مازن معضّم لـ«الشرق الأوسط»: مدينتي صيدا لا تُشبه غيرها في الشهر الفضيل

يُقدّم في معرض «ليالي رمضان» الفنَّ من منظار آخر

مازن معضّم خلال افتتاح المعرض بمدينته صيدا (فيسبوك)
مازن معضّم خلال افتتاح المعرض بمدينته صيدا (فيسبوك)
TT

مازن معضّم لـ«الشرق الأوسط»: مدينتي صيدا لا تُشبه غيرها في الشهر الفضيل

مازن معضّم خلال افتتاح المعرض بمدينته صيدا (فيسبوك)
مازن معضّم خلال افتتاح المعرض بمدينته صيدا (فيسبوك)

ينكبُّ الممثل اللبناني مازن معضّم حالياً على الاحتفاء بشهر رمضان في مدينته صيدا الجنوبية. ويُنظّم في المناسبة معرض «ليالي رمضان» الغني بفعاليات مختلفة. الثقافة، كما الفنون وتقاليد الشهر الفضيل، تحضُر في برنامج المعرض. واختار خان الإفرنج، المَعْلم التراثي في المدينة، ليستضيفه. خلال عيد الأضحى الماضي، نظّم معضّم فيها «مهرجان صيف صيدا»، وهو لا يرى في ذلك مهنةً أخرى يمارسها إلى جانب التمثيل، وإنما متعة من نوع آخر، يتعب ويجتهد خلالها للإضاءة على وجه صيدا الثقافي والسياحي. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «المعرض احتفالٌ بالشهر الكريم، من 13 مارس (آذار) حتى 16 منه؛ تتخلّله فقرات خاصة بالأطفال وجميع أفراد العائلة».

رموز الشهر الكريم تحضُر في معرض «ليالي رمضان» (فيسبوك)

لم يتخلَّ معضّم عن مهنة التمثيل، فحالياً يُعرض له مسلسل «بدم بارد» عبر إحدى الفضائيات العربية. لكنه، في الوقت عينه، يحبّ إظهار محبّته لمدينته الأمّ التي تربّى في ظلالها. يقول عن صيدا: «لديّ ذكريات كثيرة فيها؛ منذ طفولتي مروراً بسنّ المراهقة حتى اليوم. أعدّها مدينةً نموذجيةً في شهر رمضان، ولا تُشبه سواها. أكثر الذكريات التي تراودني عنها هي المرتبطة بمحلَّة صيدا القديمة. كنّا نتوجَّه إلى هناك في الشهر الفضيل لنتناول حلويات التمرية أو طبق السحلب اللذيذ بعد الإفطار أو عند السحور. وعندما كبرتُ، كنت أتوجّه مع أصدقائي إلى حمّام السوق التركي، ونلعب ورق الشَّدَّة وطاولة النرد».

يتابع حديثه بالقول إنّ أجواء صيدا في رمضان تحمل تقاليد وعادات نحنّ إليها ولا نجدها عادةً في مدن لبنانية حديثة، فيوضح: «إضافة إلى المأكولات والحلويات الصيداوية، تتمتّع المدينة بأجواء تراثية، فتعيدنا إلى زمن الأناشيد والحكواتي والمسحراتي. تتوزّع فيها المقاهي والمطاعم، فتحضُر تقاليد تُعرَف بـ(بحر العيد)، لنجد حلوى (المعلّل) الزهري والأبيض المُطعَّم بنكهة المسكة، وكذلك التفاح المغطَّس بسكّر الكراميل. واليوم يقصدنا سفراء دول غربية ليجولوا فيها خلال رمضان».

جانب من المعرض في خان الإفرنج بمدينة صيدا (فيسبوك)

في برنامج «ليالي رمضان»، نشاطاتٌ متعدّدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالشهر الفضيل. فتُقام العروض المسرحية الخاصة بالأطفال، تحضُر فيها شخصيات علاء الدين والفوانيس. ومع بلال نقوزي، يحاول الزوار فكّ ألغاز فوازير رمضان بعنوان «حزّر فزّر». وتُحيي مجموعة من الفنانين مساء كل يوم هذا المهرجان؛ من بينهم الممثلون طوني عيسى وطلال الجردي وليليان نمري. كما تجري سحوبات وتقديم جوائز يُشارك فيها الحضور. ويتضمَّن المعرض منتجات صيداوية وأخرى من المناطق والقرى المحيطة؛ فالمونة الجبلية والحرفيات والأشغال اليدوية تُشكّل معظم مقتنياته.

ويتابع مازن معضّم: «حاولنا قدر الإمكان تفعيل المعرض بنشاطات تُسعِد الكبار والصغار. ولدينا فقرات يومية مسلّية وثقافية مثل (تيتا الحكواتية)، وسهرات على أنغام العود مع العازف محمد الشامي، يُشارك فيها ليلة السبت، 15 الحالي، الممثل سعد حمدان. وثمة لوحات فنّية مع (فرقة المحبة) التي تؤدّي الأناشيد مع محمود هندم؛ يواكبها عرض مولوي».

للمونة اللبنانية حضورها في معرض «ليالي رمضان» (فيسبوك)

يختم المعرض فعالياته، الأحد 16 الحالي، بعروض الفوانيس والمسحراتي وسهرة على العود مع الفنان جهاد قبيسي، على أن يكون نجم الأمسية الممثل طوني أبو جودة.

ومن ناحية ثانية، يتحدّث معضّم عن الساحة الدرامية: «نشهد فيها نهضةً ملحوظةً محلّياً، ونرى العمل اللبناني في موسم رمضان الحالي يُنافس بقوة مسلسلات سوريّة ومصريّة. وباتت للممثل اللبناني شعبيته وجمهوره العربي».

وهو لا يتابع كثيراً دراما رمضان بسبب انشغالاته الأخرى. «حتى العمل المُشارك فيه، (بدم بارد)، لا أشاهده إلا قليلاً».

ومسلسل «بدم بارد» عن جريمة تُرتكب وتحيط بها الألغاز، فترتكز على بطل العمل الذي يُخيَّل إليه أنه رأى الضحية، ليذهب في البحث عنها لاعتقاده بأنها لم تفارق الحياة.

وعن سبب بُعده عن المُشاركة في الأعمال المُختلطة، يردّ: «علاقتي جيدة جداً مع جميع المنتجين اللبنانيين، من بينهم صادق الصبّاح وجمال سنان. لا أعدّ نفسي مُستَبعداً، وإنما العروض التمثيلية التي تُقدَّم لي لم تقنعني».


مقالات ذات صلة

​«الرحلة» منحوتات رمزية تستكشف المجهول

يوميات الشرق المراكب تحمل سمات الحضارة المصرية القديمة (الشرق الأوسط)

​«الرحلة» منحوتات رمزية تستكشف المجهول

ينتقل الفنان التشكيلي المصري هاني السيد باستمرار من المعلوم إلى المجهول في تحدٍ لنفسه محاولاً استكشاف مزيد عن مشاعره وأفكاره والعالم حوله

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق صفحة من مصحف بالخط الكوفي يعود تاريخه إلى دمشق في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين (كريستيز)

سجاد القصر المحرم نجم مزاد كريستيز لفنون العالم الإسلامي والهندي في لندن

المزاد يضم مجموعة متميزة من القطع من بينها شمعدان مملوكي، وحليٌّ ذهبية من العصر الفاطمي، وسجاد من قصور الصين، ونسخة نادرة من كتاب «الشاهنامة».

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق لوحة للفنانة أماني زهران تستعيد شخصية «زبيدة» (الشرق الأوسط)

«مراسم رشيد» تستعيد مشروع «وصف مصر» تشكيلياً

بمشاركة 17 فناناً يمثلون مختلف المدارس والأجيال الفنية في مصر، افتتح الفنان طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين، معرض «ملتقى مراسم رشيد للرسم والتصوير».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من افتتاح جناح مدينة الرياض في معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025 (واس)

افتتاح جناح «الرياض» في معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025 بالأرجنتين

نطلقت، أمس، فعاليات الدورة الـ49 من معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه مؤسسة الكتاب في الأرجنتين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تحمل لوحات عيدو حركة فرشاة تُشبه «قاع البحر» (الشرق الأوسط)

«قاع البحر» للتشكيلية اللبنانية ندى عيدو: نداء لمراجعة مشاعر دفينة

يطبع أعمال الفنانة التشكيلية اللبنانية ندى عيدو صدى عمق التجربة مُترجَمة بألوان داكنة، ومرات أخرى بالأبيض الطاغي لتولّد حالات اعتراف صريحة.

فيفيان حداد (بيروت)

13 جائزة تصميم عالمية تضع «المجلة» في موقع الريادة للصحافة البصرية العربية

تمنح الجوائزَ لجنة تحكيم دولية مؤلّفة من 42 متخصصاً في الصحافة البصرية (الشرق الأوسط)
تمنح الجوائزَ لجنة تحكيم دولية مؤلّفة من 42 متخصصاً في الصحافة البصرية (الشرق الأوسط)
TT

13 جائزة تصميم عالمية تضع «المجلة» في موقع الريادة للصحافة البصرية العربية

تمنح الجوائزَ لجنة تحكيم دولية مؤلّفة من 42 متخصصاً في الصحافة البصرية (الشرق الأوسط)
تمنح الجوائزَ لجنة تحكيم دولية مؤلّفة من 42 متخصصاً في الصحافة البصرية (الشرق الأوسط)

في إنجاز جديد يعكس روح الابتكار التي تقود مسيرتها التحريرية، حصدت «المجلة» 13 جائزة دولية خلال الدورة الـ46 من مسابقة أفضل أعمال التصميم الصحافي التي تنظمّها جمعية تصميم الأخبار (SND)، بما فيها الميدالية البرونزية.

تمنح هذه الجوائزَ لجنةُ تحكيم دولية مؤلّفة من 42 متخصصاً في الصحافة البصرية، وتُكرّم أبرز الأعمال الصحافية والتصميمية التي نُشرت عالمياً خلال عام 2024. وقد استقبلت الدورة السادسة والأربعون من المسابقة نحو 5000 مشاركة من مؤسسات إعلامية حول العالم، من بينها «نيويورك تايمز» و«بلومبرغ» و«رويترز» و«ناشيونال جيوغرافيك».

استقبلت الدورة السادسة والأربعون من المسابقة نحو 5000 مشاركة من مؤسسات إعلامية حول العالم (الشرق الأوسط)

ومن بين الجوائز، حصلت «المجلة» على ميدالية برونزية مرموقة، وهي فئة تُمنح للأعمال التي تتجاوز التميّز، وتتميّز بمستوى عالٍ من الإبداع، والتنفيذ الجمالي، أو صعوبة التنفيذ. وقد مُنحت هذه الجائزة عن ملف بصري متكامل تناول موضوع الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

حصلت «المجلة» على ميدالية برونزية مرموقة وهي فئة تُمنح للأعمال التي تتجاوز التميّز (الشرق الأوسط)

في هذا السياق، رأى إبراهيم حميدي، رئيس تحرير «المجلة»، أن «هذا الإنجاز يعكس الالتزام بصحافة رصينة وعصرية، تقدّم للقرّاء والمتابعين محتوى عميقاً وتتفاعل معهم بلغة عالمية. وهو مجرد خطوة ضمن مسار تحوّل أكبر، نركّز فيه على تعزيز المحتوى البصري، والخيارات التحريرية الجريئة والسّرد المؤثّر».

وإلى جانب الميدالية البرونزية، حصدت «المجلة» 12 جائزة تميّز في مجالات متنوعة، شملت تصميم الصفحات، والرسوم التوضيحية، والرسوم المتحركة، وملفات خاصة حول الانتخابات وقضايا المخدرات في العالم العربي. وتُمنح هذه الجوائز للأعمال التي تكسر القوالب التقليدية، وتقدم تجارب بصرية مبتكرة.

أعمال «المجلة» كسرت القوالب التقليدية وقدمت تجارب بصرية مبتكرة (الشرق الأوسط)

بدورها، قالت سارة لوان، المديرة الإبداعية في «المجلة»: «تجسّد هذه الجوائز روح الابتكار والعمل الجماعي التي ينفرد بها فريقنا التحريري. نحن لا نكتفي بتطوير شكل الصحافة العربية، بل نعيد صياغة مضمونها برؤية عصرية واعية بصرياً، وتحمل طابعاً أصيلاً لتترك أثراً حقيقياً في تجربة المتلقي».

يشكل هذا التكريم لحظة مهمة تُبرز تميز «المجلة» في مسيرتها الإبداعية والتحريرية (الشرق الأوسط)

ويشكل هذا التكريم لحظة مهمة تُبرز تميز «المجلة» في مسيرتها الإبداعية والتحريرية، وتعكس تطورها ضمن التحول الرقمي في «SRMG»، حيث يجتمع الابتكار والمحتوى القوي لإعادة تقديم الصحافة بطريقة أكثر تفاعلاً واستمرارية.