عبر أكثر من 5 آلاف فعالية ثقافية وفنية، تحتفل وزارة الثقافة المصرية في شهر رمضان، بأنشطة مختلفة في العاصمة القاهرة والمحافظات كافة، ضمن خطة موسعة وضعتها الوزارة بكل قطاعاتها للاحتفال بشهر الصوم.
ويشمل برنامج الفعاليات الرمضانية مجموعة متنوعة من الأنشطة الإبداعية، تتضمن العروض الفنية والموسيقية، والأمسيات الأدبية والشعرية، والمعارض التراثية، والعروض المسرحية، إلى جانب برامج مخصصة للأطفال والشباب لتعريفهم بعراقة التراث المصري والقيم النبيلة التي يحملها هذا الشهر المبارك، وفق تصريحات لوزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، في بيان، الثلاثاء.
ومعلناً أن الفعاليات تستهدف مختلف الفئات العمرية والاجتماعية في جميع أنحاء مصر، دعا الوزير جميع المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في هذه الفعاليات، والاستمتاع بالأجواء الثقافية والفنية التي تعكس أصالة مصر وثراءها الحضاري.
وتشارك الهيئة العامة لقصور الثقافة بنحو 4640 فعالية، من بينها عروض فنية متنوعة تشمل الموسيقى العربية والإنشاد الديني والفنون الشعبية، وعروض التنورة التراثية، والأنشطة الترفيهية والتعليمية للأطفال في القاهرة والمحافظات المختلفة. بالإضافة إلى تنظيم أمسيات شعرية، وعروض للسيرة الهلالية، ولقاءات مع كبار الأدباء والمبدعين، بالإضافة إلى الاحتفاء بكوكب الشرق أم كلثوم، وتنظيم الورشات الفنية وورشات الحرف التقليدية. كما تنظم الهيئة مهرجان الطور للإنشاد الديني بجنوب سيناء.
وبعروض مسرحية وندوات ثقافية وحفلات إنشاد، يشارك صندوق التنمية الثقافية في الفعاليات الرمضانية، من بينها حفلات الشيخ محمود التهامي بقصر الأمير طاز، والتنورة التراثية بقبة الغوري، والفنان علي الهلباوي وفرقته، بالإضافة إلى حفلات لفرق «مجلس الصلاة على النبي»، و«حبايبنا»، و«زي الهوا»، و«راحة الأرواح». فضلاً عن تنظيم ورشات للفنون التراثية والحرف اليدوية التقليدية مثل الخزف، والنحاس، والخيامية، والحُلي، والنجارة.
وبدءاً من 9 مارس (آذار) المقبل، تستضيف دار الأوبرا المصرية فعاليات رمضانية متنوعة تتضمن أمسيات روحانية، وليالي موسيقية وغنائية، فضلاً عن السهرات العربية والإسلامية، بمشاركة دول من بينها باكستان، وفلسطين، والفلبين، والعراق وغيرها، على مختلف المسارح التابعة للأوبرا، ومن بين أنشطتها عرض الليلة الكبيرة وحفل للمنشد الشيخ ياسين التهامي، وآخر لفرقة الحضرة للإنشاد الصوفي، وليلة مصرية مغربية للإنشاد الروحاني.
وتحرص الهيئة العامة للكتاب على تنظيم معرض فيصل للكتاب بشارع فيصل (غرب القاهرة)، في الأسبوع الثاني من شهر رمضان، بمشاركة العديد من الجهات، وتنظم على هامشه العديد من الأمسيات والندوات.

ويشارك المجلس الأعلى للثقافة بمجموعة ندوات للجانه المختلفة بالإضافة للمشاركة في معرض فيصل للكتاب في دورته الـ13، كما يشارك المركز القومي لثقافة الطفل، في المعرض نفسه بمجموعة من الفعاليات والورشات الإبداعية وتشمل أنشطته عروضاً مسرحية، وورشاً فنية متنوعة، وعروض الأراجوز وعرائس الماريونيت، كما يقدم أنشطة متنوعة في الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، وحديقة الفنون في الهرم.
فيما يواصل قطاع الإنتاج الثقافي تقديم برنامج الليالي الرمضانية «هل هلالك» الذي اعتاد تقديمه في رمضان منذ سنوات عدة، ويتضمن أيقونة فن العرائس «الليلة الكبيرة»، بالإضافة إلى استضافة فرق متنوعة للإنشاد الديني والغناء الشعبي، كما يشارك البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية في البرنامج من خلال عروض تقدمها فرقتا رضا والقومية للفنون الشعبية، إلى جانب فقرات من السيرك القومي.
ويرى الناقد الفني المصري أحمد السماحي أن «الفعاليات التي تقدمها وزارة الثقافة ودار الأوبرا في ليالي رمضان طقس روحاني مهم جداً، اعتاد عليه جمهور من الذواقة لمدة نحو 30 عاماً».
مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «في هذه الفعاليات تتجلى الأناشيد والتراتيل الصوفية سواء الحديثة أو القديمة التي يستعيدها شباب الأوبرا، بما تتضمنه من أجواء صوفية وروحانية مميزة جداً».
ولفت السماحي إلى «المنافسة الشديدة التي تواجهها تلك الفعاليات مع مسلسلات رمضان لكسب قلب الجمهور»، مؤكداً أن هذا الأمر يحسب للأوبرا المصرية ووزارة الثقافة عموماً؛ لأن هناك جمهوراً قد لا يحب مشاهدة الدراما ويبحث عن بديل لها في شهر رمضان، ومن ثم تكون لديه فرصة أخرى مميزة وحيوية للاستمتاع بليالي الشهر الكريم.

