برامج الجوائز والألعاب تتصدَّر المشهد الرمضاني في لبنان

على قاعدة «يا دنيي شتّي مصاري» تتنافس المحطات التلفزيونية على عرضها

وسام حنا يُعيد تجربته الرمضانية الناجحة «أكرم من مين» (إنستغرام)
وسام حنا يُعيد تجربته الرمضانية الناجحة «أكرم من مين» (إنستغرام)
TT
20

برامج الجوائز والألعاب تتصدَّر المشهد الرمضاني في لبنان

وسام حنا يُعيد تجربته الرمضانية الناجحة «أكرم من مين» (إنستغرام)
وسام حنا يُعيد تجربته الرمضانية الناجحة «أكرم من مين» (إنستغرام)

لطالما لمعت برامج الترفيه والتسلية على شاشات المحطات التلفزيونية اللبنانية. تاريخها طويل مع مقدّمين عرفوا كيف يجذبون المُشاهد. وكانت محطة «إل بي سي آي» السبّاقة في صنعها؛ وعبرها تولّى الراحل سيمون أسمر إخراج عدد كبير منها. ومن أشهر تلك البرامج: «باب الحظ»، و«بتخسر إذا ما بتلعب»، و«ديل أور نو ديل»، وغيرها. معظمها يعتمد على الربح والجوائز. وكانت لمحطة «إم تي في» حصّتها أيضاً، منها برنامجا «أوعا تنسى»، و«خلّيك معنا». فيما كانت جوزيان بولس السبّاقة في تقديم هذا النوع، فأعدّت وقدّمت «دولاب الحظ» في الثمانينات عبر شاشة «تلفزيون لبنان». أما الإعلامي ميشال قزي فكانت تجربته ناجحة في هذا المجال من خلال برنامج التسلية والربح، «كوكتيل»، الذي قدّمه عبر شاشة «المستقبل»، فحاولت شاشات أخرى تقليده.

هذه البرامج كانت تشقّ طريقها في شهر رمضان بين التسعينات والألفية الثانية، لكنها ما لبثت أن تراجعت مع تراكُم الأزمات في لبنان؛ وفي مقدّمها الاقتصادية، مما دفع معظم القنوات إلى التخلّي عنها لعدم توفّر جهات إنتاجية تتكفّل تمويلها.

رمضان 2025 التلفزيوني: برامج الجوائز تتصدَّر

منافسة حامية تخوضها محطات التلفزيون المحلّية خلال رمضان، إذ تروّج «إل بي سي آي» و«إم تي في» و«الجديد»، لبرامج الألعاب والجوائز عندها. استهلّت المحطة الأولى الحملة، فأعلنت منذ بداية فبراير (شباط) الحالي عودة برنامج الجوائز والربح، «أكرم من مين»، الذي قدّمته في رمضان الماضي، فشهد نجاحاً منقطع النظير، جعل المشاهدين يتخلّون عن متابعة المسلسلات الدرامية عبر القنوات الأخرى.

وأسهم تقديم الممثل وسام حنا للبرنامج في نجاحه، فحصد شعبية جماهيرية لا يُستهان بها بين اللبنانيين. تصدّر «التريند» عبر وسائل التواصل طوال الشهر الكريم، وجذب متابعة من مختلف الأعمار بأسلوبه العابق بالديناميكة.

ولتعزيز مكانة البرنامج لدى الناس هذه السنة، أُطلِقت أغنية خاصة به بعنوان «أنا المعلّم»، فيغنّي وسام حنا الشارة مع كاتبها وملحّنها طارق الأطرش؛ مما دفع متابعيه إلى تداول كليب الأغنية عبر مواقع التواصل. وكان حنا قد حصد نجاحاً مميّزاً مؤخراً من خلال مشاركته في مسلسل «القدر».

يقف وراء فكرة برنامج «أكرم من مين» في المحطة المذكورة، جوي الضاهر؛ نجل رئيس مجلس إدارتها بيار الضاهر. يومها خاض هذا التحدّي انطلاقاً من قناعة تامة تملّكته. رأى أنّ اللبناني يحتاج إلى التسلية والربح أكثر من حبكة درامية لا تعود عليه بأي أرباح مادية. فهو يعاني أزمةً اقتصاديةً وشحَّ مدخوله الشهري.

ومقولة «يا دنيي شتّي مصاري» باتت حقيقة من خلال «أكرم من مين». فتابعه اللبناني بحماسة وأمل أن ينال حصّته من جوائز كانت تبدأ بمبلغ 10 دولارات لتتجاوز الـ700 في لعبة حظّ يخوضها مباشرة على الهواء يومياً. وفي أواخر الشهر الكريم، يرتفع منسوب هذه الجوائز، لتشمل السيارات ومبالغ ضخمة بالعملة الخضراء.

التجربة عينُها يُعيدها جوي الضاهر هذه السنة، ويفتتحها وسام حنا عشية رمضان، في 28 فبراير، بمركز «فوروم دو بيروت». وكما العام الماضي، تُنظّم شركة «إن أكشن إيفنت» معرضاً هناك يتلوّن بـ«سوق الأكل» وبمشاركين فيه من طبّاخين وأصحاب مطاعم ومقاهٍ ومصمّمي أزياء وغيرهم. ويشكّل، بعنوان «ليالي زمان»، مساحة مقصودة للتسلية والترفيه.

المغنّي وديع الشيخ يخوض التحدّي

في أغنية «أنا المعلّم» لبرنامج «أكرم من مين»، يتحدّى مُغنّيها وسام حنا كل مَن يقف في وجهه. يقول: «أنا المعلّم والتريند معلّم وين ما أنا بكون ببصم وبعلّم»، ويُكملها بعبارة «نافش ريشك ع مين أنجأ عمرك يومين ما تفكرّ تتحدّاني أنا الأكرم من مين».

وديع الشيخ يخوض تقديم برامج الألعاب للمرّة الأولى (إنستغرام)
وديع الشيخ يخوض تقديم برامج الألعاب للمرّة الأولى (إنستغرام)

لكن المغنّي وديع الشيخ قَبِل التحدّي بعدما اختارته محطة «الجديد» ليقدّم برنامج الألعاب الرمضاني يومياً عبر شاشتها. وبعنوان «مع وديع»، يتيح فرص الربح لمتابعيه وللحضور في مركز «بيروت هول» بمنطقة سن الفيل، الذي يتحوّل في الشهر الكريم خيمةً رمضانيةً تُقدّم وجبات الإفطار والسحور، تتخلّلها أسواق رمضانية يجد فيها روّاد العرض كل ما يخطر لهم من حاجات إلى التسوّق.

وأشار الشيخ، لـ«الجديد»، إلى أنه لا يخشى التحدّي، لا سيما أنه يُشكّل «الرقم الصعب» دائماً على الساحة، وفق قوله، موضحاً أنّ الجوائز ستكون مالية، وتتضمّن سيارات وشققاً سكنية.

إيلي شمالي يطلّ في برنامج ألعاب عبر «إم تي في» (إنستغرام)
إيلي شمالي يطلّ في برنامج ألعاب عبر «إم تي في» (إنستغرام)

«إم تي في»... إيلي شمالي فارسها

سبق أن قدّم إيلي شمالي، المعروف بلقب «إيلي جلادة»، أكثر من برنامج تسلية وألعاب. واليوم، تختاره محطة «إم تي في» اللبنانية ليكون فارسها في موسم رمضان التلفزيوني. ومن «سي سايد أرينا» في وسط بيروت، يطلّ يومياً من خلال برنامج ترفيهي يتضمّن الجوائز والألعاب. وسيشهد المكان أيضاً افتتاح قرية رمضانية يرتادها اللبنانيون للترفيه ولتناول وجبات الإفطار والسحور. وتَعدُ «إم تي في» في إعلانها التسويقي لهذا الحدث بجوائز مادّية وغيرها.

يبقى القول إنَّ توقيت عرض هذه البرامج سيُحدث الفرق. فإما أن يعزّز المنافسة وإما العكس. فـ«إل بي سي آي» اعتمدت تقديمه بعد نشرة الأخبار المسائية، أي في الثامنة والنصف مساء بتوقيت بيروت. وفي هذا الوقت تَعرُض عادةً القنوات الأخرى مسلسلات رمضان. فهل ستُدرك باقي المحطات الوقت الذهبي لعرض برامجها المُسلّية وتربح الرهان؟


مقالات ذات صلة

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق ياسمين صبري ونيكولا معوض في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

هل استطاعت ياسمين صبري الخروج من عباءة «الفتاة الأنيقة» درامياً؟

قدَّمت الفنانة المصرية من خلال العمل شخصية «زينب»، الفتاة التي تقع ضحية لزوجها النرجسي، المحامي «أسامة».

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق فؤاد المهندس في الإعلان المثير للجدل (يوتيوب)

مصر: أزمة إعلانية لاستعانة شركة حلويات بنجوم الزمن الجميل

الإعلان المثير للجدل صُمِّم بالذكاء الاصطناعي بشكل كامل، يُظهر مجموعة من نجوم الزمن الجميل كأنهم يعملون في المحل الشهير ويقدِّمون الحلوى للزبائن...

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق مليونان ونصف المليون مصلٍ شهدوا ختم القرآن بالمسجد الحرام في مكة المكرمة ليلة 29 رمضان (واس)

ملايين المصلين يشهدون ختم القرآن بـ«الحرمين الشريفين»

شهد ملايين المصلين في «الحرمين الشريفين»، ختم القرآن الكريم، مساء الجمعة، حيث أدوا صلاة العشاء والتراويح في ليلة 29 رمضان، وسط أجواء روحانية.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة - المدينة المنورة)

الممثلة هيلين ميرين: سلسلة جيمس بوند لا تثير إعجابي

هيلين ميرين تحضر العرض الأول لفيلم «موبلاند» في لندن (أ.ب)
هيلين ميرين تحضر العرض الأول لفيلم «موبلاند» في لندن (أ.ب)
TT
20

الممثلة هيلين ميرين: سلسلة جيمس بوند لا تثير إعجابي

هيلين ميرين تحضر العرض الأول لفيلم «موبلاند» في لندن (أ.ب)
هيلين ميرين تحضر العرض الأول لفيلم «موبلاند» في لندن (أ.ب)

قالت الممثلة البريطانية هيلين ميرين إنه لا ينبغي أبداً أن تُجسّد امرأة شخصية جيمس بوند، لأن سلسلة أفلام التجسس «وُلدت من رحم التمييز الجنسي العميق»، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وأضافت ميرين: «سلسلة أفلام جيمس بوند بأكملها، ليست من النوع الذي يثير إعجابي. في الحقيقة لم تروق لي قط. ولم أحب جيمس بوند يوماً. ولم أحب قط الطريقة التي جرى بها تصوير النساء في جيمس بوند».

وعبرت في تصريحاتها عن معارضتها لفكرة معالجة التمييز الجنسي التاريخي في سلسلة أفلام الجاسوسية من خلال اختيار امرأة للاضطلاع بالدور الرئيسي، وقالت إنه قد يكون من الأفضل للنساء تصوير حياة جاسوسات حقيقيات.

وفي حديثها عن زميلها في بطولة فيلم «أرض المافيا»، بيرس بروسنان، البطل السابق لأفلام جيمس بوند، قالت ميرين إنها رغم كونها من أشد المعجبين ببيرس، فإن أفلام بوند «لم يكن مناسباً لها»، بسبب أسلوب تصويره للنساء.

وقالت ميرين: «يجب أن أعترف أنني لم أكن يوماً من المعجبين بجيمس بوند. أنا من أشد المعجبين ببيرس بروسنان، بل من المولعين به. يا إلهي! من الواضح أنه رائع، وأعتقد أنه رائع في «أرض المافيا»، وهو من ألطف الأشخاص الذين تسعد بالعمل معهم. كما أن دانييل كريغ، الذي التقيت به وأعرفه بعض الشيء، شخص رائع ولطيف للغاية».

اليوم، يبدو مستقبل فيلم «007» مُعلّقاً، بعد أن أبرمت «استوديوهات أمازون إم جي إم» صفقة بقيمة مليار دولار (770 مليون جنيه إسترليني)، تمنحها حق السيطرة الإبداعية على الشخصية مع باربرا بروكلي ومايكل جي ويلسون، وريثي المنتج السينمائي ألبرت «كابي» بروكلي، اللذين يحملان الجنسيتين البريطانية والأميركية، واللذين توليا الإشراف على أفلام بوند لفترة طويلة.