فبركة أصوات الفنانين المصريين بالذكاء الاصطناعي تفجّر أزمات

أحدثهم تحذير حمادة هلال متابعيه من «النصب والاحتيال»

الفنان حمادة هلال (إنستغرام)
الفنان حمادة هلال (إنستغرام)
TT

فبركة أصوات الفنانين المصريين بالذكاء الاصطناعي تفجّر أزمات

الفنان حمادة هلال (إنستغرام)
الفنان حمادة هلال (إنستغرام)

فجّر استخدام الذكاء الاصطناعي في تقليد الفنانين بالصوت والصورة لأغراض ترويجية أو دعائية أزمات، خصوصاً مع «فبركة» أصوات وصور فنانين دون علمهم، واتهامهم لمستخدمي هذه التقنيات بـ«النصب والاحتيال».

وشهدت الساحة الفنية اعتراض عدد من أبناء الفنانين الراحلين على استخدام شخصيات ذويهم في إعلانات ترويجية أو مواد ترفيهية عن طريق الذكاء الاصطناعي، فيما حذَّر الفنان المصري حمادة هلال من استخدام صوته وصورته في الدعاية لإحدى الألعاب الإلكترونية، منبِّهاً جمهوره إلى أن هذا الإعلان مزيَّف وأن اللعبة وهمية. وكتب على «إنستغرام» وفق ما نشرته وسائل إعلام محلية: «نصب واحتيال. حسبي الله ونعم الوكيل».

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، الذكاء الاصطناعي بأنه «يتضمن كثيراً من المميزات وكذلك المساوئ». مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن استخدام تقنياته بشكل إيجابي ليضيف للأعمال الفنية، كما يمكن استخدامه في الخداع والزَّيف، وهذا ما رأيناه لدى بعض الفنانين، أحدثهم حمادة هلال، وقبله هناك الكثير من الفنانين الذين اكتشفوا تزييف مواقفهم بالذكاء الاصطناعي، خصوصاً في سوريا والمواقف السياسية للفنانين الموالين والرافضين لنظام الأسد».

وشدَّد الناقد الفني على «ضرورة إسراع الفنانين في كشف الخداع والزيف الذي يُستغلون فيه، وتحذير جمهورهم منه حتى لا يقعوا في شرك المحتالين الذين يوظفون صور النجوم وأصواتهم لخدمة أغراضهم بواسطة الذكاء الاصطناعي».

جانب من الإعلان الذي حذّر منه الفنان حمادة هلال (إنستغرام)

وأشارت بعض المواقع إلى أن استخدام صورة واسم الفنان المصري حدث في لعبة إلكترونية مرتبطة بالمراهنات. وسبق أن حذرت وزارة الداخلية المصرية المواطنين من الانخراط في هذه المواقع التي تُكبِّد المشتركين مبالغ فادحة، بعد توقيف أكثر من تنظيم وشركة يعملون في المراهنات عبر الإنترنت، كما حذر الأزهر في بيان من الانخراط في هذه المراهنات التي قد تؤدي ببعضهم إلى مصير مأساوي.

ونهاية مارس (آذار) الماضي، اعترضت جمعية «أبناء فناني مصر للثقافة والفنون» على إعلان لشركة حلويات استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في استعادة عدد من الممثلين الكبار، للترويج للشركة، وقدَّمت الجمعية شكوى للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تطالب فيه بوقف بثِّ الإعلان الذي عدّته إساءة لذوي الراحلين، خصوصاً أنه أُنتج من دون موافقة مُسبقة من الورثة. وظهر في الإعلان فنانون من بينهم فريد شوقي، وتوفيق الدقن، وعمر الشريف، وإسماعيل ياسين، ونور الشريف، ويسرا، وأحمد زكي.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي أن «استخدام صور وأصوات الفنانين في الدعاية عبر الذكاء الاصطناعي سبب أزمة كبيرة تستوجب حرفية في التعامل معها من خلال الشركات التي توفر خدمات الذكاء الاصطناعي عبر تطبيقاتها المختلفة».

وقال نادي لـ«الشرق الأوسط»: «يستوجب الأمر تجريم استخدام الذكاء الاصطناعي لفبركة الأصوات من دون تصريح من أصحابها، وتغليظ العقوبات بشأنها طالما ستؤدي إلى التشهير والنصب والاحتيال».

وأشار نادي إلى ضرورة «سن قانون لحماية الحقوق الرقمية للفنانين، بحيث يُعدّ صوت الفنان ملكية فكرية لا يجوز استخدامها من دون إذن، وذلك عبر التعاون مع المنصات الرقمية مثل (يوتيوب) و(تيك توك) و(فيسبوك) وغيرها، لفرض آليات لرصد وحذف المحتوى المفبرك بالصوت أو الصورة».

ويُنظم القانون رقم 82 لسنة 2002، حقوق الملكية الفكرية في مصر، وهو القانون الذي استند إليه أبناء الفنانين في الإعلان الذي استخدم صور وأصوات ذويهم بالذكاء الاصطناعي، كما يعمل القانون رقم 175 لسنة 2018 على مكافحة جرائم تقنية المعلومات.


مقالات ذات صلة

«بي بي سي» تعلن رحيل غاري لينيكر بعد 25 عاماً من التقديم الرياضي

رياضة عالمية غاري لينيكر (أ.ب)

«بي بي سي» تعلن رحيل غاري لينيكر بعد 25 عاماً من التقديم الرياضي

أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» رسمياً، الاثنين، أن غاري لينيكر، الوجه الأبرز في تغطيتها الكروية لعقود، سيغادر المؤسسة بشكل مبكر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بدأ تصوير الموسم الخامس من Emily in Paris في روما (نتفليكس)

من الكرواسان إلى السباغيتي... «إميلي» تنتقل من باريس إلى روما

في موسمه الخامس، ينتقل مسلسل Emily in Paris من باريس إلى روما، حيث تعيش بطلة «نتفليكس» المحبوبة مغامراتٍ جديدة. أما انطلاق العرض فمرتقب نهاية العام الجاري.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق تتميز برامج الحياة البرية الشهيرة بتصوير سينمائي مذهل وسرد قصصي مشوق (الشرق الأوسط)

«الشرق ديسكفري» تقدم أضخم برامج الحياة البرية في الشرق الأوسط وأفريقيا

أطلقت «الشرق ديسكفري» قائمة بمحتوى استثنائي عن الحياة البرية، تتضمن وثائقيات عالمية جديدة تعرض حصرياً ومجاناً على القناة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق ميشال حوراني في شخصية «أنور» الشريرة (صور الممثل)

ميشال حوراني لـ«الشرق الأوسط»: الجرأة ضرورية للممثل لتفادي التكرار

برنامج «عاطل عن الحرّية» الذي يقدّمه سمير يوسف يحمل في طيّاته قصصاً إنسانية، ويفتح نافذة جديدة للدراما اللبنانية...

فيفيان حداد (بيروت)
رياضة عالمية «دازن» رفضت دفع تعويض قدره 120 مليون يورو لرابطة الدوري الفرنسي (رويترز)

«دازن» تقترب من إنهاء اتفاقية بث الدوري الفرنسي نهاية الموسم

تقترب شبكة «دازن»، المالكة لحقوق بث مباريات الدوري الفرنسي لكرة القدم، من إنهاء عقدها مع رابطة الدوري بنهاية الموسم الحالي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

لغز مقبرة الديناصورات الجماعية في «نهر الموت» بكندا

نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
TT

لغز مقبرة الديناصورات الجماعية في «نهر الموت» بكندا

نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)

أسفل منحدرات غابة كثيفة في ألبرتا، بكندا، يقع قبر جماعي ضخم مخفي، حيث رُصدت آلاف عظام ديناصورات تُعرف باسم «باكيراينوصوروس»، لقيت حتفها دفعة واحدة منذ 72 مليون سنة في حدث كارثي.

وزار فريق علماء الحفريات موقع «بيبستون كريك»، المعروف بـ«نهر الموت»، لمحاولة كشف لغز هذه المذبحة الجماعية. وبدأت الحفريات بفتح طبقات صخرية سميكة تغطي العظام، وظهرت تدريجياً مجموعات عظام مُتحجِّرة ضخمة، بينها ورك وأضلاع وعظام أصابع، بعضها ما زال مجهولاً.

وتتوزع العظام، وفق موقع «بي بي سي» البريطاني، بكثافة مذهلة تصل إلى 300 عظمة في المتر المربع، وجُمعت آلاف الحفريات من مساحة لا تتجاوز ملعب تنس، رغم امتداد الموقع لأكثر من كيلومتر. هذا الكمُّ الهائل من العظام يُمثِّل فرصة فريدة لدراسة هذا النوع، إذ عادةً ما تُوصف الديناصورات بناءً على عينة واحدة فقط.

وكانت هذه الديناصورات ترحل في قطيع ضخم من الجنوب إلى الشمال خلال المواسم، في منطقة كانت ذات مناخ دافئ ونباتات تُوِّفر الغذاء لأعدادها الكبيرة.

وعلى بعد ساعتين من الموقع، في تلال ديدفول، اكتشف الفريق بقايا ديناصورات أكبر حجماً مثل «إدمونتوصوروس»، منها جمجمة ضخمة يبلغ طولها 10 أمتار، تُعزز فهم النظام البيئي القديم.

ويعمل الباحثون في متحف «فيليب جاي كاري ديناصور» على تنظيف آلاف العظام وتحليلها، مما يُمكِّنهم من دراسة نمو الديناصورات وتكوينها الاجتماعي، وفهم اختلافات فردية بينها، مثل حالة الديناصور الملقب بـ«بيغ سام» الذي فقد أحد قرونه.

وتشير الأدلة إلى أن موت هذه الديناصورات كان بسبب فيضان مفاجئ نجم عن عاصفة هائلة جرفت القطيع بالكامل. وتُظهر الصخور في الموقع علامات تدفُّق مائي سريع هائل قلب كل شيء في طريقه.

وتقول البروفسورة إميلي بامفورث، قائدة فريق البحث: «هذه عينة نادرة جداً لمجتمع حيواني من نوع واحد في لحظة زمنية واحدة. كل مرة نأتي فيها، نكتشف شيئاً جديداً».

الفريق مستمر في الحفريات، مدركين أن أمامهم كثيراً من الأسرار القديمة التي لا تزال مخبأة تحت الأرض، تنتظر من يكشفها.