«حسبة عمري» يثير جدلاً حول حق المرأة في ثروة زوجها

مسلسل رمضاني من بطولة روجينا وعمرو عبد الجليل

لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)
لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)
TT
20

«حسبة عمري» يثير جدلاً حول حق المرأة في ثروة زوجها

لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)
لقطة جماعية لأبطال العمل (الشركة المنتجة)

أثار المسلسل الرمضاني «حسبة عمري» جدلاً حول حقّ المرأة في ثروة زوجها، أو ما يعرف بحق «الكد والسعاية» الذي تحصل عليه لمشاركتها الزوج في رحلة كفاحه ومساهمتها في تحقيقه نجاحاً وثروة.

جذبت الحلقات الأولى من المسلسل المصري اهتماماً لافتاً على منصة «X»، حيث أشاد مغردون بالعمل لكونه أحد المسلسلات التي تطرح قضايا المرأة، فيما أشاد متابعون على «فيسبوك» بالجانب الكوميدي في المسلسل، رغم جدية القضية التي يتناولها.

المسلسل الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من رمضان على قناة ومنصة «Watch It»، وتدور أحداثه في 15 حلقة، تقوم ببطولته روجينا، وعمرو عبد الجليل، وعلي الطيب، ومحمد رضوان، ونادين. عن قصة لمخرجته مي ممدوح، وكتب له السيناريو والحوار محمود عزت، وتشارك به مجموعة من ضيوف الشرف، من بينهن الفنانات إلهام شاهين ورانيا فريد شوقي. وقدّم المطرب محمود العسيلي شارتي البداية والنهاية للمسلسل، التي كتب كلماتهما الشاعر أيمن بهجت قمر، وألحان عزيز الشافعي، يقول فيها: «متجوزين، اتنين وفيه منهم كتير، لا متلاقيش بينهم فروق، متجوزين، ورا كل رجل ست بتقويه قوي وشداه لفوق»،

روجينا بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)
روجينا بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

وفيما تبدأ أحداث المسلسل بحفل زفاف مبهج، تستقل فيه العروس «نور إيهاب» يختاً رفقة أسرتها، وهي تتأبط ذراع والدها «فاروق»، الذي يجسد دوره عمرو عبد الجليل، الذي يلفت الأنظار بعدم رغبته تسليم العروس لزوجها كما يفعل معظم الآباء، ما يثير دهشة العريس، وتنقذ والدة العروس «هند» التي تلعب دورها روجينا الموقف بأن تسلم العروس إلى زوجها، ليتكشف للمشاهد مدى تعلق الأب بابنته، ورفضه من البداية زواجها لتعلقه الشديد بها. تتفاقم أزمة الأب بعد سفر ابنته لشهر العسل، وتتفجر خلافات بينه وبين الزوجة، فيقوم بطردها من المنزل، بعدها تبدأ رحلة الزوجة في الحصول على حقها، خاصة أنها تركت عملها بناء على رغبته وتفرغت لرعاية أسرتها ومساندته حتى أصبح من كبار مهندسي الديكور.

لقطة تجمع بين روجينا وعمرو عبد الجليل (الشركة المنتجة)
لقطة تجمع بين روجينا وعمرو عبد الجليل (الشركة المنتجة)

ظهرت الفنانة إلهام شاهين بأحد المشاهد في الحلقة الثانية من المسلسل في شخصية سيدة مشردة تُقيم في الشارع، تلتقي بها «هند»، وتكتشف أن هذه المشردة تعيش قصة حزينة، بعد أن طردتها ابنتها من المنزل بتحريض من زوجها، بينما شهدت الحلقة الثالثة محاولات من شقيق هند وصديق «فاروق» للصلح بينهما.

وبحسب الناقد محمد عبد الرحمن، فإن المسلسل يتطرق لقضية لم تتناولها الدراما المصرية من قبل، رغم تطرقها لقضايا الطلاق والانفصال ومدى تأثير ذلك على الأسرة. ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المشكلة في «حسبة عمري» تبدأ من تعاظم الخلاف بين الزوجين بعد زواج الابنة الكبرى حتى استحالت الحياة بينهما، وما يتبع ذلك من مطالبة الزوجة بحقّها بعدما وجدت نفسها في الشارع في لحظة غضب من الزوج».

هذا النوع من الدراما وفق الناقد المصري يستهدف الأسرة المصرية، «ورغم أننا ما زلنا في بداية الحلقات، والحكم عليها لا يزال مبكراً، فإنه مما لا شك فيه أنه يعدّ إطلالة مغايرة للفنانة روجينا التي لمعت في هذه الأدوار من قبل في أعمال تطرح قضايا المرأة». ولفت عبد الرحمن إلى أنه «رغم جدية العمل، فإن الجانب الكوميدي كان حاضراً من خلال الأدوار التي لعبها عمرو عبد الجليل ومحمد رضوان، كما كانت هناك أيضاً لمحات كوميدية في أداء الفنانة روجينا».

الملصق الدعائي للمسلسل (الشركة المنتجة)
الملصق الدعائي للمسلسل (الشركة المنتجة)

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الفقهاء تحدثوا عن كد المرأة في بيتها، وقد قسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الأعباء بين سيدنا علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة حين قال: «عليّ يكد خارج المنزل وفاطمة داخل المنزل».

وختم كريمة أن «حقّ الكدّ والسعاية» تستحقه المرأة، كما لو كانت هناك شراكة في عمل تجاري أو صناعي تقوم به الزوجة مع زوجها، كما جاء في حادثة «بنت رزيق» حين ذهب ورثتها إلى سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقالوا إنها كانت تعمل مع زوجها في أعمال التطريز، حيث كان يعمل زوجها حائكاً، فحكم سيدنا عمر - رضي الله عنه - لورثتها بأخذ ما تستحقه عن عملها مع زوجها.


مقالات ذات صلة

«طلعت حرب» يعيد التلفزيون المصري إلى ساحة الإنتاج الدرامي

يوميات الشرق مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)

«طلعت حرب» يعيد التلفزيون المصري إلى ساحة الإنتاج الدرامي

يعود التلفزيون المصري للإنتاج الدرامي من خلال تقديم مسلسل «طلعت حرب»، الذي يتناول سيرة «رائد الاقتصاد المصري» محمد طلعت حرب.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق عصام عمر ومايان السيد في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نص الشعب اسمه محمد» يجلب انتقادات لعصام عمر

يواجه الفنان المصري الشاب عصام عمر انتقادات منذ بدء عرض مسلسل «نص الشعب اسمه محمد»، لطبيعة الدور الذي يقدمه لأول مرة، وهو زوجٌ متعدد العلاقات النسائية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الشركة المتحدة قدمت العديد من الأعمال الدرامية في رمضان (صفحتها على فيسبوك)

مصر: «المتحدة» تراجع الدراما الرمضانية لتعزيز «القيم الإيجابية»

بعد الانتقادات الحادة التي تعرضت لها بعض المسلسلات الرمضانية بمصر واتهامها بالترويج للعنف والبلطجة والألفاظ النابية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الرئيس المصري خلال حفل الإفطار (رئاسة الجمهورية)

مصر: توصيات رئاسية بإنتاج «دراما إيجابية»

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، صناع الدراما، إلى تقديم «دراما إيجابية» باعتبارها عنصراً فعالاً في تشكيل الوعي المجتمعي وتقديم رسائل بناءة تدعم تطور الوطن.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق شخصية باسم ياخور تراوح مكانها (غولدن لاين)

«السبع»... نقاط الضعف تكاد تغلُب نقاط القوة

يسير مسلسل «السبع» واثقاً بأنه يحمل أحداثاً يمكن انتظارها، لكنه لا يُقنِع بأنه الأفضل، ولا يُحقّق دائماً متعة المُشاهدة.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«طلعت حرب» يعيد التلفزيون المصري إلى ساحة الإنتاج الدرامي

مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)
مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT
20

«طلعت حرب» يعيد التلفزيون المصري إلى ساحة الإنتاج الدرامي

مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)
مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)

يعود التلفزيون المصري للإنتاج الدرامي من خلال تقديم مسلسل «طلعت حرب»، الذي يتناول سيرة «رائد الاقتصاد المصري» محمد طلعت حرب، والمقرر عرضه في رمضان 2026، ليكون المشروع الذي يستأنف التلفزيون المصري من خلاله مسار الإنتاج الدرامي بعد 10 سنوات من التوقف، وفق بيان للهيئة الوطنية للإعلام، الأربعاء.

وأعلن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، الاتفاق مع مدينة الإنتاج الإعلامي، التي تُعد الهيئة المالك الأكبر لها، على إنتاج المسلسل وبدء الاتفاق على تفاصيله قريباً، مؤكداً خلال لقائه مؤلف العمل محمد السيد عيد، الاتفاق على تواصل التحضيرات للمشروع.

وقال مؤلف المسلسل إن «المشروع كُتب بالفعل قبل عدة سنوات بمبادرة لتقديم عمل درامي يرصد رحلة طلعت حرب ومسيرته، بدعم من بنك مصر، الذي قام بتأسيسه، على أن تتولى مدينة الإنتاج الإعلامي مسؤولية إنتاجه، لكن المشروع تأجل خروجه للنور».

وأضاف عيد لـ«الشرق الأوسط» أن «العمل مكتوب في 30 حلقة، وتم الانتهاء منه بشكل كامل، وأُعيد إحياؤه مجدداً في الأيام الماضية»، لافتاً إلى أن «المشروع يلقى دعماً كبيراً من (الهيئة الوطنية للإعلام)، مع رغبة في تقديمه بصورة جيدة وبشكل يناسب القيمة التاريخية لطلعت حرب.

وجاء الإعلان عن المشروع بعد أيام من حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن أهمية الدراما وضرورة مناقشتها لقضايا تعزز القيم الاجتماعية، وعلى أثر ذلك أعلنت «الوطنية للإعلام» تنظيم مؤتمر حول «مستقبل الدراما» الشهر المقبل، بجانب إعلان الشركة «المتحدة» تشكيل لجنة متخصصة للمحتوى الدرامي، ضمن الاستراتيجية القائمة على تحقيق التوازن بين الإبداع والمسؤولية الاجتماعية.

وأكد رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، عبد الفتاح الجبالي، لـ«الشرق الأوسط»، اعتزامهم إقامة مؤتمر صحافي موسع بعد إجازة عيد الفطر، من أجل الكشف عن تفاصيل مسلسل «طلعت حرب» بشكل كامل والإعلان عن فريق العمل.

تسهم الهيئة الوطنية للإعلام بالحصة الكبرى في ملكية مدينة الإنتاج الإعلامي (مدينة الإنتاج الإعلامي)
تسهم الهيئة الوطنية للإعلام بالحصة الكبرى في ملكية مدينة الإنتاج الإعلامي (مدينة الإنتاج الإعلامي)

وحسب محمد السيد عيد، فإن المسلسل يرصد، من خلال حياة طلعت حرب وسيرته، الفترة التي عاش فيها، عبر استعراض كثير من الأحداث التاريخية المهمة التي عاصرها.

ويشكل المسلسل الجديد عودة للتلفزيون المصري لساحة الإنتاج الدرامي، بعد 10 سنوات من توقفه بشكل كامل عن الإنتاج منذ عام 2015، بعدما قدم مسلسل «دنيا جديدة» للمخرج عصام شعبان، بسبب تراكم المديونيات على الأعمال التي أنتجها، وعدم القدرة على سدادها.

ويشيد الناقد الفني محمود قاسم بخطوة عودة التلفزيون للإنتاج الدرامي، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن اختيار سيناريو «طلعت حرب» ليكون أول عمل، خطوة تبدو موفقة في ظل سابقة أعمال مؤلفه التاريخية المميزة، على غرار (مشرفة... رجل لهذا الزمان» و«علي مبارك».

وأضاف قاسم أن «التليفزيون قدّم، على مدى عقود، روائع درامية بكوادر لا يزال بعضها موجوداً في الوقت الحالي، وأن توقفه خلال السنوات الماضية لم يكن قراراً صائباً، باعتبار أن الأعمال التي يقدمها من الصعب إنتاجها عبر القطاع الخاص، إلى جانب طبيعة القضايا التي يطرحها، مما يستلزم ضرورة التشجيع على الاستمرارية وزيادة الأعمال التي يجري إنتاجها».

وتعد شركة «صوت القاهرة»، التي أسسها الفنان محمد فوزي عام 1959، من أذرع التلفزيون الإنتاجية في الدراما التلفزيونية، والمتوقفة عن تقديم أعمال جديدة منذ سنوات، في وقت يعمل فيه القائمون على الشركة للعودة والانخراط في تقديم أعمال جديدة قريباً، حسب رئيسة الشركة الإعلامية نادية مبروك.

وقالت مبروك لـ«الشرق الأوسط» إن «الشركة لديها بالفعل كثير من السيناريوهات الدرامية الجيدة التي يمكن تقديمها، لكن هناك مشكلات مالية يجري العمل على معالجتها من أجل إعادة الشركة كجهة منتجة للأعمال الدرامية»، مشيرةً إلى أن هدفهم هو العودة لتقديم أعمال جيدة درامياً، لا سيما أن نجاح الدراما اليوم لم يعد مرتبطاً بوجود النجوم بقدر ما يعتمد على الفكرة التي يقدمها العمل».