جدلٌ يرافق «اعتزال» محمد سامي الدراما كما مسلسلاته

المخرج المصري خائفٌ من الوقوع في فخ التكرار والملل

المخرج محمد سامي في موقع التصوير (حسابه في «فيسبوك»)
المخرج محمد سامي في موقع التصوير (حسابه في «فيسبوك»)
TT
20

جدلٌ يرافق «اعتزال» محمد سامي الدراما كما مسلسلاته

المخرج محمد سامي في موقع التصوير (حسابه في «فيسبوك»)
المخرج محمد سامي في موقع التصوير (حسابه في «فيسبوك»)

فجّر إعلان المخرج المصري محمد سامي عن اعتزاله الإخراج في الدراما التلفزيونية، جدلاً يواكب الجدل حول مسلسلاته السابقة، أو التي يُنافس بها في الموسم الرمضاني الحالي، وهما «إش إش»، و«سيد الناس».

وتصدَّر اسم محمد سامي وإعلانه الاعتزال «التريند» على «غوغل»، الخميس. بعد أن كتب منشوراً على صفحته في «فيسبوك» مودّعاً الدراما التلفزيونية، مؤكداً أن مسلسلي «إش إش» و«سيد الناس» آخر أعماله بعد رحلة طويلة بدأها منذ 15 عاماً، خصوصاً أنه لم يعد لديه ما يقدمه، وخوفاً من تشبع الجمهور من أسلوبه والوقوع في فخ التكرار والملل، وفق ما نشره.

واختتم سامي حديثه بالتأكيد على مغادرته مصر لمدة عامين لتعلُّم أشياء جديدة كان يطمح لها منذ زمن، في حين سانده نجوم عدة عبر تعليقاتهم على منشوره، وطالبوه بالعدول عن قراره، من بينهم تامر حسني ووفاء عامر.

المخرج المصري محمد سامي (حسابه في «فيسبوك»)
المخرج المصري محمد سامي (حسابه في «فيسبوك»)

وتوالت التعليقات من متابعين على «السوشيال ميديا» ربطت بعضها بين قرار اعتزال سامي والانتقادات التي تعرض لها مسلسلا «إش إش»، و«سيد الناس»، والمطالبة بإيقاف عرضهما بسبب بعض الجمل الحوارية والصوت العالي والشتائم والألفاظ النابية والعلاقات الأُسرية المعقدة، خصوصاً في مسلسل «سيد الناس».

وعدّ الناقد والكاتب المصري سمير الجمل ما أعلنه سامي «ما هو إلا محاولة للبحث عن (التريند)» وفق قوله، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «في حال اعتزاله بشكل جدي لن تتأثر الدراما سلباً، بل بالعكس ربما يشعر الناس براحة في غياب مسلسلات تروّج للعنف والبلطجة».

وتابع الجمل: «في حال عدول المخرج عن قراره، فيجب عليه اعتزال اللون الذي اعتاد عليه، وليعلم أن الدراما ليست بالكتائب الإلكترونية وإعلان تصدُّر المشاهدات».

وكانت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في مصر قد أعلنت في بيان لها عن البدء في تشكيل لجنة متخصصة تتولى وضع خطط وبرامج للإنتاج الدرامي والإعلامي، بعد الانتقادات الحادة التي تعرَّضت لها بعض المسلسلات الرمضانية واتهامها بالترويج للعنف والبلطجة، ويأتي هذا البيان بعد توصيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدعم القيم الإيجابية في المجتمع عبر الدراما والإعلام المصري.

في السياق، أعلن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، قبل يومين عن عقد مؤتمر حول «مستقبل الدراما في مصر» لمناقشة سُبل تطوير المحتوى الفني، بجانب إعلان الهيئة لعودة التلفزيون المصري للإنتاج بعد توقفه لسنوات.

الملصق الترويجي لمسلسل «إش إش» (الشركة المنتجة)
الملصق الترويجي لمسلسل «إش إش» (الشركة المنتجة)

وترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس أن «محمد سامي كان صائباً في إعلان اعتزاله»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «خصوصاً بعد تعرُّض أعماله الأخيرة لانتقادات شديدة وإحجام الناس عنها، وشعورهم بالتشبع من طريقته التي تعتمد على الإثارة وتكرِّس لنماذج اجتماعية مشوهة، والتي لم تعد مرغوبة ولا تحقِّق مشاهدات مثل السابق».

وتضيف ماجدة أن «المُشاهد المصري كان له دور كبير في الإحجام ورفض هذه الأعمال»، وأشارت إلى احتمالية عودة سامي مجدداً للإخراج الدرامي، بيد أنها طالبته حال العودة «بتقديم أعمال فنية ذات قيمة وترقى بالذوق العام»، وفق تعبيرها.

لم تكن الانتقادات الموجهة لمسلسلي «إش إش» و«سيد الناس» الأولى التي تواجه محمد سامي خلال مسيرته في الإخراج، فقد تعرض لأزمات مماثلة سابقاً، من بينها اتهامه بسرقة فكرة مسلسل «البرنس» قبل 5 سنوات، وتعرَّض مسلسله «نسل الأغراب» قبل 4 سنوات لانتقادات بسبب أداء الممثلين وإطلالات بعض الفنانات، وعدم إتقان اللهجة الصعيدية، بجانب الميزانية العالية، ما دعا الشركة المتحدة حينها لإعلان التوقف عن التعامل معه، إلا أنه عاد للعمل معها مجدداً عبر مسلسل «جعفر العمدة» قبل عامين، والأخير تعرض أيضاً لانتقادات بسبب بعض مشاهده.

الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق أكد أن «قرار سامي كان مفاجئاً وجاء في توقيت مُربك وفتح الباب للتأويلات والتكهنات حول سبب الاعتزال في هذا الوقت تحديداً».

الملصق الترويجي لمسلسل «سيد الناس» (الشركة المنتجة)
الملصق الترويجي لمسلسل «سيد الناس» (الشركة المنتجة)

واستنكر عبد الخالق في حديثه لـ«الشرق الأوسط» اعتزال سامي، مؤكداً أن «انتقادات البعض لمسلسليه الأخيرين ليس مبرراً، فقد تعرَّض من قبل لانتقادات أشد»، وفق قول عبد الخالق الذي يضيف: «بعيداً عن التكهنات والدخول في النوايا، وتعليقاً على السبب الذي ذكره في منشوره فيما يخصُّ رغبته في الدراسة وتطوير أدواته، أرى أنه سبب وجيه، خصوصاً أننا نحن النقاد وجَّهنا له نصيحة بالتغيير والتجديد لتفادي ملل الجمهور، وعدم السقوط في فخ التكرار».

وأخرج محمد سامي خلال مشواره الذي بدأه عام 2011 عدداً من المسلسلات، من بينها «آدم»، و«مع سبق الإصرار»، و«حكاية حياة»، و«كلام على ورق»، و«الأسطورة»، و«ولد الغلابة»، و«البرنس»، و«نسل الأغراب»، و«جعفر العمدة»، و«نعمة الأفوكاتو».

وقدّم سامي للسينما أفلاماً عدة، هي «عمر وسلمى 3»، و«ريجانا»، و«أهواك»، و«جواب اعتقال»، و«تصبح على خير»، إلى جانب مشاركته في كتابة بعض الأعمال التي أخرجها للتلفزيون والسينما.


مقالات ذات صلة

بلاغ للنائب العام في مصر يطالب بوقف مسلسل «سيد الناس»

يوميات الشرق مسلسل «سيد الناس» يواجه اتهامات في بلاغ للنائب العام  (الشركة المنتجة)

بلاغ للنائب العام في مصر يطالب بوقف مسلسل «سيد الناس»

في خطوة تصعيدية ضمن توابع الاعتراضات على بعض موضوعات الدراما الرمضانية، تَقدَّم محامٍ مصري ببلاغ للنائب العام، يطالب فيه بوقف مسلسل «سيد الناس».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق فتحي عبد الوهاب وأحمد عزمي من كواليس التصوير (الشركة المنتجة)

مسلسل «ظلم المصطبة» يُعيد دراما الريف إلى الواجهة بمصر

يُعيد مسلسل «ظلم المصطبة» الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان الحالي، دراما الريف إلى الواجهة في مصر، بعد سنوات من غيابها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق سوسن بدر في لقطة من مسلسل «الباء تحته نقطة» (الشركة المنتجة)

سوسن بدر: «الباء تحته نقطة» يحتفي بقرار تعليم السيدات في الإمارات

أعربت الفنانة المصرية سوسن بدر عن فخرها بمشاركتها في المسلسل الإماراتي «الباء تحته نقطة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إعادة تشكيل لجنة الدراما في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (الهيئة الوطنية للإعلام)

هل تصبح «لجنة الدراما» أداة رقابية على صُناع المسلسلات في مصر؟

أثار قرار تشكيل «لجنة الدراما» من قِبل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، الخميس، الجدل مجدداً حول آليات الرقابة على الدراما التلفزيونية.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق يتناول المسلسل قصة حب تخرج عن المألوف (إنستغرام)

كاتبة مسلسل «نفس» إيمان السعيد: شخصياتي تعبُر من العتمة إلى الضوء

في «نفس»، يعبُر قلم إيمان السعيد إلى عالم الروحانيات والبُعد النفسي. تتحدّى وتواجه بمحتوى نص متمكّن يخرج عن المألوف، ويحمل التركيبة الرومانسية البسيطة. 

فيفيان حداد (بيروت)

إطفاء الأضواء حول العالم بمناسبة «ساعة الأرض»

أشخاص يشاهدون إطفاء أنوار برج إيفل في باريس للمشاركة في حملة ساعة الأرض (إ.ب.أ)
أشخاص يشاهدون إطفاء أنوار برج إيفل في باريس للمشاركة في حملة ساعة الأرض (إ.ب.أ)
TT
20

إطفاء الأضواء حول العالم بمناسبة «ساعة الأرض»

أشخاص يشاهدون إطفاء أنوار برج إيفل في باريس للمشاركة في حملة ساعة الأرض (إ.ب.أ)
أشخاص يشاهدون إطفاء أنوار برج إيفل في باريس للمشاركة في حملة ساعة الأرض (إ.ب.أ)

غرقت معالم شهيرة وآفاق مدن حول العالم في الظلام، يوم السبت، مع انضمام الملايين إلى حملة ساعة الأرض، وهي مبادرة عالمية أطلقتها منظمة «الصندوق العالمي للطبيعة» للدعوة إلى تحرك عاجل لمواجهة التغير المناخي ووقف فقدان الطبيعة والتنوع البيئي.

ومن آسيا إلى أوروبا، أطفأت المباني الكبيرة والصغيرة أنوارها في رسالة تضامن رمزية مع كوكب الأرض، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

إضاءة الأنوار في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بعد إطفائها لمدة ساعة (أ.ف.ب)
إضاءة الأنوار في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بعد إطفائها لمدة ساعة (أ.ف.ب)

وبدأت موجة الإظلام التدريجي من نيوزيلندا، حيث غطت الظلمة برج سكاي تاور وجسر هاربور بريدج في أوكلاند، بالإضافة إلى مباني البرلمان في ويلينغتون عند الساعة (08:30) مساء بالتوقيت المحلي. كما شارك العديد من المعالم والمباني في مختلف أنحاء البلاد في هذا الحدث، إيذاناً ببدء الفعالية العالمية.

ومع انتقال ساعة الأرض إلى الغرب، تبعتها معالم أخرى، بما في ذلك دار الأوبرا في سيدني، وحدائق الخليج في سنغافورة، ومعبد وات آرون في بانكوك، وبوابة براندنبورغ في برلين، والكولوسيوم في روما، وعين لندن.

أشخاص يشاهدون إطفاء أنوار برج إيفل في باريس للمشاركة في حملة ساعة الأرض (إ.ب.أ)
أشخاص يشاهدون إطفاء أنوار برج إيفل في باريس للمشاركة في حملة ساعة الأرض (إ.ب.أ)

وقال حاكم العاصمة التايلاندية تشادشارت سيتيبونت: «كل ضوء يطفأ هو خطوة نحو مستقبل مستدام».

أشخاص يقفون أمام بوابة براندنبورغ في برلين قبل إطفاء أنوارها للمشاركة في حملة ساعة الأرض (د.ب.أ)
أشخاص يقفون أمام بوابة براندنبورغ في برلين قبل إطفاء أنوارها للمشاركة في حملة ساعة الأرض (د.ب.أ)

وفي برلين، تجمع المارة عند بوابة براندنبورغ التي خيّم عليها الظلام في الساعة (08:30) مساء، ورددوا أغنيات احتفالاً بهذه اللحظة.

أضواء الكولوسيوم في روما قبل إطفائها للمشاركة في حملة ساعة الأرض (إ.ب.أ)
أضواء الكولوسيوم في روما قبل إطفائها للمشاركة في حملة ساعة الأرض (إ.ب.أ)

ونمت حملة «ساعة الأرض»، التي بدأت في أستراليا عام 2007، لتصبح حركة عالمية. وأصبحت الشوارع بأكملها وأفق المدن والمعالم البارزة تظلم بشكل روتيني للفت الانتباه إلى أزمة المناخ.