ملابس العيد في مصر... غلاء وحيرة على وقع طقس متقلب

وسط انتعاش عملية الشراء

منطقة روكسي بها الكثير من متاجر بيع الملابس
منطقة روكسي بها الكثير من متاجر بيع الملابس
TT
20

ملابس العيد في مصر... غلاء وحيرة على وقع طقس متقلب

منطقة روكسي بها الكثير من متاجر بيع الملابس
منطقة روكسي بها الكثير من متاجر بيع الملابس

قبل أن تتجه مها القاضي (37 عاماً)، تعمل مُعلمة في مدرسة خاصة، لشراء ملابس العيد لطفليها هذا العام، كانت قد أجرت «استطلاعاً» بين معارفها وأصدقائها عما إذا كانوا ينوون شراء ملابس عيد الفطر صيفية أم شتوية «بالإضافة إلى ترشيحات أماكن تطرح ملابس جيدة بأسعار معقولة، كما شكل تقلب الطقس في هذه الفترة عامل حيرة كبيراً في اختيار ملابس العيد» كما تقول لـ«الشرق الأوسط».

وتبدو تلك «الحيرة» التي تنتاب مها عاملاً مشتركاً لدى الكثير من الأسر المصرية التي تصطحب أبناءها تلك الأيام لشراء ملابس عيد الفطر، حيث تسود مصر درجات حرارة متباينة ما بين موجات نهارية حارة وأخرى منخفضة ليلاً في مواكبة لبشائر فصل الربيع، وهي الحيرة التي يمكن رصدها «سوشيالياً» من خلال تساؤلات الأمهات على «غروبات» الـ«فيسبوك»، فيما تشبه «استطلاعات الرأي» على شراء ملابس صيفية أم شتوية للعيد.

أحد متاجر بيع الملابس في منطقة السادس من أكتوبر
أحد متاجر بيع الملابس في منطقة السادس من أكتوبر

ويعدّ شراء ملابس جديدة لاستقبال العيد، أحد أبرز الطقوس التي يحرص عليها المصريون، لا سيما ملابس الأطفال التي يطلق عليها شعبياً تعبير «كسوة العيد»، وهو الطقس الذي يمكن رصده من خلال حركة الزحام داخل الأسواق هذه الأيام، وسط محاولات من التجار وأصحاب المحال لمواكبة هذا الموسم التجاري الصاخب بالعروض الشرائية المنافسة، والخصومات التي تتراوح بين 10 و50 في المائة، وإن كانت تلك الخصومات من نصيب الملابس الشتوية التي يتزامن هذا التوقيت مع نهاية موسمها التجاري.

وتعدّ سماح هيكل، سكرتير شعبة الملابس الجاهزة بالقاهرة، أن «التخفيضات الكبيرة على الملابس الشتوية كانت دافعاً للكثير من الأسر المصرية للاتجاه لشراء ملابس عيد شتوية للاستفادة من تلك الخصومات خصوصاً أن الطقس ما زال في مرحلة التذبذب بين البرودة والحرارة»، كما تقول لـ«الشرق الأوسط».

استعدادات استقبال عيد الفطر بشراء الملابس (الشرق الأوسط)
استعدادات استقبال عيد الفطر بشراء الملابس (الشرق الأوسط)

وتشير هيكل إلى أن «التوفيق بين الظروف المناخية والتخفيضات التجارية التي تتزامن مع الأوكازيون الشتوي المطروح في الأسواق منذ نهاية فبراير (شباط)، الذي يصل إلى 70 في المائة، انعكس على حركة الشراء التي متوقع أن تصل ذروتها في نهاية شهر رمضان، خصوصاً أن خيارات الملابس الصيفية المطروحة ما زالت ضعيفة في مقابل الشتوية التي يستفيد المشتري من انخفاض أسعارها هذه الأيام، وساهم في المقابل في تدفق حركة مصانع الملابس والمحال التجارية بنسبة كبيرة» كما تقول.

وترى سكرتير شعبة الملابس الجاهزة أن هذا الموسم مزدحم بالمشترين لتزامن الكثير من المناسبات خلال تلك الفترة بداية من ملابس العيد، وعيد الأم، وعيد الفصح المسيحي الذي يحل مطلع أبريل (نيسان) المقبل.

وتسود حالة من الصخب في مناطق تمثل أسواق شراء رئيسية مثل «العتبة» و«الوكالة» ووسط البلد وروكسي بمصر الجديدة (شرق القاهرة) «بسبب الزحام قمت باصطحاب أسرتي للإفطار في الشارع سريعاً حتى نستطيع اللحاق بشراء مستلزمات العيد قبل ساعات التكدس التي تبدأ عادة بعد صلاتي العشاء والتراويح» كما يقول أحمد عبد المحسن، وهو مهندس في أحد المصانع، لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «رغم التخفيضات فالأسعار تعدّ مرتفعة، فشراء طقم واحد للطفل يتراوح ما بين خمسمائة وألف جنيه في المتوسط (الدولار يساوي 50.6 جنيه مصري)، وهذا يُعدّ رقماً مرتفعاً خصوصاً مع وجود أكثر من طفل، وحتى شراء ملابس شتوية ثقيلة للاستفادة من خصوماتها أمر غير عملي، في وقت سيغلب فيه الطقس الحار على فترة العيد»، حسب تعبيره.

نهاية موسم الملابس الشتوية ترجح كفتها الشرائية (الشرق الأوسط)
نهاية موسم الملابس الشتوية ترجح كفتها الشرائية (الشرق الأوسط)

وتقوم كثير من المحال والأسواق التجارية بمد ساعات عملها منذ منتصف شهر رمضان إلى ساعات متأخرة تصل إلى الساعة الثانية صباحاً، مع تغير خريطة اليوم الرمضاني الذي يزداد فيه التكدس بعد صلاة التراويح، وذلك بعد قرار حكومي بمد فترة عمل المحال التجارية حرصاً على «توفير أجواء مناسبة للمواطنين خلال الشهر الكريم، مع تحقيق التوازن بين متطلبات النشاط الاقتصادي والحفاظ على النظام العام»، حسب بيان صدر عن الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، ورئيسة اللجنة العليا لتراخيص المحال العامة مطلع الشهر الحالي.

وتشكو أمهات مصريات من بينهن أمنية عطية (31 سنة) مقيمة بحي فيصل وهي أم لثلاثة أطفال من ارتفاع أسعار ملابس العيد، وتعدها «مبالغ فيها جداً» مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «ذهبت إلى مصر الجديدة ووسط القاهرة و6 أكتوبر ولم أجد ما يناسب أطفالي إلا بصعوبة بالغة»، مشيرة إلى أنها صُدمت من سعر طقم لطفلتها الكبرى البالغة من العمر 10 سنوات، حيث كان يباع بـألفي جنيه، وهو رقم كبير لا يناسب ميزانية أسرتها خصوصاً مع ارتفاع أسعار كل السلع بفعل التضخم وارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري.


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

نقابة الموسيقيين المصرية للتحقيق مع المطرب رضا البحراوي

المطرب الشعبي رضا البحراوي (فيسبوك)
المطرب الشعبي رضا البحراوي (فيسبوك)
TT
20

نقابة الموسيقيين المصرية للتحقيق مع المطرب رضا البحراوي

المطرب الشعبي رضا البحراوي (فيسبوك)
المطرب الشعبي رضا البحراوي (فيسبوك)

أعلنت «نقابة الموسيقيين» المصرية إحالة المطرب الشعبي رضا البحراوي إلى لجنة التحقيق، على خلفية تداول فيديو منسوب إليه عبر «السوشيال ميديا»، وذلك تنفيذاً للوائح النقابة المنظمة لسلوك الأعضاء، واتساقاً مع ما تم اتخاذه من إجراءات بالتحقيق مع حامل تصريح «شعبة الأداء الصوتي»، مؤدي المهرجانات المصري حمو بيكا، الذي جرى إيقافه والتحقيق معه قبل يومين بعد ظهوره في حفل وهو يغني كلمات اعتبرها البعض مسيئة لإحدى مؤسسات الدولة، وفق بيان للنقابة، الاثنين.

وأوضح الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لـ«نقابة الموسيقيين»، في بيانه «أن النقابة تلتزم الحياد الكامل في تعاملها مع جميع أعضائها، ولا تكيل بمكيالين في قراراتها، وأنها تؤكد على الحفاظ على قيم المجتمع المصري، واحترام القواعد والأعراف الفنية يأتي في مقدمة أولوياتها».

كما أكد البيان أن «النقابة ستواصل دورها في دعم كل فنان يحترم رسالته الفنية، وفي الوقت نفسه تتخذ الإجراءات اللازمة تجاه أي تجاوزات، التزاماً منها بصيانة الذوق العام وحماية مكانة الفن المصري».

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أكد عبد الله «أن التحقيق مع البحراوي تم بناء على الفيديو المتداول، وذلك أسوة بغيره»، موضحاً أن «النقابة لن تتهاون تجاه أي تجاوز أو إساءة، وأن أي مطرب قام بغناء هذه الكلمات سوف يعامل بالمثل بعد الفحص والتأكد من المضمون».

وبعد الإعلان عن إيقافه والتحقيق معه من قبل «نقابة الموسيقيين» قبل أيام، كتب حمو بيكا عبر حسابه بموقع «فيسبوك»: «بعد صدور قرار إيقافي وتحويلي للتحقيق، فإنني أحترم وألتزم بأي قرار يصدر من النقابة، لكنني أطالب النقيب مصطفى كامل بإصدار قرارات بإيقاف كل من غنى الأغنية نفسها والتحقيق معهم مثلي»، موضحاً أنه «لم يقصد الإساءة لأي مؤسسة بالدولة»، وفق تعبيره.

ونشر بيكا على صفحته مقاطع فيديو لعدد من المطربين قدموا الأغنية نفسها، من بينهم رضا البحراوي، وطالب بمشاركتها عبر المواقع أيضاً أسوة بالفيديو المنسوب إليه، وكتب، في رده على بعض التعليقات التي انتقدته لفعله ذلك، أن «المساواة في الظلم عدل».