«حسبة عمري» يثير جدلاً حول حق المرأة في ثروة زوجها

مسلسل رمضاني من بطولة روجينا وعمرو عبد الجليل

لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)
لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)
TT

«حسبة عمري» يثير جدلاً حول حق المرأة في ثروة زوجها

لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)
لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)

أثار المسلسل الرمضاني «حسبة عمري» جدلاً حول حقّ المرأة في ثروة زوجها، أو ما يعرف بحق «الكد والسعاية» الذي تحصل عليه لمشاركتها الزوج في رحلة كفاحه ومساهمتها في تحقيقه نجاحاً وثروة.

جذبت الحلقات الأولى من المسلسل المصري اهتماماً لافتاً على منصة «X»، حيث أشاد مغردون بالعمل لكونه أحد المسلسلات التي تطرح قضايا المرأة، فيما أشاد متابعون على «فيسبوك» بالجانب الكوميدي في المسلسل، رغم جدية القضية التي يتناولها.

المسلسل الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من رمضان على قناة ومنصة «Watch It»، وتدور أحداثه في 15 حلقة، تقوم ببطولته روجينا، وعمرو عبد الجليل، وعلي الطيب، ومحمد رضوان، ونادين. عن قصة لمخرجته مي ممدوح، وكتب له السيناريو والحوار محمود عزت، وتشارك به مجموعة من ضيوف الشرف، من بينهن الفنانات إلهام شاهين ورانيا فريد شوقي. وقدّم المطرب محمود العسيلي شارتي البداية والنهاية للمسلسل، التي كتب كلماتهما الشاعر أيمن بهجت قمر، وألحان عزيز الشافعي، يقول فيها: «متجوزين، اتنين وفيه منهم كتير، لا متلاقيش بينهم فروق، متجوزين، ورا كل رجل ست بتقويه قوي وشداه لفوق»،

روجينا بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

وفيما تبدأ أحداث المسلسل بحفل زفاف مبهج، تستقل فيه العروس «نور إيهاب» يختاً رفقة أسرتها، وهي تتأبط ذراع والدها «فاروق»، الذي يجسد دوره عمرو عبد الجليل، الذي يلفت الأنظار بعدم رغبته تسليم العروس لزوجها كما يفعل معظم الآباء، ما يثير دهشة العريس، وتنقذ والدة العروس «هند» التي تلعب دورها روجينا الموقف بأن تسلم العروس إلى زوجها، ليتكشف للمشاهد مدى تعلق الأب بابنته، ورفضه من البداية زواجها لتعلقه الشديد بها. تتفاقم أزمة الأب بعد سفر ابنته لشهر العسل، وتتفجر خلافات بينه وبين الزوجة، فيقوم بطردها من المنزل، بعدها تبدأ رحلة الزوجة في الحصول على حقها، خاصة أنها تركت عملها بناء على رغبته وتفرغت لرعاية أسرتها ومساندته حتى أصبح من كبار مهندسي الديكور.

لقطة تجمع بين روجينا وعمرو عبد الجليل (الشركة المنتجة)

ظهرت الفنانة إلهام شاهين بأحد المشاهد في الحلقة الثانية من المسلسل في شخصية سيدة مشردة تُقيم في الشارع، تلتقي بها «هند»، وتكتشف أن هذه المشردة تعيش قصة حزينة، بعد أن طردتها ابنتها من المنزل بتحريض من زوجها، بينما شهدت الحلقة الثالثة محاولات من شقيق هند وصديق «فاروق» للصلح بينهما.

وبحسب الناقد محمد عبد الرحمن، فإن المسلسل يتطرق لقضية لم تتناولها الدراما المصرية من قبل، رغم تطرقها لقضايا الطلاق والانفصال ومدى تأثير ذلك على الأسرة. ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المشكلة في «حسبة عمري» تبدأ من تعاظم الخلاف بين الزوجين بعد زواج الابنة الكبرى حتى استحالت الحياة بينهما، وما يتبع ذلك من مطالبة الزوجة بحقّها بعدما وجدت نفسها في الشارع في لحظة غضب من الزوج».

هذا النوع من الدراما وفق الناقد المصري يستهدف الأسرة المصرية، «ورغم أننا ما زلنا في بداية الحلقات، والحكم عليها لا يزال مبكراً، فإنه مما لا شك فيه أنه يعدّ إطلالة مغايرة للفنانة روجينا التي لمعت في هذه الأدوار من قبل في أعمال تطرح قضايا المرأة». ولفت عبد الرحمن إلى أنه «رغم جدية العمل، فإن الجانب الكوميدي كان حاضراً من خلال الأدوار التي لعبها عمرو عبد الجليل ومحمد رضوان، كما كانت هناك أيضاً لمحات كوميدية في أداء الفنانة روجينا».

الملصق الدعائي للمسلسل (الشركة المنتجة)

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الفقهاء تحدثوا عن كد المرأة في بيتها، وقد قسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الأعباء بين سيدنا علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة حين قال: «عليّ يكد خارج المنزل وفاطمة داخل المنزل».

وختم كريمة أن «حقّ الكدّ والسعاية» تستحقه المرأة، كما لو كانت هناك شراكة في عمل تجاري أو صناعي تقوم به الزوجة مع زوجها، كما جاء في حادثة «بنت رزيق» حين ذهب ورثتها إلى سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقالوا إنها كانت تعمل مع زوجها في أعمال التطريز، حيث كان يعمل زوجها حائكاً، فحكم سيدنا عمر - رضي الله عنه - لورثتها بأخذ ما تستحقه عن عملها مع زوجها.


مقالات ذات صلة

مي سليم: أُركز في الغناء بعد انشغالي لسنوات بالدراما

الوتر السادس مي سليم في كواليس التصوير (حسابها على {فيسبوك})

مي سليم: أُركز في الغناء بعد انشغالي لسنوات بالدراما

قالت الفنانة مي سليم إن ردود الفعل على أحدث أغنياتها المصورة «اتعلقت بيه» أسعدتها كثيراً، وشجعتها على التركيز في اختيار أغانٍ جديدة خلال الفترة المقبلة

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد فتحي في مشهد من مسلسل «اللعبة» (حسابه في فيسبوك)

أحمد فتحي: إضحاك الجمهور مسؤولية... ولم أندم على دور

أكّد الفنان المصري أحمد فتحي عدم ندمه على دورٍ قدَّمه، كاشفاً أنه تعرَّض لإخفاقات كثيرة ويتحمَّل ثمن اختياراته، وعدّ مهمّة إضحاك الجمهور «مسؤولية».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق شمعون في لقطة من مسلسل «عروس بيروت» (الشركة المنتجة)

تقلا شمعون: تجنبتُ مشاهدة النسخة الأصلية لمسلسل «امرأة»

تحدثت تقلا شمعون عن تجربتها في مسلسل «امرأة»، النسخة العربية من العمل التركي «كادن»، مثنية على طاقم العمل، واصفة إياه بأنه «جميل جداً».

«الشرق الأوسط» (مالمو (السويد))
يوميات الشرق محمود عبد العزيز وبوسي شلبي في إحدى الفعاليات (حساب شلبي على «إنستغرام»)

اتهامات متبادلة بين ورثة محمود عبد العزيز وأرملته تثير ضجة في مصر

أثارت اتهامات متبادلة بين «أرملة»، و«ورثة»، الفنان الراحل محمود عبد العزيز، ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج المصري عمرو سلامة (حساب سلامة على «فيسبوك»)

عمرو سلامة ومغامرة جديدة في «بريستيج»: مزيج جريء من الكوميديا والجريمة

قال المخرج المصري عمرو سلامة إنه يخوض مغامرة فنية محفوفة بالمخاطر عبر مسلسله الجديد «بريستيج» الذي يعرض على إحدى المنصات الرقمية.

مصطفى ياسين (القاهرة )

النسخة العاشرة من «ليلة الأفكار»... جسور فكرية بين لبنان وفرنسا

وزيرة الثقافة السابقة في فرنسا ريما عبد الملك (المركز الثقافي الفرنسي)
وزيرة الثقافة السابقة في فرنسا ريما عبد الملك (المركز الثقافي الفرنسي)
TT

النسخة العاشرة من «ليلة الأفكار»... جسور فكرية بين لبنان وفرنسا

وزيرة الثقافة السابقة في فرنسا ريما عبد الملك (المركز الثقافي الفرنسي)
وزيرة الثقافة السابقة في فرنسا ريما عبد الملك (المركز الثقافي الفرنسي)

تنطلق النسخة العاشرة من «ليلة الأفكار» في 15 مايو (أيار)، بمشاركة إعلاميين وأدباء وكُتَّاب من لبنان وفرنسا، حيث يتحاورون مع الجمهور ضمن لقاءات تبدأ عند السابعة مساءً وتستمر حتى منتصف الليل.

وتُعدّ الأمسية هذه، حدثاً ثقافياً بارزاً يُحتفى به في أكثر من 100 بلد منذ انطلاقه في فرنسا عام 2016، ويوفّر لروَّاده سنوياً، مساحة فريدة لتبادل الأفكار والنقاش في أبرز التحديات المعاصرة.

تُشير مديرة المركز الثقافي الفرنسي في لبنان، سابين سيورتينو، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن نسخة عام 2025 من «ليلة الأفكار» تدعو إلى التأمل في الاضطرابات الراهنة بالعلاقات الجيوسياسية العالمية، وتسلِّط الضوء على ديناميكيات استقطاب جديدة. وتتابع: «إنها تطرح تساؤلات في دور المجتمعات المدنية والشباب في تشكيل عالم الغد، وكيفية مواجهة هذه التحديات المصيرية».

مديرة المركز الفرنسي سابين سيورتينو (المركز الثقافي الفرنسي)

وترى سيورتينو أن موضوع «ليلة الأفكار» ذو طابع عالمي، وله أصداء خاصة في لبنان، حيث يتناول تحديات مصيرية مثل تغيُّر المناخ، وتطوُّر الذكاء الاصطناعي. وتضيف: «بعد الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان في خريف العام الماضي، بدأت رياح الأمل تهبُّ عليه مع انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة لبنانية جديدة. وهو ما يحفِّزُ اللبنانيين على التفكير في الدور الإيجابي الذي يمكن أن يؤدوه. كل هذه الموضوعات ستحضر في هذه الأمسية الغنية بمناقشة تحديات المستقبل».

تُفتتح الأمسية مع الرسام والكاريكاتيري برنار حاج، المعروف بلقبه «The Art of Boo»، الذي يتميّز بنظرته اللاذعة والملتزمة. ويليه أداء قرائي للصحافي والكاتب مروان شاهين، مقتبس من كتابه «بيروت 13 نيسان 1975»، حيث يمزج بين السرد الشخصي والذاكرة الجماعية. كما تتضمَّن الأمسية لقاءً استثنائياً مع ريما عبد الملك، وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة، وهي فرنسية من أصول لبنانية تبوّأت هذا المنصب الرفيع من عام 2022 حتى 2024.

رسام الكاريكاتير اللبناني برنارد الحاج (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «قصائد عن الشجاعة والحرية»، تُلقي ريما عبد الملك قراءات موسيقية باللغتين العربية والفرنسية، بمشاركة الشاعرة ريتا باسيل، وعازف الكمان جاك إستيفان.

وتُعلِّق سيورتينو لـ«الشرق الأوسط»: «إن مشاركة الوزيرة السابقة ريما عبد الملك تنبع من مسيرتها الغنية والتزامها القوي، ما يُعدُّ رمزاً للعلاقة المتينة التي تربط بين فرنسا ولبنان. وإلى جانب ذلك، فإن الوزيرة امرأة شغوفة بالثقافة والفنون». كما تُعقد طاولة مستديرة تجمع بين الصحافي ورئيس منظمة «مراسلون بلا حدود» بيار هاسكي، والروائية والمفكرة دومينيك إدّه.

وتُختتم السهرة بعرض موسيقي من تقديم «دي جي سَت» (DJ set) لناصري صايغ (راديو كرنتينا)، حيث يخوض الحضور رحلة صوتية تمزج بين الأرشيف، والشعر، والإبداع الحر. وخلال الأمسية، سيتمكَّن الحضور أيضاً من اكتشاف مسار فني من تصميم جمعية «احكيلي»، يتمحور حول ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية، بمشاركة عدد من الفنانين المحليين.

«ليلة الأفكار» حدث سنوي ينتظره اللبنانيون (المركز الثقافي الفرنسي)

وتتميّز هذه النسخة أيضاً بتعاون مع مهرجان «سا برِس» (Ça Presse)، من خلال حضور الرسامَين الفرنسيين كزافييه لاكومب، وباسكال غرو، اللذين سيرسمان أبرز لحظات السهرة مباشرة.

وتختتم سيورتينو حديثها لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «إن النسخة العاشرة من (ليلة الأفكار) تجمع بين الثوابت والابتكارات، فتدعونا للتعرُّف بصرياً وسمعياً إلى وجوه فنية وثقافية وإعلامية من لبنان وفرنسا، ما يوفِّر مساحة غنية لتبادل الثقافات والتفاعل مع الجمهور. أما اختيارنا لـ(بيت بيروت) لاستضافة هذا الحدث، فلم يكن صدفة، بل جاء في الذكرى الـ50 لاندلاع الحرب اللبنانية، لنُبرِز من خلاله الوجه الثقافي المضيء للبنان، لا سيما أن هذا البيت يزخر بمحطات تاريخية تعني الكثير للبنانيين».