حقنة أسبوعية للمساعدة على الإقلاع عن الكحول والتدخين

حقن «أوزمبيك» الأسبوعية قد تساعد على الإقلاع عن الكحول والتدخين (رويترز)
حقن «أوزمبيك» الأسبوعية قد تساعد على الإقلاع عن الكحول والتدخين (رويترز)
TT

حقنة أسبوعية للمساعدة على الإقلاع عن الكحول والتدخين

حقن «أوزمبيك» الأسبوعية قد تساعد على الإقلاع عن الكحول والتدخين (رويترز)
حقن «أوزمبيك» الأسبوعية قد تساعد على الإقلاع عن الكحول والتدخين (رويترز)

أظهرت دراسة أميركية أن حقنة أسبوعية من دواء «سيماغلوتايد»، الذي يُعرَف بـ«أوزمبيك»، والمستخدم أساساً لعلاج السكري والسمنة، قد تساعد أيضاً على تقليل استهلاك الكحول والتدخين لدى مَن يعانون من اضطراب تعاطي الكحول.

وأوضح الباحثون من معهد الإدمان بجامعة جنوب كاليفورنيا أن هذه الدراسة تكشف عن إمكانية استخدام الدواء أداةً فعالةً ليس فقط لعلاج السكري والسمنة، وإنما أيضاً في الحد من شرب الكحول، وتقليل التدخين أيضاً، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية «JAMA Psychiatry».

ويُعد اضطراب تعاطي الكحول مشكلةً صحيةً كبرى، حيث يُقدَّر أن 178 ألف وفاة سنوياً في الولايات المتحدة تُعزى إلى الكحول، الذي يرتبط بأمراض الكبد والقلب والسرطان. وعلى الرغم من أن نسبةً كبيرةً من الأميركيين يعانون من هذا الاضطراب في مرحلة ما من حياتهم، فإن قليلاً فقط يسعون للعلاج أو يتلقونه.

وتشير الدراسة إلى أن شعبية أدوية السمنة والسكري قد تساعد على تعزيز استخدامها لعلاج اضطراب تعاطي الكحول، مما يسد فجوة علاجية مهمة.

وشملت الدراسة الجديدة 48 مشاركاً يعانون من اضطراب تعاطي الكحول ولم يكونوا يسعون للعلاج. قبل بدء التجربة بأسبوع، تمت دعوتهم لشرب مشروباتهم الكحولية المفضلة في بيئة مختبرية مريحة لمدة ساعتين، مع تعليمات بتأجيل الشرب قدر الإمكان. وسُجِّلت الفترات الزمنية قبل الشرب وعدد المشروبات المستهلَكة.

بعد ذلك، تم تقسيم المشاركين عشوائياً إلى مجموعتين، تلقت الأولى حقن «سيماغلوتايد» أسبوعياً لمدة 9 أسابيع، بينما تلقت المجموعة الثانية حقناً من الدواء الوهمي.

وخضع المشاركون لمراقبة أنماط شربهم أسبوعياً. وبعد انتهاء العلاج، عادوا إلى المختبر لإعادة الاختبار في الظروف نفسها.

نتائج إيجابية

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي تلقت «سيماغلوتايد» استهلكت كميات أقل من الكحول، وكانت لديها رغبة أقل في الشرب، إضافة إلى انخفاض عدد المشروبات المستهلكة في أيام الشرب، وتراجع عدد أيام الإفراط في الشرب مقارنةً بالمجموعة الأخرى. كما تفوق تأثير «سيماغلوتايد» على الأدوية المتاحة حالياً لعلاج اضطراب تعاطي الكحول، رغم استخدامه بجرعات منخفضة.

ومن النتائج المفاجئة، أن بعض المشاركين المدخنين أظهروا انخفاضاً ملحوظاً في عدد السجائر المستهلَكة يومياً عند تناولهم «سيماغلوتايد»، مما يفتح الباب أمام إمكانية استخدامه لعلاج التدخين أيضاً، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن مع أي دواء آخر.

ويعمل «سيماغلوتايد» عن طريق محاكاة هرمون «GLP-1»، وهو هرمون طبيعي يلعب دوراً في تنظيم مستويات السكر في الدم والشهية. ويُعتقد أن تأثيره على تقليل استهلاك الكحول والتدخين يرجع إلى تأثيره على مراكز المكافأة والإدمان في الدماغ.

وعلى الرغم من النتائج المشجعة، فإن الباحثين يؤكدون ضرورة إجراء دراسات طويلة المدى لفهم التأثيرات بعيدة المدى لدواء «سيماغلوتايد» على استهلاك الكحول والتدخين، إضافة لتحديد الجرعات المثلى وفترات العلاج المناسبة، التي قد تختلف عن الجرعات المخصصة لعلاج السكري والسمنة.


مقالات ذات صلة

ثالث مسبب للوفاة... طرق تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

صحتك تعدّ السكتة الدماغية ثالث سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم (رويترز)

ثالث مسبب للوفاة... طرق تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة تساهم بتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتحسن صحة القلب والدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أبناء النساء المدخنات أثناء الحمل يعانون من آثار جانبية طويلة الأمد (أ.ب)

دراسة: الذكور أكثر تضرراً من الإناث في حال تدخين أمهاتهم أثناء الحمل

أظهرت دراسة جديدة أن أبناء النساء المدخنات أثناء الحمل يعانون من آثار جانبية طويلة الأمد أكثر من بناتهن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم التدخين التقليدي والإلكتروني... أيهما أكثر ضرراً على صحة الفم؟

التدخين التقليدي والإلكتروني... أيهما أكثر ضرراً على صحة الفم؟

مستخدمو السجائر الإلكترونية لديهم تغييرات ميكروبية مميزة في الفم.

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
صحتك الإقلاع عن التدخين قد يكون استراتيجية فعالة للحد من السكتات الدماغية (رويترز)

التدخين يرتبط بزيادة خطر إصابة الشباب بالسكتات الدماغية

قال موقع «نيوز ميديكال» إن دراسة جديدة تحذّر من أن التدخين يرتبط بزيادة خطر إصابة شباب المدخنين بالسكتات الدماغية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الإقلاع عن التدخين قد يكون استراتيجية فعالة للحد من السكتات الدماغية (رويترز)

السكتة الدماغية تُهدد المدخنين الشباب

حذّرت دراسة بريطانية من أن التدخين، خصوصاً التدخين الكثيف، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية غير المبررة بين البالغين الأصغر سنّاً، لا سيما الرجال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

أزمة تصوير جنازات الفنانين تعود إلى الواجهة في مصر

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
TT

أزمة تصوير جنازات الفنانين تعود إلى الواجهة في مصر

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)

عادت أزمة تصوير جنازات الفنانين إلى الواجهة بمصر مجدداً، بعد تزاحم عدد كبير من المصورين بالهواتف المحمولة خلال تشييع جنازة الفنان المصري سليمان عيد، الجمعة، حيث لاحقت الكاميرات نجوم الفن، وأسرة الراحل، لتصوير لقطات خاصة أثناء دفن الجثمان.

وطالب عدد من الفنانين بمنع تصوير الجنازات، خصوصاً أن هوية المصور ليست معلومة؛ حيث كتب الفنان المصري طه دسوقي عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، منتقداً ما يحدث، وتساءل: «ما السبق الصحافي في تصوير جثمان... ولماذا يتم التصوير داخل المقابر؟».

ووجَّه دسوقي سؤاله للعاملين في المجال الإعلامي، قائلاً: «كيف يمكنني التعامل مع مَن يُصورني في حياتي اليومية، وأثناء حضوري مناسبات ليست لها علاقة بمجال عملي، وهل أتعامل معه على أنه صحافي أم متحرش؟».

كما عبَّرت الفنانة المصرية بدرية طلبة عن استيائها، وكتبت عبر حسابها بموقع «فيسبوك»: «مهزلة الجنازات وصلت إلى تصوير النعش وما بداخله، من أجل أسبقية النشر والحصول على مشاهدات، من دون اعتبار لحرمة الميت».

وتساءلت بدرية: «مَن هؤلاء؟ ولماذا يوجدون ويزاحمون أهل وأصدقاء المتوفى؟ وطالبت طلبة بالاطلاع على الأوراق التي تُثبت أن مَن يقوم بالتصوير صحافي أم أشخاص يتتبعون الجنازات للتصوير من أجل الربح».

الفنان الراحل سليمان عيد (حسابه بموقع «فيسبوك»)

ويؤكد الناقد الفني المصري رامي المتولي أن «ما يحدث هو ظاهرة سلبية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مَن يقوم بهذا الأمر ليست لهم علاقة بمهنة الصحافة، وليسوا صحافيين بالأساس»، وإن كان المتولي يرى أن «جنازات وعزاءات المشاهير عموماً لا بد من توثيقها، من خلال التصوير الفوتوغرافي والفيديو، ولكن دون إزعاج أو محاولة انتهاك الخصوصية، أو البحث عن سبق على حساب مشاعر الحزن التي تُخيّم على المكان».

وقبل عام، نشرت مواقع صحافية محلية لقطات من جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني، ولنجله الفنان أحمد السعدني الذي انفعل بدوره على المصورين الذين تزاحموا خلال الجنازة وطالبهم بالابتعاد.

في حين طالبت نقابة الممثلين، في بيان لها بالتزامن مع أزمة تصوير جنازة السعدني، بعدم وجود الصحافيين والمراسلين في عزاء الفنان الراحل بناءً على رغبة أسرته.

وأكد بيان النقابة أن الفنان أشرف زكي سيضع شروطاً لحضور مراسم الدفن أو الجنازات سيتم الاتفاق عليها بين نقابتي الممثلين والصحافيين.

كما أصدرت وزارة الأوقاف أيضاً بياناً بمنع التصوير في أي جنازة، سواء حال دخولها أو خروجها وأثناء الصلاة على المتوفى، مراعاة لحرمة المسجد وحرمة الميت ومشاعر أهله.

لكن نقابة الصحافيين رفضت قرار «الأوقاف»، موضحة أنه ليس لأي جهة أو شخص الحق في حظر التصوير، وأن ذلك مخالف لنصوص الدستور والقانون، الذي يتيح لهم ممارسة العمل دون رقابة، وأن وضع القواعد من اختصاصها؛ حيث اجتمعت حينها مع نقابة الممثلين لتحديد ضوابط التصوير.

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (صورة متداولة على «فيسبوك»)

في السياق؛ كتبت الشاعرة منة القيعي عبر حسابها بموقع «فيسبوك»، تعليقاً على الأزمة المثارة: «أتمنى من الدولة إصدار قرار بمنع الصحافة من الحضور والتصوير والنشر في العزاء والجنازات».

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أشار المتولي إلى أنه يجب تحديد مكان للمصورين، وعدم الاختلاط مع الحاضرين، والحفاظ على خصوصيتهم، وتقدير قيمة الحدث، وما يجري خارج هذا الإطار فليست له علاقة بالصحافة.

ويلفت الناقد الفني إلى أن «تغطية كثير من الصحافيين للجنازات تتم بشكل مهني، لكن وجود أفراد غيرهم لا يملكون ثقافة التعامل يعوق عملهم؛ ما يؤدي لاختلاط الأمور».