«صندوق الدنيا»... كرنفال للألوان والموتيفات الشعبية في ليالي رمضان

66 فناناً يُشاركون في معرض يعكس بهجة الشوارع المصرية

موتيفات شعبية وتراثية في «صندوق الدنيا» وسط أجواء رمضانية (الشرق الأوسط)
موتيفات شعبية وتراثية في «صندوق الدنيا» وسط أجواء رمضانية (الشرق الأوسط)
TT

«صندوق الدنيا»... كرنفال للألوان والموتيفات الشعبية في ليالي رمضان

موتيفات شعبية وتراثية في «صندوق الدنيا» وسط أجواء رمضانية (الشرق الأوسط)
موتيفات شعبية وتراثية في «صندوق الدنيا» وسط أجواء رمضانية (الشرق الأوسط)

بلوحات تشعُّ بهجة، يُشارك نحو 66 فناناً في معرض «صندوق الدنيا» بغاليري «آرت كورنر» في الزمالك (غرب القاهرة)؛ لتعكس معظم الأعمال الأجواء الكرنفالية أو الاحتفالية المرتبطة بليالي رمضان.

المعرض يضمُّ أجيالاً متنوّعة؛ ومن ضيوف الشرف، الفنان صلاح البيصار بعملين من الموتيفات الشعبية المُستلهمة من السيرة الهلالية، والفنان طاهر عبد العظيم بعمل فنّي تجريدي يشي بكثير من الألوان الصاخبة، والفنان عبد العزيز الجندي، والفنانة ميرفت الشاذلي.

السِّيَر الشعبية التراثية ظهرت في أعمال المعرض (الشرق الأوسط)

في هذا السياق، قال منسّق المعرض، الفنان حسن داود، إنّ «الهدف جمع شمل الفنانين ضمن مهرجان فنّي في ليالي رمضان المُبهجة، والاستمتاع بأعمالهم والتحاور حولها»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «المعرض شهد تنوّعاً كبيراً في المُشارَكات من أجيال مختلفة، وكذلك على مستوى الموضوعات والخامات والتقنيات المُستخدمة في الأعمال».

وعن فلسفة تسمية المعرض «صندوق الدنيا»، ردَّ: «صندوق الدنيا يحوي كل شيء. فيه تفاصيل وأسرار، وحياتنا كلها تبدو جزءاً منه. فقد حاولت نقل حياة المصريين كما عبَّر عنها الفنانون في داخله».

مراكب الصيد وزينة الشوارع في معرض «صندوق الدنيا» (الشرق الأوسط)

تُشارك الفنانة سماء يحيى بعملها بعنوان «صندوق الدنيا»، وعنه قالت: «صندوق الدنيا أو صندوق الحكايات هو صندوق خشبي ظهر بعد حكايات الراوي لتعطيها حياة وروحاً. من الصندوق، كنا نرى أبو زيد وذات الهمة وغيرهما من أبطال الحكايات التراثية». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الصندوق السحري كان ينبض بالحكايات، وهو واحد من أهم العناصر في الفنّ الشعبي وأجملها، وقد ظهر هنا في مصر وسوريا ودول أخرى، وفي كل مكان له طابعه الخاص».

وتابعت: «الصندوق وسيلة الترفيه السابقة المُمثَّلة بالتلفزيون. فيه كثير من الخيال والإبداع، وقدّمتُ عملاً فنّياً من البناء والتشكيل الخاص به، لكنّني جعلت الحكايات خارج الصندوق مثل الأميرات والأبطال وغيرهم، وبداخله يمكن أن نرى الأحلام أيضاً».

معرض «صندوق الدنيا» تضمَّن اتجاهات فنّية عدّة (الشرق الأوسط)

بدوره، قال الفنان مدحت مراد، أحد المُشاركين في المعرض: «أعمالي تعتمد على اللون، وبعد ذلك تتداعى الخطوط والتشكيل الذي يستدعي كثيراً من العناصر من الشارع أو الاحتفالات الشعبية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعتمدُ على الألوان المائية بدرجة كبيرة. وفي معرضي الأخير، قال لي أحد الأصدقاء إنني ملوِّن كبير، نظراً إلى اهتمامي بالألوان وسحرها وقوتها، وهو نتاج تجربتي في الإخراج الصحافي لسنوات».

الوجوه المصرية والأماكن الأثرية في اللوحات (الشرق الأوسط)

ويعتمد مراد على التجريد في أعماله، كما يستقي مفردات لوحاته من الريف المصري بكل تفاصيله وسحره الخفي القديم وفق قوله، مشيراً إلى حلقات الذِّكر أو الموالد الشعبية والمولوية وحضورها في فنّه.

وبالألوان المائية أيضاً، يُشارك الفنان وائل حمدان بلوحتين تمثّلان مَشاهد من الشارع المصري والحارة الشعبية، ويعتمد على الألوان في تقديم التفاصيل بطريقة مميّزة تُعبّر عن أسلوبه الخاص في الرسم التصويري.

أوضح: «استخدام الألوان المائية بالنسبة إليّ أقرب إلى الهواية. أقدّم كل مدّة مجموعة لوحات بالألوان المائية، وتأثّرتُ كثيراً بوسط البلد بشوارعه وحواريه، وأرى فيه طاقة كبيرة وموضوعات متنوّعة، انعكست إلى حد كبير في أعمالي المُشارِكة بمعرض (صندوق الدنيا)».

الطبيعة الصامتة والشخصيات الشعبية (الشرق الأوسط)

وتتنوَّع الأعمال أيضاً بين رصد الزينة والفرحة في الشارع المصري، وبين موضوعات أخرى مثل الطبيعة الصامتة أو البورتريه. ومن الأعمال التي تُجسِّد الطبيعة الصامتة لوحتان للفنانة الشابة سندس داغر التي قالت لـ«الشرق الأوسط»: «شاركتُ بلوحتين صغيرتين تعبّران عن الطبيعة الصامتة تعودان إلى مرحلة الدراسات الحرّة، وتتناول إحداهما النيل بكل سحره حتى أسوان»، مشيرةً إلى أنّ رهانها على الألوان المختلفة هو الأساس في أعمالها.


مقالات ذات صلة

السعودية تحصد 23 جائزة في «آيسف 2025»

يوميات الشرق الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)

السعودية تحصد 23 جائزة في «آيسف 2025»

حقَّق المنتخب السعودي 23 جائزة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2025"، بينها 9 خاصة، و14 كبرى منها 3 في المركز الثاني، و5 ثالثاً، و6 رابعاً.

«الشرق الأوسط» (كولومبوس)
يوميات الشرق اتجاه حكومي نحو التوسُّع في تصدير نباتات الظلّ والزينة (الشرق الأوسط)

زهور الربيع «تذبل» تحت عبء الغلاء في مصر

تبرز في المعرض أجنحة مخصَّصة لنباتات الظلّ المنزلية التي لا تحتاج إلى ضوء شمس مباشر؛ مما يستلزم إعداد الأجنحة بحيث تكون أسطحها مغطّاة.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق يقدّم لوحاته تكريماً لمجتمع يستحق (الشرق الأوسط)

«ظلال في الداخل»... وقفة مع الحياة لمجتمع يستحق

الحشود حاضرة في جميع لوحات أنطوان مطر، ومعها تغيب الفردية التي تُهيمن على معارض فنية أخرى. يصوغها في إطار مشترك، فتبدو كتلة مترابطة ومتماسكة في آن.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الخيال أداة لبناء واقع بديل وفضاء يمكن العيش فيه (صور رأفت مجذوب)

الخيال أداةٌ معمارية... اللبناني رأفت مجذوب يبني عوالم ممكنة

يبتكر رأفت مجذوب فضاءات مادية ومُتخيَّلة تتيح للناس أن يشاركوا في نسج سردياتهم الخاصة، وتفتح المجال للغات متعدّدة كي تتجاور وتتحاور، على مستويات الفكر والمعرفة.

فاطمة عبد الله (الشارقة)
يوميات الشرق معرض «نبض المحروسة» يقدم رؤية فنية للقاهرة الآسرة في ساعات الليل (الشرق الأوسط)

«نبض المحروسة»... معرض بانورامي عن سحر ليالي القاهرة

من الطاقة المتدفقة في شرايين القاهرة، بفعل حركتها الدائبة ليلاً ونهاراً، يستمد الفنان المصري محمد عبد الجليل أفكار لوحاته.

محمد عجم (القاهرة)

السعودية تحصد 23 جائزة في «آيسف 2025»

الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)
الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)
TT

السعودية تحصد 23 جائزة في «آيسف 2025»

الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)
الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)

حقَّق المنتخب السعودي 23 جائزة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2025»، بينها 9 خاصة، و14 كبرى، منها 3 في المركز الثاني، و5 ثالثاً، و6 رابعاً.

وخاض 40 طالباً وطالبة، ضمّهم المنتخب، غمار المنافسة مع أكثر من 1700 شخص يمثلون 70 دولة في المعرض الذي استضافته هذا العام مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأميركية بين 10 و16 مايو (أيار) الحالي، حيث شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة بمجالات علمية واعدة.

وتشارك السعودية، ممثلةً بمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» ووزارة التعليم، في المعرض سنوياً منذ عام 2007، وارتفع رصيد جوائزها في هذه المسابقة عبر مشاركاتها المتتالية إلى 183 جائزة، منها 124 كبرى، و59 خاصة.

من جانبه، أوضح الدكتور خالد الشريف، الأمين العام لـ«موهبة» المكلف، أن الشراكة المثمرة بين الجهات المعنية السعودية برعاية الموهبة والتميز العلمي، أسهمت بشكل فاعل في تحقيق منجزات دولية متوالية، مبيناً أنها مثَّلت المملكة بصورة مُشرِّفة تليق بمكانتها الإقليمية والدولية، وتعكس ما يحظى به قطاع التعليم، وكذا الموهبة والابتكار من رعاية ودعم القيادة.

ارتفع رصيد جوائز السعودية في «آيسف» منذ عام 2007 إلى 183 منها 124 كبرى و59 خاصة (واس)

وأكّد الشريف، الذي يرأس الوفد السعودي، أن هذا الإنجاز يعكس ما يتمتع به أبناء المملكة من كفاءات واعدة، تسهم في بناء مستقبل مزدهر بمجالات العلوم والابتكار، مشيداً بجهود الطلبة وتميُّزهم في تقديم مشروعات علمية نوعية، نافسوا بها نخبة مبدعين من مختلف دول العالم، ومُعبِّراً عن ثقته في أنهم سيساهمون في صناعة مستقبل أكثر إشراقاً للسعودية بميادين العلوم والتقنية والابتكار.

وحقَّق المركز الثاني بين 1700 طالباً وطالبة كل من: مريم المحيش في مجال «الطاقة»، وأريج القرني وجيوان شعبي (الهندسة البيئية). واحتل المرتبة الثالثة: جمانة بلال (الطاقة)، وسلمان الشهري ولانا نوري (العلوم الطبية الانتقالية)، ولمياء النفيعي (الهندسة البيئية)، وفاطمة المطبقاني (علوم النبات).

وفاز بالمركز الرابع في «الطاقة» كل من حنين الحسن، وعمران التركستاني، وفاطمة العرفج، ومسك المطيري (الكيمياء)، وعبير اليوسف (علم المواد)، وغلا الغامدي (علوم النبات).

وتُّوج بالجوائز الخاصة كل من فاطمة العرفج (الكيمياء)، وأريج القرني، والطالب صالح العنقري (الهندسة البيئية)، وعبد الرحمن الغنام (علم المواد)، وسما بوخمسين (الأنظمة المدمجة)، وجائزتين لعمران التركستاني (الطاقة)، ومثله لانا نوري (العلوم الطبية الانتقالية).

الطلبة السعوديون الفائزين بـ23 جائزة في معرض «آيسف 2025» بمدينة كولومبوس الأميركية (موهبة)

18 جائزة سعودية لموهوبين ومبدعين دوليين

قدَّمت السعودية ممثلةً بالمؤسسة 18 جائزة خاصة لمجموعة مشاريع مشاركة بالمعرض؛ امتداداً لجهودها في دعم الموهبة والإبداع سنوياً خلال «آيسف» منذ عام 2010، تشمل مختلف المجالات التي تعزز اهتمامات البلاد، وتسهم في تعزيز مكانتها بالمحافل العلمية الدولية.

وشملت الجوائز التي أُعلن عنها في حفل خاص، الخميس، 12 منحة دراسية شاملة التكاليف لدراسة البكالوريوس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، و6 للانضمام إلى برنامج «موهبة» الإثرائي العالمي.

وذهبت جوائز الجامعة إلى توماس ماشينغايدزي من زيمبابوي في مجال «الهندسة الطبية الحيوية»، والسلوفاكية آنا بودمانيكا (الهندسة البيئية)، والسنغافورية جوريا أنغ (علم المواد)، والكازاخستاني أرنور جومابيكوف (الروبوتات والأجهزة الذكية). وحصد جيجي نياميبيري من زيمبابوي، والكورية يونها لي الجائزة في «نظم البرمجيات»، والقطرية آية الغوصاني (العلوم الاجتماعية والسلوكية)، والتشيكي ليونارد والتزكي (علم الأحياء الحاسوبي والمعلوماتية)، والتركي فاز ريان تشيفجي (الكيمياء).

أما في فرع الأنظمة المدمجة، فقد نال السنغافوري دهانفين راميش كومار جائزة الجامعة، والأوكراني تيموفي ميشوك، وخوسيه رودريغيز مونوز من بورتوريكو (الطاقة). وذهبت جوائز البرنامج إلى عمران التركستاني من السعودية في (الطاقة)، والتونسي محمد تكاري (الروبوتات والأجهزة الذكية)، والسعودية لانا نوري (العلوم الطبية الانتقالية).

الكفاءات السعودية الواعدة تسهم في بناء مستقبل مزدهر بمجالات العلوم والابتكار (واس)

وفي مجال الهندسة الطبية الحيوية، فازت الآيرلندية ماورا مور مككيون، والفيتنامي خو نجوين وآني فام، والسعودي عبد الرحمن الغنام (علم المواد).

وأفاد المهندس أنس الحنيحن مدير إدارة البرامج البحثية وتنمية الابتكار في «موهبة»، أن هذه المبادرة تهدف إلى استقطاب الموهوبين والمبدعين من مختلف دول العالم، وتعزيز التعاون العلمي بين السعودية والمجتمع الدولي، تماشياً مع «رؤية 2030» التي تسعى إلى بناء مجتمع معرفي مزدهر.

ويُعدّ معرض «آيسف» أكبر منصة عالمية للمشاريع البحثية لطلاب المدارس، حيث يُقيِّم المشاركات نخبة علماء وخبراء دوليين، ما يمنح المشاركين فرصة مميزة لاستعراض قدراتهم العلمية أمام جمهور عالمي من المتخصصين.