد أيام من تعيينها في منصب «مدير التطوير»؛ بسبب دعمها القضية الفلسطينية.
ونشر سري مقطع فيديو قال فيه: «أعلن رسمياً انسحابي من ملكية نادي داغنهام وريدبريدج وإلغاء مشروع الاستثمار في النادي. لن نتنازل عن مبادئنا، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية لرد حق سلمى مشهور. شكراً لدعمكم المستمر».
وانضم مروان سري، الاثنين الماضي، إلى قائمة مُلاك النادي، الناشط في دوري الدرجة الخامسة الإنجليزي، بالتزامن مع تولي سلمى مشهور منصبها.
وأثار قرار طرد مشهور جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي. وكشفت تقارير إعلامية إنجليزية عن أن القرار لم يأتِ نتيجة انعدام كفاءتها أو ارتكابها خطأ مهنياً فادحاً، بل إثر سلسلة من التعليقات السابقة عبر حساباتها الشخصية أعربت فيها عن تعاطفها مع أهالي غزة، ودعمها القضية الفلسطينية.
وعدّ الناقد الرياضي محمد البرمي طرد النادي الإنجليزي المسؤولة المصرية «سلوكاً متوقعاً ضمن سياقات قديمة وتاريخية لأندية أوروبية معروفة بانحيازها لإسرائيل، أياً كانت الأطراف الأخرى التي تتنازع معها»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «نادي داغنهام ظل مجهولاً لدى الرأي العام الرياضي المصري والعربي، حتى تداول اسمه مؤخراً على (السوشيال ميديا) بعد أخبار استثمار أحد صناع المحتوى المصريين فيه».
وأضاف البرمي: «قرار انسحاب مروان سري منطقي وينم عن وعي سياسي وموقف أخلاقي، ولا يمكن أن نلومه على رغبته في الاستثمار في النادي، خصوصاً أن الاستثمار في الأندية الإنجليزية غير مكلف، لكنه أيضاً لا يمكنه إحداث تغيير في هوية وأفكار النادي، وبالتالي فالانسحاب أفضل كثيراً من البقاء؛ لأنه كان سيواجه كثيراً من المشكلات والأزمات حال بقائه».
ووُلد مروان سري بمصر عام 1993، درس الإعلام وتخصَّص في الإخراج، حيث قدَّم بعض الأفلام القصيرة، كما عمل مساعد مخرج ببعض الأعمال الدرامية، واتجه إلى التمثيل في أعمال أخرى.
وفي عام 2017، دفعه حبّه لكرة القدم إلى تقديم محتوى رياضي على منصات التواصل الاجتماعي، ليحقق شهرةً كبيرةً بين روادها ببرنامجه «اِرْزَعْ»، حيث بدأ تقديم المحتوى باستخدام طريقة «الحكي» عن المباريات بأسلوب طريف، وهو ما جذب المشاهدين إليه.
ويلقب «اليوتيوبر» المصري نفسه بـ«الماوريسيو»، كما يُعرَف بأنه من كبار مشجعي نادي آرسنال الإنجليزي.
وتعدّ سلمى مشهور أحد الأسماء النسائية المؤثرة في مجال صناعة المحتوى الرياضي وتحليل مباريات كرة القدم تحديداً، كما تخصَّصت في تغطية مسابقات الدرجات الأدنى من الدوري الإنجليزي.
وتمتلك مشهور حضوراً لافتاً على منصات التواصل، ويبلغ عدد متابعيها على «إنستغرام» نحو 160 ألف متابع، وتتميز بمتابعتها الدقيقة لمسيرة اللاعبين المصريين والعرب في الدوريات الأوروبية، كما يُعرَف عنها تشجيعها لريال مدريد الإسباني.
ويشير محمد البرمي إلى أن «مقولة (عدم خلط السياسة بالرياضة) أصبحت نوعاً من ازدواجية المعايير، حيث ينادي بها بعض الأوربيين حسب الهوى، فعلى سبيل المثال وجدنا في بدايات الأزمة الأوكرانية - الروسية دعماً قوية لفرق أوكرانيا في مختلف الألعاب، انطلاقاً من خلفية سياسية منحازة».