دراما رمضان: شاشةٌ بمسلسلاتٍ كثيرة... فما أفضل الخيارات؟

دراما رمضان: شاشةٌ بمسلسلاتٍ كثيرة... فما أفضل الخيارات؟
TT

دراما رمضان: شاشةٌ بمسلسلاتٍ كثيرة... فما أفضل الخيارات؟

دراما رمضان: شاشةٌ بمسلسلاتٍ كثيرة... فما أفضل الخيارات؟

لكلّ رمضان مسلسلاتُه، فمع حلول الشهر المبارك تتجدّد الحكايات لترسمَ ضحكة، أو تسرق دمعة، أو تسترجع قصةً من التاريخ فتحوّلها إلى حبكة دراميّة.

مسلسلات رمضان 2025 تُحصى بالعشرات، وقد تجاوزَ عددُها الـ70 من المحيط إلى الخليج. تتنوّع الأعمال ما بين الدراما الاجتماعية، والتاريخية، والكوميديا، وتُضاف إليها أجزاء جديدة من مسلسلاتٍ لاقت النجاح خلال المواسم الرمضانيّة السابقة.

وكما في كل عام، يُنظَر إلى عدد من المسلسلات على أنها الأحصنة الرابحة ليبقى الحُكم الأخير للجمهور، بعد المشاهدة وبلوغ خط النهاية.

الدراما الاجتماعية

* «سيد الناس»

المسلسلات التي تتخذ من شخصياتٍ آتية لنُصرة المظلومين أبطالاً لها ما زالت رائجة. في طليعة هذه الإنتاجات «سيد الناس» من بطولة عمرو سعد، وتأليف محمد سامي وإخراجه.

تدور أحداث المسلسل في صعيد مصر حيث يواجه البطل «جارحي» مصيراً غامضاً بعد وفاة والده. محاطاً بأعداء كثر، يخوض وحيداً معركة حماية أهله وإرثه. وينضمّ إلى سعد تمثيلاً النجوم المصريّون إلهام شاهين، وأحمد زاهر، وخالد الصاوي، وإنجي المقدّم، وغيرهم من كبار الدراما المصريّة.

* «تحت سابع أرض»

دائماً في إطار الحكايات المنبثقة عن الصراع بين الخير والشر، يعالج مسلسل «تحت سابع أرض» موضوعاً أخلاقياً. وسط أجواء من الإثارة، يقف الضابط النزيه «موسى» في وجه أخوَيه اللذَين يزوّران العملة، ويضطرّ لاتّخاذ قرارٍ صعب: إمّا حمايتهما والانخراط في لعبتهما، أو رفع الغطاء عنهما وتركهما يواجهان العصابات بمفردهما.

المسلسل من بطولة الممثل السوري تَيم حسن، يشاركه كلٌّ من منى واصف، وسامية الجزائري، وكاريس بشّار، وأنس طيارة. أما الإخراج فلسامر البرقاوي، والتأليف لعمر أبو سعدة.

* «بالدم»

تستوحي الكاتبة اللبنانية ندين جابر سيناريوهاتها من قصصٍ واقعيّة، وتعود هذه السنة لتتعاون من جديد مع المخرج فيليب أسمر، والممثلة ماغي بوغصن. الجمهور على موعدٍ مع مفاجآتٍ كثيرة في دراما «بالدم»، على قاعدة أنّ كل عائلةٍ ورابط دم قد يخفي وراءه صراعاتٍ إنسانية وعللاً نفسية كثيرة.

ينضمّ إلى بوغصن الممثلون بديع أبو شقرا، وباسم مغنيّة، وجيسي عبدو، وغيرهم من الجيل الشاب. كما تطلّ وجوهٌ مخضرمة مثل رفيق علي أحمد، وجوليا قصّار، وغابرييل يمين، وإلسي فرنيني.

* «لام شمسيّة»

لعلّه من أكثر المسلسلات جرأةً هذا الموسم؛ إذ يطرح قضية التحرّش بالأطفال داخل المدارس. تتصدّر الممثلة المصرية أمينة خليل بطولة «لام شمسية»، فتتقمّص شخصية المدرّسة التي تكتشف الفضيحة، وتتجنّد لإنقاذ هؤلاء الأطفال من التحرّش والتنمّر. لكنها في المقابل تعرّض حياتها ومصير عائلتها للخطر.

المسلسل من كتابة مريم نعّوم، وإخراج كريم الشنّاوي، ويقف إلى جانب خليل الممثلون أحمد صلاح السعدني، ويسرا اللوزي، ومحمد شاهين، وغيرهم.

* «نفَس»

تخوض الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة أحد أصعب أدوارها على الإطلاق، فتؤدّي في «نفَس» شخصية راقصة الباليه المحترفة «روح»، والتي هي على شفير فقدان البصَر. تستعيض عن تلك الخسارة الفادحة بحبٍّ متعثّر يجمعها بلاجئ سوريّ اسمُه «غيث» هو الممثل معتصم النهار. يدخل على الخط الممثل عابد فهد كمدير المسرح «أنسي»، بحيث يبزغ ضوءٌ جديد في عينَي «روح».

صراعاتٌ عائليّة ومعاناةٌ عاطفية وإنسانية محاطة بكثيرٍ من التشويق يُديرها المخرج إيلي السمعان، وهي من تأليف إيمان السعيد.

* «وتقابل حبيب»

دائماً في إطار الدراما الاجتماعية العاطفية، يروي المسلسل المصري «وتقابل حبيب» للكاتب عمرو محمود ياسين، والمخرج محمد الخبيري، قصة خيانة زوجيّة تزعزع العائلة وتدخل تدريجياً إلى عالم الجريمة. المسلسل الذي يَعِد بمواقف مشوّقة كثيرة، هو من بطولة ياسمين عبد العزيز، وكريم فهمي، وخالد سليم، ونيكول سابا، وأنوشكا.

ومن بين المسلسلات الاجتماعية المنتظرة خلال شهر رمضان، «البطل» من توقيع المخرج السوري الليث حجّو، وبطولة بسام كوسا، ومحمود نصر، ونور علي. من سوريا أيضاً، تطلّ قصة «ليالي روكسي» التي تستعيد حقبة العشرينات وحكاية صناعة أول فيلم سينمائي سوري.

ولمحبّي الحكايات المصرية الشعبية، بإمكانهم متابعة مسلسلَي «فهد البطل» و«حكيم باشا»، وهما من أكبر الإنتاجات المصرية هذا الموسم.

الكوميديا

موسماً تلو آخر، تتضاعف شهيّة شركات الإنتاج على صناعة أعمالٍ كوميدية لعرضها خلال الشهر المبارك. فالإقبال الجماهيريّ عليها بات ينافس الإقبال على الدراما:

* «عقبال عندكوا»

المسلسل عبارة عن حلقاتٍ منفصلة شكلاً ومتّصلة مضموناً، تدور حول «سها» (إيمي سمير غانم)، و«فادي» (حسن الردّاد). يستعدّ الثنائيّ للزواج لكنهما يقعان في كثيرٍ من المشاكل التي تتحوّل إلى مواقف على درجة عالية من الطرافة.

المسلسل الذي يتصدّره وجهان محبوبان جداً في مصر، هو من إخراج علاء إسماعيل، وتأليف أحمد والي وعلاء حسن. وينضمّ إلى غانم والردّاد تمثيلاً محمد ثروت وإنعام ثالوثة، إضافةً إلى عددٍ من الممثلين المصريين.

* «عايشة الدور»

أما دنيا سمير غانم فتخوض بطولة كوميديّة منفردة في «عايشة الدور»، وتجسّد شخصية امرأة مطلّقة تقرر أن تختبر الحياة من جديد بعد أن كرّست سنواتها لتربية ولدَيها. تتوالى المواقف المثيرة للضحك بعدما تنتحل شخصية ابنة أختها لتدخل الجامعة، وتصطدم بجيلٍ لا يشبهها في شيء.

المسلسل من تأليف أحمد الجندي وإخراجه، ويشارك غانم فيه عدد من الممثلين من بينهم محمد ثروت، ومحمد كيلاني، وسما إبراهيم.

* «نسمات أيلول»

حتى اليوميات المأساوية تتحوّل إلى مواقف مضحكة في المسلسل السوري «نسمات أيلول». في هذه الكوميديا الاجتماعية، تعود «رولا» المغتربة إلى منزل عائلتها في القرية لتنفيذ مهمة سريعة، لكن سرعان ما يجبرها حادث طارئ على البقاء في الريف لفترة أطول مما خططت.

تولّت رشا شربتجي إخراج العمل الذي كتبه علي الصالح. أما تمثيلاً فتبرز أسماء مثل صباح الجزائري، ومحمد حداقي، ونادين تحسين بيك.

* «إخواتي»

بطولة رباعيّة لنيللي كريم، وروبي، وكندة علّوش، وجيهان الشماشرجي، كأربع شقيقات يجعلن من معاناتهنّ من رهابٍ اجتماعي في التعامل مع الرجال، احتفاليّة فرح وضحك. تنقلب حياتهنّ رأساً على عقب بعد مقتل زوج إحداهنّ، فتلجأ إلى شقيقاتها للبحث معاً عن حلّ لإبعاد تهمة القتل عنها. المسلسل من تأليف مهاب طارق، وإخراج محمد شاكر خضير.

* «نص الشعب اسمه محمد»

يريد «محمد» أن يغيّر النمط المملّ لحياته بأي ثمن، فلا يجد سوى الوقوع في حب فتاتَين والتقدّم للزواج منهما في الوقت نفسه. يورّطه الأمر في أزمات كثيرة تتحوّل إلى مواقف كوميديّة تحت إدارة المخرج عبد العزيز النجار. يشارك عصام عمر بطولة العمل كلٌّ من شيرين، ورانيا يوسف، ومايان السيد، وهاجر السراج، ودنيا سامي.

بإمكان محبّي الكوميديا أن يتابعوا المزيد منها في مسلسلَي «80 باكو» من بطولة هدى المفتي، و«الكابتن» الذي يجمع أكرم حسني، وسوسن بدر، وآية سماحة، ضمن حبكةٍ مميزة تمزج الخيال بالواقع.

المسلسلات الخليجية

تتنوّع المسلسلات الخليجية، لا سيّما منها السعودية والكويتية، ما بين درامية اجتماعية معاصرة، وأخرى مستوحاة من التراث، كما تبقى حصة الكوميديا محفوظة:

* «الشميسي»

تدور الأحداث في مطلع ثمانينات القرن الماضي في حيّ الشميسي، وهو أحد أعرق أحياء الرياض. أما المحور فهو حكاية «فهد» الذي يجد نفسه وحيداً في مواجهة تعقيدات الميراث والخلافات العائلية بعد وفاة والده. وتعكس قصته التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية التي عاشتها المنطقة في تلك الفترة. المسلسل من إخراج محمد لطفي، وبطولة عبد الإله السناني وريم عبد الله.

* «الزافر»

إلى جنوب السعودية ينتقل المسلسل التراثي «الزافر»، حيث تتطرّق الحبكة إلى التقاليد الاجتماعية والعائلية في المنطقة. ويروي العمل التحديات التي تطرأ على حياة «يحيى» بعد أن يتحوّل من أحد وجهاء القوم إلى عامل بسيط في إحدى الأراضي الزراعية.

تولّى إخراج المسلسل سيف الشيخ نجيب، أما طاقم التمثيل فيضمّ راشد الشمراني، ومريم الغامدي، ورضوى مزين.

* «شارع الأعشى»

تدور أحداث العمل السعودي المقتبس عن رواية بدريّة البشر في الرياض خلال سبعينات القرن الماضي. ويروي حكاية شقيقاتٍ ثلاث يخضن معارك الحب والحرية والطموح. الإخراج للتركي أحمد كاتيكسيز، أما البطولة فلإلهام علي، وخالد صقر، وريم الحبيب، وتركي اليوسف، وعائشة كاي، وغيرهم.

* «أم 44»

في إطار كوميديّ، تخوض 8 نساء في الـ44 من العمر التحديات الحياتية معاً، على المستوى الأسري والعاطفي والمهني، وتسعى كل واحدة منهن لتعزيز الاستقرار في حياتها، وتحقيق طموحاتها قبل فوات الأوان. المسلسل من تأليف هبة مشاري حمادة، وإخراج المثنّى صبح. أما البطولة فعابرة للجنسيات العربية: سمية الخشاب، وجومانا مراد، وفاطمة الصفي، وليلى عبد الله، وميس كمر، ولولوة الملا، وإيمان الحسيني، وعبير أحمد.

ودائماً في خانة المسلسلات الخليجية، يترقّب المشاهدون العمل الكوميدي «يوميات رجل عانس» من بطولة إبراهيم الحجاج. يُضاف إلى القائمة «أبو البنات»، و«عمتي نوير»، و«جاك العلم 2».

مسلسلات عائدة

نزولاً عند رغبة المشاهدين وتفاعلهم خلال المواسم السابقة، تعود بعض المسلسلات في أجزاء جديدة. من بين تلك الأعمال، كوميديا «كامل العدد» في موسمها الثالث، وهي من بطولة دينا الشربيني، وشريف سلامة، وإسعاد يونس، وحسين فهمي.

ومن بين المواسم الجديدة، «المدّاح: أسطورة العهد»، و«أشغال شقة جداً»، و«العتاولة 2».


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

حادث «سرقة» نوال الدجوي يجدد سجال التفاوت الطبقي في مصر

تكريم الدكتورة نوال الدجوي من إحدى المؤسسات (صفحة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب)
تكريم الدكتورة نوال الدجوي من إحدى المؤسسات (صفحة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب)
TT

حادث «سرقة» نوال الدجوي يجدد سجال التفاوت الطبقي في مصر

تكريم الدكتورة نوال الدجوي من إحدى المؤسسات (صفحة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب)
تكريم الدكتورة نوال الدجوي من إحدى المؤسسات (صفحة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب)

جدّد حادث سرقة الخبيرة التربوية، نوال الدجوي، السجال حول التفاوت الطبقي في مصر، لما شهده الحادث من اهتمام كبير في وسائل الإعلام و«السوشيال ميديا» التي استدعى مستخدموها المبالغ التي تم الإعلان عن سرقتها من المنزل، تقدر بنحو ربع مليار جنيه (الدولار يساوي 50 جنيها مصرياً)، وعقدوا مقارنات بين حياة الأثرياء وحياة الفقراء الذين يعانون «الضنك»، بمعنى الفقر والضيق في المعيشة.

وتصدّر اسم نوال الدجوي «الترند» على «غوغل» و«إكس»، الثلاثاء، في مصر، لليوم الثاني على التوالي، بعد تحريرها محضراً بخصوص تعرُّض منزلها للسرقة، وذكرت أن المسروقات هي 50 مليون جنيه و3 ملايين دولار و350 ألف جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 15 كيلوغراماً من الذهب، من فيلتها في مدينة «6 أكتوبر» (غرب القاهرة)، خلال وجودها في منزل آخر تمتلكه بحي الزمالك القريب من وسط العاصمة.

وبرغم تفاوت الآراء حول وجود هذه المبالغ في منزل وليس في البنوك، والحديث عن الدور الريادي للدجوي في مجال التعليم الخاص بمصر، وامتلاكها مجموعة مدارس وجامعة خاصة؛ مما يبرر امتلاكها هذه المبالغ وأكثر، فإن التعليقات «السوشيالية» التي تناولت الحادث فجرت سجالاً طبقياً، حول حياة الأثرياء وثرواتهم، وأحوال الفقراء في مصر.

وتوالت التعليقات «السوشيالية» التي أشارت إلى حجم الثروة الكبير مقارنة بالفقر المدقع الذي يعيشه البعض، ونشرت صفحات على «إكس» صورة من الخبر الذي يتضمن حادث السرقة، وقارنته بفيديو قالوا إنه لأحد المسؤولين يصادر أرغفة خبز عند سيدة فقيرة، كما علّق البعض على المبالغ الكبيرة وما تردد عن عدم ذهابها لهذا المنزل منذ عامين. متندرين بأن من يمتلك 500 جنيه يذهب كل فترة ليتأكد من عددهم.

وعدّ المتخصص في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الدكتور فتحي قناوي، السجال الطبقي أمراً طبيعياً وموجوداً في أي مجتمع، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن ما أثار هذا الجدل بشكل لافت هو رغبة تضارب المبالغ التي أعلنت، وعلى الأرجح قام البعض بزيادة المبالغ وكميات الذهب كنوع من الاستفزاز للسؤال عن سبب وجود كل هذه الثروة في منزل أحدهم، وهذا مقصود لإذكاء الحنق وإبراز التفاوت الطبقي».

وأشار إلى أن «هذه السيدة كل حياتها مبنية على العمل في القطاع الخاص، وقد بدأت عملها في إنشاء المدارس الخاصة والجامعة، ويمكن أن تكون قد حققت هذه الثروة، في حين أن من يعمل أستاذاً في الجامعة أو موظفاً أو غيره لا يمكن أن يتحصل على مثل هذه الثروة أو الدخل»، مؤكداً أن «السجال الطبقي يدفع البعض أحياناً لمحاربة الرموز أو النماذج الناجحة».

وتصل معدلات الفقر في مصر إلى 29.7 في المائة، بحسب أحدث تقرير أصدره «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» في عام 2020، في حين ذكر تقرير للبنك الدولي أن النسبة وصلت إلى أكثر من 32 في المائة عام 2022. وأعلنت الحكومة عن برامج للحماية الاجتماعية تستهدف «تقليل الفقر» تصل قيمتها إلى 635 مليار جنيه.

ويرى رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، الدكتور خالد الشافعي، أن ما تم إعلانه من أموال بالعملة المحلية والنقد الأجنبي ومشغولات ذهبية، يوضح حجم الفجوة الطبقية في المجتمع المصري، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «الأثرياء في مصر لهم نمط معيشة يختلف تماماً عن بقية الشعب، فارق شاسع بين الفئات العليا والفئات الدنيا، هناك من يشقى ليحصل على رغيف الخبز وآخرون ينعمون بثروات هائلة، ولو أدى الفريق الأخير ما عليه من حقوق وواجبات تجاه الدولة والمجتمع من شمول اجتماعي وتكافل، لما اتسعت الفجوة بهذا الشكل».

ولفت إلى أن «حادث السرقة استدعى ردود فعل في المجتمع وعلى (السوشيال ميديا) تؤكد على الفجوة الطبقية الكبيرة التي يعاني منها المجتمع المصري».

وتوالت التعليقات التي تضمنت سجالاً بين مدافع عن السيدة ومتعاطف معها وبين من يقارن بينها وبين الكثير من المواطنين الذين يعانون من فاقة في العيش.

في المقابل، يرجع الخبير «السوشيالي» المصري، خالد البرماوي، السجال الطبقي الدائر على «السوشيال ميديا» إلى ثراء «الترند» بالتفاصيل، موضحاً أنه يشتمل على عناصر مثل «التعليم والغنى والفقر والعملة وتخزينها، وهذا لم نره من فترة طويلة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أسئلة مشروعة طرحها البعض مثل حجم الأموال المخزنة في المنزل وحيازة دولارات بهذا الكم، ودقة المعلومات وهل هي سرقة أم خلافات عائلية»، لافتاً إلى أن «مجتمع الأثرياء وحياة الضنك موجودة منذ زمن، وكان التفاوت الطبقي موجوداً بشكل شاسع في الخمسينات والستينات، وطوال الوقت ينظر الفقراء إلى الأثرياء ويتحدثون عن نمط حياتهم على سبيل الحكاية أو التندر أو الحقد، و(السوشيال ميديا) لعبت دوراً خطيراً في إتاحة المعلومات والتفاصيل عن حياة الأثرياء، وهذه الفئة نفسها تتبرع بتفاصيل وصور ومقاطع مصورة لها علاقة بنمط حياتهم، فأصبحت مجتمعات الأثرياء زجاجية، وقد زادت وسائل التواصل من الأمراض الاجتماعية وضخمتها لانجذاب خوارزمياتها إلى الظواهر الزاعقة».