الفولكلور الفلسطيني يزهو في ليالي رمضان بالأوبرا المصرية

ضمن حفلات لفرق دول عربية

فرقة كنعان تقدم الفولكلور الفلسطيني (وزارة الثقافة المصرية)
فرقة كنعان تقدم الفولكلور الفلسطيني (وزارة الثقافة المصرية)
TT

الفولكلور الفلسطيني يزهو في ليالي رمضان بالأوبرا المصرية

فرقة كنعان تقدم الفولكلور الفلسطيني (وزارة الثقافة المصرية)
فرقة كنعان تقدم الفولكلور الفلسطيني (وزارة الثقافة المصرية)

ضمن برنامجها لحفلات ليالي رمضان، استضافت الأوبرا المصرية حفلاً فنياً لاستعادة التُّراث والفولكلور الفلسطيني، من خلال حفل لفرقة الموسيقى والفنون الشعبية التي قدَّمت السبت، مقطوعات غنائية وحركية من الفولكلور الفلسطيني.

واحتضن المسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية سهرةً عربيةً لدولة فلسطين، بالتعاون مع سفارتها بالقاهرة، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، وأحيت الحفل «فرقة كنعان للثقافة والفنون» التي تضمّنت لوحات ومشاهد حركية من الفلكلور الشعبي وأعمالاً غنائية تراثية ووطنية حماسية أدى عدداً منها ليندا مهدي، ومايكل أُنسي، كما شارك بها العازفان زينة (بيانو)، ومصطفى قدورة (كمان)، وفق بيان للأوبرا.

ومن بين الأعمال الغنائية التي قدمتها الفرقة أغنية «القدس العتيقة»، و«ميدلي قولو لأمه»، و«من الشباك»، و«نسَّم علينا الهوا»، و«فيها حاجة حلوة»، و«إني اخترتك يا وطني»، وشهد الحفل تفاعلاً جماهيرياً مميزاً.

وتهتم «فرقة كنعان للثقافة والفنون» بتقديم الفلكلور والتراث الفلسطيني بالمحافل الدولية، كما أن الفرقة فازت في المركز الأول بمسابقة «إبداع الوطن العربي» التابعة لوزارة الشباب والرياضة المصرية لعام 2019.

وشاركت الفرقة من قبل في مهرجانات متخصصة كثيرة، منها «الطبول الدّولي» في مصر، ومهرجان أسوان الدولي للفنون، و«الموسيقى العربية» مع الفنان عاصي الحلاني، و«مهرجان دمنهور للفنون الشعبية»، وغيرها من المهرجانات والفعاليات داخل مصر وخارجها.

الفولكلور الفلسطيني في الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة المصرية)

يأتي هذا الحفل ضمن برنامج السهرات العربية التي تُنظمها الأوبرا المصرية خلال رمضان، حيث أعلنت من قبل عن حفلات عدّة للفرق العربية والإسلامية، بالاتفاق مع سفارات الدول المختلفة.

إلى جانب الفرق العربية، نظّمت الأوبرا المصرية على مسارحها المختلفة في القاهرة والإسكندرية ودمنهور حفلات رمضانية متنوعة، من بينها عرض «الليلة الكبيرة» الذي أعلنت عنه، ومجموعة من الحفلات للإنشاد الديني، مثل حفل الشيخ ياسين التهامي، الأحد.

وتستمر حفلات الأوبرا المتنوعة خلال شهر رمضان، عبر إحياء ذكرى رموز الفن المصري مثل «كوكب الشرق» أم كلثوم، و«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، من خلال فعاليات متنوعة، فقد استقبل مسرح أوبرا دمنهور ليلة رمضانية في حب «كوكب الشرق»، وشملت نخبة من أعمال أم كلثوم الشهيرة، من بينها «ألف ليلة و ليلة»، و«رق الحبيب»، و«لسه فاكر».

وعلى مسرح «معهد الموسيقى العربية» قدَّمت فرقة «الحور» مجموعة من الأناشيد الدينية والغناء والموسيقى ذات الطابعين الروحاني والديني، من بينها «عودي يا ليالي الرضا»، و«يا جد السلالة»، و«أسماء الله الحسنى»، و«ماشي في نور الله»، و«والله زمان يا رمضان»، و«ميدلي هاتوا الفوانيس يا ولاد»، و«وحوي يا وحوي».


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«أصداء الصيف»... لوحات تغمسك في بحر الذكريات اللبنانية

بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
TT

«أصداء الصيف»... لوحات تغمسك في بحر الذكريات اللبنانية

بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)

في معرضها الفني «أصداء الصيف»، تنقل الفنانة التشكيلية روزي دانيال زُرقة البحر اللبناني وهدوء أمواجه إلى اللوحات، مستخدمة ريشة تنبض بالحياة والفرح. تُشعرك أعمالها وكأنك تغطس في أعماق المياه، مستمتعاً بنضارتها ودفئها.

ما إن تدخل صالة العرض في مركز «ريبرث بيروت» بالجميزة، حتى تُدرك أنك على موعد مع صيف لبناني استثنائي، لطالما جذب الزائرين وألهم المبدعين حول العالم بجماله ومشهديته.

التشكيلية اللبنانية روزي دانيال (الشرق الأوسط)

من خلال لوحاتها، تنقل دانيال رائحة الصيف اللبناني، وشمسَه الدافئة، ونسماته العليلة. يظهر البحر المتوسّط بهويته الزرقاء، مُزداناً بصور أطفال يلهون، وصيادي سمك، وهواة التزلج على المياه. تقول الفنانة إنها أرادت من خلال هذه الأعمال توثيق لحظات لا تُنسى من صيف لبنان الذي يسكن ذاكرتها.

وتوضح روزي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه اللوحات وليدة مشاعر دفينة ومحورها فصل الصيف. أترجم فيها ذكرياتي معه؛ فصلٌ يُعلِن قدوم اللمة العائلية ويمنحنا لحظات راحة تضحك فيها الطبيعة فرحاً».

تتوزع أعمال روزي على صالات المعرض، مستحضرة أجواء الصيف اللبناني بكل تفاصيله، في لوحات زيتية تُجسِّد مشاهد طبيعية مرتبطة بالبحر. نرى فيها حركة المدِّ والجزر وتوتراً بصرياً بين الثبات والتغيُّر.

من شاطئ بلدة حالات، ترسم أحفادها وهواة التزلج على المياه بتقنية الأكريليك. وتنتقل بنا إلى طقوس الساحل المتقلِّبة، في حين تجتمع لوحات صغيرة على طاولة خشبية توثِّق يوماً صيفياً من الشروق حتى المغيب، بريشة دافئة تُعبِّر عن الحنين.

اللهو والتسلية في بركة السباحة (الشرق الأوسط)

تضيف روزي: «أرسم مشاعر الحنين ليوم على الشاطئ، وأُضفي عليها ألواناً دافئة وفاتحة تعكس وقع البحر وتأثيره عليّ».

تحمل لوحاتها عناوين تجمع بين السكينة والفرح، أو تصف حالات الطبيعة على الشاطئ. نرى «ليلة هادئة» بزورق صياد يطفو في السكون، و«طبقات الأزرق» تُمثّل خلطة ألوان رسمتها أنامل الطبيعة ببحر هائج، في حين تعكس لوحة «في غمرة المياه» فرحة حفيدها يغوص في بركة سباحة. وفي أعمال مثل «بعد العاصفة» أو ثلاثية «مراحل الغروب»، تمنح الريشة حرية للصَّمت ليُعبِّر عن نفسه، وتُحلِّق فوق بيوت مدينة جبيل، وتغوص في أعماق البحر في لوحتي «ما قبل» و«ما بعد».

تُنوِّع روزي في تقنيات الرسم بين الزيت والأكريليك والـ«ميكسد ميديا»، وتقول: «لا أستند إلى الخيال في لوحاتي، بل أسترجع لحظات فرح عشتها في أغسطس (آب)، حين تلتقي العائلة على شاطئ حالات، ونصنع ذكريات خالدة».

يعود جزء من ريع المعرض لمبادرة «ريبرث بيروت» (الشرق الأوسط)

وتتابع روزي: «أكتفي أحياناً بالألوان الزيتية، ومرات أمزجها بالأكريليك لأضفي لمعة مياه البحر الزرقاء. ألواني تنبع من مزاج البحر الذي لا يُمكن التنبؤ به؛ يهيج أحياناً، ويهدأ أحياناً أخرى حتى إن مياهه تكاد لا تتحرَّك. إنها لحظات أريدها أن تبقى معلّقة على الجدران عبر الزمن».

تصف روزي البحر بأنه محطة سنوية لا يمكن تفويتها، فتغوص في مشاهده المتعددة، مرّة وهو واسع يحتضن كل شيء، ومرّة أخرى وهو ساكن يغرق في الصمت.

يُنظم المعرض الدكتور طوني كرم، ويُخصص جزءاً من ريعه لمبادرة «ريبرث بيروت» التي تُعنَى بإعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة.

وتختم روزي قائلة: «أردت من أعمالي أن تبثَّ الأمل وتمنح زائر المعرض طاقة إيجابية. نحن مقبلون على صيف واعد، فلتكن هذه اللوحات وسيلة نغسل بها تعبنا وهمومنا».