سعيد سرحان لـ«الشرق الأوسط»: أنتظر نهاية «بالدم» لنحتفل بالإنجاز

يحصد نجاحاً كبيراً بتجسيده شخصية الطبيب العاشق «آدم»

نقاط عدّة تجمعه بشخصية الدكتور «آدم» (إنستغرام)
نقاط عدّة تجمعه بشخصية الدكتور «آدم» (إنستغرام)
TT
20

سعيد سرحان لـ«الشرق الأوسط»: أنتظر نهاية «بالدم» لنحتفل بالإنجاز

نقاط عدّة تجمعه بشخصية الدكتور «آدم» (إنستغرام)
نقاط عدّة تجمعه بشخصية الدكتور «آدم» (إنستغرام)

يُلاقي الممثل اللبناني سعيد سرحان من خلال دوره في مسلسل «بالدم» تفاعل المتابعين الكبير. شخصية الطبيب «آدم» التي يُجسّدها تشبهه إلى حدّ كبير، كما يكشف لـ«الشرق الأوسط». ومن خلال علاقة الحبّ التي تجمعه بـ«حنين» (ماريلين نعمان)، يحصد شعبية هائلة لدى الجنس اللطيف. يبرز ذلك عبر مواقع التواصل، فالتعليقات الكثيفة التي تتناول شخصيته الرومانسية تُثني على أدائه، مما يضعه اليوم في مصاف نجوم الدراما العاطفية. فهل يتقاطع مع رومانسية الدكتور «آدم» في حياته اليومية؟ يردّ: «ليتني لا أشبهه في الحبّ لأنني ممَن يُعطون في العلاقات حدّ الذوبان، فدفعت ثمناً غالياً في تجاربي العاطفية. قد تلتقي مرات بالشخص الذي يستغلّ مشاعرك حدّ الابتزاز، مما قد يستنفد طاقة كبيرة من أحاسيسك».

قدَّم سرحان في «بالدم» أول أدواره الرومانسية بامتياز (إنستغرام)
قدَّم سرحان في «بالدم» أول أدواره الرومانسية بامتياز (إنستغرام)

يُشكّل سرحان مع ماريلين نعمان ثنائيةً رومانسيةً باتت على كلّ لسان. ولعلّ شوق المُشاهد لمتابعة علاقة حبّ حقيقية ضمن عمل درامي، ملأ فراغه هذا الثنائي بنجاح ملحوظ.

ويشير إلى أنَّ شخصية «آدم» تشبهه من نواحٍ عدّة: «يُشبهني في حبّه للعطاء بلا حدود. وكذلك في وحدته التي يزاولها لمراجعة حساباته، وفي قيادة دراجة نارية. وأنا على الطريق خلال القيادة، أستمع إلى الموسيقى».

أما الفارق بينه وبين «آدم» فيختصره بعدم تمتّعه بهدوئه. فهو انفعالي جداً، ومؤخراً بدأ يتعلَّم ضبط أعصابه: «حتى دمعته العاصية فيها مني. فـ(آدم) لا يبكي إلا نادراً لئلا تفقد الدمعة قيمتها».

بلغة جسد محترفة ونبرة صوت ترنُّ بهدوء، سرق سعيد سرحان انتباه المُشاهد. وفي غياب معاني كلمات يقولها بفعل صوته المنخفض، كان متابعه يكتفي بجرعات المشاعر التي تصله. من هنا، يشير إلى أنَّ الممثل عندما يؤدّي شخصية تُشبهه إلى حدّ كبير، فذلك يشكّل عليه صعوبة.

سبق أن جسَّد أدواراً مختلفة لا تُشبهه، فأسقط عليها شيئاً من ذاته بما يناسب طبيعة الدور: «إنها المرة الأولى التي ألعب فيها دوراً يُشبهني، لتكمُن صعوبته في الفصل بيني وبين الشخصية. فلم أرغب في أن أمثّل شخصيتي وإنما شخصيته. الفنّ ليس مسطرة وكمبيوتراً، وإنما معالجة طويلة فيها أحاسيس ومشاعر، وحضور نفسي وجسدي».

عدَّ النجاح إنجازاً لكون «بالدم» المسلسل اللبناني الوحيد في رمضان (إنستغرام)
عدَّ النجاح إنجازاً لكون «بالدم» المسلسل اللبناني الوحيد في رمضان (إنستغرام)

ويتابع أنه يستمتع بتجسيد الأدوار المركَّبة ذات المساحات الواسعة للتحرُّك فيها. ولكن في شخصية «آدم» تُقيَّد حركته لدورانها في محور محدّد. فهو المتلقّي بشكل دائم وليس المُبادر. وهذا صعب، إذ على الممثل أن يتحرّك في مجاله لئلا يقع في خطأ غير محسوب. وبرأيه، إنّ كاتبة العمل نادين جابر تعرف كيف تسير بين النقاط لتوليد المشاعر في كل لحظة.

ويؤكد أيضاً أنّ دوره في «بالدم» علِقَ في ذاكرة المتلقّي: «تجاوز بوَقْعه ما حقّقته في شخصية (علي) بمسلسل (الهيبة). كل كاركتير يجب أن يُؤدَّى بطريقة صحيحة ليأخذ حصّته من انتباه الجمهور. وأعتقد أنّ ما حقّقناه في (بالدم) ترعاه عناية إلهية لمرورنا بمصاعب عدّة خلال تصويره، لا سيما الحرب الأخيرة. أُعدُّ نجاحه إنجازاً، كونه المسلسل اللبناني الوحيد الذي نافس في سباق رمضان».

ويرى سرحان أنّ منتج العمل جمال سنان سار بخطّة مُحكَمة. فلم يتسرَّع عندما أدرك قدرات أولاد بلده الفنّية. وتطلّب الأمر منه جرأة لم يتشجّع أحد مؤخراً للإقدام عليها. كما حضر في العمل النصُّ الجيّد والإنتاج والإخراج والتمثيل المطلوب، فتحقّق النجاح ونسبة المشاهدة العالية.

شكَّل مع ماريلين نعمان ثنائيةً ناجحة (إنستغرام)
شكَّل مع ماريلين نعمان ثنائيةً ناجحة (إنستغرام)

التفاعل الكبير يُشبه بطبيعته النتائج التي يتلقّفها الممثل على المسرح: «في الماضي، لم نلمس مثل هذا التفاعل المباشر إلا على الخشبة، حيث كنا نتعرَّف إلى ردّ فعل الجمهور بلحظتها. اليوم، مواقع التواصل تلعب هذا الدور بشكل ملحوظ».

تتلوّن علاقة «آدم» و«حنين» بمواقف رومانسية. وفي إحدى الحلقات ترجما دفئها بنظرة وابتسامة، فقُبلة. يتابع: «القبلة كانت بريئة ولم تخدش المٌشاهد؛ فلا إغراءات ولا إيحاءات. برأيي، إنّ تفادي هذا النوع من المشاعر في أعمالنا الدرامية غير صحي. فمعظمنا يتغنَّى بواقعية الأعمال الدرامية الغربية، وعندما نقترب من ترجمتها في مسلسلاتنا نُنتَقد. كما أنّ كثيراً من الصفاء يحكُم طبيعة علاقة (حنين) و(آدم)، فصدّقها الجمهور وتماهى معها».

يصف سرحان أجواء التصوير بالرائعة. فالجميع عمل بقلب واحد، واعتمد على جهده للنجاح: «انسجام تام حضر بين الممثلين، فهمّنا الوحيد كان كسب الرهان لنجاح عمل لبناني بامتياز في موسم رمضان. ولا أفشي سراً بالقول إنَّ نجمة العمل ماغي بو غصن شكّلت الأساس لإرساء هذه الأجواء. وكانت مثل الجميع، تبذل الجهد ولا تُميّز نفسها عن أحد. طاقتها على موقع التصوير جعلتنا نتحمَّس أكثر لتقديم المطلوب. كنا عائلة بكل ما للكلمة من معنى».

وعمّا تعني له تجربته في «بالدم»، يختم: «إنها علامة فارقة، ولكن سأنتظر حتى حلقته الأخيرة لأقف على نتائجه النهائية على الأرض. عندها ستكون لحظة الانتصار كبيرة مكلَّلة بفرح الإنجاز».


مقالات ذات صلة

مخرج «لام شمسية» يدافع عن استعانته بنشيد «اسلمي يا مصر»

يوميات الشرق مشهد من مسلسل «لام شمسية» - الشركة المنتجة

مخرج «لام شمسية» يدافع عن استعانته بنشيد «اسلمي يا مصر»

دافع المخرج المصري كريم الشناوي عن اختتام حلقات مسلسله الرمضاني «لام شمسية» بالنشيد الوطني المصري «اسلمي يا مصر».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري حمادة هلال (صفحته على «فيسبوك»)

حمادة هلال لـ«الشرق الأوسط»: لن نقدم جزءاً سادساً من «المداح»

أكد الفنان المصري حمادة هلال أن تصوير مسلسل «المداح» طيلة السنوات الخمس الماضية، أثَّر سلباً على مسيرته الغنائية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أرهقها دور «إكرام» لكثرة البكاء والحزن (إنستغرام)

سمارة نهرا استحضرت والدتها لتجسيد دورها في «بالدم»

سمارة نهرا تعترف بأنه «أتعبني دور إكرام في مسلسل (بالدم) كثيراً... فكنت دائماً الأم الحزينة التي تبكي باستمرار».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق سامر البرقاوي

البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: لستُ مع فكرة البطل الذي لا يُقهر

وضع سامر البرقاوي رؤيته الإخراجية لمسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني، وبحرفيته المعهودة حبك العمل بعصارة خبراته، وتوّجها بتناغم بارز بينه وبين تيم حسن.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة التونسية الراحلة إيناس النجار - حسابها بموقع «فيسبوك»

الموت يغيب الفنانة التونسية إيناس النجار في مصر

توفيت الفنانة التونسية إيناس النجار بأحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة بعد تعرضها لأزمة صحية خلال الأيام القليلة الماضية.

داليا ماهر (القاهرة )

بنايات طشقند الحديثة... إرث معماري وإلهام للمحافل الدولية

أوتيل أوزبكستان رمز معماري (كاريل بالاس)
أوتيل أوزبكستان رمز معماري (كاريل بالاس)
TT
20

بنايات طشقند الحديثة... إرث معماري وإلهام للمحافل الدولية

أوتيل أوزبكستان رمز معماري (كاريل بالاس)
أوتيل أوزبكستان رمز معماري (كاريل بالاس)

لمدينة طشقند بأوزبكستان طابع خاص؛ فهي تتميز بالبنايات العصرية في الغالب، وليست أي بنايات؛ فهي تتميز بالحجم الضخم والامتداد على مساحات واسعة، ولا يبدو ذلك غريباً في المدينة التي تتميز بشوارعها العريضة التي تحدها الحدائق والأشجار. ولكن للبنايات التي تصادفنا تاريخاً ومعماراً متميزاً.

وفي العموم، تستحق المباني الحديثة التي بُنِيت في النصف الثاني من القرن العشرين الزيارة والتأمل في تفاصيل المعمار الحديث المخلوط بعوامل من التراث الإسلامي للمدينة. لكل بناية حكاية ومصممون معماريون من الروس والأوزبك، ولكن العنصر الجامع بينها هو المعمار المميز بالصلابة والقوة والضخامة، أمر كان مهماً بعد الزلزال المدمر الذي قضى على أجزاء كبيرة من طشقند في عام 1966.

كلية الفنون الجمهورية (كاريل بالاس)
كلية الفنون الجمهورية (كاريل بالاس)

وحالياً، يجري مشروع ضخم لحصر ومعاينة مباني مدينة طشقند بأوزبكستان الأيقونية التي جعلت من المدينة مركزاً مهماً في آسيا الوسطى إلى درجة أن أُطلق عليها لقب «موسكو الشرق». وبحسب جايان عوميروفا المدير التنفيذي لمؤسسة تنمية الفنون والثقافة تحت إشراف وِزَارَة الثقافة في أوزبكستان، فالطرز المعمارية التي تميزت بها المباني في طشقند خرجت عن الأنماط الأوروبية، ودمجت الأنماط التراثية والأشكال الإسلامية مع التصاميم المعاصرة.

عوميروفا تقود مع فريق من المعماريين والباحثين وخبراء الترميم العالميين مشروعاً ضخماً لأرشفة وتوثيق العمارة الحداثية في طشقند. وأسفرت مجهودات المؤسسة عن تسجيل 20 مبنى في القائمة الوطنية، لتصبح مواقع تراثية محمية. وتنتظر المنظمة قرار اليونيسكو بإدراج 16 من المباني تحت بند التراث العالمي.

تشير عوميروفا في مقدمة كتاب Tashkent Modernism إلى أهمية المحافظة على البنايات الشهيرة، وأنه أصبح أمراً ملحاً، لا سيما بعدما دُمّرت بناية «بيت السينما» الشهير في طشقند عام 2017. وتضيف: «لقد أدركنا بوضوح أن المباني التي أصبحت رموزاً لطشقند الحديثة تحتاج إلى حماية من الدولة وحملة لرفع مستوى الوعي بأهميتها». وبحسب تقرير اليونيسكو تُعدّ البنايات الـ16 «نماذج بارزة للعمارة السوفياتية الحديثة، بفضل تصميمها الفريد. كما تعكس التعاون بين معاهد التصميم في طشقند وموسكو، وتطور البحث المعماري من عام 1960 إلى عام 1991. وقد أدّت التجارب إلى ابتكارات في علم الأنماط والتقنيات لمقاومة الزلازل، وتخفيف آثار المناخ، والتكيُّف مع الثقافة الإقليمية».

جايان عوميروفا المديرة التنفيذية لمؤسسة تنمية الفنون والثقافة تحت إشراف وِزَارَة الثقافة في أوزبكستان (ACDF)
جايان عوميروفا المديرة التنفيذية لمؤسسة تنمية الفنون والثقافة تحت إشراف وِزَارَة الثقافة في أوزبكستان (ACDF)

أُتيحت لـ«الشرق الأوسط» المشاركة في جولة مركزة على أهم المباني بالمشروع، برفقة عدد من الخبراء العالميين الذي يعملون حالياً على توثيقها في كتاب يصدر قريباً. وركزت الجولة أيضاً على أهمية المعمار الحديث في استلهام موضوعات أجنحة الدولة في «إكسبو أوساكا» و«بينالي فينيسيا» للعمارة. وفيما يلي نظرة على بعض المباني الأيقونية بالعاصمة الأوزبكية.

متحف الدولة لتاريخ أوزبكستان

يقع المتحف في مبنى ضخم بواجهة تحمل كثيراً من العناصر الشرقية المتمثلة في أسلوب الأرابيسك الذي يميز الواجهة. انتهى بناء المبنى في 1974 وصممه معماريون روس ليكون أحد المتاحف المخصصة للزعيم الروسي لينين.

وبحسب المهندسة المعمارية، المشاركة في المشروع إيكاترينا جولوفاتيوك، وهي أيضاً قيمة مشاركة على جناح أوزبكستان في بينالي فينيسيا للعمارة التي رافقتنا في الجولة؛ فالمتحف أصبح مقياساً للمباني المماثلة بعد ذلك، كما أنه أصبح أيقونة رمزية لمدينة طشقند.

تقول جولوفاتيوك إنَّ المبنى يتميز ببنائه من الصلب الذي اعتبر ملائماً لمدينة عاصرت زلزالاً مدمراً في الستينات.

وتؤكد أن التصميم المعماري أكد العناصر التراثية التقليدية مثل «البانجارا» أو السواتر الخشبية، وهي تماثل المشربيات الخشبية التي تميز المباني التقليدية في البلاد الإسلامية التي كانت تستخدم لحجب أشعة الشمس المباشرة، وأيضاً للخصوصية.

اللافت أن المباني الحديثة في أوزبكستان خلال الستينات، وحتى التسعينات من القرن الماضي كثفت من استخدام العناصر التراثية وعناصر الأرابيسك في واجهات المباني. وأصبح استخدام طراز السواتر الخشبية أو المشربيات جامعاً بين الوظيفة والعناصر الجمالية.

متحف التاريخ بطشقند (كاريل بالاس)
متحف التاريخ بطشقند (كاريل بالاس)

بناية زم تشونغ السكنية

يعد المعماريون نمط بناية زم تشونغ في طشقند مرادفاً لمفهوم «المحلة»، وهو ما يوازي نظام «الحارة». والبناية يمكن اعتبارها مجتمعاً سكنياً، بحسب تصميمها المعتمد على وجود فناء واسع له شرفة ضخمة مفتوحة تطل عليه أبواب الشقق، ويتكرر كل ثلاثة أدوار. نصعد مع الفريق المعماري المصاحب لتفقد أدوار البناية الفريدة في تصميمها، وهو للمعمارية أوفيليا آيدينوفا.

التصميم بالفعل مختلف. ومع أن البناية تحتاج إلى صيانة، فإن ذلك لم يُفقِدها أهميتها، ولا خصوصيتها التي يحرص عليها السكان. تقترب منا سيدة يبدو عليها الانزعاج من وجود غرباء في المبنى، وتتساءل لماذا نحن هنا. ويجيبها أحد المعماريين بغرضنا من الزيارة، وأننا برفقة واحدة من السكان. هذا الاهتمام يدل على الإحساس بالجماعة، كما يقول المعماري المرافق لنا: «السكان هم من يتولون إدارة هذا المبنى، ولا يريدون التدخل الخارجي في أمورهم».

تقول لنا سيدة من السكان إن الفناءات الموزَّعة على المبنى هي مساحات للقاء السكان، وقد تحتضن الأفراح أو حفلات الشواء.

على السطح نرى بركة للسباحة كان الصغار يسبحون فيها في أوقات الصيف، ونعرف أن هذه البركة مهمة لتصميم العمارة، حيث يساعد ثقل الماء على توازن البناية.

جانب من بناية بناية زم تشونغ السكنية (كاريل بالاس)
جانب من بناية بناية زم تشونغ السكنية (كاريل بالاس)

أوتيل أوزبكستان

يُعتبر هذا الفندق بتصميمه اللافت على هيئة صفحة كتاب مفتوح من أهم النماذج البصرية المميزة لمعمار مدينة طشقند. شُيّد المبنى في عام 1974 بوسط المدينة، ويتميز بواجهته التي تشبه الشبكة الخراسانية، وتحمل طابعاً جمالياً مقتبساً من فن الأرابيسك... مزج فريق المعماريين في هذا التصميم الهائل حجماً بين الاستفادة من الشكل الجمالي للمبنى وحماية الغرف من أشعة الشمس المباشرة.

السينما البانورامية

المبنى الدائري للسينما البانورامية يحتل رقعة ضخمة من الأرض تحيط به مساحات فارغة تُركت عمداً لضمان حركة الجماهير التي تفد لهذا المبنى الذي يحتضن فعاليات مهرجان طشقند السينمائي الدولي. يجسد المبنى روح المدينة في ستينات القرن الماضي، ويكتسب أهمية خاصة، بسبب تصميمه التجريبي.

السينما من خارجها، كما داخلها، تتميز بالحجم الضخم. ومن الواضح أنها صُمّمت لأعداد كبيرة جداً من الجمهور، غير أن نمط السينما البانورامية لم يستمر طولياً، ما جعل الشاشة الضخمة والتقنيات المعدة لمثل هذه العروض من دون فائدة.

ولهذا يتم تحويل نشاطات السينما لاستضافة مسرحيات ومؤتمرات أو جلسات للكونغرس وما شابه ذلك.

مبنى السينما البانورامية (الشرق الأوسط)
مبنى السينما البانورامية (الشرق الأوسط)

مبان ملهمة

ضمَّت الجولة زيارة مبانٍ مختلفة الوظائف، مثل محطة مترو «كوزمونوت» المخصصة للاحتفاء بعلماء ورواد الفضاء من أوزبكستان، ومبنى فرن الطاقة الشمسية في منطقة باركنت خارج العاصمة، وهو الذي مثَّل الإلهام لجناح الدولة في «إكسبو أوسكا» باليابان... هناك أيضا مبنى البازار الضخم «خورسو» المميز بقبة هائلة تضمّ أسفل منها مساحات واسعة حيث تُقام منصات لبيع الخضراوات والأطعمة والملابس. مبنى السيرك أيضاً من المباني التي تطمح أوزبكستان لأرشفتها.

محطة مترو "كوزمونوت" (الشرق الأوسط)
محطة مترو "كوزمونوت" (الشرق الأوسط)

جناح أوزبكستان ببينالي فينيسيا

يبدو بارعاً استخدام أجنحة الدولة في المحافل العالمية أنماط العمارة المحلية لتسليط الضوء عليها؛ ففي «بينالي فينيسيا للعمارة» استوحى المعماريان إيكاترينا جولوفاتيوك وجياكومو كانتوني تصميم الجناح من مبنى «معهد الشمس للعلوم المادية» خارج العاصمة طشقند. ويتأمل الجناح في أهمية معمار أوزبكستان الحديث وإمكاناته، ويتناول الأهمية التاريخية والمعاصرة لمبنى «معهد الشمس»، مسلطاً الضوء على دوره العلمي وأهميته الثقافية خارج الحدود الوطنية.

مبنى معهد الشمس للعلوم المادية (الشرق الأوسط)
مبنى معهد الشمس للعلوم المادية (الشرق الأوسط)

يمثل «معهد الشمس للعلوم المادية» آخر المشروعات العلمية للاتحاد السوفياتي، وبُنِي عام 1987 ويُعدّ واحداً من اثنين في العالم متخصصَيْن في دراسة تحولات المواد تحت درجات حرارة هائلة، ويتميز المبنى بموقعة المتربع على تلة عالية وبتصميمه اللافت والمرايا التي تغطي واجهته. خلال زيارتنا للمبنى نلحظ وجود العائلات التي تحرص على زيارة المبنى وإتاحة الفرصة للأطفال للاطلاع على التجارب العلمية البسيطة التي يقوم بها فريق من الخبراء أمام الزوار. وبحسب بيان العرض، فسيقدم القيمان سرداً مزدوجاً لـ«معهد الشمس»، مستكشفين إرثه المتناقض، كإنجاز تكنولوجي متقدم وبنية تحتية شكلتها قيود عصره. سيسلط المعرض الضوء على كيفية تجسيد هذا الهيكل للتناقضات؛ فهو حداثي وقديم، مستدام وغير مستدام، تعليمي وسري، احتفالي ونفعي. من خلال إعادة تفسير أهميته المعمارية والعلمية. يهدف المعرض إلى إثارة نقاشات حول الحفاظ على التراث والابتكار ودوره في صياغة المستقبل. وسيعرض داخل الجناح بعض القطع التي زينت المعهد، ويتم حالياً تفكيك بعض الثريات العملاقة التي تتخذ من الشمس موضوعاً لها، ولها جماليات عالية.

جناح أوزبكستان في أوساكا والمسجد الكبير

تضم مدينة خيوة في ولاية خوارزم بغرب أوزبكستان أعجوبة أثرية، تتمثل في قلعة إيجان، وهي مدينة داخلية مسورة داخل المدينة، ومحمية كموقع تراث عالمي. تحوي المدينة القديمة أكثر من 50 أثراً تاريخياً تعود للقرن الثامن عشر والتاسع عشر.

المسجد الجامع في خيوة (الشرق الأوسط)
المسجد الجامع في خيوة (الشرق الأوسط)

ومن أمثلة هذه المباني المسجد الجامع الذي شيد في القرن العاشر، وأعيد بناؤه في عامي 1788 و1789م، ويتميز ببهو معمد يتألف من 112 عموداً خشبياً مأخوذة من بناية المسجد القديم. هناك جو خاص للمسجد المنخفض السقف، ويمثل الوقوف بين الأعمدة المتتالية وتأمل الطريقة التي ثُبّتت بها في الأرضية تجربة ممتعة للزائر.

بعض الأعمدة الخشبية أصابتها الأَرَضَة، وبعضها الآخر تم استبداله، ونلحظ خلال الجولة أن العواميد الجديدة تختلف في لونها ونقوشها. تعمل حالياً بعثة ترميم ألمانية على ترميم بعض الأعمدة وتثبيت القطع المتكسرة بها عبر إضافة قطع من خشب مماثل.

جانب من تصميم جناح أوزبكستان في «إكسبو أوساكا» (أتيليه بروكنر - مؤسسة تنمية الفنون والثقافة في أوزبكستان ACDF
جانب من تصميم جناح أوزبكستان في «إكسبو أوساكا» (أتيليه بروكنر - مؤسسة تنمية الفنون والثقافة في أوزبكستان ACDF

المسجد الجامع أيضاً كان ملهماً لتصميم جناح أوزبكستان في «إكسبو أوساكا» الذي يحمل عنوان «حديقة المعرفة... مختبر للمجتمع في المستقبل»، وصمَّمه أتيليه بروكنر، ويركز على مفهوم الاستدامة والابتكار والثقافة الأوزبكية.

يمزج الجناح المكوَّن من طابقين، بمساحة 750 متراً مربعاً، بين التقاليد والتصميم المستقبلي، ليعكس دورة حياة الحديقة. ويُعيد الجناح تفسير تراث مدينة خيوة كمساحة معاصرة للتجمع والتبادل. يدمج هيكله بين الطوب والطين، اللذين يُمثلان الأرض والتراث، وخشب السوجي، وهو نوع من السرو يُزرع بالقرب من أوساكا.