موهبة فيكتور هوغو في الرسم التي لا يعرفها الكثيرون

بعد مرور 140 عاماً على وفاته في معرض بلندن

تقف إحدى العاملات مع العمل الفني «الفطر (1850)» (إ.ب.أ)
تقف إحدى العاملات مع العمل الفني «الفطر (1850)» (إ.ب.أ)
TT
20

موهبة فيكتور هوغو في الرسم التي لا يعرفها الكثيرون

تقف إحدى العاملات مع العمل الفني «الفطر (1850)» (إ.ب.أ)
تقف إحدى العاملات مع العمل الفني «الفطر (1850)» (إ.ب.أ)

اشتهر الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو بتأليف روايتين هما «أحدب نوتردام» و«البؤساء»، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أعماله رساماً، والتي أصبحت الآن محور معرض جديد في لندن، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

واُفتتح المعرض، الذي يحمل عنوان «أشياء مذهلة: رسومات فيكتور هوغو»، في «الأكاديمية الملكية للفنون» يوم الجمعة، ويستعرض شغف هوغو بالرسم بعد مرور 140 عاماً على وفاته.

وفقاً لملاحظات المعرض، كان هوغو شخصية عامة بارزة في فرنسا خلال القرن التاسع عشر، لكنه «كان يجد ملاذه في الرسم على الصعيد الشخصي».

وتوضح الأكاديمية الملكية للفنون أن «رؤى هوغو للرسم بطريقة غسيل الحبر للأبراج الخيالية، والوحوش، والمناظر البحرية لا تقل شاعرية عن كتاباته». وأضافت أن أعماله ألهمت شعراء رومانسيين ورمزيين، وكذا العديد من الفنانين، بمن فيهم السرياليون، حتى أن فينسنت فان جوخ وصفها بأنها «أشياء مذهلة».

وظل هوغو يمتنع لمدة طويلة عن عرض رسوماته إلا على أصدقائه المقربين، رغم أنه ضمن بقائها للأجيال المقبلة من خلال التبرع بها لـ«المكتبة الوطنية الفرنسية».

نادراً ما عُرضت على الجمهور أعماله، التي تم تنفيذ أكثرها بتقنية غسيل الحبر، وباستخدام أقلام الرصاص الغرافيت، والفحم، ولم يشاهدها أحد في المملكة المتحدة منذ أكثر من 50 عاماً، وفقاً للأكاديمية.

ويضم المعرض نحو 70 لوحة، ويهدف إلى استكشاف العلاقة بين أعمال هوغو الفنية والأدبية. وقد أُنجزت معظمها بين عامي 1850 و1870، خلال فترة نفيه إلى جزيرة غيرنزي بعد انقلاب نابليون الثالث في ديسمبر (كانون الأول) عام 1851. وخلال فترة نفيه، أكمل هوغو بعضاً من أهم أعماله، من بينها روايتا «العقوبات» و«البؤساء». ويتتبع المعرض تطور فنه من الرسوم الكاريكاتيرية المبكرة ورسومات السفر وصولاً إلى المناظر الطبيعية الدرامية، وتجاربه مع التجريد.

وبينما كانت كتاباته متجذرة في الواقع وتعالج موضوعات مثل الحرمان الاجتماعي وعقوبة الإعدام، بدت بعض رسوماته أكثر غموضاً، مثل لوحة «الفطر»، التي تُظهر فطراً ساماً عملاقاً ذي ملامح بشرية.


مقالات ذات صلة

العين الزرقاء وأسئلة لبنان الصعبة في معرض رمزي ملاط البيروتي

يوميات الشرق تدرّج رمزي ملاط في محاولة قراءة المجتمع من النظرة المبسّطة إلى التعقيد (الشرق الأوسط)

العين الزرقاء وأسئلة لبنان الصعبة في معرض رمزي ملاط البيروتي

شغلت الفنان اللبناني رمزي ملاط استفسارات مُرهِقة، مثل «كيف نتعاطى مع الريبة والمجهول؟». شعر بالحاجة إلى ملء فراغات الفَهْم.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق لم ينسَ فنّه (جامعة تشيستر)

معرض لفنان مُصاب بألزهايمر نسيَ كلَّ شيء إلا الرسم

تُعرض لوحات لجون رينشو في معرض ستوكبورت التذكاري للفنون بإنجلترا؛ وهو فنان مشهور مُصاب بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تجربة فنّية مختلفة تقدّمها شيماء كامل في أحدث معارضها (الشرق الأوسط)

دفء البيوت وحكايات الجدّات في معرض بالقاهرة

تضع شيماء كامل المتلقّي أمام رؤيتها التي تريد بثّها في وجدانه؛ وهي رؤية استخلصتها من اتجاهات تشكيلية عدة، تتبدّى فيها الصور الجمالية في أشكال مُفعمة بالحركة.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق سيدات في سيارة... من صور المعرض (المتحف الوطني للتاريخ الأميركي)

معرض صور عن أميركا التي لا يحبّ ترمب رؤيتها

يقدّم «فوتوغراف أميركي» 200 صورة لعدد من أساطير فنّ الفوتوغراف، تمثّل جوانب من الحياة الاجتماعية منذ أواخر القرن الـ19 حتى اليوم.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق الفنانة آلاء عبد النبي تتحدث لزائرين عن بعض أعمالها في المعرض (421 للفنون)

​آلاء عبد النبي: «ذكرياتك عني كفاية؟» غيّر طريقة تعاملي مع أعمالي

لا تخفي الفنانة الليبية - البريطانية آلاء عبد النبي سعادتها بما حققه معرضها الفردي الأول، الذي نظّمه لها «مجمع 421 للفنون» في أبوظبي.

مالك القعقور (لندن)

دعوات برلمانية وإعلامية مصرية لمنع مشاركة «الوحوش» في عروض السيرك

حادث السيرك في طنطا بدلتا مصر (فيسبوك)
حادث السيرك في طنطا بدلتا مصر (فيسبوك)
TT
20

دعوات برلمانية وإعلامية مصرية لمنع مشاركة «الوحوش» في عروض السيرك

حادث السيرك في طنطا بدلتا مصر (فيسبوك)
حادث السيرك في طنطا بدلتا مصر (فيسبوك)

تواصلت تداعيات حادث السيرك في مدينة طنطا (دلتا مصر)، الذي شهد هجوم نمر على مساعد للمدرب مما أدى إلى بتر ذراعه، وقدَّمت نائبة في البرلمان المصري اقتراحاً لحظر الحيوانات المفترسة «الوحوش» في فقرات السيرك، كما تصدرت «الترند» على «إكس»، السبت، مطالبات إعلامية بتدخل الدولة والتعامل «بجدية» مع هذا الأمر.

وقالت عضو مجلس النواب المصري، الدكتورة آيات الحداد، إنها تقدمت باقتراح برغبة لرئيس مجلس النواب في حظر استخدام الحيوانات المفترسة في العروض الترفيهية، في ظل تزايد المخاطر المرتبطة باستخدامها، وما تشهده مصر وبعض الدول المهتمة بهذا النوع من العروض من حوادث كارثية نتيجة هروب هذه الحيوانات أو مهاجمتها للمدربين والجمهور، مطالبة بضرورة «إعادة النظر في استخدام الحيوانات المفترسة داخل فقرات السيرك في مصر».

وأضافت النائبة آيات الحداد لـ«الشرق الأوسط»، أنها أوضحت في اقتراحها القرارات الصارمة التي اتخذتها دول كثيرة بحظر هذه الممارسات، لما لها من آثار سلبية على السلامة العامة، والحياة الفطرية، وحقوق الحيوان.

عضو مجلس النواب المصري آيات الحداد (الشرق الأوسط)
عضو مجلس النواب المصري آيات الحداد (الشرق الأوسط)

وعدّت اقتراحها بمنزلة «رؤية حديثة ومتكاملة لإلغاء استخدام الحيوانات المفترسة في السيرك المصري، بما يحقق التوازن بين الترفيه الآمن، وحماية البيئة، وضمان عدم وقوع كوارث مستقبلية».

وكانت مدينة طنطا قد شهدت حادثاً مروعاً خلال أيام العيد، حيث هجم نمر أبيض بنغالي على مساعد للمدربة أنوسة كوتة، المتخصصة في «تدريب وترويض الوحوش»، كان يحاول ربط النمر من خارج القفص، والتهم النمر جزءاً من ذراعه ما أدى إلى بترها، وأجريت تحقيقات موسعة في الواقعة مع فحص الحيوانات، وانتشر مقطع الفيديو بشكل كبير على «السوشيال ميديا».

وأوصت النائبة المصرية بإنشاء صندوق لدعم السيرك الحديث، لمساعدة العروض التقليدية على تبني تقنيات متطورة مثل السيرك الرقمي والعروض الثلاثية الأبعاد، وكذلك تنظيم مهرجانات وطنية للسيرك الحديث، لدعم الابتكار وتشجيع العروض الخالية من استغلال الحيوانات، والاستفادة من تجارب الدول الرائدة في تطوير صناعة السيرك بشكل مسؤول ومستدام.

وأبدى عمرو أديب الإعلامي المصري استنكاره للواقعة، واستضاف في برنامجه، الجمعة، محمد إبراهيم البسطويسي، ضحية الحادث الذي وقع في السيرك بطنطا، مُلحّاً عليه بالسؤال عما يمكن فعله لمساعدته على تجاوز هذه الأزمة، مشدداً على ضرورة التعامل بجدية شديدة مع هذا الأمر بتدخل من الدولة، وتساءل إن كان هذا السيرك خاصاً أم تابعاً لوزارة الثقافة، لافتاً إلى أنه كان يمكن أن تقع مأساة لو خرجت هذه الحيوانات.

وتداولت وسائل إعلام محلية أخباراً عن «إخلاء وإزالة سيرك طنطا» عقب الحادث، وتتابعت تعليقات تطالب بحظر استخدام الحيوانات المفترسة «الوحوش» ضمن ألعاب السيرك.

وكان المخرج وليد طه، المشرف العام على السيرك القومي في مصر، قد أكد على إجراءات السلامة المتبعة في عروض ترويض الحيوانات المفترسة، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن تأمين هذه الفقرة يكون بإجراءات ووسائل حماية وأمان عالية جداً، يُقرها المدرب وتشرف إدارة السيرك على تنفيذها. كما أكد أن «هذه الفقرة لا تخلو من مخاطرة، لذلك يكون التأمين بقفص داخل قفص (شبكة) بمسافات ضيقة جداً، فلا يمكن بأي حال من الأحوال الضرر بالمتفرج»، وأشار إلى وجود «عدد من المساعدين مع المدرب، وعدد آخر من المنظمين يصلون إلى 7 أشخاص لإحكام التأمين في صالة الجمهور حتى لا يتحرك الأطفال أو غيرهم»، موضحاً أن «جميع الحيوانات المفترسة التي تعمل في السيرك هي ملك للمدربين، والسيرك يتعاقد معهم بشروط معينة».

وتعرَّض محمد الحلو أحد الرواد في «ترويض الوحوش» لحادث عام 1984، حين هاجمه أسد خلال تقديم المدرب التحية للجمهور، وتوفي الحلو بعد فترة قصيرة من الحادث، وأوصى أبناءه بعدم قتل الأسد الذي تسبب في الحادث.